مسؤول يمني: أمريكا تدعم "الحوثي" في حربها ضد السنة
كشف مسؤول عسكري يمني عن تلقي جماعة "أنصار الله" الحوثية دعما استخباراتيا من الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار حربها على ما يسمى "الإرهاب" باليمن، كشفت عنه خطابات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الأخيرة، في أعقاب سيطرة مقاتليه على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال المسؤول العسكري لــ"عربي 21"، طالبا عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، إن "واشنطن توقعت انتفاضة سنية في المحافظات الواقعة شرق ووسط اليمن، على خلفية تواطؤ القوات الحكومية مع مقاتلي الحوثي في سيطرتهم على العاصمة صنعاء، دون أي مقاومة تذكر، وما تلاها من عمليات نهب واقتحامات لعدد من المقار المدنية والعسكرية".
وذكر أن "فشل مسلحي الحوثي، في تصفية مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر الذي غادر صنعاء قبل ساعات من السيطرة التامة للحوثيين عليها، ضاعف قلق واشنطن خوفا من انتفاضة شعبية مسلحة في المناطق السنية ذات التركيبة القبلية، نظرا للنفوذ الاجتماعي القوي للجنرال الأحمر في تلك المناطق، وهو من اتهمته وسائل إعلام أمريكية بدعم الإرهاب، وبخاصة أنه مقرب من حزب الإصلاح".
وكان اللواء الأحمر، غادر صنعاء قبل ساعات من إحكام سيطرة الحوثيين عليها، وعقب لقائه بالرئيس هادي الذي اتهمه بالتعاون مع الحوثيين، ورفض تعزيز قوات المنطقة العسكرية السادسة، التي كانت حينها تقاتل مسلحي الحوثي شمالي صنعاء.
وبحسب المسؤول اليمني فإن "أمريكا أرادت توجيه ضربة استباقية للمناطق ذات الثقل السني (وهي: مأرب، والبيضاء، وإب، وتعز، والجوف)، وذلك عبر مسلحي جماعة الحوثي الشيعية التي تمتلك فائق قوة وعتاد عسكري، ومدعومة من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح".
وأوضح أن "قائمة أولويات أمريكا، في التعاون مع الحوثيين، تأتي لضرب الإسلام السياسي باليمن، والمتمثل بحزبي "الإصلاح" الإخواني و"الرشاد" السلفي، ومن قبلهما التيار الجهادي المتمثل بـجماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ولفت المصدر إلى أن "حسابات واشنطن، والحوثيين الشيعة، والمخلوع علي صالح، تلاقت في ضرب تلك المحافظات السنية، لأن التصور الأمريكي لتلك المناطق ينطلق من كونها حاضنات شعبية توفر ملاذات آمنة لمقاتلي "أنصار الشريعة". أما الحوثيون فيرون أن تلك المناطق تمثل خصما أيديولوجيا، في حين أن حسابات علي صالح ثأرية ودوافعه انتقامية من تلك المحافظات ذات الأغلبية السنية، التي شاركت بقوة في ثورة "11 فبراير"، التي أطاحت به من الحكم في 2011".
ولاحظ السكان المحليون في المناطق السنية التي تشهد مواجهات مع مقاتلي الحوثي، تحليقا مكثفا لطائرات أمريكية بدون طيار فوق مناطقهم، فيما يبدو ــ حسب السكان ــ أنه دعم لوجستي عسكري لمقاتلي الحوثي، وتقديم معلومات وخرائط جوية عن مواقع تمركز مسلحي القبائل وتحركاتهم، لتسهيل مهمة الحوثي في اجتياح تلك المناطق.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن "الساسة الأمريكيين شرعوا في التنسيق مع الحوثيين وتسليمهم ملف الحرب على "القاعدة"، وتقديم معلومات استخباراتية لأهداف محتملة لعناصر التنظيم في رداع والجوف ومأرب والبيضاء، جمعت خلال عمليات التجسس التي تقوم بها الطائرات الأمريكية بدون طيار، قبل أيّ تحرك عسكري للحوثيين، وغالبا ما تشن غارات على نشطاء القاعدة في تلك المناطق".
وكانت وسائل إعلام يمنية، تناقلت خبر تحليق الطائرات بدون طيار فوق سماء عدد من القرى والمناطق التابعة لمحافظة "إب" وسط البلاد، نهاية الأسبوع الماضي، فيما شهدت مدينة رداع هي الأخرى تحليقا مكثفا للطيران الأمريكي بدون طيار أثناء المواجهات التي تدور بين الحوثيين والقبائل السنية، منذ أيام.
وبيّن المسؤول العسكري اليمني أن "أمريكا أوعزت للرئيس هادي بالصمت عن كل ما يجري، رغم أنه يرفض الخطة الأمريكية لضرب المناطق السنية في اليمن، التي لم تستثن محافظات جنوبية أيضاً"، لتداعياتها الخطيرة.
ويشير إلى الاتصال الذي تلقاه الرئيس هادي قبل ثلاثة أيام، من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي هدف على ما يبدو إلى الاطلاع عن مجريات الأحداث في اليمن وتطورات العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون على مناطق السنة في البلاد.
وتشهد اليمن، معارك ضارية بين قوات قبلية مسنودة بمقاتلين يعتقد أنهم من "القاعدة"، وبين مسلحين حوثيين قادمين من شمال اليمن، مدعومين بقوات من الحرس الجمهوري (الاحتياط حاليا) الموالية للرئيس السابق علي صالح.