مالكم و لساحتنا
تمر على وطننا مناسبات الكرامة التي أنبثقت من طموحات اليمنيين إلى الحرية ، و السلم ، و قد عبر الجميع عن ذلك بالثورة التي انجبت من رحمها عزتنا ، و انتصارنا على انفسنا ، و تخلف وطننا لنشمخ بإباء بكرامتنا ، و يوم كرامتنا الذي ضحى فيه الكثيرين من رفاق الثورة بأرواحهم حتى نصل إلى أفضل مما نحن عليه .
و لكن المؤسف أن نلاحظ من كان يرفع شارة النصر للوطن ، و بالوطن حتى نعيش جميعاً على قاعدة المواطنة المتساوية نلاحظهم اليوم يغتالون المدنية ، و يغتالون الثورة في ساحتها ، و يدعون أنهم لله أنصار ، و ما رأينا من نصر لله ، وقد حولوا ساحتنا للبلطجة على الوطن ، والثورة . يحاصرون الجامعة جعلوا من الخيام التي كنا نعتز بها مكاناً للبيع ، و الشراء في البضاعات التافهة التي تحاول محو مجد ثورتنا آنذاك في خيامنا ، يعترضون الطلاب ، و الطالبات في جيأتهم ، و روحتهم من و إلى الجامعة ، يفوح من هذه الخيام وباء الإكسسوارات ، وذفر القات ، بعد ان كانت تفوح عبق حريتنا ، و مجد شهدائنا ، و أناشيد أحلامنا بمستقبل اليمن الجديد . ترى متى يعود من يدعو أنهم باقون لإتمام الثورة إلى رشدهم ؟ .
أقول لهم كانت الساحة ضرورة ، و برامجها حرة، و النشاط الثوري فيها وصل إلى أوجهي حتى أصم أذان المستبد ، أما اليوم فأنتم تُسيؤون إلى ساحة التغيير ، خاصةً و أنتم قد اتخذتم في أماكن أخرى من اليمن الرصاص وسيلة لإقناع خصومكم ، و التفجير أداة لتدمير المدارس ، و المساجد التي تخافون من إنضاجها للعقل اليمني الذي من شأنه أن يكشف خباياكم . لا يجوز لكم أن تضعوا قدماً في ساحتنا ترفسون فيها أمجاد الثورة ، و قدماً تعمل على تشريد و قتل اليمنيين .
سمعت عجباً من أحد ساكني الخيام إذ يقول: لن نغادر هذه الخيام إلا بعد أن يعوضوننا عن وقتنا و جهدنا الذي بذلناه .
و انا أقول: ان هذا هو السخف بعينه إذ أن الثائر خرج بقلبه ، وروحه ، و تطلعاته مسخراً هذه كلها من اجل الوطن من دون أن ينتظر التعويض . فكيف لثائر يحترم نفسه ، و نضاله ، و تضحيات شهداء الثورة ، و جرحاها يطلب تعويض من الوطن الذي ان صدق فهو ينتمي إليه ، و ثار من أجله ، و ان كذب فهو يتقوقع داخل انانيته ، و اسوار مصلحته؟.
لذلك فالثورة في غناً عن مثل هؤلاء . دعوا ثورتنا و تضحيات شهداءنا ، و أنين جرحانا خالصة للوطن بعيداً عن زيفكم ، و بهتانكم ، و ارفعوا خيامكم لتبقى الثورة طاهرة من دونكم .