هل تحول حزب المؤتمر إلى تابع للغير؟
شهد الأسبوع الماضي ظهوراً علنياً لأعلام حزب المؤتمر الشعبي مرفوعة في مسيرات تقودها وتنظمها مليشيا الحوثي وغرضها المعلن اسقاط حكومة يمثل فيها المؤتمر 17 مقعداً، وكان ناطق المؤتمر صرح لقناة الحوثيين أن حزبه يطالب بأسقاط الحكومة وشهدت الأشهر الأخيرة تحول كثير من قادة المؤتمر في عمران بالذات إلى قادة ميدانيين لمعارك الحوثيين ويظهرون حالياً معتصمين في مخيماتها منقادين لأوامرها.
أكبر الأحزاب اليمنية والأول نشأة هو المؤتمر واستمر متحملاً مسئولية الدولة منفرداً وتحالف مع الإصلاح والاشتراكي فترة قصيرة ، ولم يبتعد عن التفرد بالسلطة إلا يوم قبل بالمبادرة الخليجية التي قللت نصيبه في الحكومة إلى النصف وأبقت رئاسة الجمهورية بيده، ومنذ 2011 تعرض الحزب لمشكلات لاحصر لها كان أهمها بتقديري أن أمينه العام صار العدو الأول له فشق صفه وأشترى ولاء الكثير من أعضاءه ولم يتعامل باعتباره فرداً مؤتمرياً بل كانت أغلب تصرفاته تصب في خانة تشقق الحزب وتحوله من حزب الدولة إلى حزب بلا دولة ، كتبت كثيراً منذ سنة بإن أخطر ما يهدد المؤتمر هو أمينه العام عبدربه وأنه خنجر بخاصرة الحزب يمنعه من الانطلاق ليصير إما حزباً معارضاً أو يبقى حزباً في السلطة ونبهت المؤتمريين إلا أن الخصم الأول لهم هو ابن المؤتمر وأن الإصلاح الذي يعتبره المؤتمر قائد أحداث 2011 ليس إلا خصماً ثانياً ،إلا أن المؤتمر وزعيمه علي عبدالله صالح أبيا إلا أن يظل خصامهما مع الإصلاح وحده ولا أبريء الإصلاح فقد ساهم بحماقه في تلك الخصومة الفاجرة.
الان ينحرف المؤتمر بجنون متجهاً نحو هاوية سحيقة اسمها التبعية لمليشيا الحوثي التي تنادي بالحق الإلهي للبطنين بحكم اليمن وسبق لها أن قاتلت دولة المؤتمر في 6حروب ولولا جهد المؤتمر الرئيس صالح ما قتل مؤسس المليشيا حسين الحوثي2004م.
إن السياسة ولاريب لا تؤمن بمنطق العداوات الدائمة لكن لا يوجد فيها أبداً شيءٌ اسمه حزب تقوده مليشيا تختلف معه جذرياً ،إن ما يقوم به المؤتمر انتحار بكل المقاييس سيؤدي إلى زواله وتفككه أكثر ثم سيؤدي إلى انهيار البلد ،فالمؤتمر أكثر علماً بإن الحوثيين أصحاب مشروع خاص لا يلتقي معه إلا في بغض الاصلاح والرغبة في زواله، لكن ذلك لايعطي الأمان للمؤتمر ليقبل بدور التابع فهو يعي أن الانتقام عقيدة لاتفارق سلوك الحوثيين مايعني أنهم لن ينسوا أن من قاتلهم 6 حروب هو الرئيس صالح ونجله قائد الحرس سابقاً.
إن الفوضى التي تملأ البلد بقيادة الحوثيين ولانعلم نهايتها يقيناً توجب على رئيس المؤتمر أن يتذكر دوره في تحجيم نشاط الحوثيين بداخل الكهوف عبر6حروب وحين حاكمهم وحبسهم وراقب تبعيتهم لإيران.صالح كان هو المقاتل الأول لفكر السلالية الذي تنادي به المليشيا التي تقود المؤتمر حالياً ولا أظن أنه وفي حال تمكنت الجماعة من البلد سينجو من انتقامها وقد قال أنه سيغادر صنعاء لو وصل الحوثيين الحصبة.
يارئيس المؤتمر..أيه المؤتمريون تذكروا أن البلد هو أسمى ممتلكاتكم فلا تفرطو فيه فعقاب الإصلاح لايكون بالتحالف مع أعداء عقائديين لحزبكم وتذكروا أن أخطاء 2011 التي أرتكبها الإصلاح حين قبل التقارب مع الحوثيين أودت به في الهاوية أما تقاربكم مع الحوثيين على شكل تحالف تكونون فيه تابعين لاحلفاء فلا شك أنه لن يسقطكم في هاوية فقط بل سينهيكم تماماً ولن تكون المشانق بعد الإصلاح إلا لقيادات المؤتمر والتاريخ خير شاهد على نقض العهود من قبل كل الحكام السلاليين .