المشرّعون الأمريكيون يبدأون بمناقشة تداعيات مقتل بن لادن
لم تمض أكثر من ثمانية وأربعين ساعة على مقتل أسامة بن لادن قبل أن يبدأ
المشرعون الأمريكيون بالنظر في تأثير مقتله على التواجد الأمريكي في
أفغانستان، وعلى العلاقة الباكستانية الأمريكية.
دربن كان يتحدث في جلسة مجدولة مسبقاً تبعتها أخرى في لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب حول باكستان.
فلا يتفق أعضاء الكونغرس غالباً على كثير من المواقف، لكن المشرعين
الأمريكيين يقولون بأن مقتل بن لادن هو ضربةٌ و ليس نهاية لتنظيم القاعدة.
"لو قلت لي
حين صوتت للحرب في أفغانستان بأني أصوت لحرب ليس لها نهاية، حتى بعد قتل بن
لادن، فربما كنت سأعيد النظر". كان هذا ما قاله عضو مجلس الشيوخ
الديمقراطي ريتشارد دربن في جلسة استماع حول أفغانستان في لجنة العلاقات
الخارجية أمس الثلاثاء 3-5-2011.
أما جاكي سباير و هي عضو مجلس نواب ديمقراطي قالت: "بعد مقتل بن لادن
الأسئلة هي: ما هو مستقبل القاعدة؟ ما مدى التهديد الذي تشكله رغبتهم
بالانتقام؟ وكيف ستتأثر علاقنتا بباكستان؟".
في نفس الجلسة قال باتريك ميهان، وهو عضو مجلس نواب جمهوري، "بن لادن كان
في باكستان لست سنوات قبل أن نكتشف موقعه، والأمريكيون يتسائلون كيف ذلك؟
وهل يعكس ذلك ولاء أو تواطئاً أو عجز كفاءة باكستانية؟؟".
فبعد هذا الحدث الضخم، اللافت هو كثرة الاسئلة، و قلة الاجابات.
آن ماري سلوتر و هي مديرة سابقة للتخطيط السياسي في وزارة الخارجية، وعملت
أثناء فترة إدارة أوباما قالت بأن مقتل بن لادن هي فرصة "يجب اغتنامها". قد
تساعد الولايات المتحدة وتعطها اليد العليا في المفاوضات مع الرئيس
الأفغاني حميد كرزاي، وربما مع جماعات من المقاتلين هناك لإقناعها بترك
طالبان.
الكثير من الخبراء يقولون إن مقتل بن لادن، بالإضافة إلى الثورات المتتالية
في العالم العربي والتي خلت تقريباً من أي المهام من تنظيم القاعدة أو
الاسلام السياسي شكلت ضربتين قويتين ضد التنظيم.
بعض المشرعين، مثل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ريتشارد لوجر، قالوا إن
التهديد ضد الولايات المتحدة الآن غير متمركز في مؤسسة واحدة أو دولة
واحدة، "اليمن الآن تبدو دولة أكثر تهديداً من أفغانستان" قال لوجر في جلسة
الاستماع.
لكن رغم أصوات أعضاء الكونغرس التي تطالب الإدارة بإعادة دراسة موقفها من
أفغانستان وباكستان، إلا أن أغلب وربما أعلى هذه الأصوات تأتي من مشرعين لم
يغيروا رأيهم من القضية، بل وجدوا مقتل بن لادن فرصة لتكرار استيائهم من
الحرب المستمرة في أفغانستان ومن المليارات من المساعدات الأمريكية التي
تصرف على باكستان.
ولكن هذا لا يعني أن الكثير من المشرعين وربما من الأمريكيين لن يغيروا من
آرائهِم لاحقاً. مقتل بن لادن على الأغلب سيعجل من موعد الجدل حول القوات
الأمريكية في أفغانستان، والذي كان من المتوقع أن يحتدم صيفاً عندما يقرر
أوباما كيفية وموعد سحب القوات الإضافية من هناك. استطلاعات الرأي أظهرت
منذ فترة وبطريقة متواصلة الانفخاض في نسبة الأمريكيين المؤيدين للتواجد
العسكري هناك. القضاء على بن لادن قد يكون ما يدفع بالمزيد من المعارضة.
أما العلاقة الباكستانية الأمريكية الآن فتوصف بالمحرجة. بيتر كينغ وهو
مدير لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب قال: "لا زال الباكستانيون يتحدثون
بخطابهم المعهود، ولكن يجب أن يدركوا أننا على مفترق للطرق والعلاقة تغيرت
ولا يستطيعون أن يأتو إلى الكونغرس يطالبون بثلاثة مليارات دولار ويتوقعوا
الحصول على المال بدون حوار جاد حول كيفية وجود بن لادن هناك لكل هذا
الوقت".