سر المكالمة التي غيرت رحلة الفرنسي حمزة من باريس إلى مكة
كشف الشاب الفرنسي "حمزة" سر المكالمة التي غيرت مسار رحلته من فرنسا إلى بيت الله الحرام لآداء فريضة الحج.
يقول ألكساندر (حمزة) وهو يروي قصته من مقر ضيوف خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة: "عند سماعي للأذان لأول مرة اختلجتني مشاعر لا توصف، لامست كل جوارحي، وجعلتني أقف مليًّا أمام هذا الصوت الآتي من بعيد، يحمل في طياته رسالة أشعرتني بعظمة وصدق هذا الدين".
وأضاف: "أمضيت بعد ذلك ست سنوات في البحث عن الدين الحق الذي يشعرني بالطمأنينة، إلى أن هداني الله عز وجل - بعد رحلة طويلة - إلى الإسلام؛ فبدأت الحكاية وأسلمت، ونطقت الشهادتين، وبدلت اسمي إلى (حمزة)".
وتابع: "بعد إسلامي عزمت على الذهاب إلى مكة المكرمة بنية العُمرة، فقررت الذهاب بالسيارة برًّا في رحلة قطعت خلالها مسافة (7000) كيلومتر من المغرب إلى موريتانيا ثم إلى بوركينا فاسو وصولًا إلى جمهورية النيجر، حيث زرت سفارة خادم الحرمين الشريفين هناك طالبًا منهم الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، حيث أعلمتني السفارة أن النظام ينص على وجوب الحصول على تأشيرة مسبقة بذلك، ووعدتني بالعمل على مساعدتي على إتمام ذلك".
وقال حمزة: "لقد مرت الأيام أنا وزوجتي ننتظر أن يمن الله عز وجل علينا بزيارة بيته العتيق، وما فتئت أيدينا ترتفع إلى الله في كل ليلة (يا الله .. يا الله)، وقد تعلقت الآمال بالله، وشخصت إليه الأبصار، وكل رجائي أن يستجيب العلي القدير لدعائنا ويكرمنا بالزيارة والصلاة في بيته الحرام".
وأضاف: "في أحد الأيام عزمت أنا وزوجتي على الرحيل من جمهورية النيجر والعودة إلى فرنسا، وحزمنا حقائبنا وتوجهنا إلى المطار، وفي الطريق حدثت المفاجأة التي طالما انتظرناها، حيث تلقينا اتصالًا من سفارة خادم الحرمين الشريفين في النيجر يبلغنا أنه تم اختيارنا ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأداء فريضة الحج لهذا العام 1435 هـ".
وبيَّن أن حلمه كان زيارة بيت الله الحرام وأداء العُمرة، فيما اختار الله عز وجل له الزيارة والحج، على نفقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله.
ووصف (حمزة) شعوره عندما رأى الكعبة لأول مرة: قائلًا: «كل الشعورٍ بالتعب والإرهاق الجسدي والفكري الذي خلفته الرحلة الطويلة والشاقة، ذَهبَ وتلاشى حينما وقفت أمام بيت الله الحرام، والكعبة المشرفة، لم أملك عندها إلا البكاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن كافأ عنائي وإلحاحي في الدعاء وشرفني بزيارة بيته الحرام، فيما كانت نيتي أداء العمرة وجعلها بكرمه وجوده حجة عوضًا عنها».
وبيَّن أنه ترك وظيفته في فرنسا وسيتفرغ لدراسة الشريعة الإسلامية ليعمق علومه في هذا الدين لخدمته والدعوة إليه.