اخبار الساعة

في أول حوار إعلامي: العميد"جواس" يكشف كواليس حرب صعدة وما الذي وجده مع حسين الحوثي ، وترتيبات المقاومة

اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 17-05-2015 | 9 سنوات مضت القراءات : (15405) قراءة
يعد العميد ثابت مثنى ناجي، المشهور بـ"جواس"، أحد أبرز قادة المقاومة الميدانيين في المعارك القائمة ضد ميليشيات الحوثيين وصالح .. وعلى مدى 45 يوما من محاولات "الوطن" الوصول إلى "جواس" لمحاورته حول مستجدات الأوضاع وكشف التفاصيل عن الحراك اليمني بما فيها الدور الذي لعبه في تطهير صعدة من الحوثيين، إلا أنه كان يتعذر بسبب المستجدات اليومية وتنقله من مكان لآخر، إلى جانب تأكيده أن تحقيق منجز على أرض الواقع همه الأول والأخير بعيدا عن الأضواء.
"جواس" المعروف بقائد المعارك ضد الحوثيين في صعدة، يعد الاسم الأول الذي يردده اليمنيون بعد أن استطاع الوصول إلى حسين الحوثي في معقله ومواجهته وجها لوجه وقتله.
ويروي "جواس" تفاصيل كثيرة عن الواقع اليمني والدور الذي لعبه الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تدمير الشعب، وكيف تنقل بين عدة مواقع والمراحل التي شهدت إعفاءه من الرئيس السابق حتى أعاده الرئيس عبدربه منصور هادي وعينه رئيسا للأمن المركزي.
 
إلى تفاصيل الحوار:
 
 
لماذا كل هذا الجدل "الواسع" حول شخصيتكم؟
تتصل بي الآن، وأنا في اجتماع مع الزملاء في المقاومة، واحتراما لموعدكم أنا جاهز، ولا توجد لدي إجابة محددة عن هذا السؤال ونتركه للمجتمع.
 
 
لماذا يعد الوصول إليك صعبا للغاية؟
بصراحة كنت أرغب أن أحضر لكم "بشارة" ومفاجأة سارة، وسوف أحققها بوصولنا إلى موقع هام للحوثيين، وسنصل إليه بإذن الله قريبا.
 
 
تعرضتم لإصابات كثيرة في مواجهاتكم، ومحاولات اغتيالات متعددة .. ما هي الأسباب؟
نعم صحيح، وهذه المحاولات طالت كثيرا من القادة في القوات المسلحة، من بينهم شخصيات قيادية، ومعروف لدينا من يدبرها، وبالطبع هم عناصر من جماعات الحوثي وعلي عبدالله صالح، وتم كشفها وكشف العملاء، وجرى القبض عليهم والآن هم لدينا في السجن، ودائما محاولات الاغتيال تكون للقيادات النشطة التي تقوم بواجباتها الوطنية.
 
 
ما صحة وجود عناصر من حولك مهدت لاغتيالك؟
لا صحة لذلك، ولكن عناصر من الجبهة التي نتواجد فيها كانوا مختفين ويقومون بالترتيب وإعطاء إشارات ومعلومات عن مكان تواجدي محددة بالمسافات، والهدف رصدي وبعض القيادات معي، حيث قام هؤلاء بتبليغ الأعداء بمكان وجودي، وبالفعل الحوثيون وجهوا قذيفة باتجاه الموقع الذي أنا فيه، ولكن الحمد لله، وقعت على بعد قرابة 500 متر، وعلى الفور قمت بتغيير موقعي إلى مكان آخر، وأتت قذيفة أخرى في نفس الموقع الذي كنت فيه، ولم يصب أحد معي من القيادات، وعلى الفور قمنا بالتفتيش وقبضنا على اثنين من أهل المنطقة التي نحن فيها.
 
 
ما أسباب إعفائك من منصبك قائدا للواء 15 مشاة في صنعاء؟
في عام 2011 عندما قامت ثورة الشباب، ضد الظلم والاضطهاد الذي مارسه ضد الشعب علي عبدالله صالح، كنت أحد القادة المؤيدين لثورتهم، وكان هذا القرار بقناعة، حينها قام علي صالح بمحاولات لاحتوائي وتراجعي عن هذا القرار، لكنني رفضت وقلت هذا رأيي ولن أتراجع عنه لأنه يمثل قيمي وأخلاقي، علما بأنه كان تأييدي لهؤلاء الشباب رسميا عبر كل وسائل الإعلام، ولذا اتخذ صالح قرارا عاجلا بإقالتي من منصبي، وحينها عدت إلى منزلي.
 
 
هل هذا هو السبب الرئيس للخلاف بينك وبين صالح؟
علي صالح متخلّ عن الأهداف السامية والأساسية والأخلاقية، وقدم تنازلات للإضرار بالشعب، حيث بدأ يتصالح مع الحوثيين، ونحن نقوم بالمحاربة دفاعا عن الوطن، وقمنا بست حروب وسقط الكثير من الشهداء، وكنا نشاهد أمورا غريبة جدا، كانت المؤونات من أسلحة وملابس تصل إلى الحوثيين قبل أن تصلنا، نحن كنا في موقع اسمه "مران" في صعدة، لاحظنا أحدث الأسلحة تصل إليهم، والذخيرة بكميات كبيرة، وهي التي يستخدمونها في مواجهتنا، وكانت تصل إليهم من مستودعات جبل نقم التابعة للحكومة، ولعلمك صالح رجل يحب أن تكون المشكلات والحروب قائمة دائما، يحب ويحرص أن يخلق المشكلات بين منطقة وأخرى، وهو الذي جاء بالحوثي والقاعدة وأنصار الشريعة.
 
 
ماذا عن الموقع الذي يختفي فيه صالح .. وهل أصبح النظام السابق هدفا لمسدسكم؟
الخائن يتواجد في صنعاء ولديه مواقع كثيرة جدا يتنقل فيها .. وأهدافي كثيرة وقد يكون هو الأول أو الثاني وهناك قيادات أخرى، وسينصرنا الله عليه وعلى الحوثيين ومن معهم.
 
 
كنت القائد في المواجهات مع الحوثيين في كل حروب صعدة، صف لنا حقيقة الأمر؟
نعم كنت أنا القائد في الحروب الست، وأتزعم القيادات العسكرية، في صعدة وخاصة الأولى والثانية والثالثة، ويتبع لي اللواء 15 مشاة، ولقنا الحوثيين درسا لن ينسوه أبدا، ففي اللواء الذي أديره رجال عندهم ولاء وعقيدة وقضية وطنية، وكنا نقوم بمهماتنا الكبيرة على أكمل وجه، وعندما سيطرنا سيطرة كاملة على المواقع التي يتواجد فيها الحوثيون، وجدنا مشايخ يتدخلون لدى علي صالح، ليصدر لاحقا قرارا بالتوقف عن المواجهة، رغم أننا كنا في آخر عتبة من معقل الحوثيين، وفي المعركة الثانية في منطقة الطلحة "معقل الحوثي" أبلغوني بأن صالح سيتخذ قرارا بإيقاف الحرب مع الحوثيين، وفي هذه اللحظة التي كنت فيها في أفضل موقع وعلى وشك تام لإنهاء ما يسمي بالحوثيين بشكل نهائي، تضايقت كثيرا وقمت بإغلاق جميع الجوالات ووسائل الاتصال، من أجل عدم وصول أي توجيهات لي، واستمررت ومن معي في ملاحقة الحوثيين ومطاردتهم، حتى دحرتهم إلى منطقة يقال لها "القبلة".
 
 
ماذا دار بينك وبين حسين الحوثي؟
حسين الحوثي في المعركة الأولى 2004 وهي المعركة الكبيرة، كان في معقله بـ"مران"، وفي ذلك الوقت كانت المعركة مواجهة ووجها لوجه، وعند الوصول إلى مخبئه الشخصي، كنت قريبا منه وقام بإطلاق النار من مسدسه باتجاهي، وأصبح الأمر مواجهة بيننا من يستطيع القضاء على الآخر، وكان السبق لمرافقين بقتله، وتعرضت لإصابة في رجلي اليمنى، وسمعت من يقول إنني قتلته بعد الاستسلام وهذا غير صحيح.
 
 
يشاع إصرارك على قتل عبدالملك الحوثي؟
أتمنى أن يواجهني في أي مكان كان، ووقتها لكل حادثة حديث، فهو يريد من شعب كامل أن يتبعه على الضلال، وهو يقود أناسا مرتزقة مدعومين من إيران، ويقاتلون بمعتقدات غريبة وخاطئة.
 
 
هل كنت أول رجل يصل إلى زعيم أول تمرد حوثي ويواجهه وجها لوجه؟
نعم كنت أول رجل يصل إلى الحوثي، وأنا كنت المسؤول الأول في "مران" لقيادة الجيش هناك، وكان يختفي في شعب وعر جدا .. وتمكنت من قتل كثير من قادة التمرد الحوثي، وكذلك قيادات ميدانية بالمواجهة أثناء المعارك.
 
 
ما صحة أنكم مازلتم تحتفظون بمسدسكم الذي واجهتم به حسين الحوثي، من أجل قتل أخيه عبدالملك؟
أتمنى أن يقع في يدي، وجها لوجها وليس أسيرا، أريد مواجهته وجها لوجه، وأن يصبح على يدي مثل الأول، وما زلت بالفعل أحتفظ بالمسدس، كما أنني حصلت في جعبة حسين بعد مقتله على "حرز" من خزعبلات الشعوذة والسحر بطول (5) أمتار، كان يحمله كواق من السلاح وألا يصيبه أحد، ويحوي عبارات وكلمات ونجمات سداسية، وهناك من حاول أخذه مني ولكنني رفضت إعطاءه لأحد.
 
 
هناك مواقع قامت بنشر وتوزيع صورك، من أجل الانتقام منك، هل تخشى ذلك؟
صحيح هذا الكلام وأعرف من يقف خلفه، ولا يحتاج الأمر لذلك، فأنا معروف في كل المحافظات بإخلاصي وولائي لوطني، ولكنني أصبحت هدفا للحوثي وصالح، ولست أخشى إلا الله رب العالمين، فهو الذي بيده مقاليد الأمور.
 
 
ألا تخشى ممن حولك أن يكون هناك غدر بك؟
لا .. لا أخشى أحدا منهم، كل من حولي رجال، ومعي قرابة 5000 شخص في جبهة طولها أكثر من 120 كم، ونحن في مواجهات مباشرة حتى لحظة مكالمتك، لست أخشاهم، وإذا خشيت منهم، فمعنى ذلك أنني لست قادرا على قيادتهم.
 
 
هل أحرزتم تقدما على الأرض، وما هي الأسلحة التي تستخدمونها؟
خلال يومين أحرزنا تقدما كبيرا جدا، الآن لدينا المقدرة على الضرب بأسلحتنا، ونحن مقاومة ولدينا أسلحة متوسطة، ولا نملك أسلحة ثقيلة، وجميع الأسلحة التي نحارب بها الآن استولينا عليها، ومنها (15) دبابة، وكذلك أسلحة متوسطة، ومع ذلك تقدمنا ورتبنا أوضاعنا.
 
 
كيف ترى أهمية دخول قوات برية لمواجهة الحوثيين؟
نتمنى ذلك بوجود قوة حربية، ونحن متوقعون والمفاجآت التي حصلت لنا من قوات صالح والحوثي على المحافظات الجنوبية لم تكن متوقعة، ولا يوجد جيش، في المحافظات، وإذا وجد فهو بنسبة تكاد تكون قرابة 3% في كل لواء، والهجوم الذي حدث يريدون منه المساس بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ويريدون أن تكون حربا بين شمال وجنوب، وهذا الأمر نرفضه، فالحرب الدائرة ليست كما يصورها صالح والحوثيون بين شمال وجنوب، بل الصحيح هي حرب بين شعب يمني وبين الحوثيين وصالح وإيران.
 
 
كم عدد الأسرى لديكم .. وهل قبضتم على عناصر إيرانية؟
لدينا قرابة 15 أسيرا بالإضافة إلى عدد من المصابين 15 جريحا، وفي جبهتنا معلومات تؤكد وجود إيرانيين يدربون على الأسلحة، في موقع يسمى لواء لبوزة متوسط موقعه بين الكرش والعنب.
 
 
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قام باستدعائكم عند وصوله إلى عدن، ما هي الأسباب؟
أنا كنت متوقفا بعد إعفاء المخلوع لي، وعند خروج الرئيس عبدربه منصور من صنعاء إلى عدن قام باستدعائي في نفس الأسبوع، وحملني مسؤولية الأمن المركزي.
 
 
ما هي أبرز أعمالكم في هذا المنصب الجديد بقيادة الأمن المركزي؟
لم أستلمه حتى الساعة، الأمن المركزي يديره عبدالحافظ السقاف الذي رفض هذا القرار، ثم قام بمحاولة انقلاب وسيطرة على المطار وخور مكسر، وكنت على أساس أنني سأجتمع بلجنة لاستلام الأمن المركزي، وفي الساعة الثالثة فجرا تم احتلال المطار وخور مكسر وبعض المواقع، وأخذت مجموعة معي وقمنا بمحاولة استعادة المطار، وبالفعل سيطرنا على المطار وواصلنا زحفنا باتجاه معسكره في موقع يسمى "صولبان"، وتمت إصابتي بطلق ناري عند باب المعسكر، ولم أستلم موقعي الجديد بسبب هذه الفوضى.
 
 
هل يعني أن السقاف هو الذي أعاق قرار تعيينك من الرئيس؟
لم ينفذ القرار، وأصدر الحوثي قرارا بتعيين السقاف نائبا أول لوزارة الداخلية في صنعاء.
 
 
هناك من يسميك "قاهر الحوثيين" و"مرعب المتمردين" ماذا تعني لك هذه الألقاب؟
قاهر الحوثيين هم الرجال الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد، همهم الوطن أولا والدفاع عن الأرض، والحوثي لديه توجهات نحن نعرفها، أما وصف "قاهر الحوثيين" فهذا يحدده المجتمع.
 
 
هل ترى في الأفق نصرا قريبا لكم؟
أتوقع باذن الله خلال الفترة القريبة القادمة جدا وبمساعدة الإخوة الأعزاء، ووالله العظيم إن المقاتلين يرددون دائما لولا إرادة الله ثم وقفات دول الخليج لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ونشكر كل من ساهم ودعم وساند، نشكر المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها الشجاع البطل الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونتمنى له طول العمر والصحة الدائمة، ونشكر دول الخليج كلها وقادتها.
 
 
كيف تستطيع تنظيم أفرادك في ظل عدم توفر وسائل اتصال بينكم؟
لدي كتيبتان من الأفراد والضباط وقادة السرايا، أما اللجان الشعبية فمع شخصيات معروفة، وكل قطاع تحدد له مهماته سواء العسكرية أو المدنية.
 
 
ماذا ينقصكم في قيادة المعارك؟
لدينا قوة كبيرة ولله الحمد ولاؤها للوطن، ومع الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونطالب عبر صحيفتكم "الوطن" إيصال هذه الرسالة إلى قوات التحالف، فنحن بحاجة إلى بعض المسائل المهمة، مثل الأجهزة الخاصة بالاتصال فيما بيننا، ونريد أسلحة نوعية فقط، لأن الحوثي لديه أسلحة قدمها له الحرس الجمهوري الإيراني.
 
 
هل هناك أوجه تعاون بينكم وبين الألوية الموالية للشرعية؟
نعم لدينا تعاون ومع القيادات بالمناطق مثل اللواء الشردي في مأرب وصادق سرحان وسيف الفضلي في عدن، وكثير من المجاميع في تعز والبيضاء والقيادات العسكرية.
 
 
هل لديكم معلومات عن الطائرة الحربية التي سقطت في اليمن؟
سمعنا عنها ولا توجد وسائل اتصال أو إعلام .. نحن في معركة، وهذه الحادثة تحصل في الحروب، ولا بد من الخسائر في كل الأطراف.
 
 
عرف عنك كرهك الشديد لإيران هل هذا صحيح؟
أكره إيران ويكرهونني، ولا نريد يمني رافضي مجوسي، وهم يريدون فرض ذلك علينا عن طريق عملائهم، ولا قبول له عندنا، ونكره من يحاول التدخل في قيمنا وعاداتنا وديننا.
 
 
كيف ترون الهدنة والالتزام بها؟
نبارك هذه الهدنة، ومازلنا ننتظر المستجدات، حيث لم يتغير شيء على أرض الواقع، فالحوثيون لايزالون يتوسعون في الحرب وإطلاق النار من جانبهم، ولكنني لا أعول على نتائجها كثيرا، لأن الحوثيين كاذبون ماكرون وأعرفهم جيدا. 
 
 
اقرأ ايضا: