لو لم يعلن الجيش موقفه في 21 مارس لما انتصرت الثورة
العملاق الذي أبطل مفعول القوة وقطع أحلام التوريث والهم الثورة بالانتصار
ثورة الشباب الشعبية التي اندلعت في ربيع 2011م كان لها دوافعها واسبابها وضروراتها وكان اندلاعها حتمي نتيجة شيخوخة النظام وتحول وظيفته العامة في كثير من الجوانب والمهام من العامة الى الخاصة وتحول ولاء المؤسسات الاستراتيجية من الولاء للوطن الى الولاء للحاكم وعائلته
الواقع يسجل للرئيس السابق علي صالح سنوات ذهبية لحكمه بدأت من العام 1978م انتهت عام 1987م وهي الفترة التي يشهد له بوطنيته كحاكم ومن بعدها بدأ الاتجاه لتوظيف السلطة خارج مهامها الرئيسية تدريجيا وبدأت تتلاشي المهمة الوطنية للحاكم علي عبدالله صالح الذي بدأ بالعمل على تثبيت نفسه كحاكم ابدي لليمن وان اليمن مملكة له ولاولاده من بعده تحت غطاء الجمهورية المغدورة
الوحدة التي اعلنت يوم 22 مايو 1990م بين شطري اليمن عززت سياسة السيطرة في نفسية وعقلية علي صالح وسلوكه العملي والنتيجة بروز بوادر الاختلاف بين شريكي الوحدة المؤتمر الشعبي العام المملوك للشريك الاول علي صالح وبين الحزب الاشتراكي اليمني بزعامة الرئيس والشريك الثاني علي البيض وتطور الاختلاف الى ازمة شديدة توجت بحرب عسكرية تحت غطاء الوحدة وانتصرت الوحدة عسكريا وتحولت اليمن ارضا وخيرات الى مملكة تابعة لعلي صالح وعائلته وعدد محدود من الموالين واصحاب المهمات ومبرري الضرورات
مع ما بعد وحدة 94 تحول اليمنيين الى اتعس شعوب العالم وافقرهم وامرضهم واجوعهم ونتيجة للفشل العام واهمال مؤسسات الدولة اتجه علي صالح لناء مؤسسات موازية بولاء مطلق له ولعائلته ، كان نصيب الجيش اليمني هو البارز من هذا التحول وكان السباق بالاهمال فوجهت الرعاية والعناية والتحديث والتدريب والتسليح والتوسع وحتى التسمين من نصيب الحرس العائلي بمظلة الجمهورية وكان نصيب الجيش او بقايا جيش وسبتمبر الاهمال الشامل حيث تم وقف التحديث بوحدات هذا الجيش تماما منذ مابعد انتصار 94م
من خفايا واسرار حرب صعده انها كانت واحدة من الالغام التي ستدمر بقايا الجيش الوطني وكلنا شهد احداث ويوميات تلك الحروب من الجولة الاولى حتى السادسة وما ظهر من بعدها من توافق بين علي صالح وزعيم ما يسمى بالحوثيين وتلك الحروب كانت عبارة عن فلم من ابتكار علي صالح لايجاد مبرر منطقي ومقبول هدفه القضاء على الرموز الوطنية والشرفاء في الجيش والامن والشخصيات العامة والمؤثرة في المجتمع التي ترفض الولاء له كحاكم مطلق او ملك اليمن الجديد ونعرف جميعا كم من الشخصيات وخاصة العسكرية والامنية تم التخلص منها على ارض معارك صعده
مثل العقد الاول من الافية الجديدة سنوات انعاش الاستحواذ على مؤسسات الدولة وسيطرة الجيل الجديد ( صغير السن وقليل الخبرة ) من عائلة علي صالح واصهارهم وتزامن مع هذه السيطرة تدهور سريع للحالة المعيشية للمواطن وتدني مستوى الخدمات وراتفاع معدلات الفساد واتساع رقعة الغضب العام على السلطة
كانت الانتخابات الرئاسية في 2006م اخر جحر يهرب اليه علي عبد الله صالح الذي انصدم بشعبية منافسه المرحوم فيصل بن شملان الرئيس الشرعي لليمن ، تلك الانتخابات اظهرت مدى تدهور شعبية علي صالح واظهرت قوة الجبهة المعارضة لحكمه ، اغتصب السلطة عام 2006 م وقد افصح عن هذا اللواء علي محسن الاحمر وما يؤكد هذه الحقيقة هو موقف اللقاء المشترك الذي يمثلها بن شملان بالاعلان لانصارهم بالخروج للشارع وحينها لم تكون ثقافة الخروج للشارع موجودة وكانت خطوة جريئة من المشترك ورد المؤتمر بتصريح على لسان مصدر مسئول تقريبا بما معناه الشارع مقابل الشارع أي ان المؤتمر سينزل انصاره للشارع لمواجهة شارع المعارضة وهي الثقافة التي يجيدها علي صالح ، هذا الاعلان يؤكد صحة المعلومة التي اعلنها اللواء علي محسن بأن نتيجة الانتخابات كانت لصالح مرشح المؤتمر الملك الرئيس علي صالح الذي امر لجنة الانتخابات بتغيير ارقام النتيجة وهذا امر مفروغ منه نظرا لسيطرة جهاز استخبارات علي صالح الخاص على مفاصل الدولة ومؤسساتها فكان التلاعب ببرنامج نتائج الفرز وتحول بن شملان من فائز الى خاسر بضغطة زر
تصاعدت الازمة في الشمال والجنوب والشرق والغرب واصبح اليمن على صفيح ساخن حتى وصلت الاوضاع الى طريق مسدود وبدأت المعارضة ترفع سقف مطالبها لكثرة المؤيدين لها من داخل النظام حتى جاءت شرارة التونسي بوعزيزي التي اقتلعت في شهر واحد حاكمين عربيين يحكمان بلديهما بالحديد والنار ، وقبل شرارة بوعزيزي كان الشارع اليمني في حالة غضب دائم وكان لاحزاب المعارضة برنامج تصعيدي يومي سمي حينها بالهبة الشعبية وكان اول بركان الغضب الحقيقي ضد حكم علي صالح الذي كان يحوم فوق الجماهير الغاضبة بطائرته المروحية ، مع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي كانت ترتفع معه سياسة السيطرة العائلية والانحدار بالدولة ومؤسساتها بهذا الاتجاه
اندلعت ثورة فبراير خرجت الجماهير يتصدرهم الشباب العاطل وكان لاحزاب المعارضة موقف اشبه بالمتفرج لانتظار رد فعل السلطة الخاصة وتم احتلال ساحة التحرير من قبل بلاطجة صالح لكي لا تكون ساحة تحاكي ساحة التحرير بمصر بعد خلع مبارك ولم يشعر علي صالح ان شوارع اليمن تحولت الى ساحات ، كان رد الفعل عنيفا ودمويا وقاسيا وتم حشد البلاطجة والقتلة وتجنيدهم وكانت الجماهير تقابل القسوة بصمود عنوانه السلمية وتظرا لهذا الاصرار الذي ادركه علي صالح جند الدولة ومؤسساتها للعمل على اخماد الثورة وجند جيشا من الاعلاميين والمتحللين وهواة الكسب !! لاصدار الاشاعات بكل انواعها بحق المتظاهرين وتحول من رئيس الى معلق في حلبة صراع حيث كان يخطب يوميا ويلتقي القبائل ويغدقهم بالاموال والسلاح ، اعلن التنازلات وارسل الوساطات الى قيادة المعارضة ولم يلقى منهم أي جواب وبعد ايام اعلنت احزاب المشترك انظمامها للثورة رسميا لكي تلحق بجماهيرها الثائرة في الساحات
كان علي صالح امام خيارين اما الخلع عن طريق الفعل الثوري واما اشعال البلاد واحراقها واغراقها بالدم ولم يكون امامه خيار نقل السلطة او الاستسلام للجماهير للحفاظ على ماء الوجه بتسجيل خروج مشرف بدلا من الخروج القهري والمخزي كما كان لزميليه بن علي ومبارك ، كابر واستسلم لنصائح النفعيين من حوله ومن دقوا صدورهم له وقرر بإجتثاث الساحة مهما كلفه الثمن ومهما كانت نتيجة الدماء التي ستسيل ، خطط مع اركان حكمه بعملية انهاء وجود المتظاهرين بساحة صنعاء وجهز اربعين الف من المسلحين يقال انهم من القبائل وكان الانتظار لساعة الصفر ، ابلغ علي صالح عدد من المسئولين وكانت مجزرة جمعة الكرامة هي الشرارة التي ستمنح المبرر لدخول اربعين الف لتوقعه بردة فعل انتقامية ومقاومة عسكرية لكن هذا لم يحدث لمعرفة السياسيين في المعارضة بسياسة صالح
بلغ امر اجتياح صنعاء الى علم كثير من المسئولين ومنهم اللواء علي محسن الاحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الاولى مدرع اخر قلعه لجيش سبتمبر واكتوبر وقد سبق لعلي صالح ان ذهب للواء الى منزله ومقر قيادة الفرقة لضمان حياده على الاقل لان علي صالح يدرك ان المعركة ليس لها علاقة بالوطن ولا يمكنه القيام باي عمل يخدم سلطة علي صالح العائلية ويضر بالوطن والشعب
بشاعة الجريمة والدماء التي سالت عقب صلاة الجمعة في 18 مارس 2011م ونقلتها وسائل الاعلام وشاهدها العالم وسجلت الجريمة ردة فعل غاضبة للملايين حول العالم ولاقى النظام ادانة شعبية ورسمية محلية وعالمية ، كعادته ظهر علي صالح على شاشة التلفزيون ولازالت الدماء تسكب وقام بإتهام اصحاب الاحياء المجاورة للساحة ، كان المبرر ساذجا وغير مقبولا عقلا ومنطقا وواقعا نتيجة للترتيبات التي سبقت الجريمة والمعلومات التي وصلت المعنيين عن مخططات النظام لارتكاب مجازر وتصفية الساحة من الشباب الثائر بأي وسيلة
كانت المناشدات تنهال على اللواء علي محسن الاحمر بالخروج عن صمته والانحياز للشعب والوطن لحماية الساحة من ضربات بلاطجة علي صالح المحميين بقوات الامن المركزي والحرس الجمهوري التي تطبق حصارا كاملا على مداخل الساحة وتمنع عنهم كل شيء وتعتقل كل من تظفر به بغض النظر الى جنسه وعمره ، مارست الارهاب والتنكيل ولم تفلح بدفع الشباب للخروج عن مبدأ السلمية
الضربة التي قصمت صالح وقطعت دابر الاستبداد والتوريث :
جاء صباح الـ 21 من مارس 2011م وبعد ثلاثة ايام من ارتكاب ابشع مجزرة بحق الإنسانية في الزمن المعاصر ومع الساعات الاولى تلقى علي صالح الضربة القاضية القاصمة له ولنظامه ولأوهامه في بمملكة اليمن ، اعلن اللواء علي محسن الاحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الاولى مدرع في تسجيل متلفز من على فضائية الجزيرة الداعم الاعلامي للحرية والتغيير ( أعلن باسمي ونيابة عنهم ..... الخ ) كانت هذه الكلمات اخر لحظات حكم علي صالح وبداية لمشروع دولة اساسها القانون والعدالة والمساواة ،جاء الاعلان بلسان وصوت وصورة عملاق من عمالقة اليمن وأبطالها ، مع هذا الاعلان اختلطت كل الاوراق والخطط وارتبك النظام وبدأت اعلانات التأييد تنهال تأييدا للثورة ، وقعت الواقعة على رأس علي صالح ونظامه وحكمه وليس لهذه الواقعة دافع للتراجع ، كان الاعلان واضحا ومحدد المهام والواجبات ، الاعلان الذي اطلق عليه " جيش انصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية " وقالها اللواء علي محسن بخطاب الجماعة وليس الفرد " نعلن " وهذا الجيش " انصار الثورة " هو ما تبقى من جيش سبتمبر واكتوبر ويضم ثلاث مناطق عسكرية هي المنطقة المركزية والشرقية والشمالية الغربية اضافة الى جزء من الوية المنطقة الجنوبية بقيادة احد مقربي صالح " مهدي مقولة" وتسارعت خطى الانشقاقات في جيش العائلة ووحداتها الامنية لتشجعهم بموقف اللواء الاحمر وقيادات عسكرية وامنية كبيرة
برقيات الانظمام للثورة وتأييدها شكلت ضغطا على خطوط الهاتف والفضائيات والفاكسات والصحف وكان الامر اشبه بإنفراط عقد ( المسبحة ) تخلل جيش العائلة وتخللت المؤسسات وتشجع الكل بوجود اللواء حاميا للثورة من بطش علي صالح وهو ما تحقق للثورة فعلا ولساحاتها كلها
على اثر هذا الموقف وبعد ايام من اعلان قيادة انصار الثورة تأييدهم للثورة وحمايتها سعى علي صالح وبدعم من عناصر التوتر الى محاولة لجر جيش انصار الثورة الى مواجهات عسكرية مع حرسه العائلي / الجمهوري ليقينه بالتسليح النوعي والجاهزية التي تتمتع بها قوات الحرس ، كان يتصرف علي صالح بتوتر شديد وتتحكم بتصرفاته وقراراته الهزيمة التي لحقته نتيجة الضربة القاضية من اللواء علي محسن الاحمر وزملائه قادة المناطق والوحدات العسكرية والامنية والقوات الجوية والبحرية ، من مخططات الانتحار الكبير لعلي صالح قيامه بمحاولة جر الوية الفرقة والمناطق العسكرية التي اعلنت والائها للثورة الى حرب لتحقيق هدف الانتقام من اللواء والقادة العسكريين والثورة معا ولم يدرك ان اللواء علي محسن هو صاحب اكبر علاقات مع القبائل بمختلف جغرافيتها وربما نسي علي صالح ان اللواء الاحمر هو من تولى حمايته في السلطة وهو صاحب القول والفعل في تثبيت صالح على الكرسي
قامت الوية الحرس بإعادة تموضعها على الارض وتحركت للقيام بمهمات قتالية وكان للحرس قوات ضاربة حول صنعاء وهذه الالوية قادرة على اجتياح صنعاء بوقت محدد وكان الهدف من هذه الاعمال هو استفزاز قيادة انصار الثورة للاشتباك مع قواتها وتحويل الساحة الى ساحة حرب مفتوحة وهي سياسة الأرض المحروقة وهو الانتحار بعينة ، اللواء يفهم كيف يفكر علي صالح ويفهم من اين يبدأ ويفهم بردة فعله وبناء على هذه المعرفة الكافية مثلت استراتيجية مهمة للتعامل مع المعطيات والمتغيرات الجديدة والطارئة اضافة الى ان اللواء علي محسن ونتيجة لعلاقته القوية بالدوائر الضيقة حول صالح كان يتلقى المعلومات اولا بأول وقبل ان يبلغ بها منهم في دوائر علي صالح وكان هذا هو مكسب كبير للمحافظة على سلمية الثورة وثبات موقف جيش انصار الثورة لضمان عدم تغير اهدافه التي اعلنها بوضوح المتمثلة بتأييد وحماية الثورة
تكفل القبائل المحيطة بمعسكرات الحرس لان القبائل اعلنت تأييدها للثورة واعلنت حمايتها بكل ما تستطيع وكان لها ان وقفت في وجه معسكرات الحرس ذات القوة الضاربة وعلى مدى شهور وبدعم من الطيران الحربي ظلت تحت حصار القبائل في المناطق المحيطة بصنعاء ونتيجة لتأييد الثورة الواسع وامتدادها على كل تراب الارض اليمنية قامت القبائل بوقف أي امدادات عسكرية لقوات الحرس فتم قطع شريانها من كل ناحية بالتزامن مع الحفاظ على سلمية الثورة
ما يجب ان اقوله بالذكرى الثالثة لاعلان جيش انصار الثورة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر ان هذا الاعلان هو الذي قطع دابر الابادة الجماعية بحق الثوار في الساحات وهو الذي سجل لحظة الانتصار بأقل خسائر بشرية ومادية خاصة اذا تم استحضار الانفلات العنفي لعلي صالح وقادة جيشه العائلي ومستوى التخطيط والجاهزية لارتكاب جرائم ابادة بحق عشرات الالاف من الشباب والمواطنين ، واعلان تأييد اللواء الاحمر وزملائه هو الذي فصل بين المشهد التدميري في سوريا وليبيا وبين اليمن الذي حظي بفضل الله ورعايته وفضل الشرفاء والمخلصين من القادة والمشائخ والمسئولين ، كان هذا لم يتوفر لثورة اليمن لو لم يعلن اللواء الاحمر تأييده للثورة ، ولم يعلن هذا الموقف لم تنتصر الثورة بأقل تكلفة بشرية ومادية هذه هي الحقيقة
رفع الغطاء السياسي والإعلامي عن قيادة أنصار الثورة :
التزمت قيادة انصار الثورة بأهدافها بحماية الثورة والحفاظ على سلميتها والحفاظ علي توازن القوى وحجب قوة الردع لدى علي صالح وابطال فاعليتها ، كل هذا ناتج عن وطنية القيادة ووضوح اهدافها وبفضل العقيدة الوطنية لجيش الثورة وهو ما افتقده الطرف الاخر من الجيش الذي يرزح تحت الولاء للعائلة
لا ننسى بهذه المناسبة وهذه الذكرى البطولات التي قدنها جيش انصار الثورة والاستبسال بمقاومة الجاهزية القتالية للحرس الجمهوري ولا ننسى ايضا ان الفرقة الاولى مدرع والوية المنطقة الشمالية قدمت نموذ جا للفدائية العسكرية وقدمت عشرات الشهداء وهذا الجانب للاسف يكاد يكوم مفقودا عند البعض ولا ننسى ان المكونات السياسية المؤيدة للثورة ( احزاب ومنظمات ومستقلين ) رفعوا الغطاء السياسي والاعلامي عن قيادة انصار الثورة وتركوها لنيران علي صالح وكان الاولى او الواجب هو تكفل هذه المكونات بالحماية الاعلامية والسياسية لجيش انصار الثورة وقياداتها التي ضربت مثلا للشجاعة والوفاء والوطنية ولبة مطالب الثائرين ووقفت بجانبهم لحمايتهم بغض النظر على ما يترتب على رد الفعل من الطرف الاخر ، نتيجة رفع الغطاء السياسي والاعلامي وصل الى الحد الذي يتلاقي اعلام علي صالح مع اعلام هذه المكونات الثورية في خطاب واحد فكان يطلق على جيش الثورة اسم الجيش المنشق واللواء المنشق وهذا ظلم واجحاف بحق هذا الجيش وقائدة الذي اعلن تأييده ولم يعلن انشقاقه ، لوكان الامر انشقاقا كان بإنكانه الاستيلاء على الحكم وهذا هو الفارق بين التأييد والانشقاق
الثورة استمدت قوتها وفاعليتها من تأييد اللواء الاحمر وهذه القوة لا زالت هي التي تقف امام محاولة علي صالح وبقايا نظامه الساعي لحرف مسار المرحلة كما انه الحاجز المنيع امام أي تدفق سلبي وقد راينا كيف تم الاحتيال على ثورة الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وسوريا وبسبب هذا التأييد من رجل اليمن القوي يعتبر اليوم الصخرة المنيعة امام أي محاولات تربك المشهد وان كان التحول يسير بطيئا لكنه افضل من التدهور السريع ، ولا يجب ان نتجاهل مدى تأثيره اليوم في ضبط سرعة الهرولة للقيادة الحالية ، كل هذا يعتبر امتداد لتواصل نضاله على مختلف الجوانب ، ولا ننسى دور اللواء الاحمر بموقفه بإستعادة الجيش الى حاضنة اليمن بعد ان كان في حضن العائلة
مع الاسف ان البعض تجاهل عنوة او بحسن نية الدور الهام لموقف انصار الثورة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر الذي سجل موقفا جعله في مرتبة الابطال الاحرار الشجعان في تاريخ اليمن واسمه سيظل ملتصقا بانتصار ثورة الشباب الشعبية السلمية وانه تولى القيادة وكسر حاجز الرعب والخوف وكان ويظل شوكة الميزات التي لا يمكن لها ان تميل ، هذه حقيقة يجب ان لا ننساها
للاسف اليوم هناك من يتجاوب مع اشاعات اعلام علي صالح التي تهدف لتشويه مكانة اللواء باساليب غير مهنية وغير اخلاقية ونسى البعض ادبيات الاختلاف والنقد الى مستوى بعيد عن الحقيقة والواقع دون التحري لمستوى ومضمون تلك الاشاعات التي يتقنها مطبخ علي صالح ،
تأتي الذكرة الثالثة لاعلان اللوار علي محسن الاحمر تأييده للثورة وحمايتها واليمن يمر بظروف صعبة تستهدف هويته الوطنية وتهديدات بفرض واقع جديد بقوة السلاح ، وهذه المتغيرات تفرض على اللواء مهمة حماية اليمن وهو قادر بعون الله لذلك
اخيرا واحتراما وتبجيلا لموقف اللواء علي محسن الاحمر الوطني والشجاع اعدكم بنشر مقارنة بين الرئيس السابق وبين اللواء علي محسن وهذه المقارنة عبارة عن رصد دقيق عن حياة الرجلين وممارساتهما العملية وتشمل مقارنة بينهما على مستوى السلوك العام والوظيفي ومسئوليتهما مدعمة بشهادات وغيره واني عاكف على اعداد هذا العمل لاثبات او تفنيد ما يسوقه اعلام علي صالح لتشويه صورة اللواء التي قد يتأثر البعض بها