السرطان يستوطن شرعب، ويحول "حُبل" الى قرية منكوبة
تخيم ملامح القلق والخوف والذعر لدى سكان قرية "حُبل" التابعة لمديرية شرعب السلام تعز، لوقوعها تحت إجتياح مرض السرطان الذي داهم القرية، وغزى البيوت والمنازل ليأخذ منها فلذات أكبادهم دون صفارة إنذار، انه حذر الوقوع فريسة لهذا الوحش الساكن قريتهم، وإدراجهم قسراً في قائمة ضحاياه الجدد، بعد إرتكابه مجزرة إرهابية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، راح ضحيتها اكثر من (17) شخص، ناهيكم عن ضحايا لايزال الشك قائماً في ان يكون السرطان سبباً وراء وفاتهم، ذلك بسبب إفتقار المنطقة لأبسط مراكز الرعاية الصحية اللازمة.
هذا في وقتٍ ما يزال السرطان يفتك بحالات جديدة وسط صمت السلطات بينما قدرت الحالات المحتمل وقوعها كضحايا جدد حتى الآن قرابة (25) حالة في قبضة هذا المرض، ولاسبيل يملكونه للإفلات من قبضته المحكمة التي تنهش أجسادهم سوى الدعاء وتعاون أهالي القرية في مواجهة نفقات العلاج ومايتخللها من فحوصات وتشخيصات طبية، في انتظار الموت لا أكثر وهي مواجهة تشبه الحفر في الفراغ عندما تكون في مواجهة مثل هذا المرض القاتل الغدّار .
وفيما لايزال هذا المرض طليق وخارج نطاق السيطرة يلقي بتأثيراته النفسية التي تسبق تأثيره الجسدي، في أوساط من لازالوا بعيدين عن مخلبه الخفي، يبحثون عن أسباب انتشار هذا المرض، وفي الوقت ذاته يناشدون -إيصال ما طرأ يباغت أجسادهم فاتكاً بأرواحهم الى -الجهات المعنية كي تساعدهم على الاقل في معرفة الأسباب، يناشدون الدولة ممثلة بالجهات المختصة التحرك لدراسة وبحث ما يجري هنا ..لابد من إجراء عاجل حكومي اولاً وانساني عموماً للحد من الاصابات وتقليل وايقاف نزيف الضحايا!
يا عالم؟ يصرخ رجل مسن تجاوز عامه السبعين. متابعاً: " نشعر بالعجز بالعجز أمام هذا الوحش الارهابي القاتل."!
تتناوب الأحزان مع الفزع والخوف الذي يعتري القرية من هذا المرض الخبيث لدى مروان خالد "أحد شباب القرية".. مروان لم يداهمه السرطان بعد لكنه قلق ويشعر بدبيب خوفٍ يتوغل في جسده منعكساً على نبرة فزعٍ :" لم كل هذا التساهل والتعاطي المترنح؟.. مستغرباً وهو يوجه نداءاته الى كل أحد: "في وقت لانسمع فيه صوت الرحمة من قبل السلطة المحلية بالمديرية او المحافظة او التعاون معنا ولو بحده الأدنى للخروج من هذه الدائرة، ولو مساعدتنا على الأقل في معرفة الاسباب الكامنة وراء انتشار هذا المرض بشكله المذهل والذي اختار قريتنا ليستوطنها وينهب خيرة سكانها، واتمنى ان تتحمل كل الجهات الحكومية مسؤولياتها الإنسانية تجاه هذه الكارثة التي حلت بنا".
من ناحيته، بلال أحمد سعيد، أحد سكان القرية المغتربين في الخارج تمنى على محافظ تعز والسلطة المحلية والجهات المعنية بصحة السكان تحمل مسؤولياتهم بإرسال اللجان المتخصصة الى القرية لبحث اسباب انتشار هذا المرض لمساعدة الاهالي على الحد من انتشاره في اوساطهم، مشيراً الى الارقام الاحصائية التي باغتها هذا المرض خلال فترة وجيزة من الزمن تنذر بكارثة إنسانية حلت بقريتهم.
وبحرقةٍ شديدةٍ يضيف: "نحن ابناء قرية حُبل ندعو الى الاعلان رسمياً أن قريتنا منكوبة، وهي دعوة للمنظمات والجمعيات والمراكز المهتمة بهذا الشأن الى الانتباه إلى ما يقترب من أرواحنا الآن حد تدميرها والفتك بها!!