رسالة هامة إلى قيادة التجمع اليمني للإصلاح
أتمنى على قيادة التجمع اليمني للإصلاح اتخاذ قرار بسحب الثلاثة الوزراء من حكومة الوفاق الوطني من اجل انهاء شماعة الأزمات ، قرار مثل هذا وفي ظل الظروف هذه هو الأفضل للإصلاح بدل ان يحملوا ( ظلما) أعباء وإخفاقات المرحلة ..
الإصلاح موجود في الحكومة ضمن القوى السياسية ممثل بثلاثة وزراء وهو تمثيل لا يتناسب مع حجمه ومكانته والشريك الأكبر في الحكومة الذي يمتلك نصف حقائبها ويستحوذ على مفاصل السلطات كلها يمارس سياسة التخريب وتقويض الحكومة ويحمل الإصلاح كل نتائج التخريب والتدمير والفوضى والانفلات الأمني وأزمة مشتقات النفط وكل التدهور الذي تعاني منه البلاد
انا على ثقة ان الإصلاحيين قيادات وقواعد وأنصار غير راضين عن هذا الوضع وغير مقتنعين من وجود الحزب بالحكومة لان وجود الإصلاح بهذا الشكل الذي لا جدوى منه سوى توفير غطاء لممارسة التخريب من قبل حزب المؤتمر الحاكم الفعلي للبلد
كما ان وجود الاصلاح بهذا التمثيل الغير متكافئ يدفع ببعض القوى المحلية والاقليمية الى ادخال اليمن بفوضى مشابهة لما حدث في مصر وما يحدث حاليا في ليبيا، والمعروف ان الاصلاح اكثر حرصا على اليمن وسبق ان قدم الكثير من التنازلات وتحمل كثير من التحديات وتعامل مع كل المحاولات التي كانت تهدف الى الزج به الى واجهة الصراع لكنه وبفضل الله ثم بفضل حكمة قيادته ونضوج قواعده وانصاره واستيعابه الكبير لممارسة العمل السياسي السلمي الحضاري السليم
الكل يشهد للاصلاح بسلامة كل مواقفه الوطنية وهذا شيء يحسب له ويضاف الى رصيده الوطني ، الاصلاح يفهم جيدا وقيادته تستوعب الحراك الاقليمي والدولي الذي استنهضت قواه عقب ثورة الربيع العربي 2011 ويدرك المخاطر والمؤامرات التي تحاك من حوله وتستهدفه وتسعى لضرب وجوده وكيانه ، المحاولات قائمة وربما ان هذه القوى تحاول التفرغ لليمن والمؤشرات الاولية تدل على ذلك والمحاولة قائمة لايجاد نسخة مشوهة من مشروع السيسي " المنتج الخليجي الامريكي " في اليمن
مشروع " سيسي يمني " لا يمكن تحديده في شخص معين في اليمن لكنه موجود ضمن منظومة متكاملة وهو خليط من قوى سياسية متعدده وان خصوصية التركيبة السياسية والاجتماعية في اليمن هي التي تؤجل تحديد شخص السيسي اليمني
هناك من يحاول " اشتمام " ريحة السيسي المصري وهناك من بتطلع لان يكون السيسي اليمني لكن خصوصية التركيبة اليمنية تقف حاجزا امامه ، علي عبدالله صالح وكل افراد عائلته لا يستطيعون ان يعلنوا عن واحد منهم بأنه سيسي اليمن لكنهم يعملون جاهدين لتوفير البيئة القابلة لولادة سيسي يمني وان وجود الاصلاح في الحكومة بثلاثة وزراء هو الشماعة التي يمارسون بسببها العقاب الجماعي على الشعب
جماعة الحوثي الارهابية التي تمثل الذراع الأول لإيران في المنطقة تستخدم هي الاخرى ضمن البيئة التي تعمل على تهيئة المناخ لولادة هذا السيسي ومن اجل ذلك يقدم لها الدعم المالي والعسكري والسياسي والاعلامي بطريق غير مباشر وتحديدا عن طريق علي عبدالله صالح فهو الوعاء الخبيث الذي يستوعب كل المؤامرات ضد اليمن
لا يمكن ان نصدق الاشاعة الساذجة عن قيام ايران بإغلاق قناة الساحات بأنه انتصار لليمن وانه اشارة لتخلي ايران عن دعم الحوثي وجماعته، قناة الساحات اغلقت نتيجة فشلها مهنيا واداريا واغلاقها هو دعم للمجهود الذي تقوم به قناة اليمن اليوم وقناة المسيرة ولاجل سيسي يمني قد تغلق قناة المسيرة ذاتها وعدن لايف ويكتفى بقناتي اليمن اليوم وآزال وباقي وسائل الاعلام المملوكة والممولة من علي صالح وتابعيتها رسميا لحزب المؤتمر الشعبي العام وهو الطرف الذي قدم خدمات كبيرة وملموسة لتهيئة الواقع لولادة سيسي يمني
حزب المؤتمر ورئيسه قدم نفسه للخزينة الخليجية وللسياسة الامريكية الغربية على انه القادر على اجهاض ادوات المشروع الاسلامي المتمثل بدرجة رئيسية واساسية بحزب الاصلاح الذي ينظر له خليجيا انه الامتداد الطبيعي لحركة الاخوان المسلمين المصرية وانه مصدر لقيادة الحرية عن طريق النضال السياسي السلمي وهذا هو ما يقلق (عجاوز) الخليج الحاكمة
فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي هو الآخر يقف بين نارين ، نار إدارة عجلة التغيير المتوقفة وبين نار الضغوطات الخليجية والدولية الداعمة لضرورة نسخ مشروع السيسي ولصقها باليمن، وبسبب هذا توقف الدعم الخليجي للحكومة اليمنية وسلطة الرئيس هادي بكاملها وبنفس الوقت قدم الخليج كل انواع الدعم للطرف الذي يعمل على تهيئة الظروف لولادة السيسي اليمني واهم هذا الدعم هي الضغوطات السياسية التي تمارسها دول الخليج وتمنع هادي من اتخاذ اي اجراء ضد علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي بل انهم يدفعون الى وقف أي إجراءات تتعلق بتحريك عجلة التغيير
من الخطأ - برأيي - ان يعتقد البعض ان الرئيس هادي هو من يعمل على تهيئة المناخ لولادة سيسي اليمن لان البعض يستند لاتهام فخامة الرئيس هادي بهذا من خلال تهنئته للسيسي بمناسبة فوزه كرئيسا لمصر ، التهنئة هي إجراء بروتوكولي وهي ضرورية لان العلاقات الدبلوماسية بين اليمن ومصر قائمة وسبق للرئيس هادي ان هنئ الرئيس مرسي وهنئ ايضا الرئيس المؤقت عدلي منصور، فالتهنئة ليس لها علاقة بدور الرئيس هادي في عملية تهيئة المناخ للسيسي اليمني ، الرئيس هادي مصنف خليجيا بأنه اخواني والدليل على ذلك هو تغريدة المسطول الاماراتي ضاحي خلفان الذي ادعى انه لا يعرف اسم الرئيس الحالي لليمن وهذا تجاوز كبير بحق الرئيس هادي وبالمناسبة الرئيس هادي هو اول رئيس يمني بل اول رئيس عربي يحظى بإهتمام زعماء العالم حتى قبل ان ينتخب رئيسا لليمن في 21 فبراير 2012 وهو اول رئيس يمني فرض احترامه على قادة العالم وهو اول رئيس يمني وعربي تفرض عليه السلطة وتذهب هي الى منزلة
لا يعنينا ما قاله المسطول خلفان وما يعنينا حقا هو ( ما وراء تغريداته ) ومعناها التي تحمل اشارة توجه جهود دول الاقليم ( الخليج) نحو ثورة وربيع اليمن بعد نجاح تدمير ثورة مصر وليبيا التي بدأت بها المواجهة على يد السيسي الليبي ( حفتر) من اجل انهاء مشروع الثورة هناك وتحت عنوان مكافحة الاخونة !!
لهذا يجب ان يكون الاصلاح في اليمن اكثر مرونة واكثر عقلانية لسحب البساط من تحت اقدام المتآمرون عليه وعليهم الاستفادة من تجارب الاخرين ، الاصلاح في اليمن يمتلك قيادة راشدة وحكيمة ولديهم قدرة على التعامل مع المتغيرات العكسية التي تستهدف وجود الاصلاح ككيان سياسي
الاخوان المسلمين في مصر ونتيجة لظروف العمل السياسي هناك افتقدوا للحكمة واعتمدوا على الشارع والعدد الجماهيري المؤيد لهم ولو كانت الجماعة تمتلك الخبرة الكافية والنضج لما وصلت بهم الامور الى ما وصلوا اليه ، ولنقص عامل النضج السياسي عند القيادة السياسية للجماعة سارعوا للمشاركة والمنافسة مباشرة وهذا كان بالنسبة لهم كمين اختبار ولو انهم دفعوا بشخصية مقبولة الى حدما لهم بدلا من الدكتور محمد مرسي كان بالامكان تجنب ما وصلوا اليه من نتائج سلبية اثرت على مسار الجماعة في مصر وعلى كثير من تيارات العمل السياسي الاسلامية والاصلاح في اليمن واحدا من هذه التيارات
على تجمع الاصلاح تفويض الرئيس هادي بإستكمال المرحلة الحالية وهذا التفويض يتم من خلال انسحابهم من الحكومة ليس هروبا من المسئولية وانما حفاظا على مكانة الاصلاح والحفاظ علي وجوده من اي اخطار تهدده
الاصلاح ليس عاجز عن مقاومة اي اخطار تهدد وجوده لكن سينعكس ذلك سلبا على الوضع بشكل عام ، والانسحاب من الحكومة افضل لهم من المشاركة فيها وهذا الانسحاب سيخدم الرئيس هادي وازالة اللبس حول مهمته والتخفيف عليه من الضغوط التي تمارس عليه من اصحاب المبادرة ، الرئيس هادي متهم خليجيا " بالا خونة " وهذا الاتهام يمارس عمليا كضغوط غير معلنه وتأتي لصالح جماعة الحوثي
الاصلاح يعرف ان الثورة في اليمن مهددة وهناك اخطار تحاك ضدها ووجود الاصلاح خارج الحكومة هو الضامن الاكبر لحماية الثورة من الاختراق ، لان وجودهم شركاء في الحكومة يجعل الثورة بدون غطاء حقيقي لحمايتها لان الخليج وشركائهم الاجانب لا يفرقون بين الثورة وبين الاصلاح واستهدافهم هو استهداف للثورة ولمشروع التغيير الحقيقي
وفرة المال الخليجي قادرة على زعزعة اي نظام سياسي ، وستظل مشاريع التغيير معرضة للمؤامرات كما حدث في مصر ويحدث بليبيا وسوريا ما دام الخليج خاضع لطبقة استبعدت مصالح شعوبها واستحكمت على الثروة فكل شيء خاضع لتأثير المال على السياسة
علي عبد الله صالح رفع راية الحرب على الاخوان وجند نفسه لمكافحة " ثورة الربيع العربي " تحت عنوان مكافحة الاخونة وهو الغطاء الذي يستظل تحته حكام الخليج لقناعتهم بمدى ايمان هذا التيار على تبني قضايا الامة بصدق واخلاص وهذا يعني زوال حكمهم اجلا او عاجلا بدعم هذا التيار
علي صالح يعاقب دول الخليج بمال الخزينة الخليجية ويعاقبهم بدعم التوسع الايراني عن طريق تحالفه مع جماعة الحوثي الذراع الاولى لدولة ايران في المنطقة ، وتحالف علي صالح مع الحوثي وتمويله لها بالمال " الخليجي" والسلاح والخبرات يقدمه للخليج على اساس انه يقاوم الاخونة وهو الذي يعرف حجم وجودهم قبل غيره لكن متطلبات الصراع السياسي هي من دفعته لتحمل هذا التزييف بهدف معاقبة دول الخليج والانتقام من كل الاطراف التي دعمت الثورة الشبابية عليه
على الاصلاح ان يكون أذكى من اي وقت مضى وعليه ان يجيد استثمار التوهج المعادي للتيار الاسلامي لصالحه وان يعاقب الخليج بالطريقة التي يفضلها ، الانسحاب من الحكومة هو احد هذه الوسائل الأولية لان التغيير سيتحقق نتيجة تخفيف الضغوط على الرئيس هادي وإنهاء الشماعة التي تعلق على وجود الاصلاح وبسببها يعاقب الشعب عقاب جماعي من خلال افتعال الازمات ووقف الدعم من دول العالم وبالمقدمة دول الخليج ، مع العلم ان محاولة إيذاء الاصلاح من قبل الخليج لن تتوقف لكنها اقل خطرا
يكفي الإصلاح انه قدم نموذج على وطنيته في كل المراحل ويشهد له ان وزرائه في الحكومة هم الأكفأ والأنزه والأجدر لكن الظلم كان حليفهم نتيجة الآلة الإعلامية التي يمتلكها علي صالح التي شوهت كل شيء وقلبت الحقائق ولم يتاح لهم تقديم انفسهم بالشكل المناسب
الإصلاح يفهم ويعي كل المخاطر والمؤامرات التي تحوم حوله وأنا على ثقة – إنشاء الله – بقدرة وحكمة قيادة على امتصاص هذه المؤامرات وسحب البساط من تحت إقدامها
اذا أراد الإصلاح ان يحكم في ظل وجود أدوات الغرب تسخر ثروة وأموال شعوبها لمقاومة اي ملامح للحكم على أساس إسلامي .. عليه ان يقوم بالاتي :
إغلاق المساجد ، تيني محاربة دين الإسلام ، فتح البارات ، ومحلات بيع الخمور ، وتشجيع الرذيلة وتدمير القيم ، وبمعنى اوضح .. إعلان الكفر وبراءتهم من الإسلام وسيجدون أول رد فعل يستنكر هذا هو من مفتي السعودية والإمارات ومصر وسيقولون هؤلاء ان هذا يتنافي مع سماحة الإسلام وسماحة الإسلام عندهم هو دعم ما سبق ذكره !!!
يكفي الاصلاح انه حامي وحارس الفضيلة والقيم والمبادئ وحامي الشريعة الاول بدون اي جدال ولهذا نريده ان يكون قويا ومتماسكا لأداء هذا الدور
وجهة نظر فردية مطروحة على مركز القرار السياسي داخل التجمع اليمني للإصلاح ... والعاقبة للمتقين ....