الجفري: الحديث عن إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر أو تشكيل حكومة جنوبية أمر لا يقبله عقل أو منطق - (نص الحوار)
اخبار الساعة - حاوره: محمد اليزيدي بتاريخ: 26-11-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (9146) قراءة
قال السيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي "إن الحديث عن إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر أو تشكيل حكومة جنوبية أمر لا يقبله عقل أو منطق ".
وأضاف في مقابلة أجراها الصحفي محمد اليزيدي " هنالك ريب مبنية على خلافات الماضي بين بعض القيادات".
"أخبار الساعة" ينشر نص المقابلة كاملاً ...
حاروه / محمد عبدالوهاب اليزيدي
- الحديث عن إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر أو تشكيل حكومة جنوبية أمر لا يقبله عقل أو منطق.
- هنالك ريب مبنية على خلافات الماضي بين بعض القيادات
- الحسابات الصحيحة والاستراتيجية للمصالح تُشير لوجود تفهم دولي لقضيتنا
- الارياني أخبرني أنهم لن يقبلوا بخيار الاقليمين، وسيموت والنقاش حول الأقاليم المتعددة لم ينتهي بعد.
- اتبعنا سياسية مختلفة عن الجميع ..
- أن عاد هادي رئيساً فسندمعه لرئاسة الجنوب، وأن عاد هارباً فلن ينفع قضينا ..
- بن مبارك استغرق أربع ساعات ليحاول إقناعي بالعودة والمشاركة الحوار، ولكنه رفض الاعتراف بأن الجنوب محتلاً، ولهذا رفضاً العودة معة.
س - سيد عبدالرحمن الجفري، هذه زيارة تاريخية لحضرموت وقد حظيتم باستقبال غاية في الضخامة من قبل الجماهير الجنوبية، ماذا يعني لك هذا ؟
ج - حضرموت لها مكانة خاصة لدى، وكلما أتينا إلى الوطن مررتُ بها وأنا حقاً سعيد بهذه الزيارة. أما الاستقبال الذي تتحدث عنه فلا أعتقد أنني استحقه فلم نقدم كلنا كقيادات ما يستحق مثل هذا الاستقبال وارجو ان ندرك أهمية أن يكون لنا إطار موحد يجمعنا كلنا، ولتبقى المكونات على مُسمياتها ولكن على الأقل تتفق على رؤية موحدة وقيادة موحدة تقود المسيرة من الآن وحتى قيام الدولة المدنية، ولن يكون هنالك حسم أهم من هذا الحسم ، لأننا لا نستطيع أن نحصل على الاستقلال بدونه، وبدونه أيضاً لا نستطيع تحقيق شيء وبالتالي أرجو أن نحسم أمورنا جميعاً، وأيضاً أن تحسم الساحات أمرها في الضغط على القيادات جميعاً.
س - كيف سيحدث هذا؟
من خلال أن نسير جميعاً نحو المؤتمر الجنوبي الجامع، للخروج بقيادة جنوبية موحدة ورؤية موحدة، والسير معاً نحو ما يتطلع إليه شعبنا من تحرير واستقلال واستعادة هويته وبناء الدولة المدنية الفيدرالية ، ونقول فيدرالية لوجود خصوصيات لبعض مناطق الجنوب مثل حضرموت وعدن، وهذا النظام الأمثل في العالم الذي يُراعي مثل هذه الخصوصيات ويتعامل معها ويُشجعها ويحولها إلى عامل إيجابي، و بدل أن تكون مسبباً للتنافر تكون سبباً للقوة والوحدة، وأعتقد أن الجميع متفق حوله.
وأنا أدعو الشباب، إلى التوحد وأن لا يتبعونا في "سوءة " الفرقة، لأن الشباب هم الأساس وبالتالي مطلوب منهم أن يوحدوا جهودهم ويتفقوا فيما بينهم على الأقل، ثم يتجهوا ليدخلوا في النسيج القيادي لما نرجو أن تكون قيادة للجميع. وأنا أعتقد أنه يجب أن يكون للشباب مُشاركة في نظري لا تقل عن 50- 60 % من نسيج القيادة صف أول.
س- هذا فيما يخص الشباب، ولكن فيما يتعلق بكم أنتم كقيادات تاريخية لشعب الجنوب، أين وصلتم في عملية توحيد جهود حركة الاحتجاجات الوطنية الجنوبية وإيجاد قيادة موحدة ؟
ج- اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع تعمل الآن على هذا الأمر، وحقيقة هي تواجه بعض الصعوبات والتي نرجو أن تُذلل، وقد أعدت بعض الوثائق وهي عادية وصغيرة وبسيطة ولا أعتقد أنه سيكون هنالك خلافات حولها مثلما استمعنا منهم وأخبرونا عن محتواها. وبالتالي علينا كلنا كمكونات أن نقبل بها والسير في هذا الطريق.
س - ماهي هذه الصعوبات التي تتحدث عنها ؟
ج - الصعوبة الأهم تكمن في عدم توحد القيادات، ولا تنسى الصراعات التي تشهدها الساحة في اليمن الشقيق في صنعاء وعمران وغيرها، نحن لا نريد لهذه الصراعات أن تنتقل إلينا وإلى أرضنا، ونحن قد أرسلنا رسائل كتابية وإعلامية إليهم مفادها أن أرضنا خط أحمر، وهذه الصراعات نحن لا نريدها والشعب الجنوبي لن يقبل بها.
س - استاذ عبدالرحمن الجفري، منذ سنوات ومنذ انطلاقة ثورة شعب الجنوب ونحن نتحدث عن أهمية توحيد القيادات وإيجاد قيادة موحدة ، ولكن حتى الآن لم يحدث شيء، لماذا وماهي الأسباب الحقيقية التي تمنع حتى الآن من أن يلتئم شمل القيادات الجنوبية في إطار قيادة موحدة ؟
ج- في الحقيقة انا ناقشت مع بعض الزملاء من قيادات المكونات الأخرى في عدن، سواء أكان على مستوى القيادات الكبيرة في السن أو من الشباب، وللأمانة ليست هنالك أي صعوبة في القيادات الشابة تماماً. وحتى البقية لم نجد لديهم أي اختلاف حقيقي في التوجهات، لا يوجد مثل هذا الشيء. وأن كان هنالك خلاف فهو خلاف مصدره تحفظات حول بعض الاجراءات فقط. وأعتقد أنه لا يجب أن نؤجل عمل عظيم كهذا من أجل أخطاء في إجراءات بسيطة طالما ونحن متفقين على الأسس، ومع هذا نحن دعونا لتصويب هذه الأخطاء واتفقنا مبدئياً وسنرى إلى أين سنصل.
هنالك أيضاً ريب مبنية على خلافات الماضية، ونحن والحمد لله لم نكن يوماً طرف في أي صراع في الماضي، ولكن يمكن ما جراء خلال الخمسين السنة الماضية جعل الكل يرتاب ويفسر الأمور ويعطيها أكبر مما تحتاج من التفسيرات.
س - ألا تخشون أن يؤدي هذا الأمر إلى خلق حالة من الإحباط لدى الشارع الجنوبي، وقد ينعكس هذا على الثورة وأهدافها، وربما قد يصل إلى مرحلة يقبل معها الجنوبيين بأي حلول تُفرض عليهم ؟
ج - أرجو أن لا يحدث هذا، نحن نعرف جيداً شعب الجنوب، وقد احتككنا بشعوب عديدة وعرفناها، ولكن شعب الجنوب شعب عظيم، وأنا لا أقول هذا نفاقاً أو مجاملة، أنا أقول أن شعب الجنوب " جوهرة " بيد فحامين ونحن القيادات هم " الفحامين"، وللمعلومة فأن الجوهرة السوداء هي أغلى أنواع الجواهر. وعندما تُعطي مثل هذه الجوهرة لواحد فحام، فلن يستطيع أن يتعامل معها ويعطيها حقها من الرعاية والاهتمام.
لذلك أنا لا أخشى أن يصل إلى لإحباط، ولكن ما أخشاه هو أن يصل لمرحلة الانفجار بعد أن يكون قد فقد الأمل، واحيانا إذا انفجرت الشعوب سواء أكان الانفجار على قياداتها أو على الاحتلال دون حساب، ستكون النتائج وخيمة ومن الصعب السيطرة حينها عليه، وهذا يُشكل خطر كبير.
وما أتمناه على شعب الجنوب بدلاً من أن ينفجر، أن يُمارس مهمته في الضغط على القيادات وحتى مُحاسبتها لم يعد هنالك وقت للاختلافات.
س- العالم يُراقب بكل جديه ما سوف يأتي به 30 من نوفمبر من حسم، والبعض يتحدث عن إعلان استقلال الدولة الجنوبية من جانب واحد، وأخرون يتحدثون عن تشكيل حكومة جنوبية ؟ أين تكمن الحقيقة من كل هذا؟
ج- البعض يقول أن الحسم في 30 نوفمبر، ونحن نقول أن الحسم يجب أن يكون في اتجاه مؤتمر جنوبي جامع نخرج من خلاله أكثر توحداً ولدينا رؤية موحدة، وهذا أهم حسم، وأي حسم أخر لن يأتي في ظل قيادة مُبعثرة. أما الحديث عن تشكيل حكومة جنوبية في 30 نوفمبر هو أمر لم يخطر في البال حتى مُجرد تفكير، هذا أمر مستحيل، للأسف البعض يتصارع على المنصة، فكيف الحال بحكومة. علينا أن ندرك أن المسألة ليست مُجرد لعبة، هي أكبر من ذلك بكثير. وقضية الجنوب ليست صغيرة، قضيتنا هي التخلص من الاحتلال. نحن ليس لدينا مؤسسات وأدارت فهل سنشكل حكومة في ظل هذا الوضع.
ثم قبل التفكير بتشكيل حكومة علينا أن نتوحد قبل ذلك، وأنا لا أقول أن الناس يجب كلها أن تكون موحدة 100%، أتمنى أن يحصل هذا ولكن يجب أن تتوحد 50-60% على الأقل ، وما لا يدرك كله لا يُترك جله.
كما الحديث عن إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر هو أيضا حديث لا يقبله العقل والمنطق، وهو أمر مستحيل حالياً، ليس لأنه مُستحيل، بل لأن القيادات لازال مُفرقة. يجب أن نعترف وأن نكون صادقين مع شعبنا حتى وأن زعل هذا الشعب منا، ولكنه سيدرك يوماً ما أننا كنا صادقين معه ونعمل لصالحه.
س - إذن ما هي الخطوات ؟
ج - الخطوات تكمن في الحسم، وأن نحسم أمورنا ونسير معاً، فهذا البلد بلد الجميع ولا أحد يمتلك صك شرعي به، ولا أحد يمتلك حق الحديث باسمها دون عن الآخرين، وبالتالي يجب أن نحسم أمرنا كقيادات ونذهب جميعاً إلى المؤتمر الجنوبي الجامع للخروج بقيادة موحدة وكذلك رؤيا موحدة واضحة، فالعالم لم ولن يعترف بك أو يتعامل معك إذا كنت مجهول الهوية والرؤيا، خاصة في منطقة ذات أهمية استراتيجية كهذه التي يتمتع بها الجنوب.
س- الشيخ عبد الرب النقيب وأثناء زيارته لساحة الاعتصام الجنوبي بالعاصمة عدن، تحدث عن أن لديه مبادرة تتكون من سبع نقاط، هل عرضت عليكم ، وماهي أبرز نقاطها ؟
ج- أنا لم أطلع عليها بعد، ولكن كثرة المبادرات لن تأتي بنتائج، ماذا يعني مبادرة، هنالك وثائق تُدرس وتُقدم، والقضية ليست قضية مبادرة تشل فلان وتحط فلان، والحقيقة أن الشيخ النقيب شخصية من خيرة الشخصيات النظيفة والوطنية ومن خيرة رجال الجنوب، وهو شخصية صادقة ووطنية ومتحمس لقضية شعبه ولديه كل المواصفات الرائعة فيه، ولكنها غير كافية لتكتب مبادرات وأنت تفهم قصدي.
س- في ظل هذه الخلافات، يا ترى ما هي طبيعة علاقتكم كحزب رابطة الجنوب العربي الحر، مع المجلس الموحد الثوري الذي تم إعلانه مؤخراً بعد دمج مجلسي الحراك ؟
ج- نحن لا علاقة لنا بهذا المجلس وهو شأن داخلي، هم كانوا في السابق كيان واحد، ثم افترقوا، ثم عادوا وتوحدوا، وهذا شيء طيب وأن كان البعض لايزال يرفض هذه العودة. ونحن جلسنا معهم لأننا منفتحين على الكل، وقد كان اجتماعنا معهم مطول وأنفقنا على بعض القضايا وأهمها أن يكون هنالك اتفاق مكتوب، والحقيقة أنه لم تكن هنالك نية للوصل لاتفاق مكتوب إنما جاء الحديث منا ومنهم ففُضل أن نكتبه. والنقطة الأولى كانت حول ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح وعدم فتح ملفات وصفحات الماضي، لأن إعادة فتحها ستؤدي إلى كوارث. وما حصل في الماضي قد أنتهى وأغلق بابه، وبالنسبة للمتضررين فأن دولة الجنوب القادمة ستكون جابرة لذلك الضرر سواء أكان التعويض مالياً أو معنوياً.
فيما النقطة الثانية كانت حول المؤتمر الجامع والتوحد الذي نسعى إليه، أما النقطة الثالثة وهي ذات أهمية فكانت تدور حول المصطلحات و التوصيف لما يحدث في الجنوب من استعادة الدولة وفك الارتباط وهذا مهم لان بعض المصطلحات قد يحدث وأن تكون مُبهمة معانيها، وقد يتم تفسيرها أكثر من معنى. وفي العمل الوطني المصيري لا ينبغي أن تطرح عمل تضطر للدفاع عنه وشرحه للأخرين، لأن الدول و المجتمع الدولي ستفهمه بأشكال مختلفة.
- ( مقاطعاً ) وهذا قد يوصل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوبيين لا يعرفون ما الذي يردونه ؟
- برافو عليك، ولهذا أتفقنا على أن يكون التوصيف هو ( الاحتلال ) والحل يكمن في التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل التراب الجنوبي. وهذا كلام قاطع وواضح ولا نحتاج أي كلمة منه إلى التفسير، ومن الصعب على أحدهم أن يسألك بعدها ما الذي تقصدونه، وهذا ما أتفقنا عليه.
س- في أحاديث سابقة لكم، كنتم قد أشرتم إلى وجود إشارات من عدة دول بشأن تغيير مواقفها لصالح الثورة الجنوبية ومطالب الاستقلال والتحرير، هل يمكنك أن تُطلعنا على مثل هذه الإشارات ؟
ج- أنا دائماً ما أقول أن أي مواقف خليجية أو عربية أو دولية من قضيتنا تأييداً أو ضداً تحكمه مصالح تلك الدول، وبالتالي يجب أن نحسب مصلحة أي دولة ونضع أنفسنا مكانها. هم لهم لديك مصالح وأنت أسال نفسك هل من مصلحة أي دولة في العالم أن تقوم دولة في الجنوب، إذا حسبناها بالشكل الصحيح وفقاً للحسابات الدولية الصحيحة والحديثة ومن ضمنها أنك تضع نفسك مكان تلك الدول، ستجد أن من مصلحة تلك الدول جميعاً ( عدا عن دولة واحدة ) أن تكون هنالك دولة في الجنوب، لأن هذه المصالح التي لديهم عندنا لن يستطيعوا تحقيقها إلا بوجود دولة نظام وقانون، وهم يدركون جيداً أن صنعاء ولازالت حتى المستقبل المنظور يمكن أن تقوم بها سلطة ، ولكن لن تقوم بها دولة تقوم بواجباتها نحو شعبها ونحو محيطها والعالم ، ولا حتى يوجد ملامح لتحقيق ذلك.
لكن الأمر مختلف بالنسبة للجنوب رغم المصاعب والتصارع، وإن شاء الله لن يحدث تصارع، وإن حصل وحدث فإن تصارعنا سريع وخفيف.
- ( مقاطعاً ) قد يكن خفيف وسري، ولكن نتائجه وتكلفتة خيمة وعالية ؟
- حتى وأن كان ولكنه سريع ولن يستمر عكس الشمال، صراعاتهم ذات تكلفة عالية ومستمرة، ونحن سنعمل على أن لا يحدث أي صراع في الجنوب، وحديثنا هنا لا يعني أن الجنوب قادم على صراعات، ولكننا نتحدث عن أسوء الاحتمالات. وبالتالي في الجنوب يمكن أن تقوم دولة لأن الشعب الجنوبي تعود على وجود دولة منذ أيام الانجليز وحتى بعد رحيل رحيلهم.
هو تعود على وجود الدولة ومؤسساته ووجود النظام والقانون، بل تعلم أن يفرح لوجود الدولة والنظام. وسأضرب لك مثالاً على ذلك، بعد الانسحاب من المكلا في حرب 94م ، بقيت المكلا ليلة كاملة من غير وجود دولة وقانون، أتعرف ما الذي حدث حينها، لقد قامت الكثير من العائلات بمغادرتها والتوجه نحو الريف، لأنهم غير مُعتادين على أن يعيشوا في مدينة ليس بها دولة وقانون. ولهذا شعبنا مُطيع لدولة النظام والقانون، وهذا هو جوهر ما يمكن أن تقوم عليه المصالح المشتركة مع الدول الأخرى.
س- إذن هي مجرد حسابات وليس هنالك مؤشرات أو تفاهمات حقيقية ؟
ج - هذه حسابات سياسية لها علم، ونتائجها ليست (فيفتي فيفتي ) بل نتائج لا تقل عن (99)%، لأنها غير محسوبة بهواء وعشوائية بل محسوبة بمصالح. وهي علم يُدرس، وأنا لازلت حتى اليوم أدرسه وقد تلقيت به بعض الدورات بين الحين والأخر.
الأمر الأخر أن هنالك بعض من دول العالم تعطيك مؤشرات دون أن تقول لك " نعم "، وهي مؤشرات عليك قراءتها وفهمها، لأنه في بعض المراحل من قضيتك، لا أحد سيقول بالمفتوح أنا معك. ولكنه يحب أن يتأكد منك، ومدى قدرتك أولاً على بناء دولة حقيقية تستوعب كيف يسير العالم وكيف أًصبح اليوم عالم ذو مصالح وعلاقات مُشتركة.
س- هل تتوقع عودة قريبة للرئيس البيض إلى الجنوب ؟
ج- لا أستطيع أن أفتي بهذا، ولا أتوقع أن يحدث هذا في القريب العاجل، وظروفه قد لا تُساعده في ذلك.
س - هل تقصد ظروف صحية ؟
ج- لا أعرف، وأتمنى أن تُعفيني عن الرد على هذا السؤال، لأنني لا أتحدث عن الأخرين، انا تجمعني بالجميع علاقة مودة ومعزة، وأن اختلفنا في الآراء، أنا لا اتعدى ذلك إلى أي جانب.
س - يُقال أن قدومكم لحضرموت تم بإيعاز أو لنقل باتفاق مُسبق مع الرئيس هادي؟
ج- إذا كان هنالك اتفاق مع الرئيس هادي فسأعلنه، نحن لا نلعب من تحت الطاولة بوساخة، وطالما أنا لا أفعل ذلك فما الذي يدفعني للخجل من الاعتراف بذلك، وإذا اتفقت معه حتما سأتفق معه من أجل مصلحة بلدي، وإذا كان من أجل مصلحة بلدي فسأعلن أيضاً عنه.
هذا أولاً، الأمر الثاني أنا قلت لآخوه (شقيق الرئيس هادي) والذي زارني وقلت له، يأتي الرئيس هادي وهو رئيس ويعلن أنه مع ثورة شعب الجنوب، وأنا سأذهب بنفسي لمطار عدن وأستقبله، وأعلن عن ترشيحه لمنصب الرئيس في دولة الجنوب القادمة. أما إذا جاء " هارب " سنرحب به ولكن سيكون مثلنا وليس رئيس.
س- إذا عاد هارباً ستعاملونه كمواطن جنوبي عادي ؟
ج - لا، سنعامله كقيادي مثلنا، ولكن أن عاد كرئيس فأنه سينفع القضية لأنه سيكون موقفه قوي.
س- زيارتكم هذه لحضرموت هل تشمل إجراء لقاءات بالمكونات والأحزاب السياسية؟
ج - بالتأكيد نحن سنقابل الأخوة في المجلس التنسيقي لقوى التحرير والاستقلال بحضرموت .
س- جيد، ولكن ماذا عن الأحزاب السياسية ؟
ج - مثل من تقصد؟
س- أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه وحزب المؤتمر وحلفاؤه ؟
ج- دعني أخبرك بشيء، نحن علاقتنا على الجميع مُنفتحة، ونحن سنتحدث إليهم رغم أننا مختلفين، ومن أرد أن يكون مع دولة الجنوب فمرحباً به، ومن أراد السير مع حزبه ومواقفه فلا حول ولا قوة إلا بالله، والله يهدينا جميعاً.
س- يُقال أنكم في حزب الرابطة غالباً ما تتخذون قراراتكم بعاطفة، مثل تغيير أسم حزبكم في البداية كان رابطة ابناء الجنوب ثم غيرتموه إلى رابطة أبناء اليمن، والآن عدتم مرة أخرى لتُغيروه إلى رابطة الجنوب العربي الحر ؟
نحن لا نتخذ قراراتنا بعاطفية على الإطلاق بل بتأني ودراسة، نحن قبل ما يتكلموا عن الوحدة اليمنية كنا نأتي لصنعاء باسم رابطة أبناء الجنوب العربي وندافع عن أسمنا في مقايل الإمامة ونقول لهم أنتم اليمن ونحن الجنوب العربي بكل وضوح. وحينما بداء الإعداد للوحدة وعرفنا أن الدستور والقوانين التي ستكون قائمة تمنع تشكيل أحزاب سياسية بأسماء مناطقية، وفي ذلك الوقت أيضاً أردنا أن ننزل للجنوب قبل الوحدة ولم نستطع ذلك دون أن نُغير من أسمنا لأن أسم الجنوب العربي لن يقبلوا به، وكانوا سيطردوننا على الأقل . ونحن كنا قد تعبنا من الغربة وأردنا الاستقرار في وطنا، فكان لأبد لنا من تغيير الاسم إلى رابطة أبناء اليمن، لم يكن أمامنا حينها أي خيار أخر.
وقد حاولنا إصلاح الأوضاع وكنا الوحيدين الذي اتخذ سياسه مخالفة للجميع، في العالم وحينما تكون لك مطالب أو رؤى أو أهداف، يجب أن يكون لك سقف عالي وبعدها قد تهبط بسقفك ولكن نحن فعلنا العكس، حيث بدأنا بسقف منخفض وكل ما يرفضوه كنا نعمل على رفعه.
س- كيف هذا ؟
مثلاً في عام 1997م قدمنا مشروع الحكم المحلي واسع الصلاحيات، فرفضوه، فرفعنا سقفنا درجة وقلنا دوله مركبة وهي تعني الفيدرالية ولكن بدون تحديد عدد الأقاليم، فرفضوه أيضاً، فرفعنا سقفنا درجة أخرى وقلنا فيدرالية من خمسة أقاليم، فرفضوه، فرفعنا سقفنا هنا أيضاً وقلنا فيدرالية من إقليمين، فرفضوه، فرفعنا سقفنا وقلنا استفتاء شعبي جنوبي، فرفضوه، وحينها استمرينا في رفع السقف وقلنا تحرير واستقلال لشعب الجنوب.
نحن نقول للعالم لا تأتوا لتفاوضونا بعد كل هذا الذي قدمناه، نحن قدمنا كل الخيارات وهم يعلمون بذلك، والأخوة في اليمن الشقيق نعلم جيداً أنهم سيرفضون كل مبادراتنا لأنهم أصلاً لا يقبلون بشيء، التركيبة النفسية لديهم لا تقبل بذلك.
وأخرة مرة ألتقيت فيها بالدكتور الأرياني، قال لي " أنهم لن يقبلوا بخيار الفيدرالية من إقليمين، وأنهم لن يقبلوا مجرد النقاش بهذا الأمر على الأطلاق، وفيدرالية على عدة أقاليم سنقبل النقاش بها، وسأموت ولم ينتهى بعد ذلك النقاش" . هذه عقلية الأشقاء في اليمن
س - متى حصل هذا ؟
حصل هذا أثناء زيارة الإبراهيمي لليمن، حينما منحه علي صالح وسام الوحدة، في تلك الليلة كنت أنا مُسافر وكان الأرياني في المطار لاستقبال الإبراهيمي.
س - وماذا عن الدكتور أحمد بن مبارك وعرضه لك للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ؟
ألتقيت بالدكتور بن مبارك في إحدى المرات في الرياض، وكان في لقاء به عدد من المسئولين الكبار في مجلس التعاون الخليجي، وقد أستمر بن مبارك حوالي أربع ساعات لإقناعي بالعودة والمشاركة في مؤتمر الحوار ، وأنا قلت له أنني مستعد ولكن لدي شرط صغير .
قال لي ما هو شرطك، قلت له أن نتفق على توصيف القضية الجنوبية وما يحدث في الجنوب، أما أن أعود ولي توصيف، وأنتم لكم توصيف أخر، فحينها لن ينجح الأمر. قال لي وما توصيفك أنت ؟ قلت له انه ( احتلال ) وأن قبلتم بهذا دخلنا معكم في الحوار. ولكنهم رفضوا، وظل مُتمسكا بتصنيفه على أنها قضية سياسية دون أن يقدموا أي تنازلات للحفاظ على المصالح المشتركة.
اقرأ ايضا: