معلومات تكشف عن الداعم الرئيسي للحوثيين في اليمن
بدأت الأمور تتكشف شيئاً فشيئاً بشأن الداعم الرئيسي للحوثيين والسبب في نفوذهم المتسارع في اليمن ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية منذ الخروج من دماج وحتى اللحظة ، خاصة بعد بيان مجلس الأمن الأخير والذي إكتفى بالإدانة والعودة إلى إتفاق السلم والشراكة بعد أن قام الحوثيون بإقتحام دار الرئاسة والسيطرة على مخازن الأسلحة التابعة للألوية الرئاسية، وسيطرت الحوثيين على مجمل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية .
وما يعزز ذلك ما قالته الكاتبة «باربارا سالفين» في مقال نشره موقع «المونيتور» الإخباري إن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقة استخباراتية مع جماعة «الحوثي» التي تسيطر على صنعاء العاصمة.
وتأكيدا على وجهة النظر هذه، نقلت الكاتبة عن «مايكل فيكرز» مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات القول إن «الحوثيين جماعة تناصب القاعدة العداء، وهو ما ساعدنا على مواصلة تنفيذ بعض عملياتنا الخاصة بمكافحة إرهاب ذلك التنظيم خلال الأشهر الماضية».
وأضاف «فيكرز»: «لا أدري إن كان هدفهم (الحوثيون) الاستيلاء على الدولة وممارسة نفوذهم وإعادة صياغة البلاد على النحو الذي يرون أنه يتوافق أكثر مع مصالحهم».
ووفقا للخبير في شؤون اليمن بمعهد الشرق الأوسط «شارلس شميتز»، فإن «الحوثيين» رغم أنهم كانوا سعداء بتنحي الرئيس السابق «على عبدالله صالح» عن السلطة، فإنهم ضاقوا ذرعا بحكم خلفه الرئيس «عبدربه منصور هادي».
وبحسب الكاتبة، فإن العديد من اليمنيين أبدوا تبرمهم من إخفاق الرئيس «هادي» في إقامة نظام انتقالي يقوم على العدل واستئصال شأفة الفساد.
وساد خلاف كبير بشأن قرار «هادي» تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، وهو ما من شأنه إضعاف «الحوثيين» و«الانفصاليين الجنوبيين» على حد سواء، كما اتهم أنصار «هادي»، «الحوثيين» بأنهم عملاء لإيران وأنهم أشبه ما يكونون بـ«حزب الله» اللبناني.
من جانبه أبدى «شميتز» اقتناعه بأن «الحوثيين» كانوا سيتمردون على الحكومة سواء بدعم من إيران أو بدونه.
وقال إن دور إيران ليس أساسيا، وإن «الحوثيين» لا يتلقون تعليمات منها، مضيفا أن أجندة الجماعة المناوئة لتنظيم «القاعدة» تتوافق مع المصالح الأميركية والإيرانية معا تماما، مثلما تقف الولايات المتحدة وإيران والمجموعات المدعومة من طهران جنبا إلى جنب في العراق ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضح «شميتز» أن دعم جماعة «الحوثي» الهجمات الأميركية ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن هو من قبيل «تحالف المصالح»، مشيرا إلى إن الجزء الصعب الآن يكمن في التفاوض بحصافة مع السعوديين وإقناعهم بالموافقة على أن يكون لـ«الحوثيين مزيد من النفوذ في الحكومة اليمنية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «ربما لا تكون للسعوديين خيارات كثيرة».
وفي سياق متصل قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في خطاب «حالة الاتحاد» قبل أيام إن لدى العالم فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق يمنع إيران من تطوير سلاحها النووي، مؤكدا أنه سيعارض مشروع أي قرار يفرض عقوبات جديدة على إيران، لأن ذلك سيعيق جميع الجهود الدبلوماسية، وفقا لما ذكره.
جاء ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، كشف فيها عن معلومات قال إنها منسوبة للجانبين الأمريكي والإيراني تشير إلى أنهما يتجهان نحو اتفاق.
وقال «العبادي» إنه لمس من الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» حرصا على تسوية الأمور مع إيران في شكل كامل، مبديا استغرابه من وجود نفس الرغبة لدى الجانب الإيراني، الأمر لم يكن موجودا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، موضحا أن العراق قد وجه نداء إلى الولايات المتحدة وإيران لعدم الاختلاف بشأن الأحداث في العراق، ولافتا إلى أن الجانبين استجابا لذلك، الأمر الذي يؤكد ما نشرته الصحيفة الأمريكية بشأن تفاهمات بين واشنطن وطهران على عدة ملفات في المنطقة وعلى رأسها الأزمة اليمنية والأوضاع في العراق.
وقد صرح المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش إيرنست» الجمعة الماضي بأنه «ليس واضحا» لإدارة «أوباما» ما إن كانت إيران لها سيطرة على ميليشيات «الحوثيين» في اليمن.
وأضاف «لكن بشكل عام، فإن اليمن يستحق مسارا واضحا للعودة إلى حكومة شرعية اتحادية ووطنية بما يتماشى مع المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرارات الأمم المتحدة والقانون اليمني، وفق جداول زمنية محددة لصياغة الدستور والاستفتاء عليه وصولا إلى الانتخابات العامة».
وأكد أن الولايات المتحدة قلقة بشأن الاستقرار السياسي في اليمن، وهي تعتبر أن فرع تنظيم القاعدة في البلاد هو الأخطر في العالم، مضيفا «ما تزال الإدارة ملتزمة بمواصلة إستراتيجية مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».