ابن وزير تأخر عن طائرته ببيروت فمنع هبوطها ببغداد
أجبرت سلطات مطار بغداد طائرة ركاب لبنانية على العودة، إلى بيروت بعد أن رفضت هبوطها؛ لأنها أقلعت دون أن تقل معها من مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية ابن وزير النقل العراقى هادى العامرى، واسمه “مهدى”، الموصوف بأنه عاشق لبيروت.
الخبر تناقلته وكالات الأنباء، وانتشر لغرابته في معظم المواقع الإخبارية باللغات الحية، ويكفي أن يكتب قارئ اسمه Mahdi al-Amiri في خانة البحث عن الأخبار بالإنترنت، ليرى بكم لغة تطرقوا أمس الخميس لخبره بكثير من التهكم والاستغراب، من التشيلي والبرازيل إلى نيوزيلندا واليابان ودول الاتحاد الأوروبى، حتى في أوكرانيا المنشغلة بأزمتها.
والسبب فى إقلاع الطائرة من دون مهدى هو تأخره عن موعد إقلاعها، علمًا أنهم انتظروه 6 دقائق هو وصديق له كان حاجزًا لمقعد معه على الطائرة، ونادوا عليهما مرارًا، كما بحثوا عنهما فى “استراحة رجال الأعمال” بالمطار، لكن أحدًا منهما لم يظهر، لذلك أقلعت الطائرة حفاظًا على دقة المواعيد.
ونقلت الوكالات أيضًا تصريحًا لمروان صالحة، القائم بأعمال مدير شركة «طيران الشرق الأوسط» المالكة للطائرة، قال فيه إن العامري كان غاضبًا عندما وصل إلى بوابة عبور المسافرين، وعلم أن “الإيرباص 320″ أقلعت من دونه، وسمعه يهدد “لن أسمح للطائرة بالهبوط في بغداد” كما قال.
ويبدو أن مهدي اتصل هاتفيا بأبيه وزير النقل، أو ربما بمسؤول في الوزارة، أو على أقل تقدير بمسؤول في مطار بغداد، وأبلغه بما حدث له، لذلك لم تمضِ 20 دقيقة على إقلاع الطائرة، إلا واتصل مدير محطة الشركة في بغداد بإدارتها في بيروت ليبلغها أن السلطات العراقية “لن تسمح للطائرة بالهبوط ما دام ابن الوزير ليس على متنها”؛ فاضطر قائدها للعودة إلى مطار رفيق الحريري، وتم إلغاء الرحلة وتعطيل سفر 71 راكبًا، كان بينهم مرضَى عراقيون خضعوا للعلاج في لبنان، إضافة لعدد من علماء الدين.
سريعًا نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل العراقية، كريم النورى، أن يكون لعدم استقبال الطائرة في مطار بغداد أي علاقة بأحد المسؤولين أو بقضية سياسية، وعزا السبب “لأمر تنظيمي بحت” طبقًا لما نقل عنه موقع «القرطاس نيوز» الإخباري العراقي، مضيفًا أن قضية عودة طائرة شركة «الميدل إيست» يمكن أن تحدث مع أي دولة وليس لبنان فقط، شارحًا أنه “عندما يحدث خلل بالأمور التنظيمية لاستقبال الطائرات تعود إلى وجهتها المقبلة منها”، وفق زعمه.
قال النوري أيضًا إن أعمال نظافة “كانت تُجري في المطار، وإن إجراءات معينة اتخذت”، مشيرًا بحسب ما نقلت عنه وكالة “رويترز” إلى أن السلطات العراقية “أمرت بعدم هبوط أي رحلات جوية بعد الساعة التاسعة صباحًا، ووصلت الرحلة القادمة من لبنان بعد هذا الموعد؛ لذا طُلب منها العودة”.
فى الوقت نفسه أخبر مسئول في مطار بغداد الوكالة بأن حركة الملاحة الجوية تسير بصورة طبيعية، حيث “هبطت 30 طائرة يوم أمس الخميس، والطائرة الوحيدة التي طلب منها العودة من حيث أتت هي رحلة بيروت”، كما قال.
وسريعًا أيضًا صدر عن علي الموسوى، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكى، ما ناقض كلام النوري تمامًا؛ فقد أعلن المستشار أن المالكي “وجّه بطرد ومحاسبة كل من تثبت مسئوليته عن عدم السماح للطائرة القادمة من بيروت بالهبوط في العاصمة بغداد”، وفق تعبيره.
وليلة أمس الخميس نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن طائرة عراقية قادمة من بغداد، وعلى متنها 59 راكبًا، حطّت في مطار بيروت، وبعدها بساعة أقلعت إلى العاصمة العراقية حاملة 21 راكبًا ممن عادت بهم طائرة «الميدل إيست» إلى بيروت بأمر من ابن الوزير الذي لم تذكر الوكالة إذا ما كان بينهم، أما بقية الركاب فيسافرون اليوم الجمعة إلى بغداد، وستكون شهاداتهم حاسمة لمعاقبة المسؤولين، وأولهم الابن المدلل.