اخبار الساعة

النص الكامل لخطاب سيف الإسلام القذافي الثاني

اخبار الساعة - مصادر بتاريخ: 22-02-2011 | 14 سنوات مضت القراءات : (2546) قراءة

بسم الله إخواني أخواتي أبناء ليبيا العزيزة.. ليبيا وطننا وأمنا..

في هذه الأيام العصيبة والحزينة التي تدمي القلب وتحزنه، رأيت أن من الواجب علي أن أتحدث إليكم وأن أتكلم إليكم، وقد ألح علي كثير من الليبيين للكلام وتوضيح الكثير من الحقائق؛ ووضع النقاط على الحروف لما يجري الآن في ليبيا من أحدا.

اليوم سأتكلم معكم، من دون ورقة مكتوبة؛ أو خطاب مكتوب، وحتى من دون لغة عربية فصحى. اليوم سأتكلم معكم باللهجة الليبية، وسأخاطبكم مباشرة كفرد من أفراد الشعب الليبي، وسأكون ارتجاليا في كلمتي؛ وحتى الأفكار والنقاط غير مجهزة ومعدة مسبقا، لأن هذا حديث من القلب والعقل.

ونبدأ خطوة خطوة، كيف بدأت هذه الأحداث؛ وتطورت.

كلنا نعرف أن المنطقة تمر بزلزال وبعاصفة: عاصفة التغيير؛ عاصفة الديمقراطية؛ عاصفة التحرر؛ نسميها ما شئنا، ولكن هذه المنطقة تمر بتغيرات كبيرة كما كنا نتوقع منذ مدة طويلة أن هذا الجزء من العالم لا بد أن تتم فيه تغيرات كبيرة، إن لم تأت من الحكومات والأنظمة؛ تأتي من الشعوب، وهذا ما رأيناه في كثير من الدول العربية.

وكلنا نعرف ومن دون أي مجاملات؛ لأن هذه أوقات صعبة؛ وتحتاج إلى صراحة وإلى قول الحقيقة، وأنا اليوم لن أقول لكم إلا الحقيقة، إن هناك عناصر معارضة تعيش في الخارج، وعندهم الكثير من الأصدقاء والأعوان والناس المرتبطة معهم في الداخل؛ وهذا شيء ليس سرا.

هناك ناس معارضون أرادوا تقليد ما حدث في مصر؛ واستعمال ما يُسمى بـ«ثورة الفيس بوك»، وتم استغلال حادثة 17 فبراير (شباط) المؤسفة أمام القنصلية الإيطالية، يعني الناس الذين حاولوا احتلال القنصلية الإيطالية، والشرطة غير المدربة أطلقت النار عليهم؛ وماتوا، وهذه القصة معروفة.

فهناك مجموعة من الناس التي عايشته في الخارج؛ وجزء من الداخل، قرروا أن يبدأوا في حملة وينطلقوا من هذا التاريخ، على أساس أن تصل البلاد إلى ما وصلت إليه تونس ومصر، وهذا موجود في الإنترنت وفي الإيميلات وفي «الفيس بوك» وفي حملتهم الإعلامية.

وكانت الدولة هنا والأجهزة الأمنية؛ متيقظة لهذا الموضوع، فقامت بعمل استباقي قبل يوم 17 فبراير؛ وقبضت على بعض المنظمين؛ «الإخوان»، الذين كانوا ينظمون لتلك المظاهرة.

بعدها تطور الحدث إلى مسيرات صغيرة، ثم تطورت إلى اشتباكات بين مواطنين ومواطنين، ثم حصل إطلاق نار، مات كم شخص، أصبح الهدف أقسام الشرطة ومديرية الشرطة ومعسكر كتيبة الأمن التي تتبع الجيش.

وتطور العمل بهذه الطريقة، فكان يتم أن الناس تحاول وهي غاضبة، أن تقتحم هذه الأماكن.. الشرطة والجيش؛ يدافعون، يحصل إطلاق نار، يموت أناس، تطلع جنائز غاضبة، ترجع، تتم المهاجمة من جديد.

فهكذا باختصار ما بدأ في بنغازي، وتطور إلى أن أصبح ما عليه الآن من فتنة كبرى وحركة انفصالية؛ وتهديد ليس فقط للحمة الوطنية، بل للوحدة الوطنية لليبيا كأمة وكدولة.

نقوم بمبادرة تاريخية وطنية بالدعوة إلى انعقاد مؤتمر الشعب العام، وبأجندة واضحة وإقرار مجموعة من القوانين التي هي أصلا متفق على صدورها: قانون الصحافة، ومجتمع مدني، وقانون عقوبات جديد، وقوانين حضارية، وقوانين جديدة تتماشى مع العالم، تفتح آفاق الحرية، تلغي الكثير من القيود الموجودة، والعقوبات السخيفة التي كانت موجودة.

طبعا كان هناك قتلى.. هذا هو أيضا الموضوع الذي أجج العالم في بنغازي، ولكن أيضا لا بد أن نتكلم ونقول بصراحة: هناك قتلى، لكن لماذا؟

أيضا هناك سبب آخر؛ كان هناك خطأ من الجيش، لأن المواطنين يحاولون الاحتكاك بالجيش؛ ومهاجمة مواقع الجيش والشرطة، وهؤلاء يكونون في وضع عصبي ونفسي صعب؛ وخصوصا أن قوات الجيش غير مدربة على قمع الشغب ومواجهات الجماهير، فيقومون بإطلاق النار ويسقط موتى.

أنا اتصلت بهم كم من مرة، كانوا دائما يقولون إن - وهذه سمعتموها، وهي موجودة في ليبيا، وموجودة في كل مدننا - «هناك ناس هجمت علينا، هناك الذي يتعاطى مخدرات؛ وهناك الذي شارب (مخمور)؛ وهناك الذي تعاطى حبوب هلوسة، ويأتون ليكونوا مقتحمين لهذه الأماكن، فنحن نطلق النار».

هذه الراويات نسمعها دائما وباستمرار.

المبادرة التاريخية الوطنية تشمل أيضا بدء نقاش وحوار وطني على دستور ليبيا، وهو أيضا شيء متفق عليه، وحتى القائد في آخر لقاءاته مع الصحافيين في طرابلس قال إن لا بد في مؤتمر الشعب العام القادم أن يبدأ الليبيون في وضع الدستور، نحن الليبيين نضع الدستور، تشكل لجنة لوضع دستور للبلاد.

المبادرة التاريخية الوطنية تشمل أيضا أن يرجع الحكم المحلي لليبيا، وبدل الانفصال ترجع ليبيا، تسمونها ولايات، تسمونها محافظات، شعبيات، لا بد أن ترجع للحكم المحلي، ويرجع نظام الحكم المحلي بما فيها البلديات.

المبادرة التاريخية الوطنية تشمل أيضا الاستمرار في عملية التنمية ودفعها إلى الأمام والاستمرار في صرف الـ200 مليار المخصصة في المشاريع التي يتم تنفيذها في كل ليبيا بطولها وعرضها والإجراءات العاجلة التي اتخذتها اللجنة الشعبية العامة ومنها زيادة المرتبات وعلاوات للعاطلين وأيضا التوسع في منح القروض للشباب وإجراءات البيع بالتقسيط وغيرها من الإجراءات التي يمكن أن يتم إقرارها فورا.

إذا اتفقنا على هذه المبادرة التاريخية الوطنية، غدا نكون قد حقنا الدماء وعملنا أكبر إنجاز وتحول تاريخي وتحولنا من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية ثانية، ويكون النظام الأول قد انتهى ويتم تعديله بالكامل وانتقلنا إلى نظام جديد بالكامل وسيتم الاتفاق على عَلم جديد ونشيد جديد، وأن نتفق على ليبيا جديدة.. ليبيا الغد.. ليبيا التي نحلم بها كلنا التي نحبها.

عدد القتلى عندما وصل «14» في البيضاء؛ و«84» في بنغازي كمجموع، نرى وسائل الإعلام في الوقت نفسه تكبّر العدد، وكثير من الأشخاص يزيدونه، وأنا سمعت أشخاصا يعيشون خارج ليبيا؛ يتكلمون على أساس أنهم من داخل ليبيا، بالتنسيق مع بعض القنوات.

أنا شخصيا سمعت أول من أمس أنه تم قتل أكثر من «250» شخصا، وجرح أكثر من «180».

هناك حملة منظمة لإشاعة هذه الإشاعات، ولكن نقول أيضا إن هناك أخطاء من الطرفين؛ أخطاء الشرطة، وخصوصا الجيش غير مجهز وغير معد لمواجهة أناس غاضبة، وجماهير زاحفة على مقراته، وهو يريد أن يدافع عن مقاره؛ وعن ذخيرته وأسلحته، وأيضا الناس من حقهم لأنهم غاضبون وحزينون لأن هناك موتا، وهناك كذا.

فكل طرف عنده روايته، وكل طرف يتهم الآخر.

لكن للأسف أن المحصلة أن هناك أبناء ليبيا ماتوا؛ وهنا المأساة بغض النظر عن روايات الجيش والشرطة، ورواية المواطنين، وأيضا هناك في المنتصف أشخاص ووكالات أنباء ووسائل إعلام تبالغ وتكذب وتزيد، وهذا الكلام كله نعرفه.

الآن لا بد أن نكون واضحين مع أنفسنا، فهذه الأحداث الموجودة الآن في المنطقة الشرقية؛ التي يحاولون نقلها إلى بقية المناطق في ليبيا، وراءها يا إخوان ثلاث مجموعات:

* المجموعة الأولى - وهذا أكون معكم فيه بكل صراحة، وكل الناس تعرف أنها ليست سرا - هي مجموعة منظمة؛ مجموعات حزبية؛ ونقابية؛ ومحامون، وهؤلاء ليس لديهم برنامج سياسي واضح؛ ولا مطالب سياسية واضحة، وهؤلاء ليسوا مشكلة، هؤلاء متفهمون آراءهم ومتفقون معهم.

* هناك مجموعة ثانية هي مثلما حصل في البيضاء، هذا كان تنظيما إسلاميا، أو ما يسمى بـ«الجماعات الإسلامية»، والإسلام منهم براء، وللأسف استفاد كثير حتى من الناس الذين تم إطلاق سراحهم في إطار العفو، فكانت هناك تنظيمات في مدينة البيضاء، وأصبحت عسكرية، وأول ما هاجموا معسكرات الجيش؛ قتلوا الجنود والضباط؛ وعملوا مجازر؛ احتلوا المعسكرات بشكل مفاجئ وسيطروا على الأسلحة.

الذي حصل في البيضاء؛ والبيضاء يا إخوان فيها أهلي ومدينتي؛ وأنا أخوالي وأمي من تلك المدينة، والناس يتصلون بي، أنهم سرقوا الأسلحة، وقتلوا جنود، ويلفون بأسلحة ثقيلة ومتوسطة في الشوارع، وأعلنوا إقامة ما يسمى أو ما يعرف «إمارة إسلامية» في البيضاء، وعملوا إذاعة خاصة بهم.

إذن هذه مجموعات مسلحة ومنظمة، وبرنامجها عسكري، وهي تختلف عن المجموعة الأولى.

* هناك المجموعة الثالثة التي كانت موجودة، وهي العدد الأكبر الذين هم الأطفال وبعض الناس أيضا، وهذا شيء معروف كانوا يتناولون المخدرات وحبوب الهلوسة؛ وتم أيضا استعمالهم.

هناك أناس كانوا يحبون الاستطلاع، هناك أناس أيضا ليس عندهم شيء، دخلوا في هذه المظاهرات والاحتجاجات، وهناك أناس تحمسوا.

هناك عشرات الأسباب يمكن أن نقولها: هناك أناس متعاطفون، وهناك أناس مؤمنون حتى بالأفكار، ولكن أيضا كانت هذه الجماهير الغفيرة، فهم كانوا ثلاث مجموعات.

وإنا الآن نتكلم عن وقائع يعني شئنا أو أبينا، هذه حقائق، ولكن يا إخوان هناك الآن مخطط لليبيا.. فقوات الأمن - وهذه سوف نعرضها في التلفزيون - قبضت على العشرات في ليبيا؛ هم الأسف من إخواننا العرب والعمالة الأفريقية التي تعيش في ليبيا، إذ تم استعمالهم في هذه الأحداث؛ وفي إثارة الفتنة وخلق المشكلات، باعتبار أن هذه الناس فقراء ويتم تسييرهم بالفلوس.

وقد تم صرف ملايين عليهم من قبل بعض الأغنياء والتجار أيضا - حتى نكون واقعيين - وتم استعمال هؤلاء الأشخاص في عمليات كثيرة، وبدليل أن في بنغازي وفي البيضاء، موجود عرب وأفارقة، ويحملون السلاح، وقد تم استعمالهم.

وهذا شيء ليس سرا ويعرفه كل الناس، وهي ما يسمى بـ«العمالة المهاجرة غير الشرعية» في ليبيا، تم أيضا استعمالهم في هذا العمل.

وأيضا هناك مجموعات تريد أن تحكم، وتريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وتريد أن تحكم، وهذا برنامجها وليس خفيا.

هناك أناس يريدون أن يحكموا في بنغازي، وأناس يحكمون في البيضاء، بدليل الآن هناك مجموعات تريد أن تشكل حكومة في بنغازي؛ وهناك مجموعات شكلت ما يسمى «الإمارة الإسلامية» في البيضاء، وظهر شخص آخر وأعلن عن نفسه؛ وقال أنا «أمير جمهورية درنة الإسلامية»، فأصبحت ليبيا يريدون أن يحولوها لمجموعة إمارات ودويلات؛ ويريدون الانفصال، وهؤلاء أيضا عندهم مخطط.

وللأسف إخواننا العرب من خلال إعلامهم وإذاعاتهم والتأجيج - والحقيقة لكي أكون صريحا معكم - الإذاعات العربية استغلت أن الإعلام الرسمي الليبي، لم يواكب الأحداث؛ ولم يغطها؛ ولم يوضح للناس حقيقة ما يجري في ليبيا.

استغلت هذه الإذاعات العربية والأجنبية؛ هذا الفراغ وعبأوه، وللأسف أصبحوا يستمعون إلى أشخاص معينين باتفاق معهم طبعا - وهذا كله نعرفه وليس سرا - وقد أصبحت الإشاعات والكذب والتهويل، وأن هناك مرتزقة؛ وهناك قبعات صفراء؛ هناك قتلى بالمئات، وهو كلام غير صحيح في كثير منه.

كثير من المعلومات؛ في وكالات الأنباء والأخبار في هذه الإذاعات، كان غير صحيح.

أيضا هناك فئة أخرى مستفيدة من هذا العمل، وهي ما تسمى بـ«فئة البلطجية»؛ وهؤلاء أناس مجرمون خرجوا من السجون؛ دمروا السجون مثل سجن بنغازي، وأصبحوا يعيثون فسادا بالمدينة.

هؤلاء في صالحهم، انهيار الدولة وانهيار القانون؛ حتى يعيشوا أحرارا طلقاء، وخصوصا أنهم في غياب الدولة والشرطة والأمن والقانون؛ يستطيعون أن يعيثوا فسادا ويعملوا ما يشاءون.

إذن هناك عدة جهات، من مصلحتها انهيار النظام والأمن في ليبيا.

وأنا سأكون واضحا معكم: من يريدون أن يحكموا، واضحون، كل شخص عمل نفسه أميرا على مدينة؛ ويريد الانفصال؛ وتكلم عنه بشكل علني، وهي خيانة وطنية.

وهناك إخوتنا العرب الذين هم مرتاحون ويشربون القهوة والشاي، ويضحكون علينا؛ ويشمتون بنا نحن الليبيين نحرق في بلادنا وندمرها.

هم مرتاحون في بلدانهم، ويتفرجون علينا، ويستغلوننا بأن نحرق بلادنا كل يوم، ونحن الخاسرون، وليس هم.

أما المجرمون الذين على أي حال؛ موجودون بالشارع، وهذا أيضا ليس سرا، فالناس كلها تتكلم عنه؛ والعائلات وأصدقاؤنا وأصحابنا كلهم، أبلغونا بأنهم الآن مسيطرون على الشارع وعندهم أسلحة ويعيثون فسادا في الأرض.

إذن القصة في غاية الخطورة.

القصة يا إخوان، هي أكبر من أن الشعب الليبي والشباب المتحمس يقول: «نخرج في برنامج نريد أن نقلد ما حصل في تونس ومصر»، وهنا نرجو منكم الانتباه:

ليبيا ليست تونس ومصر، ولا يأخذ الشباب الحماس ويقول نريد التقليد، ففي ليبيا الوضع مختلف.. ليبيا إذا صار فيها أي انفصال وتفكك؛ ستتحول إلى مجموعة دول، لأن هي أصلا مبنية على ثلاث ولايات وعدة إمارات أيضا، إن كانت إمارة برقة وولاية طرابلس وفزان، فالانفصال في ليبيا عنده جذوره، فيمكن أن ترجع الأمور كما كانت عليه منذ أكثر من 60 سنة أو 70 سنة.

الشيء الثاني، أن ليبيا ليست تونس ومصر، فليبيا قبائل وعشائر وتحالفات؛ ليبيا ليس فيها مجتمع مدني وأحزاب؛ لا، ليبيا قبائل وعشائر، وكل واحد يعرف منطقته، وكل واحد يعرف أهله، كل واحد عارف ناسه، ليبيا تصبح بها حرب أهلية، نرجع للحرب الأهلية في 1936، سنقتل بعضنا في الشوارع.

ليبيا ليست تونس ومصر، ليبيا يوجد فيها بترول؛ وهو الذي وحّد ليبيا، وكانت الشركات الأميركية في التاريخ الليبي هي أحد من لعب دورا كبيرا في توحيد ليبيا.

نحن عندنا مصدر واحد نعيش منه كلنا؛ وهو النفط، وهذا موجود في وسط ليبيا؛ ليس في الشرق أو الغرب، في الوسط والجنوب.

هذا كله، نعيش منه خمسة ملايين.

عندما يحدث انفصال، من الذي سيؤكلنا؟ من الذي سيسيطر على آبار البترول؟ من الذي عنده القدرة الليبية؛ يدير البترول في ليبيا؛ من؟ يعني مؤسسة النفط الليبية؛ أو شركة النفط الليبية، أين تكون؟ في طرابلس؛ أو في بنغازي؛ أو في البيضاء؛ أو في سبها؟ كيف سنتقاسم البترول؟! من سيصرف على أولادنا، على أكلنا، على شربنا، على مستشفياتنا، على مدارسنا؟! هل تتوقعون أن الليبيين إذا صار التقسيم؛ وصارت حرب أهلية وفتنة؛ وهي والله فتنة، سنتفق خلاص، خلال أسبوع؛ شهر؛ سنتين؛ ثلاث، على البترول، وكيفية التقاسم؟! ستكونون غلطانين، فهذا البترول سيتم حرقه، سيحرقه البلطجية والمجرمون والعصابات والقبائل، وستتم صراعات دموية كبيرة عليه.

وفي النهاية ولا طرف في ليبيا؛ ولا أحد، سيستفيد من هذا البترول، لأنه في وسط ليبيا وفي جنوبها؛ وفي صحراء خالية غير مأهولة بالسكان.

نحن ثلاثة أرباع سكاننا، موجودون في غرب ليبيا؛ هذا كل الكتلة السكانية، من زليتن ومصراتة إلى زوارة، هذه غالبية سكان ليبيا، يتركزون في هذه المنطقة، هؤلاء غدا كيف سيعيشون وليس هناك بترول في هذه المنطقة؛ ولا يوجد بترول أيضا في منطقة برقة والجبل الأخضر وبنغازي؟! كيف ستأكلون؟! يا إخوان؛ الذي يمكن أن يحصل في ليبيا، شيء خطير جدا، أكبر حتى من الوحدة الوطنية والشعارات أمة ليبيا وأمتنا ووطننا.

نحن يمكن أن نرجع إلى أيام الفقر والشر؛ سينهار التعليم والصحة؛ أولادكم غدا لن يذهبوا للمدارس؛ لن تكون هناك جامعات؛ ولن نجد دقيق نأكل به.

ولن تجدوا الأموال في البنوك، فمدخراتنا ستضيع؛ وستتم سرقتها ونهبها مثلما تم في بنغازي والبيضاء.

نحن سنهاجر من ليبيا، لأننا لن نقدر أن ندير البترول؛ ولا نتقاسمه.

سيتم حرق وتدمير كل شيء في ليبيا، وسنحتاج إلى 40 سنة أخرى؛ حتى نتفق على إدارة هذه البلاد، لأن نحن الآن كل واحد منا سينصب نفسه رئيسا؛ وسينصب نفسه أميرا، وكل واحد سيجعل من منطقته دولة.

نحن لسنا تونس ومصر، ولهذا نحن اليوم أمام اختبار عسير وتاريخي.

والآن نحن كلنا كليبيين متساوون، وأكون معكم صريحا نحن الآن كلنا مسلحون، حتى البلطجية؛ والصّياع؛ والضيّاع، أصبحت الآن عندهم دبابات ورشاشات ومدافع.

والآن في هذه اللحظة، تجوب الدبابات وفيها مدنيون وأناس سكارى، ويقودون دبابات في وسط مدينة بنغازي.

البيضاء الآن؛ الرشاشات موجودة في وسط المدينة عند أناس مدنيين، فقد تم الاستيلاء على كثير من مخازن الذخيرة ومعسكراتها.

ونحن كلنا عندنا سلاح: الجيش عنده سلاح؛ التشكيلات كلها مسلحة في ليبيا عندها سلاح.

هذه القوى التي تحاول تدمر ليبيا وتفتتها، عندها سلاح.

إذن ستصبح حرب أهلية، لا أحد سيسلم لأحد، ونتقاتل.. أربعين سنة، ليبيا هذه لا صحة؛ لا تعليم؛ لا بنية تحتية؛ لا مستقبل؛ ولا حتى أكل.

بالإضافة إلى أنكم الآن، عندكم شركات في ليبيا تنفذ في مشاريع بـ«200» مليار؛ هذه انتهت وذهبت، الآن كل الناس أخلوا أرواحهم؛ ولن تجدوا أحدا يأتي لليبيا ويعاود البناء في ليبيا.

عندك خمسمائة وخمسون ألف وحدة سكنية، مقرر أن يسلموها إلى أناسك، هذه لن تنتهي؛ هذه سوف تدمر، الشركات ستدمر.

المستشفيات لن تجدوا من غد، مستشفى يشتغل، تذكروا كلامي هذا جيدا.

ولهذا نحن اليوم أمام مفترق طرق؛ وأمام قرار تاريخي كلنا كليبيين: إما أن نتفق اليوم ونقول نحن يا ليبيين هذه بلادنا، نحن نريد الإصلاح؛ نريد مزيدا من الحرية؛ نريد مزيدا من الديمقراطية؛ نريد إصلاحا حقيقيا؛ نريد كذا كذا كذا، وهو أصلا كان متفقا عليه؛ وكان يُفترض أن يتم في جلسة مؤتمر الشعب العام القادمة.

نحن الآن نطالب؛ وكحل أخير ونهائي، قبل أن يفوت الأوان ونحتكم كل للسلاح، سنحتكم خمسة ملايين ليبي للسلاح، ليبيا ليست تونس أو مصر، يا إخوان نحن قبائل وعشائر، وسنحتكم جميعا للسلاح؛ والسلاح أصبح الآن في متناول الجميع، يعني بدلا من أن نبكي على «84» قتيلا، سنبكي على مئات آلاف القتلى.

ستسيل دماء، أنهار من الدماء في كل مدن ليبيا؛ وأنتم ستهاجرون من ليبيا لأن البترول في هذه البلاد سيتوقف؛ والشركات الأجنبية غدا ستغادر ليبيا؛ والأجانب سيغادرون ليبيا؛ وشركات النفط ستغادر ليبيا؛ ومؤسسة النفط ستتوقف.

من بكرة لن يكون هناك بترول، ولن يكون هناك مال، ولن نجد خبزا.. اليوم في البيضاء، قطعة الخبز بدينار ونصف الدينار؛ بعد أسبوع سيصبح بمائة دينار؛ بعد سنة سيصبح ثمن الخبز، بثمن الذهب في ليبيا.

ولهذا؛ أتوجه إليكم وللمرة الأخيرة، قبل أن نحكم ونحتكم للسلاح كلنا كليبيين إذا انفرط الأمر ودخلنا في حرب أهلية وانفصال وفوضى عارمة، مثلما الآن يريدون أن يحصل في ليبيا، وأن ويكون كل ليبي مضطرا أن يحمل السلاح ويدافع عن نفسه؛ وتسيل الدماء..

أنا أقول غدا نقوم بمبادرة تاريخية وطنية: خلال 48 ساعة؛ ثلاثة أيام؛ يوم؛ ست ساعات، الدعوة لانعقاد مؤتمر الشعب العام وبأجندة واضحة، وهي إقرار مجموعة من القوانين التي أصلا كان متفقا عليها أن تظهر؛ قانون الصحافة، مجتمع مدني، وقانون عقوبات جديد؛ قوانين حضارية؛ قوانين جديدة تتماشى مع العالم، تفتح آفاق الحرية؛ تلغي الكثير من القيود الموجودة، والعقوبات السخيفة التي كانت موجودة.

وأيضا يبدأ نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا، وهو أيضا شيء متفق عليه، وحتى القائد في لقاءاته مؤخرا مع الصحافيين في طرابلس؛ تكلم وقال إن في مؤتمر الشعب العام القادم، لا بد من بدء الليبيين في وضع الدستور؛ نحن الليبيين نضع الدستور، تُشكل لجنة لوضع دستور للبلاد.

أيضا يرجع الحكم المحلي لليبيا، بدل الانفصال ترجع ليبيا تسمونها ولايات؛ أو تسمونها محافظات؛ أو شعبيات، لا بد أن ترجع للحكم المحلي، ويرجع نظام الحكم المحلي بما فيها البلديات والمحافظات والمحلات، وكل منطقة تختار أبناءها ليحكموها ويديروا شؤونها، ويكون هناك حكم مركزي محدود مثلما هو موجود في كل العالم للأشياء السيادية فقط، أما بقية الخدمات فتبقى في الحكم المحلي.

والاستمرار في عملية التنمية التي تحصل الآن.

يا إخوان الآن «200» مليار يتم صرفها في مشاريع في كل ليبيا في طولها وعرضها.

وأيضا إجراءات عاجلة مثلما حصل أمس حيث قامت اللجنة الشعبية العامة بعدة خطوات، مثل زيادة المرتبات؛ وعلاوات للعاطلين؛ وأيضا التوسع في منح القروض للشباب؛ وإجراءات البيع بالتقسيط، وغيرها من الإجراءات التي يمكن أن تُعمل، ويتم إقرارها فورا.

تحصلنا على كل ما نريد من إصلاح، حافظنا على بلادنا، حقنا دماءنا، وبلادنا تقدمت للأمام، وتحصلنا على كل شيء؛ بأقل خسائر وأقل مشكلات، عكس جيراننا يميننا ويسارنا.

الآن هناك مشكلات في تونس ومصر، لا توجد سياحة؛ ولا يوجد شغل؛ ولا يوجد استقرار، ولا يوجد أمن، ونحن سيكون وضعنا أسوأ ألف مرة من تونس ومصر، لكن بهذه الخطوة - إذا اتفقنا عليها غدا - نكون حقنا الدماء، وعملنا أكبر إنجاز وتحول تاريخي، وتحولنا من الجماهيرية الأولى إلى جماهيرية ثانية.

النظام الأول انتهى؛ وسيتم تعديله بالكامل، وانتقلنا إلى نظام جديد بالكامل، وسيتم الاتفاق على عَلم جديد ونشيد جديد.

نتفق على ليبيا جديدة؛ ليبيا الغد؛ ليبيا التي نحلم بها كلنا، والتي نحبها.

وإما استعدوا أيها الليبيون، للدخول في مواجهات وتقسيم ليبيا قطعة قطعة، والدخول في حرب أهلية، وانسوا أن هناك شيئا اسمه بترول، وانسوا أن هناك شيئا اسمه غاز.

سيتم تدمير ليبيا الآن بالغاز والنفط، وتدخل في فوضى، ومثلما حصل الآن في برقة ستحصل مهاجمة في كل مكان في ليبيا، وأبناؤكم انسوا تعليمهم وصحتهم، لأن الجاري اليوم في برقة والبيضاء وشحات في بنغازي شيء محزن جدا.

يا أخي لسنا شرقا ولا غربا.. أنا أمي من الشرق؛ وأبي من الوسط، وأكثر من نصف سكان بنغازي أصولهم من المنطقة الغربية.

كيف أنتم - أنا أخاطب الناس الذين أصولهم من زليتن ومصراتة وطرابلس - بعد ذلك ستقومون بزيارة ليبيا وطرابلس؟ تأخذون تأشيرة، تريدون أن نرجع للتأشيرات؟! زوجتك في بنغازي وأنت في طرابلس، لا تستطيعان أن تأتيا إلى بعضكما، استعدوا من الآن؛ عشر سنوات لا يستطيع أحد أن يزور أحدا، وستصير هنا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، سوف تشتت العائلات؛ ستقسم، تبقى تشاهد زوجتك وأختك وأمك من وراء الحاجز، مثلما يحصل في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.

الموضوع يا إخوان ليس بالسهولة التي تظنونها أنتم.

نحن الليبيين يوجد بيننا وعلى مدى عشرات السنوات؛ تزاوج، يوجد تصاهر، يوجد امتزاج بين بعضنا؛ هذا أمه من الغرب؛ وهذا أبوه من الشرق، هذا متزوج من الشرق وآخر من الغرب، هذا واحد من بنغازي أصله من مصراتة أو أصله من بني وليد.

نحن شعب متداخل، ولما يصير التقسيم؛ نحن نريد تأشيرات، تبقى بالعشرة أيام تنتظر في التأشيرة بحيث تدخل إلى طرابلس!! إذا لم نتفق على السيناريو الأول، فكونوا جاهزين للسيناريو الثاني.

أيضا أنا اتصل بي وزير خارجية بريطانيا، وسألني عن أوضاعنا، نحب نقول لكم أيضا استعدوا ليس فقط لهذا؛ استعدوا للاستعمار، الاستعمار قادم إليكم؛ سيرجع الاستعمار، سيدخل الأوروبيون؛ ليبيا عنوة.

هل فكرتم أن أوروبا وحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية؛ ستقبل بإمارات، هي في يومين أصبحت عندها إمارتان إسلاميتان، بعد شهر يكون عندها خمس عشرة؛ هل سيقبلون إمارة إسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط؟! هم لم يقبلوها في الصومال؛ ولم يقبلوها في أفغانستان؛ وحاربوها في آخر عالم، تريدون أن يقبلوها في ليبيا على بعد نصف ساعة على القاعدة الأميركية التي في كريت؛ وساعة من هنا إلى إيطاليا؟! في وسط البحر الأبيض المتوسط، نكوّن إمارات إسلامية وما هي بالإسلامية، هل تفكرون بأن الأوروبيين والعالم سوف لن يتدخل؟! أنا أبشركم، بأن الأساطيل الأميركية والأوروبية، قادمة إليكم؛ وسيحتلونكم عنوة، وسيقضون على كل هذه الفوضى.

الغرب وأوروبا وأميركا، لن يسمحوا بإقامة إمارات إسلامية في ليبيا بالوضع الحالي، يمسكها مجموعة من البلطجية ومجموعة من الإرهابيين والمجرمين.

أوروبا والغرب وأميركا، لن يسمحوا أن يضيع النفط في ليبيا.

الغرب لن يسمح، أن تكون هناك فوضى في ليبيا تؤدي إلى تصدير الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمخدرات إلى أوروبا.

الفوضى إذا حصلت في ليبيا، لن يسمح بها العالم، فهو سيتدخل ويوقفها، ويضعكم تحت الوصاية والاستعمار، وأي أحد يفكر غير هذا؛ يكون غلطان.

ليبيا 2000 كيلومتر على الساحل، نصف الساعة من أوروبا، لهذا العالم لن يسمح بالفوضى في ليبيا المليئة بالبترول وعلى حدوده وعندها 2000 كيلومتر، وفي يومين أعلنتم إمارتين إسلاميتين!! على كل حال، هناك خلايا كثيرة كشفناها؛ هناك عرب، هناك ليبيون استعملوا المخدرات وحبوب الهلوسة، استعملوا المال، استعملوا المهاجرين غير الشرعيين، استعملوا المصريين والتوانسة، هذا كله موجود معروف.

سيظهر للعالم بالوثائق والأشرطة، العرب اشتغلوا علينا.

لكن الليبيين الذين يعيشون في لندن وفي نيويورك ومانشستر وفي ألمانيا وكندا، وهم يحرضونكم ويقولون لكم اطلعوا أعملوا يا أبناء ليبيا كذا؛ وكلام فارغ، هم أبناؤهم يدرسون في أوروبا وأميركا ويعيشون هناك عندهم تأمين صحي؛ وجنسيات أجنبية، وأنتم أولادكم يريدونهم أن يموتوا أمام المعسكرات، يقولون لهم ادخلوا المعسكر وسيطروا على الدبابات واثقبوا مخازن الذخيرة.

هم مرتاحون في أوروبا؛ بلادهم هم وأولادهم، ويحرّضون فينا نحن على بعضنا؛ حتى نموت ونُخرب بلادنا، ولماذا؟ حتى يأتوا ويحكمونا ويحكموا ليبيا.

أي واحد يفكر أن هذا المجهود كله؛ لله في سبيل الله، فهو غلطان، هذا كله سيناريو صُنع من أجل أن يأتوا ويحكمونا، هم يعيشون في الخارج، ولما نحن نكمل بعضنا ونقتل بعضنا، يأتونكم على طائرة مثلما عملوا في العراق، ويقولون لكم الآن نحن نريد أن نحكم.

أيضا نبشركم بحاجة أخرى، إن إخواننا المصريين وإخواننا التوانسة الموجودين بأعداد كبيرة؛ وتم استعمالهم، أيضا الآن هم عندهم سلاح وموجودون هنا، وأصبحوا جزءا من هذا العمل وهذه الفوضى وهذا التآمر، ونجهز أنفسنا أيضا للتعامل معهم، وسيفكون جزءا من ليبيا، وسيشاركونكم في النفط في المستقبل إذا صار منه بعد 40 سنة، ويشاركونكم في بيوتكم وفي رزقكم وفي كل حاجة.

إخوانكم العرب - وهذا ليس سرا، ونعرفه - وهم موجودون بقوة وبكثرة، والآن جزء من هذا العمل، هم الآن ستكون لهم أيضا حصة في ليبيا.

فبالتالي، نحن الآن أمام خيارين، بكرة نحتكم للعقل، ونحقن الدماء، ونقف كلنا مع بعضنا من أجل ليبيا.

ويا إخوانا صدقوني، هناك فرصة نادرة وأخيرة وتاريخية، لنعمل في ليبيا إصلاحا؛ وغير عادي، بأقل أضرار ممكنة؛ من دون أن ندمر بلادنا.

لأن من غير هذه الفرصة انسوا شيئا اسمه إصلاح، فالكلام الآن لم يعد عن الديمقراطية ولا عن الإصلاح ولا عن الدستور، هذا الكلام سينتهي إلى عشرات السنوات، وسندخل في دوامة من العنف أشرس من التي كانت في العراق ومن التي جاءت ليوغسلافيا، لأن أي تقسيم في العالم لا بد له من حرب أهلية.

فنحن الآن أمام قرار خطير، وهذا قرار لكل ليبي وليبية.

كلنا مثل بعضنا: السلاح موجود، وكلنا ليبيون، وهذه أرضنا، وهذه بلادنا، والوضع أصبح صعبا.

لكن أيضا في الوقت نفسه، أحب أن أتوجه لإخواني الليبيين بأن معمر القذافي ليس مثل زين العابدين أو الرئيس مبارك؛ رئيس تقليدي أو كلاسيكي، هذا زعيم شعب، ومن كم يوم يتقاطر عشرات الآلاف، وأنا استقبلت آلاف المكالمات والرسائل النصية من أناس مجهولين من كل أنحاء ليبيا، هناك عشرات الآلاف من الليبيين؛ يتوافدون على طرابلس من كل أنحاء ليبيا، للدفاع عن طرابلس، والدفاع عن ليبيا، والدفاع عن معمر القذافي، وهذا الكلام ليس سرا، ومعروفة الحافلات التي تقلهم على طول الطرق الساحلية، من كل مدن ليبيا، تتقاطر على ليبيا، وكلكم تعرفونه في مدنكم.

هناك أيضا الجيش القوات المسلحة؛ الجيش ما زال بخير، وما زال قادرا. والجيش الآن سيكون له دور أساسي في فرض الأمن وإرجاع الأمور إلى نصابها بأي ثمن كان، لأن هذه وحدة ليبيا؛ ومستقبل ليبيا وشعبها وأبنائها، فلا بد من وقفة حازمة.

وأيضا أقول لكم، إن الجيش الليبي سيكون له دور كبير جدا جدا في هذا الموضوع، والجيش الليبي ليس جيش تونس أو جيش مصر أيضا، فجيشنا سيكون وفيا لليبيا؛ وسيكون وفيا لمعمر القذافي حتى آخر لحظة، وسينتصر بإذن الله؛ وستعود الأمور إلى نصابها؛ وسنقضي على كل بؤر الفتنة.

الآن اليوم؛ وقبل أن أسجل هذا الخطاب، يأتي ناس يطلقون نارا مثلا في الساحة الخضراء ويهربون.. في كل مكان يتم إطلاق النار، حتى يروا للعالم أن الدولة تطلق النار، أو أن اللجان الثورية تطلق النار، وهذا الموضوع أيضا لا بد أن نكون منتبهين له.

انتبهوا إلى المصريين الآن والتونسيين والفلسطينيين والعرب.

وأتكلم بصراحة هذه المرة، فالعرب والأفارقة تم استعمالهم الآن.. انتبهوا، لأن السلاح موجود بكثرة ويتم استعماله، ويحاولون أن يوهموا الناس؛ أن الدولة الليبية هي من تستعمل هذا السلاح، فلا بد من اليقظة؛ وأن نكون منتبهين.

الآن جاء دور الشعب المسلح؛ وجاء دور الحرس الشعبي والأمن الشعبي، ويجب أن نكون يقظين.

نحن لن نفرط في ليبيا؛ ولا حتى في شبر من ليبيا، والآن نحن كلنا لنا موعد مع التاريخ.. أهلنا من 60 سنة ماتوا وقاتلوا من أجل ليبيا، قاتلوا الترك والطليان من دون مقابل، لأن ليبيا لم يكن فيها بترول ولا غاز؛ ولم يكن فيها سيارات «بي إم دبليو» ولا «مرسيدس»؛ ولم يكن فيها قروض، فما بالك إذا تركنا ليبيا لقمة سائغة لمجموعة عصابات وبلطجية يتناولون على مدى الأربع والعشرين ساعة؛ حبوب الهلوسة والمخدرات، وقد ضبطت معهم.

ليبيا خمسة ملايين، خمسة ملايين ليسوا مع هذا الموضوع.. فبنغازي مليون ونصف المليون، وليست مجموعة متكونة من 200 أو 300 أو 1000 شخص الذين يعملون المشكلات، والبيضاء 250 ألف شخص، وليست 100 شخص الذين هاجموا المعسكر ودمروه؛ وقتلوا الناس، وحتى مثّلوا بهم في البيضاء.

الشعب الليبي، غالبيته ليسوا هؤلاء البلطجية والمجرمين ومتناولي حبوب الهلوسة.

الشعب الليبي، عاقل ويعرف مستقبله ومستقبل أبنائه، ويعرف أنه اليوم على محك تاريخي خطير.

ولا تفكروا أن الأعمال التي يقومون بها في الشوارع من حرق وإطلاق نار وكتابات، أن هو هذا الشعب الليبي؛ لا، حتى مثلا في بنغازي؛ بنغازي مليون ونصف المليون ليسوا 1000، أو 500، أو 2000، أو 3000.

على كل حال، نحن معنوياتنا مرتفعة، والقائد معمر القذافي هنا في طرابلس يقود في المعركة؛ ونحن معه؛ وقواتنا المسلحة معه؛ وهناك عشرات الآلاف يتوافدون إلى مدينة طرابلس.

نحن لن نفرط في ليبيا، وسنقاتل حتى آخر رجل؛ وحتى آخر امرأة؛ وحتى آخر طلقة، ولا يمكن نترك بلادنا تضحك عليها الجزيرة؛ أو العربية؛ أو الـ«بي بي سي»، أو مجموعة البلطجية، أو مجموعة الخونة الذين يعيشون في الخارج، ويضحكون علينا ونحن ندمر بلادنا التي نحن لن نتركها.

والحمد لله، مررت على كل مواقعنا، وكل شبابنا؛ آلاف الشباب من كل أنحاء ليبيا مستعد للتضحية، ومعنوياتهم مرتفعة.

ونقول لكم يا إخواننا الليبيين، نحن معكم في هذه المعركة ولن نخذلكم، نعيش في ليبيا ونموت في ليبيا، ليبيا لم نتركها للطليان ولا للترك، فما بالك أن نتركها لأشخاص ضائعين مثل هؤلاء.

المعنويات مرتفعة، وسدد الله خطانا، وربي اجعل ليبيا بلدا آمنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ ايضا: