صحيفة القدس: (2014م ) عام يمني بدأ (بحلم اسقاط نظام) وانتهى (بكابوس اسقاط دولة)
سردت صحيفة القدس العربي التحولات في عام 2014 في اليمن حيث بدأ بتواصل للمرحلة الانتقالية التي تهدف الى الخلاص من (النظام واسقاطه) كما كان في شعارات ثورة 2011م وانتهى باسقاط ىالدولة بيد الحوثيين.
وقالت الصحيفة:" فاجأ العام 2014 اليمنيين بـ(يمن جديد) مختلف عما كانوا يحلمون فيه خلال العام 2011 الذي ثاروا فيه على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتبخرت في العام 2014 كل الأحلام الوردية لليمنيين لما أنتجه المسلحون الحوثيون من واقع جديد كليا بكل المقاييس.
ثار الشعب اليمني في العام 2011 ضد نظام صالح، في محاولة منهم للتغيير نحو الأفضل وبناء (يمن جديد) مسيّج بدولة النظام والقانون وبمجتمع مدني يتمتع بالحرية والكرامة، تحقق لهم حينها التغيير الجزئي بالاطاحة بالرئيس علي صالح، غير أن المسلحين الحوثيين وبعد أقل من 3 سنوات أطاحوا بكل أحلامهم الوردية، ليتحول البلد إلى (يمن جديد) ولكن على الطريقة الحوثية، المصبوغة بلون الدم وبرائحة البارود، في إطار مخطط إقليمي ودولي للاطاحة بثورات الربيع العربي."
وأضافت الصحيفة شارحة كيف كان 2014 يبدأ بوضع اللمسات على تحول اليمن بشكل وردي وقالت :"بدأ العام اليمني 2014 بالتفاؤل الشعبي والطموحات الكبيرة لوضع اللمسات الأخيرة على اليمن الجديد، غير أنه في اليوم الذي انتهى فيه مؤتمر الحوار الوطني في 21 كانون ثاني/يناير، الذي رسم خريطة الطريق للمستقبل اليمني، بدأت خيوط الأزمة تنسج وتتلاحق حتى انتهى العام بانقلاب كلي على كل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، من قبل جماعة الحوثي المسلحة التي تسمي نفسها «أنصار الله»، بالتحالف والتعاون بينها وبين قيادات النظام السابق، الذين تحالفوا لتحقيق الهدف الكبير وهو الانقضاض على قوى الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح في العام 2011.
ووصف الصحيفة العام الجاري باسوأ الاعوام وقالت :"وكان العام 2014 من أسوأ الأعوام التي شهدها اليمن في تاريخه الحديث بنظر الكثير من اليمنيين، فيما يعتبره الحوثيون عام النصر، وذلك للأحداث الدراماتيكية المتسارعة التي شهدها اليمن خلاله وانتهى بسيطرة المسلحين الحوثيين على أغلب مقدرات اليمن، وفي مقدمتها القرار السياسي وتسببت أحداث 2014 في تدمير القوى القبلية التقليدية وتفكيك الأحزاب السياسية العريقة وضرب قوى الثورة الشعبية ولعبت دورا بارزا في تشتيت صناعة القرار السياسي وفي تمزيق القيادة الفعلية في اليمن بين ثلاثية متناحرة، هي الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والرئيس السابق علي صالح وزعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبدالملك الحوثي ووصف الإعلامي حمدي البكاري العام 2014 بقوله «كان أسوأ عام مرّ على اليمن وبالنسبة لي هو الأسوأ في حياتي المهنية القصيرة.. رعب وقلق وتيه ومعايشة بلدك تتهاوى». وأضاف «إنها سنة خذلان النخبة للناس، سنة انتظار الموت من منطق حرض وصعدة وعمران إلى صنعاء ومناطق أخرى… ومع ذلك ما زلنا أحياء ونتنفس»."
وعدد الصحيفة اسابب عدته الابرز خلال العام وقالت :"وكانت أبرز الأحداث اليمنية خلال العام 2014 على النحو التالي:
15 كانون الثاني/يناير: تهجير السلفيين من منطقتهم القبلية في دمّاج بمحافظة صعدة، التي يوجد فيها أكبر مركز تعليمي للسلفيين في اليمن، بعد أشهر من المواجهات بينهم وبين المسلحين الحوثيين.
21 كانون الثاني/يناير: اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني بعد10 أشهر من النقاشات العميقة للقضايا اليمنية العالقة، بإقرار وثيقة الحوار الوطني التي تم التوقيع عليها من قبل جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.
27 كانون الثاني/يناير: إصدار الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة تحديد الأقاليم بناء على تفويض مؤتمر الحوار الوطني الشامل للرئيس هادي وعلى نص مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية.
10 شباط /فبراير: إقرار لجنة تحديد الأقاليم المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني تقسيم اليمن الى ستة أقاليم في إطار الدولة الاتحادية.
7 تموز/يوليو: سيطرة المسلحين الحوثيين على محافظة عمران، المجاورة للعاصمة صنعاء، بعد اقتحامهم معسكر اللواء 311 ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي والعديد من القادة العسكريين الآخرين، عقب أسابيع من المواجهات بين قوات الجيش المدعومين برجال القبائل وبين المسلحين الحوثيين المدعومين من العسكريين الموالين للرئيس السابق.
21 أيلول/سبتمبر: سقوط العاصمة صنعاء في أيدي المسلحين الحوثيين بالكامل، بعد خمسة أيام من المواجهات المحدودة بينهم وبين قوات الجيش والأمن والتي تواطأت مع المسلحين الحوثيين وبالذات الموالية للرئيس السابق والمتعاطفة مع الحوثيين.
21 أيلول/سبتمبر: تقديم رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه استقالته من منصبه، إثر سقوط العاصمة صنعاء ومواجهته ضغوطا كبيرة من قبل المسلحين الحوثيين، وبررها بإتاحة الفرصة لتوقيع اتفاق بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي.
21 أيلول/سبتمبر: توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية بين مختلف القوى السياسية في اليمن وفي مقدمتهم المسلحون الحوثيون، والذي تضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية وانسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي استولوا عليها.
24 أيلول/سبتمبر: إصدار الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا رئاسيا بتعيين مستشارين سياسيين له من جماعة الحوثيين والحراك الجنوبي، لاعطاء قضيتي الحوثيين والجنوبيين أولوية في عمله الرئاسي.
9 تشرين الأول/اكتوبر: مقتل نحو 53 متظاهرا حوثيا وإصابة 163 آخرين في تفجير انتحاري من القاعدة نفسها في مسيرة للحوثيين بميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء.
تشرين الأول- تشرين الثاني (أكتوبر ـ نوفمبر) استمرار اقتحام وسيطرة المسلحين الحوثيين على المحافظات الشمالية وهي محافظات صنعاء وذمار وإب والحديدة والمحويت وحجة والبيضاء ومحاولات اقتحام محافظتي مأرب والجوف.
7 تشرين الثاني/نوفمبر: إصدار الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا يقضي بتشكيل وتسمية أعضاء حكومة الكفاءات (التكنوقراط) برئاسة المهندس والديبلوماسي خالد محفوظ بحاح .
8 تشرين الثاني/نوفمبر: إقرار اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام اقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصب نائب رئيس حزب المؤتمر والأمين العام للحزب الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
8 تشرين الثاني/نوفمبر: فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والقائدين العسكريين في جماعة الحوثي أبوعلي الحاكم وعبدالخالق الحوثي، بتهم تقويض الأمن والسلام في اليمن.
10 تشرين الثاني/نوفمبر: فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الرئيس السابق علي صالح والقياديين العسكريين في جماعة الحوثي أبوعلي الحاكم وعبدالخالق الحوثي بتهم انخراطهم في أعمال هددت بشكل مباشر أو غير مباشر سلام وأمن واستقرار اليمن."
رحــلوا
ولم تنسى الصحيفة ان تعدد الشخصيات التي قتلت في العام تحت عنوان "رحــلوا"وهي شخصيات بارزة ناهيك عن الآلاف من المواطيني في الحروب وقالت :"القيادي في جماعة الحوثي وأستاذ القانون بجامعة صنعاء أحمد شرف الدين، الذي اغتيل من قبل مجهولين في إطلاق الرصاص على سيارته في 21 كانون ثاني/يناير.
القائد العسكري البارز العميد الركن حميد القشيبي، الذي لقي حتفه في عملية اقتحام المسلحين الحوثيين لمعسكر اللواء 311 في محافظة عمران في 7 تموز/يوليو الذي كان قائدا له.
الفنان اليمني البارز كرامة مرسال، الذي توفاه الأجل في 3 آب/أغسطس في حضرموت بعد مرض عضال.
القيادي في حزب اتحاد القوى الشعبية المقرب من الحوثيين محمد عبدالملك المتوكل، الذي اغتيل في إطلاق رصاص مباشر على جسده بالقرب من منزله في 2 تشرين ثاني/نوفمبر.
القيادي في حزب التجمع اليمني للاصلاح ونائب رئيس فرع الاصلاح بتعز صادق منصور الحيدري الذي اغتيل بعبوة ناسفة في سيارته في 18 تشرين ثاني/نوفمبر."