عضو هيئة كبار العلماء يقول أن صيام اليمن السبت صحيحاً
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 08-07-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (6082) قراءة
اكد معالي الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي أنه لم تصدر أي فتوى خاصة به في’’التورق‘‘، مشيرًا إلى أنه أفتى على ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهاء الأمة كما أوضح انه لا شك أن اليمن هو في الواقع محاذٍ لمكة، أو قد يكون كذلك متجهًا نحو الغرب أكثر وبناءً على هذا فالشمس غربت قبل القمر بدقيقتين أو ثلاث، وطالما أن الأمر كذلك واليمن بلد إسلامي وعنده رعاية وعناية بالأمور الشرعية أكثرمن غيره، ولا أشك أنهم اعتمدوا على الحساب وإنما اعتمدوا على رؤية، فطالما أن الرؤية قد ثبتت لديهم، وقد ثبت بالحساب الفلكي أن الشمس قد غربت قبل القمر، فإذًا هذه الرؤية إذا عدلت التعديل الشرعي فهي رؤية منفكة، عما يكذبها وصيامهم في ذلك صحيح إن شاء الله، متطرقًا في حوار خاص لـ»المدينة» إلى الجدل القائم حول توقيت دخول شهر رمضان هذا العام، مرجعًا إعجاب شباب الأمة بالغرب إلى وجود نقص لديهم في الشعور بالهوية الإسلامية والثوابت الشرعية، مطالبًا ملاك القنوات الفضائية بمراجعة أنفسهم ومنع البرامج التي تجرح مشاعر الأمة الإسلامية، متحدثًا عن أمور عدة تخص حياة المسلمين، فإلى نص الحوار:
التفرق سبب الخلاف
* الأمة الإسلامية تستقبل رمضان هذا العام وسط فوضى واضطرابات في كثير من الدول العربية والإسلامية، فكيف يمكن استغلال هذا الشهر لعلاج مشكلات الأمة؟
- بسم الله نفتتح هذا اللقاء المبارك، وفي نفس الأمر أشكر صحيفة «المدينة» على مشاعرها الكريمة نحو محبها وفي نفس الأمر على ما تقوم به من توجيهات ومطالعات وإبداء مرئيات ونحو ذلك، مما إن شاء الله تعالى يعتبر صورة من صور نشر الخير نحو الأمة، ففي نفس الأمر أكرر شكري وتقديري لها، كما أسأل الله أن يجعل هذا الشهرالكريم ودخوله رحمة للمسلمين، وأن يعز فيه أهل طاعته ويهدي فيه أهل معصيته وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ولاشك أنه شهر، فيه الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه يوم كان الفاصل بين الحق والباطل، وهو اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك الذي شهد غزوة بدر الكبرى، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وكما أشرتم أن الأمة الإسلامية تجتاز مرحلة عصيبة، وتشهد الكثير من الفوضى والفرقة وتتابع الفتن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي، وندعو الله أن يرفع هذا الإشكال وهذه المصيبة بتوبة نصوح الى الله تعالى، والله تعالى ذو غيرة على محارمه. وهو غفور رحيم وذو فضل عظيم على عباده، ونسأل الله أن يكون لعباده في هذا الشهر المبارك نصيب من الرحمة واللطف والمغفرة، وإيجاد أسباب اتحاد كلمة المسلمين، ولا شك أن العلاج لمثل هذه الفتن المتتابعة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم»، وما جاءنا هذا الخلاف إلا من حيث التفرق والاختلاف في المفاهيم والمقاييس والمقاصد والأهداف، وبناءً على هذا كان منا ما كان، من هذا البأس الشديد الذي صار فيه بين المسلمين أنفسهم.
صيام صحيح
* كثر الجدل هذا العام حول دخول شهر رمضان، فاليمن صام السبت ودول الخليج والعربية الأحد، وأنتم أحد الفلكيين فما هو الصحيح في صيام هذا العام، وهل تؤيد الاستفادة من الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر؟
- أولًا كون اليمن صام يوم السبت، فالحساب الفلكي قرر أن الشمس تغرب قبل القمر مساء الجمعة بالنسبة الى إحداثيات مكة بدقيقة ومجموعة ثوانٍ، ولا شك أن اليمن هو في الواقع محاذٍ لمكة، أو قد يكون كذلك متجهًا نحو الغرب أكثر وبناءً على هذا فالشمس غربت قبل القمر بدقيقتين أو ثلاث، وطالما أن الأمر كذلك واليمن بلد إسلامي وعنده رعاية وعناية بالأمور الشرعية أكثرمن غيره، ولا أشك أنهم اعتمدوا على الحساب وإنما اعتمدوا على رؤية، فطالما أن الرؤية قد ثبتت لديهم، وقد ثبت بالحساب الفلكي أن الشمس قد غربت قبل القمر، فإذًا هذه الرؤية إذا عدلت التعديل الشرعي فهي رؤية منفكة، عما يكذبها وصيامهم في ذلك صحيح إن شاء الله، وأما بالنسبة للمملكة فهي ما يتعلق بالمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية القمر غاب قبل الشمس بدقيقة، وفي نفس الأمر غربت الشمس قبله بالنسبة لإحداثيات مكة بدقيقة وثوانٍ، لكنه لم يُرى وبناءً على هذا فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
أما ما يتعلق بالحساب الفلكي وهل ممكن أن نستعين به ونعتمد عليه في إثبات دخول الشهر وخروجه، الذي عليه جمع من المحققين من علماء الشرع والفلك، على أنه يؤخذ بعلم الفلك وبحساب الفلك، فيما يتعلق بالنفي دون الإثبات، بمعنى أنه إذا قرر علم الفلك وحساب الفلك أن القمر يغرب قبل الشمس، فقال علم الفلك بأنه مستحيل أن يُرى الهلال، لأنه غرب قبل الشمس، فيجب أن يقبل هذا وإذا جاءتنا شهادة، تدّعى رؤية الهلال فيجب ردها وعدم قبولها، وهذا معنى الحساب فيما يتعلق بالنفي، أما في حال الإثبات فنحن الآن في مكة المكرمة، معلوم أن الهلال غربت الشمس قبله بدقيقة وثوانٍ، ومع ذلك لم يأت من يشهد بالرؤية وبناءً على هذا فلم نقبل من علم الحساب ما يتعلق بالإثبات وإنما قبلناه من حيث النفي، وبناءً على هذا فكان يوم الأحد هو أول يوم من أيام رمضان.
تقويم أم القرى
* ظهر في السنوات الأخيرة من يشككون في تحديد أوقات طلوع الفجر حسب تقويم أم القرى فما هو الصحيح؟
- هناك من قال: إن تقويم أُم القرى هو في الواقع متقدم، وأن الفجر يكون بعد ما حدده تقويم أم القرى بعشر دقائق أو ربع ساعة، وهذا القول حقق ودقق فيه، وتُحرى فيه، ولم يظهرله حقيقة، بمعنى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وهي المسؤولة عن إعداد تقويم أم القرى بذلت المجهود الكامل في سبيل التحري عن هذه المقالة وهل هي صحيحة أو غير صحيحة، وأرسلت فريقًا لغرب وشرق وشمال وجنوب ووسط المملكة، كلهم اتفقوا على أن تقويم أم القرى تحديده دقيق ولا ملاحظة عليه، وقبل ذلك في حياة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه، جاءه مجموعة من الذين يشككون ويقولون ويقولون، وأرسل فريقًا الى شرق الرياض منطقة برية وأماكن ليس فيها أنوار، وكان معهم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وفي نفس الأمر قدموا تقريرًا الى الشيخ ابن باز بأنهم لم يظهر لهم حقيقة ما قاله هؤلاء، وتحروا ووجدوا أن طلوع الفجر يتفق مع ما هو مسجل في تقويم أُم القرى وبناءً على هذا، نقول هذه دعوى وهمية هدى الله القائلين بها.
سباق فضائي محموم
* يتكرر سنويًا مع دخول شهر رمضان المبارك تسابق القنوات الفضائية في عرض المسلسلات المغرية التي تغري الشباب ويقضون لياليهم لمتابعتها فكيف نواجه هذا السباق المحموم لإغراء الشباب وما دور الأسرة؟
- في الواقع رمضان شهر خير وذكر وعبادة، ليس شهر تسليات ومزاح وهزل في أمور ينبغي أن يستعاض عنها بما يكون سببًا من أسباب رحمة الله ومغفرته، وأن يكون عبده من عتقائه من النار، وهذه المسلسلات انحراف بهذا الشهر، ومع الأسف الشديد القائمون على هذه القنوات لا يهمهم إلا أن يكون رمضان موسمًا من مواسم المكاسب المالية، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومع الأسف هم مسلمون وأبناء مسلمين ويؤمل فيهم الخير والصلاح ومع ذلك كان منهم ما كان، ولا شك أن الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر كفاعله أيضًا، فنسأل الله أن يتجاوز عنهم ويهديهم الى ما فيه الخير ويبعدهم عن أن يصرفوا هذا الشهر من شهر عبادة الى شهر فيه من التجاوزات ما الله به عليم، ومتابعة هذه البرامج جرح في مشاعر الأمة الإسلامية، فعلى إخواننا أن يتقوا الله تعالى وأن يقوا إخوانهم من مثل هذه الأمور، الصادة عن ذكرالله وعن الصلاة، والمقربة للشيطان ومغرياته.
الدعاة إلى الله
* تشكو الدعوة الإسلامية من قلة الدعاة المتمكنين، الذين يدعون الى الله على بصيرة دون إفراط ولا تفريط، فما هي الأسباب؟
- أما القول إن الدعاة قليلون فهم في الواقع الحمد لله فيهم خير، وفيهم وفرة وهم قائمون بما يجب عليهم، ولا نقول بأنهم كُمل، وإنما القصورهو صفة بني آدم، والكمال لله سبحانه وتعالى، وهم يقومون بأعمال الدعوة، لكن مع الأسف الشديد المغريات أكثر من أن تحصر في أمور يكون للدعوة أثر في القضاء عليها أو تقليلها، ولكن الذي نأمله من إخواننا المسلمين على وجه العموم ولا سيما شباب هذه الأمة، الإيمان بالله، والتعلق بالحياة واعتبارهذه الحياة الدنيا مرحلة اجتياز إلى حياة أخرى، وهي الحياة التي يجب أن يُركز عليها وأن يعد لها الإعداد الذي من شأنه أن يأمل الإنسان فيه أن يكون من أهل السعادة ومن أهل الله ومرضاته.
الافتتان بالغرب
* يلاحظ إعجاب الشباب والفتيات وافتتانهم بالغرب، ما أسباب هذه الظاهرة؟
- من أكبر الأسباب هو تنقص هويتنا الإسلامية، فلا شك أن لنا هوية إسلامية وثوابت شرعية يجب علينا أن نُعنى بها العناية التامة ويجب علينا أن نؤمن بها الإيمان الكامل فهي من الله سبحانه وتعالى، والله هو خالقنا والعالم بأحوالنا والعالم بما يصلح هذه الأحوال، والحمد لله ديننا بيّن لنا كل ما يتعلق بالعفاف والأخلاق وما يتعلق بالتوجه الى الله سبحانه وتعالى، في أنه سبحانه نعم المولى ونعم الوكيل، التوجه اليه في طلب النصر والتأييد والتوفيق والهداية، كل ذلك ينبغي أن نتوجه إليه ونأخذ بالأخلاقيات ونأخذ بمسلك رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ومسلك أصحابه رضوان الله عليهم، والله تعالى يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) واتجاه شبابنا إلى تقليد الغرب ما هو في الواقع إلا شعور منهم وتحقيق لظاهرة نقص الإيمان في نفوسهم، ولو كانوا ذوى إيمان كامل لوجدوا أن في إيمانهم ما يجعلهم في مقام رفيع، والغرب في الواقع ماهو إلا شيء ظاهر ولكن لو عرفت حقائق هذا الغرب وبواطنه، لرأيت أنه في الواقع في حال من التفكك وانتهاك المكارم والأخلاق والمسالك السليمة، والدين الإسلامي ينظر الى البشرية نظرة تحقق ما قاله الله تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
الاستقامة طريق العلم
* ماهي أولى الخطوات التي يسلكها من يريد طلب العلم الشرعي حتى يكون من العلماء الراسخين في العلم مستقبلًا؟
- لاشك أن العلم غاية بعيدة المنال ولا يصل إليها إلا من كان على جانب كبير من الصبر والحرم والعزم، ومن تحمل المشاق في سبيل الحصول على العلم، والإمام الشافعي رحمه الله يقول، شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي وقال أعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يؤتاه عاصي، فلا بد أن يكون طالب العلم على جانب الاستقامة والصلاح والتقوى، وعلى جانب كبير من التعلق بالله سبحانه وتعالى، يدعو ربه بقول رسوله صلى الله عليه وسلم، اللهم يا معلم ابراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني، رب زدني علما رب زدني فقها، رب زدني فهما. وينبغى أن تكون له مشاعر عالية نحو تحصيل العلم، وفي نفس العلم ينبغى أن يكون متفرغًا لتحصيل العلم، فالإمام الشافعي يقول لو كلفني أهلي بشراء بصلة ما فهمت من العلم مسألة.
الاجتهاد في الفتوى
* بعض العلماء يصدرون فتاوى في مسائل معينة، ثم يتراجعون عنها بعد فترة ماهي الأسباب؟
- في الواقع لا يصدر عالم فتوى ويتراجع عنها إلا أن تكون فتواه الأولى نتيجة اجتهاد ثم ظهر اجتهاد آخر، فعدل عن اجتهاده الأول إلى الاجتهاد الثاني، وإلا إذا كانت فتواه مبنية على نصوص صريحة ثابتة سواءً كانت من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يمكن أن يتصور عالم أن يفتي بما عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يَعدل عنه، وإنما رجوعه عن فتواه نتيجة أنه اجتهد.
جمهور أهل العلم
* معالي الشيخ: كان لكم فتوى في مسألة القروض البنكية ’’التورق‘‘ خالفكم فيها كثير من أعضاء هيئة كبار العلماء بمن فيهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ هل تراجعتم عن موقفكم السابق؟
- التورق يا أخي ليس لي فيه فتوى خاصة، وإنما أسير مع جمهور أهل العلم، في عهد الصحابة وما بعدهم كانوا يتورقون، والتورق هو طريقة من طرق حل مشكلات المسلمين، أنت حينما تريد مالا لشراء سكن أو تريد الزواج، أو سيارة وليس عندك المال، كيف تحقق رغبتك، أحد يعطيك المبلغ هذا شبه مستحيل، أحد يقرضك إياه قرضًا حسنًا بأقساط، هذا كذلك مستحيل، تذهب للبنوك بربا هذا لا يجوز، إذًا عندك التورق، ، والتورق ما هو؟!، تشتري سلعة بثمن مقسط مؤجل، ثم بعد ذلك تبيعها وتقضي بها حاجتك، هذا هو التورق الصحيح وهذا هو الحل للمشكلة وليس فيه شيء، بل هو مسلك سلكه غالب أهل العلم، قالوا به وصدرت به قرارات من مجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه التابع لرابطة منظمة المؤتمر الإسلامي ومن مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة وعدد من المجامع العلمية والهيئات الشرعية، فإذًا ليس لي فتوى خاصة بالتورق وإنما هي ما عليه أهل العلم، وما به حل مشكلات المسلمين.
اقرأ ايضا: