سياسي يمني : يتهم الإمارات بتمويل الحوثيين والحراك الجنوبي سرا ونقل سفارتها إلى عدن مجاراة للسعودية
قال الكاتب والباحث السياسي توفيق السامعي بان أن الإمارات العربية المتحدة اتخذت موقفاً مماثلاً للسعودية في نقل سفارتها إلى عدن، إلا أن هذه الخطوة لا تعدو عن كونها في نظري مجاراة للسعودية حتى لا تأخذ السعودية موقفاً من الإمارات، بدليل أنها لا تزال تنقذ الحوثيين من بعض مآزقهم وتمولهم سراً.
وأضاف بان الإمارات لاتزال تحريك ورقة بعض أقسام الحراك الجنوبي الممولة إيرانياً وإماراتياً بعدم الترحيب بهادي في عدن وشن حملات إعلامية عليه بحجة تخوفهم من “نقل الصراع إلى عدن”.
وأشار إلى أن أموال الحركة الحوثية وحليفها الرئيس السابق صالح تستثمر في الإمارات ولم تتخذ أي إجراء بشأن تجميد هذه الأموال باعتبارها تذهب لمحاربة شرعية الرئيس هادي ومحاربة اليمن واليمنيين.
متهما الإعلام الإماراتي بأنه لا يزال يلعب دوراً في مساعدة الانقلابيين إعلامياً، من خلال ما لمسناه من بعض وسائله من قنوات وصحف ومواقع، ربما لأن الحليف للحوثي هو الصديق المقرب صالح ودولته العميقة.
واعتبر السامعي دور المجتمع الدولي بأنه يلعب من خلال بعض مؤسساته دوراً قوياً في كبح الخطوات والمطالب السعودية تجاه الانقلابيين؛ حيث لا مواقف صريحة للأمريكان ولا مجلس الأمن بإدانة الانقلاب.
متهما مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن جمال بن عمر بأنه يلعب دوراً سلبياً للغاية في هذا الجانب؛ فهو ما زال يعمم بمصطلحاته “كل الأطراف” ويضلل المجتمع الدولي بما يجري في اليمن.
ولفت الى ان البيان المصري بشأن اليمن لم يشر بالضبط إلى شرعية هادي وإنما إلى “شرعية المؤسسات”، بينما كانت السفارة المصرية آخر سفارة تغادر صنعاء فضلاً عن أن لقاءات السفير المصري المتكررة في قناة المسيرة مؤخراً كانت تؤكد بعض الشكوك، كما أن وفداً حوثياً زار القاهرة والتقى بالسيسي مؤخراً، وتغيرت لهجة وخطاب “الجيش الثالث” المصري بشأن باب المندب وسيطرة الحوثيين عليه، ولم يعد بتلك الحدة.
وتابع يبدو أن السيسي يلعب لعبة ابتزاز بحق السعودية في وقوفه في المساحة الرمادية من قضية الانقلاب الحوثي، فهو لم يبد تأييده الكامل للتوجه السعودي ضد الانقلاب، ولم يقم بتأييد الانقلاب ذاته أو قطع كل ما يمت إليه بصلة.
ولم يستثني السامعي الرئيس هادي من تأمره على اليمن وقال بان هناك إشارات قوية تدل على أن الرئيس هادي يدخل ضمن الملعوب الإقليمي والدولي في تمكين الحوثية في اليمن وخذلان السعودية، وأن الحوثيين تواطؤوا في هروبه لنقل الصراع إلى الجنوب، بدليل عدم اتخاذ هادي أي موقف حتى الآن ولم يقم بإلقاء خطاب للشعب الذي يخرج في مسيرات مؤيدة له بشكل يومي في معظمة المحافظات اليمنية.
جاء ذلك في مقال له يبدو أن هادي يتجه لخذلان الشعب كما خذله في “الاصطفاف الوطني” قبل غزو صنعاء؛ فهو حتى الآن لم يلق بالاً لهذا الشعب في هذه المسيرات المؤيدة له في معظم المحافظات، ولم يكلف نفسه عناء إلقاء التحية عليهم حتى ولو عبر “شاقوص” شباك محل إقامته.