نجاح ثلاثية ( هادي – مخرجات الحوار – الدولة الاتحادية )
ما من شك أن الحكمة اليمانية والحنكة السياسية والإيمان بالصبر والشجاعة الوطنية والحلم الإنساني والقدرة الفائقة في القيادة وسعة الصدر وبعد النظر ورباطة الجأش المقترن بقوة الشخصية في الحوار بمسؤولية وحرص كبيرين بعيداً عن الانفعال ظل الرئيس هادي مكافحا ًوصلباً وثابتاً بأريحية الأب والقائد والرئيس في مواجهة المعضلات والمؤامرات والتحديات والصعاب والإرهاب والعنف والدسائس والفتن والاستفزازات ورسائل التشهير والتشوية بل والقذف أحياناً والسب أحياناً أخرى وبكل أنواع الازدراء وشتى أصناف الفتن من أغلبية جهابذة وفراعنة ورموز وأمراء الحرب وساسة القوم على مختلف أشكالهم وألوانهم وانتماءاتهم القبلية والمناطقية ومن قبل قادة التهريب وناهبي ثروات الوطن ومقدراته , بل وقادة الصراع الدموي الذين تحولوا جميعهم إلى أثرياء على أنقاض الأرامل والأيتام والضحايا والشهداء الأبرار , وما خفي كان أعظم .
§ نعم كل هؤلاء بأجنداتهم وإمكانياتهم في الداخل والخارج , ولكن عظمة الرئيس هادي وعظمة اليمن بسيادتها ووحدتها كانتا بمثابة الصخرة المنيعة والشامخة والكفيلة لأن تجعل كل أولئك الفراعنة ومن لف لفهم أقزاماً في حلبة الصراع السياسي والوطني ... وفي سابقة فريدة , تعتبر الأولى من نوعها في تاريخنا اليمني المعاصر لا شك أن التاريخ سيقف أمام إنجازات هذه الأسطورة على مر التاريخ .
§ قرابة السنتين مرت على الحكم في اليمن حملت في طياتها ملاحم بطولية تكللت بانتصارات عظيمة وعملاقة لصالح الوطن والشعب بمختلف فئاته وشرائحه ومكوناته السياسية والحزبية والمدنية من أجل التغيير وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية المدنية والحديثة التي يسودها النظام والقانون والأمن والاستقرار والعدل والمساواة والحرية وحقوق الإنسان . . وطن يتسع للجميع ويكون فيه كل أبنائه سواسية وشركاء في السلطة والثروة والحقوق والواجبات ليس فيه ظالم أو مظلوم أو مواطن درجة أولى وآخر درجة سابعة . . وطن ليس فيه ألوان متمايزة أو فتن مذهبية وطائفية . . وطن تتلاشى فيه الفوارق العصبوية والتمايز القبلي والجهوي والمناطقي . . لا شمالي ولا جنوبي ولا غربي أو شرقي . . وطن لا يرتهن لرحمة أو ظلم فئة على أخرى , فيه القيادة للأجدر والأكفأ وللأمين والمؤتمن . . وطن لا يقبل أن يتوج على عرش كرسي الحكم فيه إلا من هو أهل للحكم ولإداء الأمانات لأهلها ينصر الحق ويدحض الباطل . . حاكم ينشر الأمن والأمان والسكينة والسلم الاجتماعي بين أوساط الناس . . لا حاكم يبدد ثروات وطنه على أقربائه وحاشيته وأبناء قبيلته , يأبى أن يترك كرسي الحكم ولو كان ثمن ذلك سقوط الآلاف المؤلفة من جثث وأشلاء شعبه وتدمير وطن بأكمله . . وطن يسوده السلم والسلام والعدل والحرية والمواطنة المتساوية وتذوب فيه العصبية المقيتة والجاهلية العمياء , لا وطن تعشعش فيه عصابات الفساد والإفساد والسلب والنهب والفيد والثراء غير المشروع , وطن لا يظن أحد أن باستطاعته أن يحوله إلى إقطاعيات أو قطاعات وكأنها ملكية خاصة له ولذويه ولأبناء قبيلته , فالدولة اليمنية الاتحادية ستلفظ بعيداً كل من تسول له نفسه أن يفكر حتى مجرد التفكير أن يستمر في العبث بمقدراتها وثرواتها وبأمنها واستقرارها , أو أن يفكر أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء , أو أنه سيحاول استخدام لغة التهديد والوعيد أو التلويح بإثارة الفتن وبؤر التوترات لينال من الوطن وقادته وحماته وشرفائه وشعبه وطموحاته , وتطلعاته ..
§ إن ما تحقق اليوم لمؤتمر الحوار كان بحق معجزة فريدة قلما نجدها في مساحة أخرى من المعمورة كونها أسقطت كافة مراهنات وتحديات ذوي الأفكار الضيقة والمشاريع الناقصة والأنانية والشخصية والتي رفع أصحابها مشاريع الفشل لمخرجات الحوار الوطني الشامل بنسب تراوحت ما بين 80 – 90 % كما كشفت عن تلك التوقعات الخاطئة الأنشطة المضادة والتصعيد بالإرهاب والعنف وعمليات التخريب والتدمير التي طالت غالبية مناحي الحياة والتي لقيت فشلاً ذريعا بعد أن تصدى لها شعبنا اليمني المغوار بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ومعه كل الوطنيين والشرفاء من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات والقوى الثورية الحية والفاعلة إلى جانب منظمات المجتمع المدني وكافة أطياف وشرائح مجتمعنا اليمني والذين وقفوا في وجه كل القوى التقليدية التي حاولت أن تعرقل هذا المشروع الحواري الكبير وخرجت مكسورة تجر ورائها أذيال الهزيمة والخزي بعد أن نجح الحوار الوطني الشامل نجاحاً منقطع النظير وفشلت المشاريع الصغيرة التي تزعمتها القوى التقليدية ومن سار على خطاها من أصحاب المشاريع الهدامة التي لا تستطيع العيش إلا بالكسب غير المشروع باستثمار الفتن المذهبية والطائفية والدينية للابتزاز السياسي لتحقيق مكاسب سياسية ومآرب شخصية ولا يهمها سوى مصالحها الخاصة وأن تحقق ذلك بسفك دماء الأبرياء وإثارة الفوضى وبلوى الخراب والدمار , ونشر الرعب والهلع بين أوساط المجتمع وصفوة نخبه السياسية وقواه الحية الساعية إلى إحداث عمليات التغيير والبناء والنماء للدولة اليمنية الاتحادية التي بتأسيس لبناتها الأولى ستودع اليمن وشعبها قروناً من القهر والظلم والجهل وستبدأ مشروعها الحضاري التنموي والتنويري الذي ستمثل مخرجات الحوار الوطني نقطة الانطلاق الأولى للسير باتجاه هذا المشروع النهضوي الكبير تحت قيادة رمز البناء والتحديث وباني نهضة الدولة المدنية الجديدة المشروع الأكبر للدولة الموحدة على أسس ومبادئ وثوابت لا يختلف عليها اثنان .
§ المراهنات والتحديات التي رفعها دعاة مشاريع فشل مخرجات الحوار الوطني سقطت , ومعها سقطت وسائل إعلامها المظللة للحقائق أكانت تلك الوسائل الإعلامية حزبية أو خاصة والتي حاولت خداع الرأي العام على كافة المستويات - صباحاً ومساءً – وكانت تلك الوسائل مفضوحة ومكشوفة ولم تستطع أن تمرر مغالطاتها على الرأي العام النابه كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة , وتجلى فشل تلك الوسائل المشبوهة بعد أن لقيت رفضاً شعبياً واسعاً من قبل كل الأطياف والشرائح المجتمعية من شباب ومثقفين ومرأة وسياسيين وناشطين في منظمات المجتمع المدني وإعلاميين الذين واجهوا وافشلوا ما كانت ترمي إليه تلك الوسائل التحريضية التي فقدت مصداقيتها , وإلى جانب تلك النخب الوطنية وقف أبناء شعبنا اليمني صفاً واحداً لإجهاض تلك الإشاعات السامة التي كانت تبثها بين الحين والآخر للتشهير بفخامة الأخ رئيس الجمهورية ( هادي ) وبالوطنيين الشرفاء من كافة الانتماءات والتي حاولت أن تشوه مشروع الحوار الوطني الشامل بهدف إجهاضه في المهد وإفشال مخرجاته بعد أن شعرت تلك القوى التقليدية إنها ستقذف إلى مستنقع الهاوية في حال نجاح مؤتمر الحوار ومخرجاته التي لقيت تأييداً شعبياً محلياً ومباركة دولية وإقليمية وكان الرئيس هادي وشعبنا اليمني رموز هذا النصر التاريخي الذي سيسجله التاريخ بحروف ناصعة البياض ليكون دلالة تاريخية شاهدة على عظمة هذا الشعب العظيم وقائده الرمز ( هادي ) بأن اليمن بلد الحكمة والإيمان , وبلد اليمن والخير والبركات , واليوم بنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل فإنه من حق كل يمني ويمنية أن يفخروا إنهم أهل الحكمة والإيمان التي بشر بها أشرف خلق الله عليه الصلاة والسلام صاحب الذكرى العظيمة في هذا الشهر العظيم والمبارك ( ربيع الأول ) ذكرى مولده صلوات الله عليه وسلم , وما أعظم هذه الذكرى النبوية التي تزامنت هذا العام مع انتصارات أهل الحكمة والإيمان . . وما أحوجنا اليوم , ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة على قلوب كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن نتعظ ونستخلص الدروس والعبر من ذلك , وما أحوجنا اليوم أن يراجع ذلك النفر مواقفهم ويبعدوا عن غيهم , ليعودوا إلى جادة الصواب والحق مواطنين صالحين في هذا الوطن المعطاء , وطن الحكمة والإيمان ونقول لهؤلاء : " خذوا العبر والدروس وأياكم والحليم إذا غضب , فالوطن يتسع للجميع في ظل النجاحات التي تحققت اليوم بنجاح مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته في ظل عجلة التغيير والبناء والتطوير التي انتظرها أبناء شعبنا اليمني بفارغ الصبر وهي تصبح حقيقة ملموسة أمام ناظريه , في ظل قيادة الرئيس الرمز هادي , فالجميع اليوم مدعوون للمشاركة في هذا العرس الفرائحي الوطني البهيج بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعلان مخرجاته التي ينتظرها شعبنا اليمني ويترقبها العالم أجمع بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر تعالوا للمشاركة في هذا الحفل الرائع وبعيداً عن الغطرسة والعنجهية والاستفزاز والتلويح بالعنف والإرهاب واستعراض عضلات التهديد والوعيد التي عفى عليها الزمن , وأن نتفرغ جميعنا لبناء الدولة اليمنية الاتحادية واستحقاقاتها المختلفة , وأن نحرص أن يكون هذا التحول الكبير يمنياً خالصاً بعيداً عن أي تدخلات خارجية , وحتى نضع حداً واقياً لكافة المؤامرات والأطماع المحيطة بنا , فاليمن غنية بتاريخها وحضارتها وبقيم وأخلاق شعبها وبثرواتها المخزونة في باطن أرضها الطيبة والمعطاءة في نفس الوقت . . هلموا جميعاً للدفاع عن اليمن وحضارتها وتاريخها العريق من أجل الحاضر والمستقبل , والاعتراف بقائدها الأعظم أبتها البار الرئيس هادي حكيماً وراعياً وأباً للجميع والله الموفق .