بطون الكلاب مقابر للموتى!!
في عمران كشرت الكلاب عن انيابها بعد ان غطت سحب الموت ارضها.. جثث الطفولة والشبيبة جذاذ فوق بعضها كالقصب.. انه اخصب عام في حياة الكلاب سيطلق عليه "عام عمران" لحم عجول بشرية تقول الارقام غير الرسمية او غير المؤكدة ان الف قتيل سقطوا في عمران من غير الجرحى.. وجبة صنعتها ايدي بشرية وعقول مغلفة بعوازل الجهل وقلوب يمانية فاضت سيولا من الاحقاد.. احقاد من التاريخ.. من الدين.. من القبيلة.. من الداخل.. من الخارج.. من الباطن.. من الظاهر.. شمالية ..جنوبية .. شرقية .. غربية.. شاءت الاقدار ان يكون مصب جريانها الى عمران "ارض المحشر للحاقدين او المتآمرين " كلها تجمعت من كل حدب وصوب وتحولت الى فيضان مدمر اتى على الخضر واليابس لحكمة لا يعلمها الا مقدر الليل والنهار. لكن ما هو مؤكد انها قربان لينعم بالخير قوم اخرون!!.
تجلب لنا عيون القادمين من عمران قصصا مأساوية لا يمكن وصفها بكلمات لمشاهد من المواجهات الدائرة هناك عجز فيها الانسان ان يواري فيها سوءة اخيه الانسان.. قصة هابيل وقابيل تتكرر في عمران الا في شيء واحد ان الكلاب قامت بدور الغراب.. مع الفارق بينهم في طريقة التعامل مع الادمية.. ما ابشع ان ترى كلب اخذ فخذ انسان و اخر راسه وثالث قدمه. انه فلم مرعب اكثر رعبا من افلام هوليوود اخراجه مدمنون في الرعب وصناعة الموت.
واكاد اجزم ان اغلب من يقتلون لا يعرفون حقيقة لماذا قتلوا؟!! ومن اجل ماذا؟!! الا من فرض عليه الدافع عن عرضه وماله ووطنه.. فهؤلاء يموتون ونفوسهم مطمئنة بان تضحياتهم من اجل قضية عظيمة تستحق ان يقدم الانسان نفسه فداء لها.
ابعد هذا يبقى معنى لدولة او لسلطة او لعدل!!.. ما قيمة الاهداف التي نسعى الى تحقيقها اذا لم تكن كرامة الانسان وحريته على راسها؟! ما قيمة المناصب التي نحتلها والوظائف التي نمارسها اذا لم تكن مقصدها سعادة المواطن وخدمته؟!..نقول على الدنيا السلام!!.
لن نطلب من "الامم" ولا من "المجلس" ولا من" محلي" ولا "دولي" ان يسمعوا الى انين عمران سوف نخاطب تلك الكلاب استطماعا في وفائها.. ايتها الكلاب كفي انابيك عن اكل لحوم الموتى ودعيهم يرقدون بسلام ليعودوا الى اصلهم" تراب" كلكم من ادم وادم من تراب.
في عمران اليوم تتقاطع مصالح الاعداء كل يريد ان يفصل منها قميصا على مقاسه وحجمه ولونه اقصاها مشاريع التملك المطلق وادناها مشاريع التوازنات السياسية والمذهبية الا سحق لها مشاريع اذا كان هذا هو ثمنها وهذه هي نتيجتها. واليقين لدينا لن يتحقق من تاك المشاريع شيء.. هناك ممانعة سياسية لا تريد ان تعترف ان الشعوب تمر بمخاض ثوري لن توقفه المحاولات التكتيكة مهما كان حجمها قد تعيق او تأخر لكنها لن تقضي عليه وسيعود الزخم اليها ولو بعد حين. وهذه هي العلامة المائزة بين النضوج الموضوعي الذي يفصل بين القدرة الفعلية المادية والرمزية ومجرد التعبير العاطفي عن الإرادة التي تقتصر على الكلام الأجوف الخالي من الفاعلية الحقيقة في العمل السياسي.