«القاعدة» في اليمن يجبر شركات النفط على المغادرة
قال مصدر نفطي يمني مسؤول إن شركات نفطية بدأت بإجلاء موظفيها ومغادرة اليمن، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية وتهديدات تنظيم القاعدة باستهداف المنشآت النفطية الأجنبية في البلاد.
وكشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الشهر الجاري، عن مغادرة 34 شركة نفطية البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني، وأعلن تنظيم القاعدة في اليمن، الأحد إن شركة “توتال” الفرنسية التي تعمل في مجال استخراج الغاز في اليمن، أصبحت “هدفاً مشروعاً لعملياته”.
وأكد المصد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد” أن شركة كنديان نكسن بتروليم الكندية المشغلة للقطاع النفطي (51) بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) أوقفت عملياتها الإنتاجية وبدأت أمس الأول الإخلاء التام لموقع العمليات وإجلاء موظفيها في القطاع والمكتب الرئيسي بالعاصمة صنعاء.
ويعمل في الشركة نحو 140 مهندساً وعاملاً يمنياً، منذ اكتشاف البترول في الحقل عام 2004.
وأوضح المصدر أن عملية الإجلاء ووقف العمليات الإنتاجية بالشركة يأتي على خلفية معلومات تلقتها من الجهات الأمنية، تفيد بأن تنظيم القاعدة يخطط لاستهداف موقع العمليات ومنشآت الشركة.
وأعلنت كنديان نكسن بتروليم، الأحد إغلاق موقعها في الحقل عقب تلقيها معلومات استخباراتية باستهدافها من تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب حسب بيان مقتضب لمقرها الإقليمي بدبي، ووصل إنتاج الشركة 2400 برميل بترول يومياً فقط مقابل 33 ألف برميل في 2006.
وأوفدت الحكومة اليمنية وفدا من هيئة استكشاف النفط للشركة للتفاوض مع إدارة الشركة حول قرار الإغلاق الذي تراه غير مبرر.
ويعتبر النفط المحرك الرئيسي لاقتصاد اليمن، ويمثل 70% من موارد الموازنة، و63% من الصادرات، و30% من الناتج المحلي، وتمثل عائداته 90% من موارد النقد الأجنبي.
وأكد مصدر مسؤول في شركة D.N.O النرويجية باليمن لـ “العربي الجديد”: أن الشركة أوقفت عملياتها الاستكشافية في القطاع النفطي 53 بحضرموت، نتيجة تدهور الوضع الأمني والحصار الذي تعرض له الموقع من قبل عناصر قبلية منعت إدخال المواد الخام والأجهزة والمعدات إلى الموقع.
وفي وقت سابق وعقب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد سحبت “كنديان نكسن” 6 من خبرائها بالحقل 51 إلى مقرها في دبي، وأخلت الشركة نصف العمال من موقعها الخميس الماضي ومن المتوقع أن تسرح اليوم بقية العمال إلى أجل غير مسمى.
وقالت أوساط نفطية في الشركة إنها تلقت تهديدات من تنظيم القاعدة، إلا أنها لم تقدم تفاصيل.
وكان تنظيم القاعدة في اليمن، أعلن مسؤوليته عن عملية قصف ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن مساء الخميس.
وقال التنظيم في بيان نشره على “تويتر” إن عناصره هاجموا بصاروخين من طراز كاتيوشا الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف بمحافظة شبوة.
وأضاف التنظيم، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، أن عناصره استهدفوا المنشأة الواقعة بمحافظة شبوة “نصرة لإخواننا المسلمين ضد الحملة الصليبية العالمية وانتقاما لدماء المجاهدين التيتسفك، وأن القصف يأتي كذلك “في سبيل إيقاف نزيف ثروات المسلمين التي تنهبها هذه الشركات وغيرها، وردا على تهجير المسلمين من المناطق المحيطة بالمواقع التابعة له”.
وكانت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال أعلنت الجمعة عن سقوط عبوتين ناسفتين تم إطلاقهما بواسطة صاروخين وقد سمع دوي انفجارهما خارج محطة بلحاف، موضحة أن الأعمال التشغيلية بالمحطة مستمرة بشكل طبيعي.
ويعد مشروع الغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف الواقعة على شاطئ محافظة شبوة (458 كم) شرق العاصمة صنعاء، أكبر مشروع اقتصادي في اليمن، وهو من المشاريع الاستراتيجية في البلاد.
وتكلف إنشاء المشروع الاقتصادي الأكبر والأهم في اليمن حوالي 4 مليارات دولار، وهي عبارة عن قروض لا تزال تدفعها الحكومة اليمنية، وتعد شركة توتال مديرة المشروع وتساهم فيه بنسبة 62.39%.