فكنين : إسرائيل ستكون معزولة بدون مبارك والأسد وفتح
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 19-11-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (10745) قراءة
فكنين : إسرائيل ستكون معزولة بدون مبارك والأسد وفتح
عباس عواد موسى
سيم فكنين , خبير وإعلامي صهيوني ومستشار لرئيس الحكومة المقدونية - نيكولا غرويفسكي - . أرعبه الربيع العربي كباقي الصهاينة وكنت قد نشرت مقالة ( مرايا بلقانية للربيع العربي ) حول ذلك . خرج اليوم متحدثاً للباحث فلاديمير ميانوفيك حول الوضع الشرق أوسطي الراهن . وخلاصة قوله : (( تسعى جميع الأطراف لخلق الفوضى واللاإستقرار لإبعاد النظر عن مقتل ياسر عرفات الذي حدث على الأغلب كنتيجة للتعاون الإسرائيلي - الفلسطيني )) .
خطورة من اندلاع حرب أهلية على الأراضي الفلسطينية
فاللاإستقرار يهدف إلى إبعاد الضوء عن ملف رحيل عرفات وتجنّب فتحه . والآن قد تندلع انتفاضة ثالثة , وقد تتحول الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة إلى حرب أهلية على الأرض الفلسطينية . واللإستقرار الجديد هو محط أنظار أطراف عديدة تسعى جاهدة لدحر الإهتمام عن بيان مقتل ياسر عرفات بعيداً . وقد أشار أحدث تقرير إلى أن عرفات مات سماً بالبولونيوم , ولعل موته قبل تسع سنوات جاء نتيجة صراع على السلطة في داخل حركة فتح .
صحيح إن فتح الملف وبالأحرى إبراز التفاصيل حول وفاته التي ستتطرق إلى المساعدين والمنفذين في عملية التصفية سيحدث شرخاً عميقاً في التجسس الفلسطيني لكنه وبالمقابل سيؤثر على إسرائيل التي ستظهر كوسيط في جلب البولونيوم .
وبحسب فكنين فإن إسرائيل دأبت على شراء البولونيوم 210 من روسيا منذ عقود . وهنا , تظهر علاقة أليكسندر ليفتينينكو عميل ال كي جي بي السابق الذي اغتيل في لندن في نوفمبر عام 2006 بنفس المادة . وبعد أيام من اتهام الرئيس الروسي بوتين حينئذ له بأنه يقف خلف مقتل الصحافية المعروفة بوليتسكايا . وبعد أسبوعين من زيارة له لإسرائيل . يعني أنه كان مقرباً منها . وثانياً ولكونه كان عقيداً في الجهاز ومختصاً بشأن تهريب الماد النووية وعلى الأخص البولونيوم فيعني أن له علاقة ما بهذه المادة السامة التي أوصلتها إسرائيل إلى خصوم عرفات .
ينتج العالم 100 غم من هذه المادة سنوياً ونسبة المنتوج الروسي منها 9و98 . وتضم هذه النسبة ما تنتجه جمهوريات سوفييتية سابقة كحال الشيشان . وتشتري الولايات المتحدة كل المتوج الروسي من هذه المادة وتصنع منها قنابل نووية من نوع خاص . وبالإضافة إلى هاتين الدولتين فإن إسرائيل هي الدولة الثالثة القادرة على إنتاج البولونيوم .
بعد تسريحه من الجهاز عمل ليتفينينكو على بيع المادة لحلفاء واشنطن مثل إسرائيل بإشراف السي آي إيه ولم يبعها للهند وباكستان . وهناك معلومات تفيد بأنه قد تعرض للسم مرة أخرى , كان ذلك في إسرائيل . ولا يزال الغموض يلف مقتله لأنه لم يشكل تهديداً حقيقياً لبوتين . ورجح فكنين أن إسرائيل هي التي قتلته , والسرّ يعرفه رجل الأعمال الإسرائيلي من أصل روسي والذي كان هو حلقة الوصل معه لشراء البولونيوم .
ولا تستخدم إسرائيل البولونيوم في منشآتها . مما يعني أن الشين - بيت يستخدمه في تصفية الآخرين .
ألبولونيوم مادة قاتلة ببطء . وليس فقط بوضعها في المشروب مثلاً بل وممكن بوساطة فرشاة الأسنان وقطرة العينين . ولكني والحديث لفكنين أستبعد أن يكون مقتله جاء بمبادرة إسرائيلية . والمتهم هنا هم رؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين هم على علاقة بالموساد والشين - بيت . فإسرائيل أمّنت لهم المادة من ليتفينينكو وهم من نفذ التصفية . ففي باديء الأمر كذّبوا زوجته سهى وأعلنوا أن وفاته طبيعية وناجمة عن الشيخوخة ويبدوا أنهم نفّذوا المهمة ليأتوا بمحمود عباس الذي لم يستطع التخلص نهائياً من أتباع عرفات فعادوا ليحيوا القضية مع زوجته التي طالبت بفحص عينة الرفات في فرنسا وروسيا وسويسرا . ولأن منفذ أو منفذي المهمة لا يزالون في قمة هرم السلطة الأمني والسياسي فالفوضى قادمة وكذلك حالة اللاإستقرار .
لن ينفعهم توجيه التهمة لإسرائيل . وفي حالة إعلان أسمائهم ستندلع مواجهات لم نعهدها من قبل . لكن إسرائيل متضررة فهي ناقلة البولونيوم والمسببة في قتل عرفات . ولا تريد أن تفقد فتح التي هي سلاحها الوحيد في مهاجمة حماس , عدوها الشرس . ولعل القائلين بأن انتفاضة قادمة ستستثمرها إسرائيل , غير صائبين . فالحدود المصرية والسورية معها أصبحت سالكة أمام المتربصين لأن وضع البلدين مضطرب . وبفقدان إسرائيل لمبارك وللأسد ولفتح ستكون معزولة تماما .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: