اخبار الساعة

ألدكتور أحمد أليباليتش : نهاية الجنرال السيسي ستكون كسابقه عبدالناصر , ذليلة .. وسوريا شأن مختلف في الربيع العربي

اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 05-02-2014 | 11 سنوات مضت القراءات : (21673) قراءة
ألدكتور أحمد أليباليتش : نهاية الجنرال السيسي ستكون كسابقه عبدالناصر , ذليلة .. وسوريا شأن مختلف في الربيع العربي
ألدكتور أحمد أليباليتش أستاذ جامعي في العلوم السياسية . حصل على الدكتوراة من جامعة سراييفو . ودرس الماجستير في كوالالامبور تخصص الحضارة الإسلامية أما البكالوريوس فكان في العلوم السياسية من الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا . ودرس اللغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض .
عباس عواد موسى
إذا كانت هناك جماعة في العالم العربي قد نبذت العنف ووقفت في وجهه فهي جماعة الإخوان المسلمين . وليس بالضرورة أن يعيد التاريخ نفسه وإن حدث فلن تكون نهاية السيسي إلا ذليلة كسابقه عبدالناصر .
ألعالم العربي : محور الأحداث . هل توقعتم هذا الذي يجري في ربيعه ؟ أم أن الربيع العربي انتهى ؟
قرأت العالم العربي مجدداً عشية اندلاع ربيعه . رغم معرفتي بأن التغيير المطلوب شعبياً يجب أن يكون جذرياً , ولذا فمواكبتي له مستمرة , كلا , واهم وساذج وخرف من يعتقد أنه انتهى . وعالم وخبير ومحلل من يواكب متغيراته السريعة والبطيئة . فالتنبؤ بتفاصيل مساره ليست بالأمر السهل . نحن نعلم أن أشد أعداء الإسلام هم حكام العهد التونسي البائد وليبيا صحراء السياسة فلم يعهد مواطنوها ردحاً من الزمن ينقلهم إلى مرحلة أخرى . وستة عقود ومصير مصر بيد الجنرالات المشوَّهين والفاسدين والمفسدين . ونظام الفساد والإستبداد في سوريا الذي شمل كل مؤسسات الوطن ومقدراته . والدعم السخي الذي تغدقه الأنظمة الأخرى على هؤلاء الطغاة فهي فاسدة وتابعة مثلهم . على كل , كان عام 2010 - 2011 هو نهايتهم وأتى بنذره ونذير الشعب هو مفصل التغيير الجاري في المنطقة العربية لا الديموقراطية الليبرالية التابعة .
أقول ولست متشائماً أن فاكهة الربيع العربي نادرة , لم تُقطَف بعد . ولكن سجن باستيل لم ينه الثورة الفرنسية كما لم تقضِ عليها الإغراءات ولم يوقفها العملاء .. ومن ديسمبر 2010 والبوعزيزي حاضر في ثورات الربيع العربي ينهض للقضاء على بذور الفساد وبقايا العملاء .
عهد مبارك قائم . فماذا عن تطورات الوضع في مصر ؟
أكرر بأنه سؤال تصعب الإجابة عليه . فالإنقلابيون مستعدون لخراب مصر وإهلاك أهلها الطيبين . إنهم مأمورون بفعل كل ما يُملى عليهم من أوامر .. عملاء طيّعين . لكن الإجابة الدقيقة هو أن الشعب ومنذ عام 2011 جاهز لكل الطغاة بكل أنواعهم وأشكالهم وسينهي السيسي بخزي يفوق نهاية عبدالناصر الذليلة .
كم هو ممكن استمرار الإخوان في الوجود هناك بعد حظرهم ؟
لا يضيرهم شيء . وما أنهتهم سجون عبدالناصر في منتصف القرن الماضي ولا حبال مشانقه بل أنهته هو وأجهزت عليه . وأما هم , فقد أبقتهم تضحياتهم وإراداتهم ومبادئهم وأخلاقهم وعقائدهم وتسامحهم والتزامهم بدينهم وتعاليمه .
تدابير الإنقلابيين القمعية تقود إلى التمرد المسلح . أليس هذا ببداية نشوب حرب أهلية في مصر ؟
سجون مصر تمتليء من غير الإخوان الرافضين للإنقلاب العسكري . ومع إقراري بعقلانية جماعة الإخوان المسلمين إلا أن أي عنف سينشب سيكون ناتج من الإنقلابيين المهزوزين المذعورين وسيتحمل من أمرهم بفعلتهم الشنعاء كل ما سيحل به . إن الجميع يعلم بأن الحركة الإسلامية مرت بما هو أقسى مما تتعرض له الآن لكن الشعب هو حاضنتها وقد تمتّن وضعها أكثر بكثير من ذي قبل .
لماذا طال النقاش حول مهاجمة سوريا عكس ما حدث لليبيا ؟
ألحالة السورية أكثر تعقيداً . وحلفها الصفوي يزيد وضعها تعقيداً . ومعارضتها المشرذمة وتعدد منشئيها وداعميها يزيد الهاوية فالخلاص من النظام بالنسبة للشعب يعني الخلاص من المعارضة التابعة . وموقع سوريا أكثر أهمية وانضمام روسيا والصين للحليف الصفوي غيّر المعادلة فروسيا تنتقم كذلك من الآخرين بسبب ما فعلوه من تدخلهم في ليبيا دون قياس التداعيات التي لا تزال تحدث وهي ضارة بها وبمصالحها . ولعل الآخرين أقروا بذلك , فأخذوا يقيسون في الأمر السوري .
وإذا ما افترضنا أن هجوماً حدث , فهل سيختلف الواقع الناجم عنه كما هو في أفغانستان والعراق ؟
ألتوازنات في سوريا مختلفة والسيناريوهات تحيّر الجميع . وما من سيناريو تم طرحه إلا وتجنبوه . هنا , لن يحدث غزواً ولا اجتياحاً إنما يريدون معارضة تركيبية مصطنعة زائفة حالها كحال النظام لإجبار الفريقين على التفاوض ومن ثم لكل حادث حديث .
هل هي حقبة الصراع السّنّي الشيعي في سوريا ؟ 
لا شك أنه صراع طائفي يسعى الفريق الرافضي لتمكين نفسه فيه . ولا استبعاد من أن يعلن النظام الذي احتضن الملحدين ولاية فقيه فيه حسب مجريات الصراع المتصاعد . وهل يعقل أن يقبل أيٍّ كان في هذا العالم بدولة إسلامية ولو رغب الشعب بها .. كلا وإبادة الشعب برمته أهون عليهم من هكذا خيار .
سقوط الأسد , أهو تهديد لجيوسياسية إيران ؟
ألحقيقة هو أنهم يريدون إنهاء التهديد المشترك بين إيران العميقة وإسرائيل . وسقوط الأسد يعني إنهاء وجود حزب الله وبالتوازي سيحدث توازناً قسرياً بين الحليفين الإيراني والروسي من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى , فيفرض السلام نفسه على شكل ما يرضيهم .
كم تؤثر علينا أحداث الشرق الأوسط في البلقان ؟ وقد حذر رئيس مجلس العلماء كافازوفيتش مما يجري في البوسنة والهرسك ؟
هناك تأثير , نعم . والغموض الذي يكتنفه ناجم عن التناقضات والإختلافات .. وأيضاً نعم . وليس من السهل تجاوز المرحلة أو إيقاف المخاطر الناجمة عنها . وصعب هو اللجوء للتدابير القمعية التي ستزيد من تعقيدات الأمور كلها , خاصة وإن لدينا تراكمات صراعية تنذر بويلات هائلة إإن انفجر الوضع . ولا أعتقد أن الحل يكمن كما لجأت إليه روسيا في منع كتاب رياض الصالحين والسيرة النبوية لإبن هشام والأربعون النووية أو مما يطرحه متطرفون من منع توزيع القرآن الكريم . إنما الحل في دراسة التأثيرات بتروٍّ ووضع الحلول التي تمنع وقوع الكارثة .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: