محاولة السيطرة على مجمع وزارة الدفاع : حقائق ما وراء الصورة ؟
المحاولة الانقلابية التي شهدها مجمع وزارة الدفاع اليمنية صباح يوم الخميس 5ديسمبر 2013م لم تكون هي الأولى ولن تكون الأخيرة ولكنها كانت الأقوى من حيث الأهداف والإعداد والتخطيط والتنفيذ والخدمات اللوجستية للانقلاب
سبق هذه المحاولة محاولتين فاشلتين بالنسبة للسيطرة على مبنى مجمع وزارة الدفاع اليمني والمحاولتين السابقتين تم تجهيزهما من داخل معسكر الحرس الجمهوري سابقا في السواد جنوب العاصمة صنعاء وتحت عنوان مطالب حقوقية لأفراد بعض الألوية كمبرر للانقلاب بينما الهدف واضح هو السيطرة عسكريا على مجمع وزارة الدفاع
المحاولتين الانقلابيتين السابقتين نفذت في ظل قيادة نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح العميد تحمد علي عبد الله صالح قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وهي الوحدات العسكرية الاكثر تسليحا وتحديثا وجاهزية ويمتلك الحرس الجمهوري السابق الاسلحة الحديثة والنوعية وكان يحظى بإهتمام الرئيس السابق الذي كان يقوم بمهمة الاشراف على وحدات الحرس شخصيا
الترسانة العسكرية الحديثة والنوعية التي كان يمتلكها الحرس الجمهوري السابق لم تعود موجودة كما ونوعا وقد تم تفريغ مخازن الوحدات العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري السابق وارسالها الى اماكن خارج سيطرة القوات المسلحة وتحديدا تم تهريبها الى اماكن خاصة بالرئيس السابق ونجله وكما تشير معلومات كثيرة ان معسكر ريمة حميد القريب من مسقط الرئيس السابق هو المكان الذي تم نقل اكثر الاسلحة وخاصة الاسلحة الحديثة ومضادات الطيران والصواريخ الذكية ، ومعسكر ريمة حميد هوعبارة عن مجمع كبير وهو اشبه بغرفة عمليات سيطرة وتحكم كبيرة يضم غرف عمليات فرعية ومتخصصة للقيام بمهمات اخرى غير العسكرية
محاولة الانقلاب الاخيرة التي احبطتها وحدات هسكرية من القوات الخاصة والقوات المسلحة تعتبر الاكثر تخطيطا وبحسب خبراء عسكريين انها الاقوى عسكريا من المحاولات السابقة نظرا للمخطط الخاص بالسيطرة على عدد من المنشآت الحكومية الاستراتيجية مثل البنك المركزي اليمني الذي يقع بالقرب من مجمع وزارة الدفاع اضافة الى السيطرة على المكتب رئاسة الجمهورية ونادي ضباط القوات المسلحة والقصر الجمهوري ( وهو المكان الذي يضم مكتب مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والامن اللواء هلي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع وهو اكثر القادة العسكريين نفوذا وتاثيرا ) وكلية ونادي الشرطة والسيطرة على دائرة التوجيه المعنوي وعدد من المتاحف المدنية والعسكرية التي تقع ضمن منطقة جغرافية قريبة من نقطة السيطرة على المركز " وزارة الدفاع" وبحسب الخبراء ان المخطط كان يهدف الى السيطرة على مبنى جهاز الامن القومي ومخازن مملوكة للقوات المسلحة الموجودة في قصر غمدان او ما يسمى بالسجن الحربي ، كل هذه المنشآت وغيرها كانت ضمن مخطط الانقلاب في حال تم السيطرة فعليا على مجمع وزارة الدفاع والسيطرة عليه يعني اسقاط هيبة الدولة العسكرية والامنية
مصادر قريبة من مسرح العمليات " محيط وزارة الدفاع " اكدت ان الهجوم الذي نفذ صباح الخميس 5 ديسمبر الحالي تم بواسطة سيارات معروفة وهو ما يثبت دخول السيارات المجهزة بالمتفجرات وكما تقول مصادر اخرى في وزارة الدفاع ان دخول السيارات تم تأمينه بطرق معينه وهذا دليل على الاختراق الاستخباري والامني وان اطرافا استخبارية لها ضلع مساهمة مباشرة في تقديم الدعم المعلوماتي للجهة التي تقف وراء الانقلاب
المصادر تؤكد انه بعد انفجار السيارة الاولى بدأت الاشتباكات بين حراس مجمع وزارة الدفاع وبين مجموعات مسلحة من جهات مختلفة وان كثير من العناصر انطلقت من منازل مجاورة لمبنى الدفاع وهذا يدل على انه تم تجهيز عناصر مسلحة استقدمت قبل العملية وتواجدت في منازل سكنية محيطة بمجمع الدفاع وهذه المنازل اما تم شراؤها او استئجارها او مملوكة لعناصر موالية للطرف الذي يقف وراء الانقلاب
المعلومات الاولية تشير الى ان المخطط الانقلابي لم يتم القضاء عليه نهائيا وما تم القضاء عليه هو خلية او وحدة واحدة وهي التي كانت مكلفة بالسيطرة على مبنى وزارة الدفاع وهذا يعني ان المخطط يشمل عدد من المرافق والمنشآت الاستراتيجية والامنية والعسكرية وهذه ليست فرضية وانما واقع ومايؤكد هذا هو التواجد المريب والمكثف لعناصر مسلحة بزي مدني في الاحياء المحيطة بدار الرئاسة وخاصة الاحياء الجنوبية والشرقية حيث لاحظ عدد من الاهالي وجود مسلحين في منازل سكنية قريبة من اسوار دار الرئاسة وان تحركاتهم تثير الشك والانتباه من خلال سيارات توفر لهم التموين الغذائي اليومي وان حركة الزوار المهمين تتزايد من بعد منتصف الليل وهذا يدل على ان هناك مخطط يتم الاعداد له للاستيلاء على دار الرئاسة وهو المكان الذي يمثل رمزا لسلطات الدولة والسيطرة عليه يعني اسقاط النظام
من خلال متابعة الاحداث التي تزامنت مع محاولة السيطرة على مجمع وزارة الدفاع يدل على ان دقة التخطيط ويدل على مهارة الطرف الذي يقف وراء العملية وهذا ويدل على ان الاختراق لاجهزة الاستخبارية والامنية والاعلامية كان قويا وبارزا حيث قامت وسائل اعلام رسمية بالتهوين من الحادثة التي تعد الاكبر والاعنف وكانت معلوماتها تختلف عن الواقع الذي يشاهده الناس وان العملية لم تكون عبارة عن انفجار سيارة حيث كان يشاهد الناس اعمدة الدخان تتصاعد عاليا في سماء وسط العاصمة وسماع الاشتباكات الى مسافات بعيدة من موقع الحدث وهذا مؤشر على الاختراق الاعلامي
التسهيلات التي قدمت للمجموعات المسلحة من داخل مجمع وزارة الدفاع كانت واضحة وعلى مستويات مختلفة وتدل على ان الذي يقوم بهذه المهمة قيادات رفيعة في وزارة الدفاع لانه لا يمكن لسيارة محملة بالمتفجرات ان تدخل الى مبنى المجمع دون ان تخضع للتفتيش في اكثر من بوابة وهناك روايات لم يثبت لنا مدى صحتها من عدمه ، من هذه الروايات ان قائد عسكري رفيع هو الذي ادخل السيارات دون تفتيش وان مرافقيه هم من ادخلوها بصحبته ورواية اخرى تقول ان السيارات المتفجرة دخلت ضمن سيارات وفد طبي جنبي اثناء زيارته للمستشفى ورغم ان المعلومات متضاربة الى الان لكن المؤشرات كلها تدل على ان الاشراف على العملية تمت بالتنسيق مع قيادات داخل مجمع الدفاع الذي يحظى بحراسات امنية وعسكرية شديدة الى درجة ان العاملين في المجمع لا يمكنهم ادخال سياراتهم الشخصية حيث تم تخصيص مواقف لها خارج اسوار المجمع اضافة الى مصادرة اجهزة الجوال والمسدسات الشخصية من كل الموظفين من قبل بوابات الحراسة العسكرية ولا يسمح بدخول الجوالات والسيارات والمسدسات الا لكبار الضباط من اصحاب الرتب العالية والمناصب القيادية ومن وسط هذه الدائرة تم الاختراق وقدمت التسهيلات للمجموعات التي جاءت للسيطرة على المجمع
هناك معلومات عن وجود اثنى عشر سيارة تم تفخيخها لمهمات مشابهة وهذا دليل على فشل الاجهزة الاستخبارية وانها تعمل لصالح اطراف بعينها وتحديدا لصالح النظام السابق وجماعة الحوثي التي تلتقي مع صالح في قواسم مشتركة وان محاولة الانقلاب الاخيرة تدل على تبادل للأدوار فيما بين الطرفين وان الحوثيين يحاولون نقل المعركة الى العاصمة للتخفيف جبهات القتال في صعدة ومؤشراتها تشير الى اخفاق الحوثي ميدانيا وهذا ما يدفعهم لقبول أي مخطط مشترك مع صالح وكلا له غاياته واهدافه ، الحوثيين يخافون من سقوط صعده كليا بيد القبائل والقوى التي تساندهم ولو تحقق انتصار القوى التي تقف في وجه الحوثي النتيجة ستكون القضاء على مركز الثقل للحوثي المتمثل بصعده كاملة
القتلى من المهاجمين لمجمع الدفاع يرتدون زي عسكري قديم وكان مخصص للفرقة الاولى مدرع التي كانت بقيادة اللواء علي محسن الاحمر وهذا يشير الى توجيه الاتهام لمستشار رئيس الجمهورية اللواء الاحمر ويرى بعض المهتمين ان استخدام ملابس سابقة للفرقة الأولى مدرع هي تمويه على ان الانقلاب من تنفيذ المستشار الحالي للدفاع والامن قائد الفرقة سابقا وانه تمويه يكشف عن الجهة التي تقف وراء العملية لأنه سبق وان استخدمت ملابس الفرقة في عمليات سابقة وهذا الأمر اصبح معروفا
مصادر مجاورة لمنزل الرئيس السابق في شارع صخر وحدة لاحظت استنفار حماية الرئيس السابق تنتشر خلافا للعاده وقاموا بقطع الشوارع المحيطة بالمنزل من وقت مبكر وقبل حدوث الانفجار بساعات وان التحركات كانت مثيرة وغير طبيعية وتدل على ان عناك شيء وهو ما ترجمته الانفجارات عمليا على الارض ومحاولة السيطرة على وزارة الدفاع
معلومات تشير الى ان عدد من الضباط غادروا الوزارة واختفوا وظل كثير منهم في المحيط يعمل من خلال الجوال وهؤلاء شركاء باعتبارهم من اصحاب السبق والترصد وعندهم علم بالمعلوم
الاشتباكات تجددت في محيط وزارة الدفاع بعد اعلان الدفاع سيطرتها على الوضع ومصادر متعددة تشير الى ان هناك استعدادات يقف ورائها صالح ونحله للسيطرة على وزارة الدفاع والانقلاب على الرئيس هادي وان بعض الاطراف الاقليمية منحته الضوء الاخضر للقيام بانقلاب عسكري ، تجدد الاشتباكات يدل على التصميم على الانقلاب والسيطرة على وزارة الدفاع وفي حال اسقاطها عسكريا يعتبر نجاح كبير للانقلاب
هناك فرضية هامة مدعومة بمعلومات من مصادر غير مؤكدة ان الرئيس هادي كان موجودا في مجمع العرضي وانه جاء لزيارة قريب له في المستشفى ودخل المجمع بسيارة قد تكون سيارة اسعاف وما يؤكد هذه الفرضية هو ان السيارة انفجرت بجوار المستشفى وهذه السيارة موجودة من وقت سابق مخصصة لتفجيرها خلال تواجد هادي بمجمع وزارة الدفاع في أي وقت ، المجاميع المسلحة التي تم تسكين المسلحين في منازل مجاورة لوزارة الدفاع منذ فترة للقيام بمهمة التغطية والتمويه والسيطرة ، ان خللا ما في عملية نقل المعلومات هو الذي حال بين هادي والاغتيال وللاقتراب من الحقيقة هو قيام المسلحين بقتل كل من في المستشفى وملاحقة بعضهم الى الحمامات واماكن اخرى هو تنفيذ للمخطط بتصفية كل الحاضرين بغض النظر عن جنسياتهم ومهنتهم وهو ما حصل فعلا حيث تم تصفية الكادر الطبي كاملا وهم الابرياء العزل من السلاح في مكان السلاح ، وان الافراد الذين قاموا بالمهمة يعرفون مجمع وزارة الدفاع غرفة غرفة ويعرفون عنها ما لايعرفه أي مسئول في الوزارة ،
وهذا يعني ان عملية اغتيال الرئيس هادي كان مرتب لها سلفا وانه تم اتخاذ قرار بتصفيته داخل مقر وزارة الدفاع وربما كان مرتب قصة تشبه قصة اغتيال الحمدي عنوانه ، خلاف متبادل بين قيادات وبين هادي هو السبب الذي ادى الى تبادل اطلاق نار بينه وبين الحراسات " المرافقين " وطبعا هناك خبرة في هذا المجال ، معرفة هادي بمحاولة الاغتيال هو السبب في ارباك المعلومات التي تم نقلها للمشرفين على تنفيذ العملية ان هادي دخل على المجمع بسيارة متخفي وانه موجود والحقيقة كانت غير ذلك وهذا هو الفخ الذي تم تصبه للفريق المشرف على العملية والتركيز على المستشفى وابادة العاملين فيه دليل على ذلك ، الاختراق المزدوج هو الذي كشف بؤرة التآمر وسيكشف كل خيوطها
وجود قناة اليمن اليوم في محيط وزارة الدفاع يعتبر مهمة كبيرة وتاريخية وستكون هي الشاهد الوحيد والمتصرف بالصورة والخبر ولم يفصل بينها وبين خبر ( عـــــــاجـــــل) اغتيال رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي القائد البطل الذي قدم روحه فداء للوطن وسيكتب التاريخ ان الرئيس الشهيد قتل على ايدي الجماعات الظلامية والتكفيرين وووووو وان اول تعزيه هي للزعيم الذي سيبكي ويسكب الدموع حزنا ووفاء لرفيق دربه ...ومن هذا الكلام !!!
وسيكون من بين القتلى في الاخير طاقم قناة اليمن اليوم لطمس الشاهد ذاته خوفا من صحوة ضمير مؤكده لان الطاقم اثناء المهمة لا يعلم بالتفاصيل كاملة ولكن بعد وقت قصير يعرف الهدف من المهمة وهذا مصدر ازعاج وطمس أي معالم كانت شاهدة وحاضرة يعد من الواجب وفقا لما يعتقده المجرم الكبير
الاعلان عن تجدد الاشتباكات في محيط وزارة الدفاع يعتبر تغطيه ضرورية لمتطلبات عاجلة فرضها الحدث وان قيام موقع وزارة الدفاع بنشر خبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح ويصفه برئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة لم يكون اختراق للموقع ولم يكون عبثي، بل كان مرتب له مسبقا ولان الارتباك هو الذي سيطر على المشهد تم انزال الخبر بناء على بلاغ " المهمة اكتملت " ومثل هذا الخبر كان هناك خبر مماثل ستنشره وكالة سبأ وان الذي فصل بينها وبين نشر الخبر هو الفارق الجغرافي الذي مكن المكلف بمتابعة الحدث افضل من الذي موجود ضمن مسرح الاحداث !!
مع غياب شمس يوم 5 ديسمبر 2013م كان اليمن على موعد مع متغيرات مجهولة وبفضل الله تعالى واخلاص الشرفاء تم تلافي ماكان مخطط له ، زيارة الرئيس هادي في ظل اوضاع غير امنة تعتبر رسالة تحدي من هادي لمن يقف وراء الجريمة التي تعامل معها هادي بذكاء شديد وبدل ان يكون الضحية أصبح البطل
سياسيين اعتبروا ان محاولة الانقلاب الاخيرة تمثل الرقصة الاخيرة لرئيس النظام السابق وسيتم التعامل بحزم مع الاطراف التي تسعى للعبث بأمن ومستقبل اليمن ، وقد عبرت الاطراف الراعية للمبادرة والاطراف الدولية عن دعمها للرئيس هادي وهذا سينعكس عمليا على وضع حد للفلتان الذي يمارسه الرئيس السابق وان تغييرات واجراءات سيقوم بها الرئيس كضرورة لفرض حماية مسار الانتقال السياسي للوصول الى الوضع الآمن لليمن