اجندات الحوثي بعد الحرب على أولاد الأحمر
اخبار الساعة - عبدالقوي العديني بتاريخ: 04-02-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (7451) قراءة
قال البعض ان هجمات الحوثيين على المواقع التي تصدهم لا تبالي ولا تكترث بالجثث التي تسقط منهم بالعشرات ؛ فتتوالى الكرات ويتوالى العنف , وتزيد منهم التضحية ، فالأهم عندهم أن يسيطروا على أرض جديدة وإن كانت لا تعني بالضرورة موقعاً عسكرياً مهماً للقتال ، ويضيف البعض ان الحوثيين أشخاص غير طبيعيين .
بالأمس تابعنا كم يشعرون بالزهو والخيلاء وهم يلتقطون الصور ويتبادلونها بالنشر والمشاركة في وسائل الإعلام التقليدي والحديث وهم يدمرون مجرد بناء لمجرد الشعور بأنهم يدكون معاقل العدو وأطلال ثقل سياسي امتطى زمنه شخص الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان من أهم أركان الحكم التي اثرت في الحياة السياسية بعد ثورة 26 سبتمبر ؛ لكنهم في حقيقة الأمر ليسوا أكثر من برابرة وقتلة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .
وبغض النظر عمن أحسن أو أساء استخدام سلطات وأدوات النظام الجمهوري وعكس صورة سلبية , وبعيدا عن المواقف تجاه من يتفق او يختلف مع أولاد الأحمر فإن المعركة اليوم معركة نظام ودولة تبحث عن الاستقرار والمدنية مع جماعة عنصرية ضد فكرة الدولة ؛ وضد أي فكر أو حتى مجرد رأي عابر في الهواء .
سيحاربون طواحين الهواء إن اختلفت معهم , كم أكره كل من يصادر حق الآخرين في الرأي وكم أكره أن أجد الحوثي وقد تحول إلى أكبر عقبة أمام مخرجات الحوار وإعادة جهود بناء الدولة خمسين عاما إلى الوراء.
بالأمس كان الصراع سعودياً مصرياً في اليمن ، وكانت مصر مع الشعب وجيراننا الأشقاء ضد مجرد أن يتحرر اليمن من البؤس أو حتى يفلت من قبضات العذاب الذي فرضها نظام الحكم الكهنوتي الذي سقط بثورة سبتمبر تحت أقدام الإرادات عندما قررت ان تصنع لليمن فجراً جديداً .
واليوم ها هي الأجندات نفسها تتصارع في اليمن ؛ لكن هذه المرة إيران هي اللاعب رقم ( 1 ) بما يجري في بلادنا وربما السعودية اللاعب الثاني الذي ليس له أول لأن كل المؤامرات رياحها تأتي إلينا من شمال حدود الدولة .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة : ما هي أجندات الحوثي بعد الإطاحة ببشمرجة حسين وإخوته ؟
ببساطة سيكون الجواب ؛ دار الرئاسة ونظام الحكم وما تبقى من حلم لبناء الدولة العادلة والنظام الرشيد .
الجواب الحوثي القادم , إن أجندته ومعركته ستكون ضد كل مكونات الدولة بمختلف كياناتها ومؤسساتها وثقافاتها واتجاهاتها .. ستكون باختصار أجندات الحوثي عبد الملك وصحبه مجانبةً لوحدة هذا الوطن .
وستكون الخسارة للشامتين بتأديب أولاد الأحمر وكسر شوكتهم ، كما يحلو للبعض أن يقول , وللنظام القديم أو الجديد ؛ وحتى لمن هو بعيدا عن السياسة .
وشخصيا أتفهم من يحمل مواقف ضد كل من أساء استخدام السلطة والثروة في العقود الخمسة الماضية وفي مقدمتهم آل الأحمر , وعلى أولاد الشيخ ، صادق وإخوته ، قد ألقي الكثير من المسؤولية واللوم نتيجة اهتمامهم بمصالحهم وأجنداتهم الشخصية ؛ لكننا لا نستطيع أن نتجاهل أن حميد الأحمر مثلا كان في مقدمة من أطاحوا بالنظام السابق وكان له دور مؤثر في ثورة الشباب وكان متواجداً وممولاً للساحات , ويحمل مشروعا أفضل يمكن توظيفه وتوجيهه ولا ينبغي أن نحكم عليه بالإعدام وبأن يذهب هو وربه لقتال الجماعة التي تسعى للانقضاض على نظام الحكم وتدمير الدولة.
أتفهم كم يكره مجتمعنا المشايخ كأدوات لم تخدم نظام الحكم بعد 62 بقدر ما استغلت نفوذها ومراكزها وسعت لبناء ثروات غير مشروعة ؛ لكن المعركة مع جماعة مثل جماعة الحوثي تمثل معركة ضد الدولة والمجتمع كله , بل وضد الهاشميين الذين يحبهم الشعب اليمني , ومثلما أدنا قتل الدكتور العالم أحمد شرف الدين والدكتور جدبان باعتبار اغتيالهما عملاً إجرامياً وجباناً , فإن سياسة الحوثي وطريقة تفكيره وترويجه بخطاب لا يمت للحقيقة بصلة ، تستحق الإدانة ودون تحفظ من كل الأحزاب والمنظمات التي لاذت بصمت مريب .
ومن المؤكد أن الشعوب التي أسقطت بالأمس معاقل الفساد وأفشلت مشاريع التوريث داخل الأنظمة الجمهورية في الوطن العربي ، تستطيع أن تحاكم أولاد الأحمر وأن تصدر الأحكام العادلة والجزاء القادر على إقامة العدل في الدولة وفي الأشخاص أنفسهم .
ولعل من الأهمية أن تقول الدولة كلمتها الحازمة , فلا حوار ولا مخرجات ستنجح ولا وطن سيبنى قبل أن يطرح الحوثي السلاح وقبل أن يعلن رضوخه للدولة .
ذلك هو العدل والعدل أساس الحكم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , رحمة للعالمين دون تمييز وأشرق على العرب والعجم وأحيا الأرض وهي خراب
اقرأ ايضا: