قصة حقيقة: رحلتي لببيع كليتي بدولارات مزوره
ظروفنا المادية منهكة ونعيش تحت مستوى الفقر في منزل شعبي لا يتسع لاسرة كاملة ويشبة الى حد كبير العشش الذي ينام بها المشردين حتى الأمطار لانستطيع حجبها من دخول البيت
ووالدي اصبح رجل مسن اعتمد في حياته على دكان صغير وبعد ان كبرنا اضاف بسطة صغيرة نتساعد معه في الدكان احياناً وفي البسطة احياناً اخرى الى جانب دراستي المتقطعه ولدي سته اخوان ذكور وإناث وأنا أكبرهم درست حتى وصلت الثالث الثانوي واختلفت مع والدي مراراً حول دخل البسطة أو الدكان وكان والدي يتهمني بالكسل واني السبب في تناقص البضاعه وان الدكان والبسطة ماعاد يكفوا صرفت البيت وانه يجب ان اشتغل وادبر مصروف للبيت بالرغم ان جميع ما في الدكان والبسطة اشياء رخيصة ولانستطيع توفير طلبات الزبائن وازدادت البسطات والدكاكين والبضائع الذي لانستطيع توفيرها في محلنا بسبب عدم وجود رأس مال لنشتري به بضائع وعدم وجود اي مصدر دخل آخر، فعملت في قطف القات وكنت احصل يومياً الف ريال ويوم احصل خمسمائة، واحيانا لا أذهب للعمل، فتشاجرت مع والدي وطردني من البيت فخرجت وذهبت من القرية الى مركز المحافظة بحثاً عن عمل وسكنت في لوكندة وكلمت صاحب اللوكندة ان مامعي الى الف واني ابحث عن عمل فعرض عليا صاحب اللوكندة ان اشتغل في اللوكندة من بعد الظهر بالأكل والشرب والنوم والصباح أبحث لي عن عمل
وبعد اسبوع من العمل في اللوكندة حضر اربعه اشخاص بسيارة تكسي حجزوا زاوية في اللوكندة وطلبوا شيشة وجلسوا في زاوية اللوكندة فجبت لهم الشيشة وكان كل شوي يطلبوا طلبات وأنا اقدمها لهم واثنا تقديمي الطلبات كان احدهم فيما بعد عرفت ان اسمه احمد كان يتكلم بالتلفون ويقول أنا ارسلت لك الفاكس قبل ساعه شوفة ومنتظر تحدد لنا وقت السفر وترسل أرقام التذاكر ومصاريف لان الفلوس الذي أرسلتها كملت في البطائق والجوازات وحول لي بثلاثة الف دولار من حال الحساب والشباب جاهزين الآن عندي ولو عاوز الان نسفرهم لك احنا جاهزين وكان يردد انه محتاج فلوس وكلام كثير لم افهمه
وأثناء ماكنت أجيب لهم طلباتهم سئلني احمد شكلك جديد لاول مره نلقاك باللوكندة اخبرتهم اني جديد واعمل مؤقتاً في اللوكندة وابحث عن عمل ولو معاهم عمل مستعد يشتغل معاهم وشكيت لهم ظروفي واني مطرود من البيت وجابوا لي قات وجلست في كرسي قريب منهم وكان يتكلموا بينهم البين عن السفر الى مصر وان مصر حلوه وبايستقبلهم شخص طيب وممكن يروحوا يسهروا معاه في الاهرام بنات ورقص و.و.. وبايريحهم عل الآخر فأثار فضولي الكلام ان اجلس بالقرب منهم وبعد ساعه رن تلفون احمد وقال هذا الريس محمود رد علية وهوه فاتح الأسبيكر والراجل نفسة المصري الذي اتصل من قبل وكان يقول له معاك ورقة وألم تكتب رقم الحواله ورقم التذاكر فطلبوا مني ان احضر لهم ورقة وقلم وكتبوا أرقام التذاكر ورقم حواله الف دولار واحمد كان زعلان يشتي فلوس كثيرن وان عندة زباين كثير ومعه زبون جديد عاده التقى به اليوم غير الزبائن الذي كلمه عنهم من قبل وكان يتكلم ويشوف لاعندي يعني كان يقصدني وكان يؤنب المصري ويقول له انت بخيل تحول لي ألف دولار اشتي ثلاثة الف دولار أنا محتاج المبلغ وبعدين جيب لي من حسابي الذي عندك ومستعد ارسل لك زبائن اخرين فوعده المصري يرسل فلوس عند وصول الشباب مباشرة وطلب منه يرسل له الاشخاص الجاهزين في نفس اليوم ويبدا يجهز الاخرين
وعند خروجهم من اللوكندة قال لي خلاص يمكن احصل لك عمل ممتاز وسوف يرد لي خبر اليوم التالي إلى اللوكندة وسوف يعود اليوم الثاني يخزن في اللوكندة ويبلغني وطلب مني ان لا اكلم احد استعين على اموري بالكتمان وانهم بايسافروا اثنين للعمل في القاهرة وسئلوني هل معي بطاقة فقلت لهم لا واعطوني الحساب حق اللوكندة والف ريال بغشيش لي وغادروا ونفس الموعد اليوم الثالث وصل إلى اللوكندة احمد وواحد صاحبه وجابوا لي قات وجبت لهم الشيشة وألماء والببسين، وجلسوا خزنوا واتصل بهم المصري وتكلم مع احمد وصاحبة كثير وكان فيه آخرين يتكلمو معاهم بالتلفون ودعا لي احمد قال الشباب الذي خزنوا معي اول امس باللوكندة قدهم في مصر يسلموا عليك ويشتوا يسلموا عليك لكن بسرعه فاخذت التلفون وسلمت عليهم وسألتهم كيف مصر قالوا حلوه جداً وهم يضحكوا فرحين وودعتهم بالتلفون ونهاية التخزيه عند مغادرة، احمد وصاحبة اللوكندة جابوا لي حساب اللوكندة وسته الف طلبوا مني ان أجهز بها بطاقة شخصية واخبروني ان لا احد يدري
وعندما أجهز البطاقة اتصل فيهم وجابوا لي ارقامهم وغادروا وبعد يومين جهزت البطاقة واتصلت بهم واخبروني ان التقي بهم في إحدى الشوارع بعد ثلاث ساعات ورحت التقيت بهم وركبت معاهم ودخلنا صنعا جابوا لي قات وببسي وسيجارة وتناقشنا طوال الطريق عن الوضع والبطاله واشياء كثيرة كلها حول ظروفي واسرتي وعند وصولنا صنعا تعشينا وخزنا مرة ثانية واتصل المصري والشباب وعرفت منهم انهم راحوا يبيعوا الكلى وبعد ما غلق مع المصري قال لي شوف يا اخي لديك فرصة تحصل خمسة الف دولار مقابل الكلية من المستشفى والمريض الذي يشتي كليتك خليجي بايلتقي فيك قبل العملية وعندما يشوفك طيب بايكرمك ويجيب لك عشره الف دولار واكثر ويمكن ايضاً عقد عمل وارجع اشتري سيارة وافتح مشروع وابدا حياتك من جديد مثلي انا وغيري كثير سوينا هكذا وفتح قميصه، وأراني عمليته للكلى وصاحبة أيضاً وانهم قد سوو العملية من قبل وما حصل لهم شي وأروني الجوازات حقهم وانهم اجروا العملية قبل ثلاث سنين وهم مرتاحين صحياً وعلى ضمانتهم مايحصل بي اي شي إلا تتحسن ضروفي مثلهم وانهم كانوا عايشين ضروف اوسخ مني وآلان تغيرت ضروفهم بعدما كانوا من قبل مطرودين من أهاليهم ومشردين اكثرمني ومعقدين وفاشلين والآن تزوجوا واشتروا سيارات وأهلهم الآن اصبحوا يفضلوهم على بقية إخوانهم الذي كانوا عندهم مفضلين وأنها فرصة العمر تنفع نفسك وأهلك في ضل وضع البلاد مافيش فايدة ولا اعمال حتى خريجي الجامعات بدون عمل إلا إذا نويت تسرق ممكن تتحسن حالتك وانت فكر وكلام كثير كثير جعلني بالفعل أضربها اخماس في اسداس وكلها مظلمة ولايوجد حل غيران اغامر ولن يعرف بي احد خاصة والعملية ما احد يصدق فتحتين صغيرة الجن الازرق مايمكن يعرف وهيه شهر زمان وعدت
بعدها قررت ان اغامر وعلى الله ووافقت وفي الصباح ذهبنا الى الحلاق حلق لي راسي ونعم لي الوجة وذهبنا الى الجوازات استقبلنا ضابط صاحبهم جابوا له الصور والبطاقة وعشرة الف وقبل الظهر اتصل بنا قد الجوازات جاهزة سرنا أخذناهن وتغدينا وأخذنا قات وسار احمد ارسل صورة للجواز حقي الى مصر وذهبنا الى الفندق خزنا وفي نصف التخزينه اتصل المصري باحمد حول له التذاكر ودولارات لا اعلم كم خرج احمد لوحدة وانا مخزن مع صاحبة ورجع بعد ساعه ومعه تذاكري وشنطة صغيرة وملابس وجزمة ورجع كملنا التحزينه وهوه وصاحبة يشرحو لي كيف مصر حلوه وكم عدد الاشخاص الذي باعوا وبنوا مستقبل و.و.و.و
المهم كملنا التخزينة وقال احمد سوي لك دش مليح وتلبس الملابس ونخرج نتعشى ولو تشتي حاجة نشلها لك على الطريق وتحممت ولبست وخرجنا تعشينا وتدورنا إلى عصر وحدة ونقم وفي الطريق يشرحوا لي كيف العملية سهلة والمستشفى من أكبر مستشفيات العالم وعادهم بايعالجوني لو بي أي حاجة وبايستقبلوني في المطار وياخذوني شقة في الدور العاشر ويفسحوني، ومن هذا الكلام المغري.
المهم ضللنا نلوي بالسيارة في كل شوارع وازقة صنعاء حتى وصلت الساعه الثانية عشر بعد منتصف الليل واتجهنا إلى المطار وفي الطريق أخبروني ان احرص ان لايشك أحداً بي في المطار وإذا سئلوني الجوازات ايش راءح أسوي بالقاهرة أبلغهم أني سأعمل في مطعم يمني بالدقي صاحبه خالي اسمه جبر واتصلوا إلى مصر وأخبروا صاحبهم الريس محمود أننا في المطار واني البس جاكت اسود وودعوني وضلوا في المطار حتى دخلت صالة المغادرة ....
وفي المطار لم يسئلوني شئ فقط فشوني وقلبوا الجواز وختموه وصعدت إلى الطائرة وفي مطار القاهرة كان في استقبالي (الريس محمود) مصري الجنسية وزنه فوق المئة كيلوا شكلة نفس( الريس )الذي كنا نشاهدهم في الأفلام المصرية اول حاجة اخذ الجواز حقي والتذاكر ومعاه اثنين فتوات وطول الطريق والفتوات تبعه حاضر ياريس أوامرك ياريس وهو يقول لي ما تخرجش من الشقة ما تستخدم أي تلفون إحنا حنجيب لك الأكل والشرب ولما نبقى عاوزينك تعمل فحوصات حنخرجك وعندكم بالشقة واحد بتاعي يجيب ليكم اي حاجة اوعى تخرج بتاتاً مصر خطرة ممكن البوليس لو شافكم ياخذكم ومش حنعرف نخرجكم ممكن حد يقتلكم الوضع في مصر خطير خليك جدع ماتهوبش ناحية الباب ولما وصلنا الشقة وفيها خمسة يمنيين واثنين سوريين واردني وسوداني قالوا لي الوقت متاخر انخمد على شان عاوزينك الصباح
وجابوا لي بطانية ونمت على الموكيت عشرين يوم وهم يخرجوني افحص ويرجعوني الشقة وفي الطريق اوعى تكلم حد خليك في حالك ولو حد كلمك ماتعبروه وبعد عشرين يوم قالوا لي بكرة العملية وحيصورو معاك فيديو في المستشفى عاوزك تقول لهم انك بتتبرع لوجة الله مش عاوز من الدنيا شئ فقط رضا ربنا وبعد العملية حتاخذ حسابك مننا وعليها بوسة فذهبت المستشفى وصورت وجابوا واحد سعودي عمرة ستين سنه الذي بعت له الكلية كنت اكلمة مايسمع صيحت أنا الذي تبرعت بالكلية لك وهوه مايسمع قد عمرة كبير قلت في نفسي يمكن انه مغمى علية بسبب الفشل الكلوي سئلت الدكتور هوا مابيرد ليش قال انه مايسمع إلى بسماعه والسماعه بعدوها من اذانه قبل مايدخل غرفة العمليات فقلت ممكن احاول اشوفه بعد العملية سألت الدكتور عنه قال الدكتور ممنوع لانه في الدور العاشر وممنوع حد يزوره وجاب لي ظرف بداخله خمسة الف دولار وقدم لي الشكر واتصل بالممرضة اخذتني الى خارج المستشفى وكان الريس منتظر لي وقال لي الريس البلد مخيفة عد الفلوس الذي جابوا لك وحطها عندي لغاية موعد الطيارة وحاجي اخذك من الشقة واذهب بيك للمطار وحاجيب لك الفلوس بالمطار وفوقها الف دولار لحبيبي احمد وفعلاً اجا لي في نفس الموعد وجاب لي الظرف وعديت الفلوس وفوقها الف دولار زيادة وركبت الطيارة وفي اليمن كان في استقبالي احمد وصاحبة وخرجت معاهم واتجهنا إلى الفندق وفي الفندق عديت الفلوس وجبت لاحمد الفين دولار الالف الذي من الريس محمود والف مني وتفاجئت با احمد يقول الفلوس مزورة ظلينا طول الليل ساهرين منتظرين الصباح كي نتاكد من الفلوس والصباح رحت معاهم ثلاثة صرافين نسئل الفلوس مزورة والا حقيقية وكل الصرافين يقولوا مزوره فقط الفين دولار سليمة اخذ احمد الف دولار قال قيمة تذاكر وانه مسافر مصر يسوي مشاكل معاهم ويجيب فلوسي والى الآن واحمد يشتغل في بيع الاعضاء ويماطلني
اخيراً هذه القصة حقيقية وواقعية وقد وقع الضحية أكثر من خمسمائة شاب يمني خلال اقل من عام، ولا تزال تتكرر مراراً وتكراراً، بانتظار من الجهات الأمنية اليمنية الإطاحة بشبكات الإتجار بأعضاء البشر، حيث القت السلطات الأمنية على شبكة واحده من عدة شبكات تنشط في هذا المجال.
المصدر: خاص + المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر