توكل ترفض المنصب الجديد
اخبار الساعة - عبدالخالق عطشان بتاريخ: 28-01-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (4052) قراءة
ما كنت لأكتب هذا المقال لولا أن سؤالا وُجّه لي يملؤه السخرية والاستهزاء من حاقد وناقم مفادهُ : توكل وزيرة دولة ولا ثورة أو [ قد قَلبتْ] ؟ ..فأثار فضولي هذا السؤال للتأكيد على أن توكل كرمان قلبها كقلب بقية عباد الرحمن يُقلبهُ الرحمن كيف شاء وثبات القلب على المبادئ السامية والقيم العليا حصري على المؤمنين والمؤمنات وما يُلقى ذلك الا الذين صبروا واستعذبوا الآلام في سبيل الآمال .
بقليل عقلٍ ودين صنعت توكل مالم يصنعه المُكثرين من العقل والدين فكانت في موقع الريادة والقيادة وتبوأت السؤدد لأنّ نصب عينيها وأمام ناضريها وهجٌ يتسع ضوءه كلما عظم الخطب وزادة المحنة وتستمد من ذلك الوهج الطاقة لمواصلة السير في درب التغيير المحفوف بالمهالك ..
رماها الحاقدون بـ ( سجاح ) بينما كانوا يبايعون نبيهم( صالح ) ويستلذون بجلده لظهورهم وأخذ أموالهم بل لقد اقتربوا من الشرك حين تضرعوا اليه ولجؤا اليه واستحالوا الحياة بغيره حين رفعوا شعارهم ( مالنا الا علي ) بينما توكل كانت مسلمةً لله مع قومها ولم تنحني يوما للشمس كـ ( بلقيس ) وماكان شعارها وقومها الا ( مالنا الا الله ) فبِعراهُ الوثقى استمسكت وعليه توكلت وباسبابه مع الشباب والمشترك عملت فخلعت ( صالح ) وأسقطت..
لم تكن يومها تراودها المناصب والكرسي والرُتب رغم عرضها لها من عدو شعبها أفترجوها اليوم وتطلبها من شركائها في الثورة والتغيير ..؟ لم تكن تعرف ( نوبل ) ولم يكن يعرفها ولم تكن تسعى يوما إلى مافي جعبته من العطايا فنقل خبرها إليه رياح التغيير ونسائم الربيع فعرف قدرها حين جِهلها بعض قومها وكرّمها حين انتقصها هذا البعض ..، لم تذِل نفسها أمام السفارات لترجوا (فيزاتهم ) ولا جنسياتهم وإنما تشرفت تلك الدول والحكومات بمنحها جنسيتها وافتخرت لأن يكون لها من الإيمان والحكة نصيب ..
لقد أضحى حجابها في ميزان ربها خيرٌ من ألف ( طاقية مدنية وعسكرية ومن ألف شال وشماغ وعقال ) فأضحت بحجابها سفيرة لدينها وعروبتها ووطنها ونقلت للعالم ان هناك قوماً أَفلحوا حين كان للمرأة شرف المشاركة فيما هو أجل من الحُكم والإدارة إنه شرف المشاركة في الريادة والقيادة للثورة ونصرة المظلوم ، يكفي اليمن فخرا بها أنها جعلت أهل الغرب والشرق يُقلِبون التاريخ ويبحثون في أطلس الجغرافيا عن موقع اليمن والذي كان قد طمسه حكامه بعنصريتهم واستبدادهم وعزلتهم له فرأى العالم أن اليمن موقع استراتيجي وتاريخ عريق وحضارة تتجدد..
توكل لا تنتظر أن تؤدي القسم أمام رئيس الجمهورية لنيلها حقيبة وزاريه فهي قد أقسمت في ميادين النضال وساحات التغيير أن تكون للوطن لا للمناصب وأنها رفيقة درب المحرومين والمظلومين من الأسرى والمختطفين وراعية لأسر الشهداء والجرحى.. إنها خُلقت لتكون قريبة من المحكوم لا الحاكم..وتعتقد في سرها وجهرها أنها لم تصل إلى ما وصلت إليه لولا عون ربها وتثبيته لها وإلى شركائها ورفاق دربها في مسيرة الثورة والتغيير ..
لقد أوفت بوعدها حين خلَف المانحون وعودهم فأعطت فضل ربها دون مَنٍ أو أذى لمن قدموا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم وأزواجهم قرابين في سبيل الحرية والكرامة فاستحقت أن تتصدر الصفوف وتسبق الألوف كيف لا وهي من واجهة المنايا والحتوف ولم تتراجع عن قدَر ربها الذي اختاره لها ..ولكم كان موقعها متصدرا يوم احتفال اختتام الحوار وكأن المحتفلون كخاتمٍ وهي العقيقةُ التي زادته بهاءً وجمالا .وصدق من قال: ( (رُبّ همة أقامت أُمة ) ..
اقرأ ايضا: