شاهد بالفيديو : فتاة يمنية تذرف دموعها و تروي قصة اوجاعها مع الزواج المبكر
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 29-03-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (6048) قراءة
نشرت منظمه اليونيسف مقطع فيديو لفتاة يمنية متزوجة من رجل يكبرها بحوالي 20 عاماً في حين أن عمرها 13 عاماً فقط، و تتحدث علناً ضد ممارسة الزواج المبكر وآثارها الضارة على الفتيات.
بعد ظهر أحد الأيام، عادت ليلى من المدرسة إلى البيت، متشوقة لإخبار والدتها عن الأشياء التي تعلمتها والألعاب التي لعبتها مع صديقاتها. وجدت الفتاة البالغة من العمر 13 عاماً والدتها راقدة على سريرها. وعندما اقتربت منها، أدركت أن أمها كانت تبكي. وظنت ليلى أنه لابد أن أمرأ فادحاَ قد وقع.
اقتحم ناصر، والد ليلى، المنزل، وهو ينادي باسمها. وتساءلت ليلى عن الخطأ الذي ربما قد ارتكبته. وتذكرت: "أخبرني والدي أن موعد زواجي في غضون الأسبوعين المقبلين. وللوهلة الأولى، اعتقدت انه كان يمزح ... وحاولت فتح فمي، ولكن الكلمات احتبست. فلم يكن الأمر مفتوحاً للنقاش أو التفاوض، فقد تم عقد الصفقة".
"بدأت في الصراخ، وهرعت والدتي إلى احتضاني، في حين هدد والدي بغضب بضربي - أو حتى قتلي - إذا رفضت. وكنت عاجزة، وكان الأمر كالكابوس المزعج. رأيت عالمي يتحطم من حولي. أردت لهذا الكابوس أن ينتهي حتى أستطيع العودة مرة أخرى إلى المدرسة مع أصدقائي".
ممارسة واسعة الانتشار ذات تأثيرات عميقة
إن زواج الأطفال هو بمثابة انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية وله تأثيرات على جميع جوانب حياة الفتاة. فزواج الأطفال يحرم الفتاة من طفولتها ويعطل تعليمها ويحد من الفرص المتاحة لها، كما أنه يزيد من مخاطر إصابتها بالعنف والإيذاء، ويهدد صحتها وبالتالي فإنه يشكل عقبة أمام تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية تقريباً وتطوير مجتمعات صحية.
وفي اليمن، يتم تزويج فتيات صغيرات، أحيانا لا تتجاوز أعمارهن 8 سنوات، على نطاق واسع. وقد أظهر المسح الوطني لرصد الحماية الاجتماعية مؤخراً أن 13 في المائة من الفتيات دون سن 18 عاماً في اليمن متزوجات، وأن حوالي نصف النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 عاماً و49 عاماً تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشرة.
ولا يوجد في البلاد سن محدد وموحد للطفل، وتوجد حماية قانونية ضئيلة جداً لمنع ممارسة الزواج المبكر. وهذا الافتقار إلى السياسات يتناقض مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي وقعت عليها اليمن.
ويقول عبده منسوب، وهو زعيم ديني في محافظة الحديدة ويدير مركزا للتدريب المهني للنساء: "إنها ظاهرة محزنة ومؤلمة حقاً أن ترى فتيات صغيرات يتزوجن، ويخسرن طفولتهن ويفقدن فرص التعليم"، وبالإضافة إلى أن الممارسة تلحق الضرر بالفتيات أنفسهن، فإن لها تأثيراً غير صاخب، ولكنه جذري، على البلاد.
إن إبعاد الفتيات عن الحياة العامة في وقت مبكر جداً له تأثيرات متتابعة، وعلى الأخص في مجالات التعليم والاقتصاد. ويوضح نائب ممثل اليونيسف في اليمن، جيريمي هوبكنز: "إذا قمت بتزويج الفتيات في سن صغير جداً، فإنك تنزع قطاعاً كبيراً من السكان من القوى العاملة، وبالتالي تتناقص القدرات البشرية في البلاد وتعجز عن النمو".
التصدي لزواج الأطفال
إن التصدي لزواج الأطفال يتطلب اتباع نهج متعدد القطاعات، حيث أن الممارسة لها جذور عميقة وبعيدة المدى تتعدى القانون أو التقاليد الدينية المحافظة. وتواصل القضايا الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة وغلاء المعيشة زيادة الفوارق ونقاط الضعف وانعدام المساواة وتقليص قدرات المجتمعات المحلية، لا سيما بين الفئات المستضعفة من السكان. وهذه المشاكل، بدورها، تؤدي إلى زيادة آليات التكيف السلبية مثل زواج الأطفال.
ويحمل المستقبل بعض الأمل. فهناك دلائل على أن المجتمع اليمني بدأ يزداد وعياً بتأثيرات هذا الزواج على الأطفال.
وقد تمت مناقشة هذه المسألة من جانب المندوبين في مؤتمر الحوار الوطني، وهو حجر الزاوية في عملية الانتقال السياسي في اليمن ويضم مجموعة متنوعة من اليمنيين للمساعدة على رسم مستقبل البلاد.
كما تم اتخاذ الخطوات الأولى في تعريف 'الأطفال' باعتبارهم جميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ويمثل هذا الحدث معلماً رئيسياً في التصدي لقضايا حماية الطفل الرئيسية في اليمن، بما في ذلك عمالة الأطفال، وعقوبة الإعدام بحق الأحداث، والاتجار بالأطفال وزواج الأطفال.
ليلى
أثبتت عائلة ليلى أنها طوق النجاة بالنسبة لها.
فقد حاول أعمامها إقناع ناصر بالسماح لها بإكمال تعليمها. ولكن، كان قد تم تقديم التزامات مالية بالتزامن مع إبرام الصفقة – وتم تزويج ليلى قسراً.
وبمساعدة بعض أفراد العائلة، تمكنت ليلى من الفرار في ليلة زفافها. وتم أخذها للعيش مع جدتها في منزل العائلة في مكان آخر من المدينة. ولم تضطر ليلى للعيش مع زوجها وإتمام الزواج.
ووفقاً للقانون اليمني، لا تزال ليلى متزوجة قانوناً. ويطالبها زوجها الآن إما بأن تعود إليه أو أنه يحصل على تعويضات مالية. وتكافح ليلى الآن للحصول على الطلاق.
ومع استمرار عملية من المرجح أن تكون طويلة وشاقة، تريد ليلى العودة إلى المدرسة. ولكنها تخشى من أن تقوم الأسرة باختطافها. ولذلك، في الوقت الراهن، لا تزال حياتها متوقفة.
وتقول ليلى: "لست متأكدة مما إذا كنت سأتمكن من الهروب من هذا الكابوس, إنني أدعو لإخواتي الصغار حتى لا يضطرون لمعاناة هذا الأمر".
اقرأ ايضا: