اخبار الساعة

الحكمة التي أفشلت مخططات هادي التآمرية ..

اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 13-10-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (21669) قراءة

سيغادر هادي السلطة محملا بلعنات اليمنيين كمكسب وحيد أنجزه هادي خلال فترة حكمه ،  سيغادر  الحكم مجبرا غير مأسوف عليه ،  مع انه اول رئيس يحظى بإجماع كل ألوان الطيف السياسية والمدنية والاجتماعية ،  واول رئيس يلاقي دعما محليا واقليميا ودوليا ،  واول رئيس يسجل عددا من الوعود والقرارات دون ان تلقى النور ،  واول رئيس يتناقض مع نفسه وقرارته ومكانته ووظيفته ،  واول رئيس يسخر صلاحياته لتدمير سلطاته ،  واول رئيس يمول مليشيات للاستيلاء على السلطة ، واول رئيس يسلم معسكرات الجيش ويسمح بنهب اسلحتها ،  واول رئيس يسلم محافظة بكاملها بمراسيم بروتوكولية ،  وأول رئيس يسلم العاصمة  ( مركز الدولة) ، واول رئيس يصدر  ويطلق اللاءات (لا)  واللامات ( لم)  واللانات ( لن)    في الهواء الطلق ،  وأول رئيس يعطي ضوءا اخضر بالسيطرة علي التلفزيون الرسمي والاذاعة ،  واول رئيس يمنح تصريح مرور من جماعة  ،  وأول رئيس يسلم ارادة القرار السياسي لمجموعة سفارات ويتحول الى مجرد سكرتير صغير عند سفراء الدول العشر ، هذه هي السيرة الذاتية لعبد ربه منصور هادي في الحكم .

 

بحسب رأيي ان هادي لم يعمل كرئيس الا لمدة الثلاثة الاشهر الاولى من حكمه على الاقل ظاهريا ، ومن بعدها تشيطن واظهر الشخصية التي كانت تختبئ خلف ذلك الوديع والطيب ، النائب ل 17 سنة حاملا المقص لافتتاح المشاريع دون ان يكون له أي اهمية وكأنه رقما صفريا على اليسار .

 

تقلب وتغير وتبدل وبدأ ينفذ ما بداخله وبدأ يطلق المتمرد الذي بداخله وهو الكائن الوهمي الذي رباه طويلا حتى تأتي الفرصة ليحل محل ذاك الوديع الساكت الصامت المدعمم ، وبدأ برفاق دربه ومن وثقوا به لتولي قيادة المرحلة وفقا لنتائج التغيير التي افرزتها ثورة الشباب والاتفاقات التي حددت برنامج المرحلة .

 

رسم مخطط لضرب الكل والانتقام من الكل وقد يكون هذا المخطط مدفوع الاجر وينفذ لصالح قوى اقليمية او دولية ، وهذا امر غير مستبعد وهو الاقرب للصواب ، وقد استغل هادي هذه العروض لانه يلبي رغبات مناطقية لدى هادي ومحاولة لارضاء ذاته ورد الاعتبار لسنوات التهميش ودوافع اخرى .

 

حزب الاصلاح وجماعة الحوثي لهما قواسم مشتركة كثيرة ، وهما هدف لكثير من القوى الاقليمية والدولية وربما انهما محور المخطط الذي تولى هادي الاشراف عليه ، اضافة الى الاصلاح وجماعة الحوثي يأتي حزب المؤتمر الشعبي العام وتحديدا جزء او فصيل معين داخله وهو الاهم ، اضافة الى تفكيك المنظومة العسكرية والامنية والاستخبارية للدولة اليمنية وتفكيك المؤسسة القبلية وهي احد ركائز المجتمع اليمني .

 

هذه هي محاور التدمير الذي عمل هادي على تدميرها وتفكيكها بمختلف الوسائل ، بعضها بالاستهداف المباشر والبعض بالاستهداف غير المباشر ، سواء كان التدمير مادي او معنوي او الاثنين معا ..

 

الانفلات الامني كان عنوان دائم صاحب ايام هادي في السلطة ، والامن والاستقرار هو ضروري لاي دولة واي سلطة ، والمراهنة عليه بالايجاب او السلب هو مراهنة على النجاح او استحضار الفشل والانهيار وظهور متغيرات جديدة افرزها الانفلات واهمها بروز قوى تنافس الدولة في وظيفتها وسلطاتها .

 

اثناء حكم هادي ومن خلال برنامجه التدميري المصاحب ظهرت الحكومة والمؤسسات العامة بأداء سلبي اثر على الحياة العامة بمختلف جوانبها واثرت على معيشة المواطنين بسبب انهيار منظومة الخدمات الرئيسية ( النفط والكهرباء )  التي تعرضت لعمليات تخريب ممنهجة كعمل عقابي على الشعب ، وما يثبت انه عمل عقابي هو سكوت اجهزة السلطة المتمثلة بالدفاع والامن ولم تقوم بأي واجب لحماية الخدمات االرئيسية التي تعرضت للتخريب ، بل ان العناصر التي كانت تنفذ التخريب تتحرك بعلم  الدفاع والامن المكلفة بحماية المنشآت العامة .

 

تعرض ضباط  الاستخبارات والقوات المسلحة والامن وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية  لعمليات ابادة من خلال تنفيذ الاغتيالات في اغلب مدن اليمن حتى اصبحت ظاهرة عامة ورغم العدد الكبير لعمليات الاغتيالات الا ان القرار السياسي كان هو العقبة امام وقف الظاهرة وملاحقة الجناة وكشف القضية للرأي العام .

 

ونتيجة هذا الانفلات برزت صراعات مسلحة بين اطراف سياسية ( محور المخطط ) وتعامل الرئيس هادي مع هذا الصراع بالنأي عن الدولة واعلن حياد الاجهزة الامنية والعسكرية للقيام بواجبها بحماية المواطنين اليمنيين ايا كان انتمائهم السياسي والمذهبي والديني والطائفي من الاقتتال فيما بينهم تحت أي عنوان  ، والطبيعي ان تنشب صراعات مسلحة بين جماعات مختلفة سياسيا ومذهبيا وغيره لكن الغير طبيعي هو حياد الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية .

 

لان هذا الحياد لا يمكن ان يفسر بغير المؤامرة والموافقة الرسمية على ترك الطرفين المتصارعين للاجهاز عليهما بالاقتتال فيما بينهما ، وهذا ما حدث من خلال الاقتتال بين جماعة الحوثي ومجموعات قبلية موالية للاصلاح  .

 

عمليا بقاء هادي رئيسا ليس له أي جدوى لليمن وان وجوده يعتبر مصدر لانتاج الازمات والكوارث واصبح وجوده قائم على تدبير للمؤامرات ، ويكفي انه تسبب بالتدمير الذي لحق باليمن ومؤسساتها خلال الفترة الماضية .

 

من يريد استقرار اليمن عليه وضع حد لهادي كرئيس غير شرعي ، على احزاب المشترك والمؤتمر وانصار الله ان يحددوا موقفهم من وجود هادي وان شرعيته اصبحت منتهية لخروجه عن بنود المبادرة الخليجية التي هي اساس وروح المرحلة الانتقالية ، المواقف الدولية الداعمة لهادي هي مواقف تآمرية على اليمن وليس لتلك المواقف أي علاقة بمصالح اليمن .

 

نجحت الحكمة التي جنبت اليمن مخططا تدميريا كبيرا من خلال الحرب بين الاصلاح وانصار الله وهو المخطط الذي عمل من اجله هادي للفترة السابقة كلها وفشل في لحظة حرجة ، بعد ان كاد الانفجار العسكري سيد الموقف .

 

الاصلاح وانصار الله عدوهما المشترك واحد ومخطط تصفيتهما واحد من خلال دخولهما بحرب مسلحة وهي الكفيلة على التخلص منهما كقوى سياسية مؤثرة ، وهذا ما يفرض عليهما الاتفاق على برنامج مستقبلي وسحب البساط على الاصوات التي تغذي جوانب الخلاف ، وهذه الاصوات موجودة في صفوف الطرفان .

 

لا يمكن ان يتخلص اليمن من المؤامرات والتغلب عليها بدون التغلب على مرجعية وشرعية المؤامرات ومصدرها وداعمها المتمثل بشخص هادي ، ومن يريد ان يتأكد اكثر عليه مراجعة ادارة نجله للاعلام المحرض على كل شيء باليمن والتوجيهات التي يصدرها  .

 

هادي يشعل الخلافات بين فرقاء وشركاء المرحلة من اجل تغذية المشروع التدميري الذي طال مؤسسات الدولة كاملة وطال كل جوانب الحياة ، وهو من يغذي الصراعات بين كل الاطراف وهو من يستحدث المشاكل والتوترات السياسية والامنية ، الايام القادمة سينتقل التوتر الى جنوب اليمن والمناطق الوسطي من اجل رفع سقف المطالب الانفصالية التي قد تتحول الى عمليات مسلحة بين شمال وجنوب ، والجولة التي قام بها وزير الدفاع مقدمة لذلك .

 

يجب ان تنتصر الحكمة اليمانية لسحب مخططات هادي في الجنوب والوسط كما نجحت قبل ذلك في صنعاء ، العودة الى المبادرة الخليجية هي الحل وانهاء الفترة الانتقالية التي مددها هادي عبر مؤتمر الحوار ، حصل تراجع في قرارات كثيرة على اساس التعديل للمصلحة العامة ويجب تعديل بعض قرارات مؤتمر الحوار لانها ليست نصوص سماوية مقدسة ..

 

المصدر : الجزيرة توك
اقرأ ايضا: