ملائكة التشليح
انا غير مقتنع تماما بان لدينا اطباء نسميهم ( ملائكة الرحمة ) اطلاقا.. فالطب عندنا في اليمن تحول الى مهنة من احدى المهن الاحترافية للبرمات ومدخل (للرز- ق) وتجارة رابحة لن تبور.. والذي من خلاله سارع العديد من تجارالموت ومعدومي الضمير في فتح العديد من المستوصفات والمستشفيات والصدليات والمراكز الصحية في الشارع الواحد واصبحت استثمارا لموارد مالية سخية للكسب ولجلب الارواح وازاهاق الانفس يساق الناس اليها ليتلقوا منهم وصفاتهم الطبية القاتلة وليحصل المواطن المريض على كيس من الادوية المهربة لينال جزاءه الرادع والعادل ..فأتينا حيا .. نخرجك ميتا..
هكذا يتم استقطاب المواطن المغلوب على امره بالعديد من الحيل والمكر وذلك من خلال اللافتات التي تطرح في الارصفة وعلى الجدران التي تتحدث في مسلخ خرطها الكريم ويفيش النظر في هذه اللوحات التي فيها اكثر من عبارة مدنسة على امتداد العين المؤجرة له بأننا لسنا الوحيدون – طبعا – ولكننا الافضل- للدمار !!
ينذهل الشخص ويحتار من تلك العبارات التي لا يكتفي البعض بتعليق لافتة صغيرة انما وصل الجشع لملائكة ( التشليح )لان تكون لافتاتهم بعرض المبنى كاملا .. وقيامهم بفتح واستئجاراغلبية الفتحات على الشوارع التي ليس لها داعي اللهم الا لأجل توزيع وتوسيع ( جيب المريض ) الوافد اليهم لطرحه في حبال وشبكة الاصطياد واغرائه بتخفيضات الاسعار ومن حقهم الشطح الذي يوصلك للمقولة المتكرره ..صليت لك تقرب .. من ميد لا تهرب !
فعلا يتفاجأ الشخص باول دخوله بواباتهم وينظر الى الواقع المرير في الداخل عكس ما في الخارج .. تقدم امامه الابتسامات السحطية التي هي اشبه بقرش الموز لزحلقته .. من ثم يتناول الجرع الجديرة بالذكر فاول الجرعة هي جرعة الاستضافة ولا بد منها تتمثل امام السكرتاريه في دفع حق التشخيص والفحوصات والكشافات ولسان حالهم .. اتغدى بك قبل ما تتعشى بي .. هذا مبدئيا بعدها تقدم له الجرعة الثانية بوصفة طب علاجية – كاملة الدسم- لاتبقي في جيبه شئيا ولا تذر .. لا تكتمل المعاناة عند هذ الحد .. فالدكتورة يباشرك اولا بطرح العديد من الاسئلة.. نظرا لعدم الاداراك او التشخيص فيك حمى ..هل تحس بغثيان .. هل تشعر بدوران للامام ام للخلف .. اكلت حاجة والا شي.. فيحرك قلمه المسموم النافث لاعطائك الوصفة المرضية من باب الوهم والتخيال وضرب الصدف وبالحظ يانصيب ويطلع فيك امراض تستدعي الشجن وانت في قمة الصحة .. وعندما تستخدم العلاجات لا تخرج سليما انما يتم رفع برقيه عزاء ومواساه مقدما لك بان الحالة استعصت علاجها وعليك التحرك الى مستشفى اخر .
فقد تختلف المعاملات اللاانسانية للسلخ والشلح بين هذه المراكز المنفوخة امام المواطنين كل بحسب اجادته لسيناريوهات الاقناع الا ان الهدف واحد تعرية المواطن ومكسه في الحلقوم ووصلت السفالة في البعض لاستخراج الزلط هو ان الشخص قد توقف قلبه في العناية الا انها تتم المغالطات( وعيني عينك) بعمليات الاكسجين لضخ الهواء في جسده بانه لا زال على قيد الحياة .. حتما يجد الانسان من العذاب الوانا في هذه المستودعات المتخصصة في زرط المواطن .. وما خفي كان اعظم... فهل من منقذ لعمليات الزرط يا حكومة الفيد .. وصحتنا المرهلة