اخبار الساعة

متى تستوعب قوى الثورة ان إشاعات المخلوع ساهمت بالتأثير على الرأي العام

اخبار الساعة - عباس الضالعي بتاريخ: 12-02-2014 | 11 سنوات مضت القراءات : (3507) قراءة

الانتصار المؤقت الذي تحقق للحوثي في منطقة من مناطق قبيلة حاشد بسبب خيانة الاهل وذو القربى اظهر زيف ما كان يروج له اعلام المخلوع والحوثي بأن اولاد الاحمر وخاصة الشيخ حميد انه رئيس الحكومة الفعلي وانه يملك الحكومة والوزراء ويملك الرئيس والجيش كلها باتت واضحة انه لا صحة لتلك الاشاعات

كيف لرجل يملك الحكومة والوزراء والجيش ولم يحرك هذه السلطات لنصرته ... هذه نموذج لقضية استطاع الاعلام ان يقنع الرأي العام بمدى سيطرة الشيخ حميد الاحمر على السلطة والدولة ومؤسساتها ورجالها

كم سوق لنا كثير من ناشتين وناشتات المخلوع وبعض ناشتين وناشتات الثورة ان الحكومة حكومة حميد وحزب الاصلاح مملوك لحميد وعلي محسن تحت امر حميد والقوات المسلحة مملوكة لحميد ووزارة الداخلية مملوكة لحميد

كم مارس البعض – عنوة – ظلم حميد واولاد الاحمر وكم انجر البعض وراء هذه الاشاعة التي كان الكثيرين يعرفون انها اشاعة عفاشية بإمتياز

تحررنا من علي صالح كحاكم وقبلنا به كمخرب .. الاولى بهذه الشريحة ان يكون حاكما افضل من مخرب وهذه هي النتيجة التي يسعى المخلوع لتثبيتها كقناعة عند شريحة الثائرين التي تتاثر بسهولة وتقتنع بأبسط اشاعة

اعلام المخلوع ليس له هدف سوى مقاومة الثورة وهذا الاعلام لم ينشأ خدمة للمجتمع او اليمن ، ومهمته الاساسية هي تقمص السلبيات والقصور وهي بالطبع موجودة لكنها لن تصل الى درجة القصور المتعمد ايام حكم علي صالح

كل الشخصيات والقيادات التي يمارس ضدها اعلام المخلوع التشويه والتحريض والتسريب وتلفيق الاشاعات هي قيادات يدرك انها تعمل بجهد وطني ويدرك اخلاصها وهو ما يعتبرها خطرا عليه

من السذاجة الاعتقاد ان علي عبدالله صالح سيقوم بمدح اللواء علي محسن الاحمر او محمد سالم باسندوة او حميد الاحمر او صادق الاحمر او  او الاصلاح او مشائخ القبائل التي ساندت الثورة ، ومن السذاجة ايضا ان يقوم علي صالح واعلامه وحزبه بالثناء على صخر الوجية وعبد القادر قحطان وصالح سميع وواعد باذيب ومحمد المخلافي وحورية مشهور

كل هؤلاء يعتبرهم اعداءه الاساسيين وبسببهم اقتلع من الكرسي وضاعت كل احلامه

قناعتي .. كل من يقوم اعلام علي صالح بممارسة الهجوم الاعلامي عليه وتشويهه والتحريض عليه هو يعمل بشكل صحيح لان تشويهه لهؤلاء يجزم لنا انهم متميزون

مشكلتنا كما قلت ان فريق القوى الثورية لم يعطي اهتمام للاعلام ولم يستوعب خطورته بالتِاثير على الرأي العام

مشكلة هذا الفريق انه يمتلك كوادر لكنه لم يجيد كيفية استيعابها واستغلال دوافعها الثورية والوطنية واستغلالها يكمن في اعادة تنظيم جهودهم بشكل افضل

 

لن يكون الثائر ثائرا حقيقيا الا اذا تخلص من الانسياق وراء ما تروج له وسائل اعلام المخلوع وهي الان اقوى وسائل الاعلام على الساحة اليمنية وهذا ما يجب الاعتراف به نتيجة التمويل الضخم والامكانات المهولة وهو الشيئ الذي لم يستطيع عليه الفريق المغاير للمخلوع بكل تشكيلاتهم ومكوناتهم بسبب افتقارهم الرؤية عن اهمية الاعلام في عصرنا هذا

المخلوع استطاع ان ينظم قطاع الاعلام ويوليه اهتمام خاص ونتيجة اهتمامه انشأ عدة مراكز اعلامية مهمتها صناعة الاشاعة ومراكز اخرى مهمتها الترويج لها

ملاحظ مدى التوافق والتناغم بين وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وكيف تسوق الاشاعة وتقدمها بعدة قوالب حتى تحقق هدفها وتتحول الى قناعة وهكذا استطاع التأثير على قطاع كبير من الرأي العام

ما يفتقر اليه الفريق الذي يضم قوى الثورة هو الوعي بأهمية الاعلام كخطوة اولى .. والتنظيم كخطوة ثانية وضرورية

الاعلام الذي يعتمد على الجهود الذاتية والعمل الفردي اصبح ركيكا ولا يستطيع مقاومة الطرف الاخر وتأثيره ضعيف لانه عمل غير منظم

يجب لملمة الأعمال المبعثرة وتنظيمها لكي تؤدي رسالتها بقوة وتتجاوز محنة التأثير الضعيف او التأثير كردة فعل .. مطلوب اعلام يبادر ويصنع التأثير بعيدا عن ردة الفعل

على الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات التي ناصرت الثورة  ان يدركوا ضرورة واهمية اعادة النظر بالاعلام المملوك والموالي والمصاحب بمختلف وسائلها وافرادها وان يستوعبوا التنوع والتغير وان لا تكون منطلقاتهم مبنية على الثقة والولاء والانتماء ، لان هذه المنطلقات تضيع عليهم قطاع كبير من الوسائل والكوادر التي يعمل المخلوع على استقطابها بشكل متواصل ودون ان يفقد الامل حتى مع اشد منتقديه وأكثرهم كرها له

الأحزاب – جميعها – تعاني من وجود إعلام ركيك وكل همها درجة الولاء والثقة للقائمين على هذا الاعلام واصبح الإعلام والإعلامي المستقل والموالي والقريب هو الأكثر خدمة لهم

اعتمادهم على عنصر الولاء الحزبي وحده افقدهم التأثير والمبادرة وافقدهم صلابة الرأي العام ، عليهم ان يتعاملوا مع النتائج بدون النوايا وضمائر الغيب

ناطق مجلس الوزراء لم يستطيع مواجهة الهجمة الاعلامية على رئيس الحكومة الذي عين بقرار حزبي ليقوم بوظيفة المستشار الاعلامي لمواجهة شطحات الاعلام التي تستهدف رئيس الحكومة ورغم انه قادر على مواجهة الهجوم الاعلامي من خلال التقارير التي بين يديه الا انه وبسبب حزبيته لم يفلح بإستخدامها وهي كفيلة بتخفيف الهجمة الاعلامية التي تستهدف شخص رئيس الوزراء ووزراء اخرين في الحكومة ضمن حصة قوى التغيير

وسائل الاعلام الموالية لقوى الثورة وخاصة المستقلة وهي الاكثر فعالية والاكثر تأثيرا تعاني الكثير منها  - وبدرجات متفاوتة – الى مصاعب وعقبات سواء مالية او فنية او استشارية او لوجستية ولو ان الجانب المالي هو العائق الاكبر والقاسم المشترك بين كل الوسائل

حلحلة هذه العوائق والتقليل منها يحتاج الى ترتيب وتنظيم ..  القوى والطاقات موجودة ولديها قدرة على العطاء والانتاج وهناك من يمدهم بالافكار او مشروع اولي لهذا التنظيم في حال تم التفاعل مع الموضوع من المعنيين سواء مؤسسات او او قيادات ، العملية هدفها ترتيب وتنظيم الخطاب الاعلامي لمواجهة الشائعات والاستفادة من الجهود والطاقات للاشياء التي تمثل قاسم مشترك

المخلوع انشأ مراكز اعلامية واستقطب ومول ولذا نجده حقق اشياء ملموسة نتيجة تأثيرة على الرأي العام

يأتي الاهتمام بشريحة العناصر الفاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر ويوتيوب ) ضروريا ومهما لان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت – وخاصة قيس بوك – لها قدرة تأثير لسهولة وبساطة استخدامها وتعاطي شريحة كبيرة من المجتمع لها وهذا يعتبر منفذ مهم لمخاطبة الرأي العام

المرحلة الحالية والقادمة بحاجة الى اعلام قوي والرئيس السابق يقوم باستقطاب اعلاميين ووسائل اعلام ليضيفها الى منظومته الاعلامية لخوض معركة الانتخابات بقوة واقتدار

 

نقلا عن صحيفة ايلاف

 

 

اقرأ ايضا: