مستقبل الثورة السورية ومصر بعد قمة الناتو الأكثر تعقيداً في أيلول المقبل
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 15-05-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (12538) قراءة
مستقبل الثورة السورية ومصر بعد قمة الناتو الأكثر تعقيداً في أيلول المقبل
عباس عواد موسى
ألحرب العالمية القائمة دائمة التغييرات , والأهداف المتباينة بين مختلف دول العالم تجعل المنظومات في حالة تصدع شبه دائمة . ولدراسة مستقبل الثورة السورية على الواحد منا أن يتبين بؤر التوتر في العالم ومن هو المستفيد منها ومن المتضرر . وعلى كلٍّ , فإن الثورة السورية العملاقة هي العمود الفقري للربيع العربي المبارك الذي سيهلك الطغيان في كافة أرجاء المعمورة .
يعقد الناتو قمته المقبلة في بريطانيا في شهر أيلول المقبل , وسط عواصف قد تذره في مهب الرياح ولربما يكون ذلك قبل انعقاده . وعلى كلٍّ , فإن المرحلة القائمة فعلياً من الحرب العالمية القائمة تتمثل في النقاط التالية التي لا تزال مراكز الأبحاث تتناولها : ألحرب الأهلية الأوكرانية ومستقبل العلاقات مع روسيا , ألثورة السورية والإنسحاب من أفغانستان , تداعيات الأحداث في إفريقيا وآسيا ومعركة الثروات في الحقل الشمالي والعجز المالي في ظل أهمية وضرورة سباق التسلح هي وملفات أخرى لا بد من بحثها حينئذٍ , فهي متداخلة وتؤثر كل منها على الأخرى وتتأثر بها .
لا بديل عن الحرب القتالية
ألولايات المتحدة وحلفها الناتو من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى هما قطبا الصراع حول النفوذ الجيوسياسي فيما سبق ذكره , وبغض النظر عن التداخلات فيها . فالعاجل غير الآجل . ولكن 65 سنة مرّت على عمر الناتو وما شهدته تلك المرحلة من أحداث خلصت إلى قرار نشوب الحرب التي نتابعها نحن من زاويتنا العربية ومركزها الشآم كاملة ومحيطها العربي بقطبيه الكبيرين مصر والعراق بمعنى من المحيط إلى الخليج وننظر إلى كل ما يؤثر عليها وتتؤثر عليه . فيما ينظرون هم إلى المركز الأوكراني الذي وقف في وجه تمدد الناتو باتجاه الشرق .
أوكرانيا والعودة إلى جورجيا
لم تنته الحرب الروسية - الجورجية بعد . لكنها خمدت عام 2008 . ومنذ ذلك الحين والغرب الأمريكي يتحين الفرصة لنزع القوقاز وأوسيتيا الجنوبية من روسيا . وها هي المبارزة تجري الآن في أوكرانيا . يأتي ذلك في وقت تصفه المحللة المقدونية سلاجانا ديميشكوفا ب : قريباً :
صدامات مسلحة في البلدان الأوروبية . وأول عناوينها حرب اليورو الضائعة .
وعنوانها الثاني : أين ستتمحور بلدان أوروبا في حرب الرماح بين أمريكا وروسيا في أوكرانيا وكيف ؟
ومن عناوينها : كم ستكون عدد كانتونات كل دولة من دولها الكبرى ؟ وما هو مستقبل الإنفصاليين فيها ؟
ألتحليل يشمل الفقرات التالية وبعنوان : ( ألحافلة الأوروبية لم تعد تتسع لركاب جدد ) :
1- يوم لأوروبا وآخر لهزيمة الفاشية .
2- ضياع اليورو .
3- ألخوف من التوسع .
4- جهاديو العراق وسوريا والبوابة التركية المحاذية بعد نجاحاتهم الإستخبارية وعدم قدرة الأنظمة على القيام بواجبها كما كان سابقاً .
وهنا نقول : ألعالم يتأهب للحرب ... أي شآمٍ أنت يا شآمنا !!
أحداث أوكرانيا الدراماتيكية حرّكت بلدان العالم إلى حالة التأهب القصوى , جنباً إلى جنب مع تحديث الجيوش وسباق التسلح . وحرب أوكرانيا الأهلية سيّرت العالم في اتجاهين , الأول : باتجاه دول البلطيق وبولندا . والثاني : باتجاه الجنوب الأوروبي كمولدافيا ورومانيا وصربيا وكوسوفو وبلغاريا . والخبراء مشغولون بتداعيات حرب أوكرانيا وتقلباتها .
قدم من هذه البلدان طرفان للشام الأول يساند الطاغية والآخر يساند الثورة والشعب . وها هو الصراع ينتقل إلى محل إقامتهم . والبقاء للفصائل التي لها امتداداتها عبر العالم أجمع . والإندثار مصير الفصائل المرتبطة بالإملاءات من القوى المتصارعة هنا ... وهناك .
إتحدوا ضد صربيا كما اتحدوا ضد أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا بفارق المصالح التي جعلت مواقفهم تتباين . ولكن أوكرانيا هي مفصل النزاع والصراع والقتال . فكيف ستنعكس الأحداث على الجميع في الفترة القادمة ؟
ألجنرال المونتينيغري المتقاعد من قيادة أركان الجيش الفدرالي اليوغوسلافي البائد يقول : إن بوتين سيحصر النزاع الأوكراني عنده لأن انتشاره سيضر بروسيا حتماً . وتملص من الإجابة عن احتمالية المواجهة الروسية مع الناتو الذي بات على حدودها في بلدان البلطيق .
وتشكيل جيشٍ لكوسوفو يثير عشق الحرب في الجنوب من أوروبا .
ألحرب الأوكرانية وتوسع الناتو
نقاط يجب وضعها قبل الإجابة : ما هي طبيعة الرد الروسي على العقوبات ؟ متابعة التصعيد العسكري في الحرب الأوكرانية وإلى أي مدى يبلغ ؟ وهل نحن نعيش فعلاً الحرب الباردة الثانية ؟ وهل يتخلص الشرق العربي والإسلامي من البسطار الأجنبي فيخلع أنظمته الشكلية ؟ هذه النقاط التي تضعها أستاذة القانون الدولي في الأكاديمية الأمنية بالعاصمة المقدونية مارينا ميتريفسكا للوصول إلى ما ستبحث فيه جلسات الناتو في أيلول المقبل . وبحسبها فإن الإجابات ليست حاضرة والغموض يلف مستقبل السيسي السياسي .
ويرى توني ميليسكي , ألأستاذ الجامعي والمحلل السياسي أن على الناتو ضم مقدونيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك بشكل عاجل إن أراد حفظ قوته . وأن يؤجل ضم جورجيا وأوكرانيا لمرحلة مقبلة تكون الظروف فيها قد تغيرت لصالحه . ففي ضم هذه الجمهوريات كبح لجماح نصر صربيا لروسيا . فهذه البلدان تشهد تأييداً متصاعداً لبوتين .
إفريقيا والشرق الأوسط
وحتى تخسر روسيا قاعدة طرطوس فالغرب سيكون رماداً . والشرق قد ينهض مارداً من تحت الركام فقد اعتدناه صلب المراس . والظروف تخدم ربيعه . هكذا تقول المحللة الصربية ماريا ستويانوفيك .
المصدر : عباس عواد موسى