اخبار الساعة

التدهور الحاصل بين دول مجلس التعاون الخليجية

اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 06-03-2014 | 11 سنوات مضت القراءات : (3054) قراءة
يأسف المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدوليىة أن وصل التضامن العربي المشترك الذي تعيشه أقطارنا العربية وحدها دون غيرها  إلى هذا المستوى الذي لايسر غير الأعداء الذين يقطفون ثمار مؤآمراتهم على هذه الأمة التي لازالت تداوي نكبات وجراحات الماضي الإستعماري  المهيمن على إرادتنا وقوتنا والمتحكم بقوتنا وثرواتنا ، وينطبق الحال على الوضع الناشئ بين دول مجلس التعاون الخليجية التي أثمر إستقلالها بوحدتها الضامنة لحريتها وسيادتها واستقلالها يوم أعلنت مجتمعة عن تأسيس مجلس التعاون عام 1981م جراء الحرب الإيرانية العراقية تحسباً من هبوب رياح تلك الحرب التي تعد الأطول من الحربين العالميتين الأولى والثانية  ، وعند تأسيس المجلس في أبو ظبي تم الإتفاق على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغيرواحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها  ورد كذلك في ميثاق جامعة الدول العربية العتيق عام 1945م
 
ومما يؤسف له خروج عدد من هذه الدول عن ميثاق الجامعة العربية أولاً ومن مواثيق التجمعات العربية الإقليمية ثانياً وهو ماتدعيه الدول الخليجية الثلاث بأن دولة قطر خرجت عن ميثاق المجلس الأمر الذي لأجله عملت الدول الثلاث يوم أمس الأربعاء الخامس من مارس الجاري 2014م على إتخاذ قرار قوي وصارم وهو سحب سفرائها من قطر  بعد إجتماع لوزراء خارجية دول المجلس لم يصل إلى الحدود الدنيا في رأب الصدع في العلاقات الخليجية التي هي هدف نبيل وسامي يأتي في مقدمتها المحافظة على الوحدة الخليجية وأمن واستقرار شعوبها ، وأن التضامن الخليجي هو أساسي ومكمل للتضا من العربي لمواجهة العدو الإسرائيلي إذا بدولنا مجتمعة تواجه بعضها البعض بما يريح ويخدم أعداء  أمتنا المتربصين بنا .
 
كما يعلم الجميع أن منظومة الدول الخليجية تشكل قوة إقتصادية وإستراتيجية هامة على كافة الأصعدة والمجالات والمستويات المحلية والإقليمية والدولية بسبب كمية النفط والغاز الطبيعي المتوفر في دول المنطقة فضلاً عن الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به ،  بما في ذلك سيطرتها على مضيق هرمز،هذه المقومات الوحدوية وغيرها تمتلكها دول المجلس التي تعد بكل المقاييس والإعتبارات  مقومات واحدة وهي في الأصل منحدرة من قبائل الجنوب المتمثل باليمن الجار الطبيعي والمكمل لدول المجلس في السراء والضراء، كما أن أراضيها تشكل رغم ترسيم الحدود بين دولها تمثل وحدة جغرافية واحدة ، والدول الست كما أسلفنا مؤطرة بمجلس التعاون الخليجي الذي أوشك على إستكمال مقومات التوحيد .
 .
نعم توجد إختلافات في الرؤى بين دول المجلس في علاقات كل دولة مع مختلف الدول  ، غير أن من المؤسف تغليب المصالح الضيقة أحياناً على الثوابت القومية  التي لايجب التضحية بها بل إن الخروج عنها يؤدي إلى تدهور الأوضاع كما هو حال دول المجلس يومنا ، مما يتطلب تراجع الجميع عن المواقف التي لاتخدم التضامن العربي ، وتظل مصر الكنانة في حدقات عيون العرب أجمعين ، فهي الأخرى إستدعت سفيرها من العاصمة القطرية الشهر الماضي وأعلنت اليوم 6 مارس عن قرارها بعدم عودته في الوقت الحالي ، والدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين دون إنذار مسبق سحبت سفرائها من الدوحة يوم أمس لأسباب لايجهلها أحد .
 
خلال الأيام القليلة القادمة يلتقي وزراء الخارجية العرب للإعداد للقمة العربية العادية التي تستضيفها دولة الكويت وأميرها الحكيم الشيخ صباح السالم الصباح المعروف بحكمته وحنكته وخبراته الدبلوماسية المتراكمة لمايزيد عن نصف قرن ، لذلك فإن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية على ثقة كبيرة بأن سمو أمير الكويت سيعالج التدهور الحاصل وتعود العلاقات بين الأشقاء بما في ذلك مع جمهورية مصر العربية إلى سالف عهدها حتى يتم إنعقاد القمة العربية مما يتطلب تسوية نقاط الخلاف إن أمكن قبل القمة بما يخدم دول مجلس التعاون خاصة والأمة العربية كافة وبما يضمن إحترام المواثيق العربية والدولية ويعزز من التضامن العربي الذي نحن في أمس الحاجة إليه، ونعتقد أن عودة السفراء واردة عند زوال الآسباب التي أدت إلى إتخاذه  ، خاصة عندما يتم ترجيح العقل والمنطق والسياسة الحكيمة النابعة من مصلحة شعوبنا وسلامة الأمن القومي العربي، وتغليب مصالح شعوبنا وثوابتنا القومية على كل المصالح الشعوبية. 
د/ علي الغفاري
رئيس المركز   
 
اقرأ ايضا: