اخبار الساعة

تفاصيل اللحظات الأخيرة لسقوط الفرقة

اخبار الساعة - الأولى بتاريخ: 22-09-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (10766) قراءة
 سيطر الحوثيون على مقر الفرقة الأولى مدرع، بعد يومين من فرض حصار شديد على المعسكر، ومعارك عنيفة في محيطه، وتبادل لقصف كثيف بين المسلحين وقوات الفرقة.
 
وهاجم المسلحون بوابات الفرقة، وانتهى الأمر، ظهر أمس، باقتحامها من البوابتين الشرقية والغربية. وفي التفاصيل، قال لـ"الأولى" مصدر عسكري في الفرقة إن القصف اشتد على الفرقة الساعة الـ2 ليل السبت صباح الأحد، من جميع الاتجاهات، بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
 
وأشار المصدر العسكري إلى أن الضرب العنيف تركز على مقر قيادة الفرقة، ومصادر النيران فيها، ومهدت لتسلل الحوثيين إلى داخل المعسكر، ومنطقة ما يسمى "ميدان إطلاق النار" المحاذية لجامعة الإيمان.
 
وأضاف المصدر أنه عند "الساعة الـ2 بعد منتصف الليل، بدأت ساعة الصفر لعملية اقتحام الفرقة من جميع الاتجاهات، من قبل الحوثيين، وخاصة من جهة المدينة الليبية أعلى كلية الطب، عقب سيطرة الحوثيين عليها. وهذه الأماكن مطلة على أعلى تبة للدفاع الجوي التابع للفرقة".
 
إلى جانب الهجوم من اتجاهين من حي النهضة شمال شرق الفرقة، والمدينة الليبية شمال غرب الفرقة، قام الحوثيون بمحاولات من جهات أخرى كالبوابة الغربية أمام مستشفى آزال.
 
وتحدث المصدر أن القصف توالى على الفرقة من تباب السنينة، ومن تباب أكمة الدباء فوق سوق علي محسن مباشرة، ومقابل مبنى التلفزيون. واستغل الحوثيون كثافة النيران والقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدفعية والدبابات، حيث استخدموا الدبابات التي سيطروا عليها من مبنى التلفزيون.
 
وأوضح المصدر أن القصف استمر من الساعة الـ2 ليل السبت حتى صباح الأحد، مع محاولات عديدة لاقتحام البوابات. وتابع أن الحوثيين كانوا بدأوا بالتسلل إلى المعسكر كخلايا، ونظرا لمساحتها الكبيرة تمركزت هذه الخلايا في الجهة المحاذية لجامعة الإيمان، والتي تعرف باسم "ميدان ضرب النار". واستخدمت الأسلحة المتوسطة في الاشتباكات بعد التمهيد لهم بقصف الفرقة من عدة اتجاهات بمختلف الأسلحة، على مواقع إطلاق النار من الفرقة.
 
ودارت معارك عنيفة أمام البوابات التابعة للفرقة، خاصة البوابتين الشمالية والغربية، أمام المدينة الليبية مباشرة، كما وقعت معارك شرسة من المواجهات وجها لوجه بين الجنود ومسلحي الحوثيين، استمرت ساعة ونصف الساعة، في حي الفجر، وتمكن الحوثيون خلالها من السيطرة على رأس تبة الدفاع الجوي، ومنها تم فصل الإمداد، والسيطرة على حركة الكتيبة المتواجدة على مشارف جامعة الإيمان وداخل الجامعة.
 
ومضى المصدر بالقول إن مسلحي الحوثيين بدأوا بإطلاق قذائفهم إلى المواقع داخل الفرقة، وعلى مصادر النيران التي تنطلق من الفرقة، واستهدفوا الأسلحة الثقيلة، منها المدفعية والدبابات، وفتحوا ثغرات للتوغل داخل معسكر الفرقة، وعقب توغلهم من التبة بدأوا بعملية زحف إلى الداخل والانتشار على المعسكر.
 
وتابع أن قتالاً شرساً دار في بوابات المعسكر نتيجة سيطرتهم على التبة، وأنهم بدأوا بالتحكم بالمعسكر كاملاً، كما قام الحوثيون بالقصف بالدبابات من أمام محطة توفيق عبدالرحيم في شارع الستين، ومن حي النهضة، وقصفوا جميع المواقع داخل الفرقة، كما ساعدهم إطلاق النار من مراكز عسكرية متمركزة في بعض الجبال المحاذية للمعسكر، ومن ضمنها جبال وتباب نقم والخمسين وعطان وعصر، وتباب السنينة، والتي يتمركز فيها مسحلون حوثيون.
 
وفي الوقت الذي كان فيه مسلحو الحوثيين يتوغلون داخل المعسكر، ويشتبكون مع الجنود عند البوابات، كانت القوات التي في الفرقة تقصف بشكل عشوائي على أماكن وأحياء، وترد على إطلاق النار بشكل عشوائي، وبكافة أنواع المدافع والدبابات والأسلحة الثقيلة، وصواريخ الكاتيوشا، لعدم مقدرتهم على معرفة إحداثيات تواجد عناصر الحوثيين على وجه الدقة.
 
واستمرت المعارك على ذات الوتيرة حتى الـ10 صباح أمس، ووقتها انقطع الاتصال ما بين القيادة والسيطرة والميدان، وقيادات الكتائب، وخرج اللواء علي محسن، بعد فقد الاتصال، وكان قادة الكتائب والجنود بدأوا بالبحث عن مخرج للهروب، بدءاً من الساعة الـ12 ليلا.
 
وبحسب المصدر العسكري، فإن اللواء علي محسن كان متواجدا في غرفة العمليات، برفقة قائد المنطقة العسكرية السادسة، واللواء صالح الضنين، مستشار القائد الأعلى، وكذلك عبدالمجيد الزنداني.
 
وأفادت الأنباء بإصابة الزنداني بشظايا قذائف، وأن اللواء محسن قام بإسعافه إلى أحد المستشفيات المجاورة للمنطقة، ولم يعودا، وأنه خرج بعربتين مدرعتين وطقمين عسكريين، من البوابة الجنوبية أمام ساحة التغيير في الدائري، ولم يكن حينها هناك أي اشتباكات.
 
وتحدث المصدر عن أنه عند الساعة الواحدة والنصف ظهر أمس، وصل الحوثيون إلى مقر القيادة والمكاتب الدراية والإشارة.
 
وبيّن المصدر العسكري أن الحوثيين طلبوا منهم العهد، وأمنوهم بألا يقاتلوهم أو يمسوهم، وأن الحوثيين أخذوا ما تبقى من الجنود والضباط إلى البوابة الشرقية المحاذية لوزارة الإعلام، وتم التحفظ عليهم حتى استكمال تمشيط كل الأجزاء الشرقية للمعسكر، وبعدها تم إطلاق سراحهم.
 
واتهم المصدر اللواء علي محسن بنهب مخازن الأسلحة، وتوزيعها ليلاً على مجاميع مسلحة.
 
وبالعودة إلى استيلاء مسلحين حوثيين على الفرقة، قال المصدر إنه بعد الساعة الواحدة والنصف اكتملت سيطرتهم على الفرقة، وبدأ المسلحون الحوثيون بالانتشار داخل المعسكر.
 
ونوه المصدر العسكري إلى أن كل قوات الفرقة والدفاع الجوي كانت متواجدة داخل المعسكر، باستثناء كتيبتين تواجدت في المواقع الموزعين عليها، وأنه كان يتواجد في الفرقة إلى ما قبل الهجوم، مساء أمس الأول، في حدود 3500 جندي.
 
واستطرد المصدر أن دبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة تابعة للفرقة خرجت من المقر عند الساعة الـ12 من مساء السبت، لاختيار مواقع تمركز باعتبارها نسقاً أول للدفاع عن المعسكر، ولكن خطط الحوثيين كانت أكثر دقة للدخول إليهم من الأحياء السكنية المتلاصقة مع الفرقة، ومن البوابة الشمالية الغربية.
 
من جانبه، قال لـ"الأولى" مصدر عسكري آخر، إن الحوثيين قصفوا الجامعة والمعسكر من جميع الاتجاهات، بعد تأمين الحارات والأحياء السكنية لشارع الستين الشمالي المحاذي لهما من جميع الاتجاهات، وخاصة حي النهضة.
 
وأشار المصدر إلى أنه كانت وضعت خطة لمواجهة زحف الحوثيين على معسكر الفرقة، من المحاور الرئيسية، ولكن لعدم وجود الإسناد والدعم اللوجستي، وضراوة الطرف الآخر، خلقت حالة يأس في صفوف القيادة الفرقة.
 
وأوضح أنه من بين الأسباب التي أدت إلى سقوط الفرقة، هروب القيادة، وانهيار معنويات الجنود، إضافة إلى أن الجنود لديهم قناعة كاملة بعدم وجود أسباب تدفعهم للقتال، والسؤال الذي أثار حفيظة أغلب الجنود والضباط عودة علي محسن إلى المعسكر، على الرغم من أنه لا يحمل أية صفة.
 
وتطرق المصدر إلى تصاعد الخلاف بين محمد الحاوري، قائد المنطقة العسكرية السادسة، وعلي محسن، منذ اندلاع المعارك، بسبب التسليح غير القانوني للمجاميع المسلحة المحسوبة على محسن، بالإضافة إلى للضرب والقصف العشوائي، ما اضطر قادة الكتائب إلى عصيان أوامر محسن.
 
وأكد أن اللواء محسن قبل مغادرته الفرقة، قام بتوزيع أسلحة ثقيلة ومتوسطة من مخازن الفرقة لمجاميع مسلحة، ونشرها في الأحياء والشوارع، وعلى جامعة صنعاء، والأحياء المجاورة حتى شارع تونس، وحارات سواد حنش.
 
وتحدث المصدر أن القيادات العسكرية الكبيرة وقيادات الكتائب لم تصب في المعارك والمواجهات حتى الـ10 صباحا، بعد فقدان القيادة والسيطرة، وأن أغلب القتلى والجرحى من الجنود في البوابات والأسوار ومحاور القتال.
 
وأشار إلى إصابة محطة البترول بجوار البوابة الغربية للفرقة، واحتراقها بالكامل، وشوهدت النيران تتصاعد من المحطة، كما تصاعد دخان من مخازن تابعة للفرقة، وعربة وطقم، ظهر أمس.
 
من جهتها، أفادت "الأولى" مصادر محلية أن المواجهات اندلعت في 3 جبهات، بين مسلحي الحوثيين والفرقة ومسلحي الإصلاح، حيث دارت عند جامعة الإيمان والفرقة وكلية الطب "تبة علي محسن"، حيث تمكن المسلحون عقب سيطرتهم على التبة، من النزول إلى جسر مذبح، والتقوا مع المسلحين القادمين من كلية الطب وحي الأندلس، وهاجموا بوابة الفرقة.
 
وتزايدت المعارك في وقت متأخر من ليل السبت، حيث تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الطرفين، مع قصف متبادل بالدبابات والمدافع، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، حيث قصف الحوثيون منزل علي محسن من شارع الخمسين، وعدة تباب، فيما كانت ترد القوات العسكرية على النيران بشكل عشوائي وغير مركز، استهدف الأحياء السكنية، وتساقطت القذائف على المنازل، مخلفة أضراراً بشرية ومادية كبيرة لم يتسنّ الحصول على إحصائية دقيقة حولها.
 
وهزت العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة، جراء القصف العنيف بين الطرفين، وسمع دوي انفجارات في شارع الثلاثين وحي النهضة والخمسين، بالإضافة إلى الدائري والزراعة، وشوارع منطقة مذبح.
 
وأوضحت المصادر أن ليلة دامية وقعت أمام بوابة الفرقة مع اشتباكات وجهاً لوجه بين الجنود والحوثيين الذين حاولوا اقتحام الفرقة، واستمرت إلى الساعة الـ12 ظهر أمس.
 
وتحدثت أنه عقب سيطرة الحوثيين على منطقة مذبح وكلية الطب و"تبة منزل علي محسن"، الساعة الـ3 فجر الأحد، توجهوا لاقتحام البوابة، واستمر الاشتباك إلى الساعة 4:30 بوتيرة مرتفعة جدا، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أعقبها ساد هدوء نسبي لمدة نصف ساعة، قبل أن تعود الاشتباكات بقوة عند البوابة أمام جسر مذبح، وتستمر إلى ظهر أمس الأحد، حين بدأت الأخبار تتوارد بخروج المدرعات وهروب قيادات الفرقة من المقر إلى مكان مجهول.
 
وأوضحت أن دخاناً كثيفاً تصاعد من مقر الفرقة وجامعة الإيمان، كما وقعت اشتباكات في شارع القيادة بالتحرير، مشيرة إلى أن مسلحي الحوثيين انتشروا في عموم شوارع وأحياء مذبح، وفي الجولات، كما نصبوا نقاطاً أمنية أمام مكتب النائب العام، ونقطة في جولة شملان، ونقطة أخرى بعد مصنع شملان، كما رفعوا شعارهم في النقاط وفي البيوت والمنازل.
 
وأشارت المصادر إلى أن عربات ومدرعات عسكرية على متنها مسلحون حوثيون، كانت تتجول في المنطقة، وقامت بعمليات دوريات وتمشيط في شوارع مذبح وشملان حتى منطقة ضلاع.
 
وحسب المصادر، انتشر الحوثيون أمام المحلات التجارية، حيث تمركز 2 من المسلحين أمام كل محل من جولة مذبح حتى جولة ضلاع شملان، عقب سيطرتهم على الفرقة، "لمنع أي اعتداء أو محاولة نهب للمحلات التجارية، وحماية الشوارع الرئيسة والمداخل ومنازل المواطنين"، مؤكدة أن بعض أهالي المنطقة خرجوا إلى الشارع، وجلسوا مع الحوثيين: "خزنوا معهم، وتبادلوا أطراف الحديث".
اقرأ ايضا: