اخبار الساعة

الزمّرة تُعّدْ لمذبحةٍ جديدة

اخبار الساعة - زهرة اليافعي بتاريخ: 19-08-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (5866) قراءة

زمرة كما أحبوا أن يسموا أنفسهم .. جماعة من النهابين وقطاع الطرق ،سرقوا بسمة الأطفال ، ونهبوا من شعبنا لقمة عيشه ، ذبحوا في الزمن القريب أعز أصدقائنا وأغلى أحبابنا ، لا يقلون فظاعة عن من يذبح أبنائنا وإخواننا في مناطق التوتر،والحرب على الإرهاب ، فهم من نفس السلالة المقيتة ، ويحملون جميعهم ذلك الحقد الدفين .

 

أؤلئك هم جزارو حروب  الـ 86م والـ94 والـ2006 و هولوكست تعز وجمعة الثامن عشر من مارس 2011م وغيرها الكثير ، من حروبهم في اليمن الشمالي أو في الجنوب العربي .

كل اؤلئك بتنا نعرفهم ، ونعلم ما يخططون له ، ولم نعد نأمل منهم الخير ، لأبناء شعبنا الحر المناضل، الذي اختار السلمية طريقاً للوصول إلى هدفه المنشود وغايته النبيلة "التحرر من قبضة الاحتلال الشمالي" وذلك عبر المسيرات والمظاهرات حتى نسمع صوتنا للعالم أجمع ،وبالفعل كنا قد بدائنا كشباب مع مجموعة من الضباط المسرحين قسريا في الحراك الجنوبي السلمي بمسيراتنا واحتفالاتنا الكرنفالية ،ومظاهراتنا التي كانت قد بدأت تثمر ، وصوتنا بداء يصل إلى العالم اجمع،عبر المنظمات الحقوقية والإنسانية ، وما إن سمع عتاولة الحروب ومسعروها ، بصدى مسيراتنا ومظاهراتنا حتى أتوا  إلينا كالكلاب المسعورة ، التي ظلت طريقها ، وبدئوا يخططون وينظّرون لمسيراتنا واعتصاماتنا ، وركبوا موجة الحراك الجنوبي السلمي ، وأقصوا منه شباب البذرة الأولى ، ولأنهم يمتلكون المال والجاه ،كان أكثر الناس يأتون إليهم ، وهم حتى ، ليسوا من المطالبين بحق تقرير المصير.

كان يقود المظاهرات في ذالك الحين المناضل حسن باعوم وبعض من المناضلين في الداخل ،كنا نخرج معهم ونتعرض للضرب والاعتقال ،وكنا نراها ثورتنا نحن ،ولم يكن يخطر ببالنا أن فئة الزمرة في ذلك الحين ،تخطط وترتب عبر رموزها وقادتها للاستيلاء على ثورة الشعب الجنوبي  .

 

مضت الأحداث مسرعة ، وتوالت الخُطوب ، وتتابعت الأخبار ،وصار للحراك الجنوبي السلمي ، جذوةً لا تكاد تخبو ،فقد انظم إليه الكثير من المخلصين ممن عرفوا معنى الظلم  على يدي النظام المحتل في صنعاء كأمثال با عوم وممن عرفوا الذل والقهر في عهد حكم الزمرة في الجنوب كأمثال {با معلم - وطارق الفضلي – وأهالي حضرموت المتدينين بطبعهم - وأهالي الضالع – وردفان -ويافع وبعض المناطق الشرقية  } ..الخ  .

 

فهذا البلد وعلى مر السنين الطويلة لم يعرف من العدل إلا القليل ، فقد ظلمته الزمرة ، والمتمثلة في بعض قيادات أبناء  محافظتي أبين وشبوة، وبعض المنتفعين والعملاء كــ علي ناصر محمد الحسني  والذي عانى منه الجنوب ، فبسببه قتل في يوم واحد أكثر من عشرة ألاف من خيرة رجال الجنوب وكوادرها ، مابين طيار ومهندس وطبيب وضابط وكثيراً من المصائب لم تحدث إلا بسبب ذاك الحية الرقطاء ، فاعتقاده بأحقيته في الملك .. كما يعتقد الشيعة ، وهو منهم ، الـ"حسني" - جعله لا يكترث لإراقة الدماء ، فهذا الرجل لن يستطيع أن يرى غيره حاكما لشعب الجنوب ،  ولا زالت فيه الروح، فهذه عقيدته – كما هو الحال مع ابن عمه الذي يشغل حاليا وزير دفاع دولة الاحتلال اليمني /محمد ناصر أحمد الحسني ، هو الأخر لم نسلم من شره فهاهو اليوم يقتل أبناء شعبه ، بحجة قتال الإرهابيين مع أنه يستطيع حسب مراقبون القضاء عليهم في يومين،ولكنه آثر المال على أبناء شعبه، ولم يكترث لسقوط الكثيرين من أبناء تلك المناطق ، لأنه وحسب مراقبون يستفيد من مراوغته وحربه الديكورية مع القاعدة بمليارات الدولارات ، ولو على حساب أبناء شعبه المسكين والمغلوب على أمره.

 

وهناك أيضاً من قد يبيعك بثمنٍ بخس دراهم معدودة .."هادي" المختبئ تحت عباءة الحمل الوديع، ابن مديرية الوضيع، قبيلة آل مارم الفضلية ، قرية "ذكين" ،ذلك الثعلب الماكر، والعدو الغادر، أبى رغالُ زماننا ، هو من دلّ وساعد جيش الاحتلال اليمني في غزو الجنوب العربي ،  كان قائد الحرب حين ذاك ،وليس له من عدو سواء أرضه وبلاده ،أصبح اليوم نظير بيعه الجنوب والجنوبيين ، رئيساً في الشمال ، يأتي إلينا اليوم وعن طريق كتابه وأذرعه الإعلامية ، ليغازلنا بأنه يعمل من منصبه لمصلحة الجنوب وأنه يريد التكفير عن ذنبه ، فتارةٍ يخرجونه على أنه يقوم بسحب الأسلحة إلى قاعدة العند في الجنوب ،وتارة يقولون أنه يغدق على أبناء الجنوب بالمليارات ، وغيرها من الملمعات التي لم تعد تنطلي على ذي عقل،فلم نرى أياً من تلك الأموال التي أغدق بها هادي على أبناء الجنوب العربي ، وقاعدة العند العسكرية لا توجد فيها سواء خردوات، من قبل  حرب الاحتلال في 94م وبعض قمامة صنعاء التي لم تعد بحاجة إليها ، الجدير ذكره أن هادي ومطابخه الإعلامية تظن أننا ننام ،حتى نصحوا على خبر يراد لنا أن نسمعه أو نقرأه على طريقتهم .

سذجٌ اؤلئك لأنهم لا يعلمون أن شعب الجنوب العربي ،قد شب عن الطود ،ولم يعد يلقي بالاً لمثل هذه الهرطقة الإعلامية ،ومن خان مرة يخون ألف مرة،والمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين .

 

أنا لا أقول هذا الكلام تجنياً أو تحاملاً على ابن " دثينـــة " ، وإنما واقع الحال يحكي ذلك ، ويمكن للمتابع الحصيف أن يجد هذه الحقائق ،بكل يسر وسهولة ، فالمدعو هادي قد بدأا  في تسريباته الإعلامية لقياس ردة فعل الشارع الجنوبي ، ومدى تقبله لهادي في حال طرده الشماليون من بلادهم،فهم يعرفون أن الذي لا خير فيه لأهله ،لا خير فيه لغيرهم ،وهو الآن يحاول أن يضع يده على قيادة الحراك الجنوبي السلمي ، ليضمن بذلك ما خطط له قبل زمن ويحصد نتائج مكره وتدبيره السيئ .

 

عبد ربه منصور هادي ، لم يتحرك في هذا الاتجاه منفردا ،وإنما كانت زمرته وزبانيته ،هم من يرسمون ويخططون ، للإمساك معه بمقاليد الحكم في أرض الجنوب، وكما علمت من مصادر خاصة أن هادي وعلي ناصر محمد الحسني ،هم من طلب عدم اعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي  بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ،على ارض الجنوب العربي،ورئيسها الشرعي علي سالم البيض .

 

من الملاحظ جيدا ،أن هادي الآن وهو على سدة الحكم في صنعاء ، يقرب منه قيادات الزمرة ،بينما يحاول إقصاء بعض القيادات المحسوبة على الطغمة وتهميشها ،وخير مثال على ذلك ، من دعاهم ،لمهرجانه السركي الكبير (الحوار الوطني) فقد قام بدعوة قيادات الزمرة ومن هم من أبين ، من تلك الزمرة ، كــ احمد بن فريد الصريمة ،وهو أحد عتاولة الزمرة ، وأحد رؤوس الأموال  فيها ،وينحدر من قبائل العوالق التي تتوزع على شبوة وأبين معقل (الزمرة).

 

محمد علي أحمد محافظ أبين السابق في عهد الرئيس علي ناصر محمد الحسني ، والذي ارتكب أفظع  الجرائم بحق تيار الرئيس"سالمين" ومناصريه ،حيث كان هو الأشهر في قضية الإعدام بالهوية ،وهو من تبنى ذلك الفرز الفئوي ألمناطقي المقيت ، وكما عُرف عنه ،في تلك الحقبة ،تمثيله بضحاياه وقطع أعناقهم ، ولأنه لا يوجد لدية مبدأ محدد يسير عليه ،وإنما تحكمه مصالحه الشخصية ، فقد أُغريَ من قبل الرئيس علي سالم البيض وبعض قيادة الحزب الاشتراكي آن ذاك  بأن تم تعيينه وزيراً للداخلية والأمن ، وبذلك باع رفاقه وزمرته التي عمل معها مدة طويلة ، ولكن أحلامه لم تتحقق كحال أبناء الجنوب كافة ،فقد هزم الحزب الاشتراكي في تلك الحرب واحتل الجنوب من قبل الشماليين ،ونهبت الأراضي والممتلكات ،كل ذلك بتسهيل من قبل زمرته وجماعته  التي ينتمي إليها (الزمرة) ممثلة برمزها {علي ناصر محمد الحسني – عبد ربه منصور هادي – محمد ناصر أحمد الحسني } تلك الزمرة الملعونة التي كانت وما زالت تقف ضد مصالح ،وأهداف ،وتطلعات شعبنا في الجنوب .

إن مؤتمر التصالح والتسامح ، ينسفه هؤلاء الزمرة ، عن طريق العمل مع رفقائهم من الزمرة فقط،وتقوقعهم على أنفسهم، وكيل التهم لمن يريدون الخير للجنوب والجنوبيين ،هؤلاء لن يغيروا من طريقتهم ونظرتهم الدنيوية ،لأي فصيل أخر، يأتي من خارج تلك المنظومة المغلقة ، وما يفعله كبيرهم الموجود في صنعاء اليوم إلا خير شاهد على ما نقول ،فإنه يقرب منه من هم من زمرته ،ومن زمرته من هم من أبين، ومن أبين من هم من دثينة ،ومن دثينة من هم من الوضيع ، ومن الوضيع من هم من ذكين .

 

ومثال ذلك ،أخو عبد ربه منصور هادي  "ناصر منصور هادي" الذي يمسك بالمخابرات في لحج وعدن وأبين،ومحمد ناصر أحمد الحسني وزير دفاعه ،وأحد أبناء سلطنته وغيرهم.. ، فهذا الفرز الفئوي ، هو ما سيطبق في الجنوب ، في حال حكم هؤلاء النازيون .

إن سلامة الجنوب والجنوبيين ،وعدم العودة إلى مربع العنف ، وتكرار مجازر 13يناير ، يكمن في ترك أصحاب المصالح والثارات القديمة ،أرض الجنوب والشعب الجنوبي ليقود نفسه بـنفسه ، فلا تعتقدوا أنه لم تلد النساء مثلكم ، فلتذهبوا إلى الجحيم بأحقادكم وثاراتكم العتيقة ، فشعبنا قد ملّ منكم ومن كذبكم وخيانتكم وذبحكم  له في كل مرة .

 

zahrha1986@gmail.com

 

اقرأ ايضا: