إيران تمد يد الحرب
باتت إيران تتدخل بشكل وأضح في السياسة اليمنية بل وتقود حرباً طاحنة ضد أبناء الشعب اليمني عبر جماعة "الحوثي" التي استغلت ما بعد العام 2011م لإغراض مذهبية وسياسية بغية زعزعة أمن المنطقة العربية عبر تلك الحروب التي ستقودها بالوكالة ، إن طهران وما تضمر من حقد دفين على العرب تُكرر تجربتها الغاشمة في اليمن بعد أن كونت فصيل مسلح يتبنى مشروع هدام يقودنا إلى حروب قد يطول فصولة لا قدر الله ، إيران لم تكتفي بما أوصلت إليه بعض الدول كسوريا والعراق ولبنان والتي راح ضحية تلك الحروب الملايين من أطفال ونساء ومدنيين بل باتت تمارس نفس الدور في اليمن وعلى نفس النهج الانتقامي لتغذية الصراعات وافتعال الأزمات ، ما بات يعرف علناً بالتحالف الإيراني الحوثي العلني ليس مجرد علاقات دبلوماسية أو سفريات عادية بين البلدين ولا مجرد دعم إنساني لا نستطيع التشكيك في نواياه ، إنما أصبح كل شيء يلعب في وضح النهار لتتحول الجماعة الصغيرة والمسلحة في مديرية من محافظة صعدة إلى الحاكم والمسيطر على العاصمة صنعاء وباسمها تقاد الحروب التوسعية معززة بالسلاح وبالذمم التي تم شراءها عبر تلك الأموال التي هي مجرد وقود لإشعال فيتل الاقتتال بين أبناء الشعب ، لم يقتصر ذلك الدعم على تلك الأموال بل قادت حرب الإعلام والفكر عبر فتح قنوات وصحف ووسائل إعلامية ممولة مباشرة من إيران .
جماعة الحوثي التي باتت محل تعاطف شعبي بعد تلك الحروب التي قادها "صالح" ضدها تنكرت لأن تكون مكون ضمن كيانات شعبية كبيرة وباتت تتحالف مع نفس من خرج الجميع ضد سياساته وحروبه ، ومن غير الممكن أن تتحول العاصمة صنعاء إلى سفارة أو ملحقية تابعة لإيران مع كل ذلك التشدق الذي يأتي من كهوف العمالة على ألسنة من خانوا الشعب والوطن واستقبلوا تلك الأموال والأسلحة لتكون وقوداً لحروبهم ضد أبناء الشعب وضد جيشه الممزق ، وفي القريب تصل طائرة إيرانية إلى مطار صنعاء الدولي لتفتح رحلاتها بشكل يومي إلى طهران على رغم عدم وجود جالية يمنية تستدعي كل تكل الرحلات ، هذه الحرب المفتوحة تضع جميع أبناء الوطن في الداخل والخارج أمام نية انتحارية تقدم عليها جماعة الحوثي عبر تحالف طائش لإفراد عصابة يتلقون الأموال بصفة شخصية ويعملون لحساب إيران التي تقود حروبها هنا وهناك .
إيران التي لم تقد أي حروب سوى تلك الحروب على الأراضي العربية بواسطة أجندة تصنعها والتأريخ يثبت ذلك السلسلة من الحروب البشعة التي لم تمارسها كبيرات الدول الإسلامية رغم قوة نفوذها في أكثر من دولة ، قد يعترض العملاء الجدد دفاعاً عن إيران لكنهم سيندمون عندما يجدون إيران تدفعهم نحو الحرب فقط ولا يوجد ضمن أجندتها الوساطة أو عقد التصالحات بين الفرقاء في مناطق النزاع كما تفعله دول خليجية في تبني رأب الصدع بين القوى وتبني اتفاقيات تصالحيه كاتفاقية الطائف بين فرقاء لبنان وتلك الوساطة القطرية أثناء حرب صعدة .
تأتي السياسة الخاطئة التي تمارسها الجماعة في الإخلال بالعلاقات اليمنية الخليجية والتي تكمن أهميتها في ارتباط اليمن أرضاً وإنساناً بدول الخليج بشكل عام خاصة وأن الملايين من أبناء الشعب اليمني يرفد اقتصاد البلاد سنويا من خلال تلك الأموال التي تصل من المغتربين ولهذا كانت ردة الفعل للكثير منهم سريعة بعد تلك الإساءات التي بدأت جماعة الحوثي تنتهجها لتنفيذ رسائل إيران في المنطقة على رغم أن إيران نفسها لا تنتهج تلك الشطحات التي يقوم بها عملائها الجدد وتترك مساحات دبلوماسية واسعة بينها وبين العداء المباشر، إن هذه التعبئة الخاطئة تكرار لسياسة "صالح" أثناء أزمة الخليج والتي لم يحسب لهذه العلاقة المبنية على مصلحة الشعب بعيداً عن الشطحات الشخصية والقرارات الانفرادية التي تجرعها الجميع في ظل فشل سياسة داخلية وخارجية لمنظومة حكم "صالح" ، ويبقى الرهان على إرادة بناء اليمن على أساس الحوار بدلاً من القتال واللجوء إلى وسائل العنف التي ستكرر سيناريوهات الحروب في دول عربية مشابهة لا قدر الله .