مُلخص فيلم الوثائقي " الطريق إلى صنعاء " والذي كشف من خان القشيبي
اخبار الساعة - GYFM بتاريخ: 23-05-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (11049) قراءة
بعد سقوط عمران بأسبوعين شكلت هيئة الأركان العامة لجنة لتقصي الحقائق في قضية سقوط اللواء 310 بيد الحوثيين ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي، فكانت النتائج على النحو التالي: "تتحمل قيادة المنطقة السادسة ووزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية المسئولية المباشرة في سقوط عمران". وثيقة سرية من إرشيف الدفاع مؤرخة 28 يوليو 2014، وحصلت قناة الجزيرة على نسخة منها..
"فهل كان القشيبي متمردا على الدولة!!" وإذا كانت الإجابة بالنفي، فلماذا لم تدعم صموده إذن!! سؤالان أجاب عنهما تحقيق للجزيرة نبش فيه الزميلان جمال المليكي وصفاء كرمان "الصندوق الأسود" بحثا عن كواليس "الطريق إلى صنعاء". اعتبر أن ما حدث منذ "دماج" وحتى صنعاء يندرج ضمن "لعبة الكبار" كما ورد على لسان أحمد البكري وكيل م. عمران وأحد شهود التحقيق، نقلا عن اللواء جلال الرويشان (وزير الداخلية الحالي) ورئيس اللجنة الرئاسية الثالثة في حينه.
كشف الفيلم الوثائقي الذي استمر إعداده 7 أشهر، أسرارا تنشر لأول مرة عن أحداث (حرب الجوف) منتصف مارس 2011 التي تزامنت مع بدايات ثورة الشباب التي تغلغل الحوثيون في ساحاتها. فيما مخطط كبير - أفشلته قبائل الجوف - كان يهدف في ذروة انشغال الجميع بثورة فبراير إلى التوسع على أرض الواقع.. حسب ضابط برتبة عقيد هو أحد شهود الفيلم.
بعد فشلهم في الجوف، وبسبب صدمة انضمام أبرز القادة العسكريين وكبار مشائخ القبائل 2011. قرر الحوثي وصالح في 2014 البدء بعملية واسعة، ملخصها: إسقاط الدولة! والبداية من (صعدة) التي لم يكن قد سيطر عليها الحوثيون كاملة. مخطط يستطيع الحوثي أن يحقق من خلاله رغبته في التوسع والسيطرة على الحكم. بينما يشفي الرئيس المخلوع غليله بالانتقام ممن ساندوا الثورة ضده ودعموها، من دماج إلى صنعاء، وبينهما آل الشيخ الأحمر والإصلاح والقشيبي واللواء علي محسن.. وثمة أحلام بعودة يتيمة إلى الكرسي..
شكل الرئيس هادي خلال هذه الفترة (لجنة رئاسية خاصة بدماج، وثلاث لجان لعمران). أنجزت لجنة (عبدالقادر هلال) في يناير 2014، أسوأ اتفاق عرفه تاريخ اليمن، تم فيه إخراج سكان دماج من بلادهم! الأمر الذي وضع مؤسسة الرئاسة في دائرة الشك، حسب مادة الفيلم. أما الحوثي فواصل طريقه منفردا بالقبائل والقرى واحدة تلو أخرى، حتى وصل إلى معقل الشيخ الأحمر في فبراير 2014، وفجر بعض بيوته في الخمري والجنات.. وهكذا ألقي في قلوب قبائل عمران الرعب ففتحوا الطريق أمام المليشيات التي توجهت في مارس لحصار مدينة عمران..
تمخضت اللجنة الرئاسية الأولى برئاسة اللواء الجائفي (20 فبراير) عن السماح لمليشيات الحوثي - التي حاصرت المدينة في صورة اعتصام - بدخول عمران بأسلحتهم ثم خيامهم!.. تبادل الجميع الأدوار لتسريع وصول جحافل الحوثي المسنودة برفاق السلاح من قوات النخبة. حتى ان اللجنة الرئاسية الثانية برئاسة اللواء قايد العنسي شكلت صدمة للجميع بتحكيمها للحوثي في القتلى الذين سقطوا في غزوة عمران!! ثم انسحب العنسي!! لتأتي لجنة ثالثة برئاسة الرويشان صاحب مقولة "لعبة الكبار" حينها أدرك الوكيل الصعر بأن اللجان الرئاسية لم تفعل شيئا، سوى سحب البساط من تحت القيادات الأمنية والسياسية في عمران.
لم تكن عملية التحقيق في "لعبة الكبار" بالأمر السهل على معدي الفيلم. تواطؤ كبير حتى في إخفاء المعلومات، فلم يكن ثمة بد من محاولة الحصول على شهود قريبين من القشيبي ذاته، وهو ما أفلحوا به، وكانت البداية عثور المليكي وصفاء على كنز ثمين: وثائق عسكرية صادرة عن وزارة الدفاع بتاريخ 26 يوليو، أي قبل شهرين فقط من سقوط العاصمة صنعاء، ومراسلات بين اللواء والقيادة، وتسريبات أخرى.
هل كان القشيبي الذي واجه التمرد الحوثي في الحروب الستة السابقة.. متهورا؟ وإذا كان الجواب بنعم، فلماذا لم يعزله هادي؟!.. وفقاً لشهادة وكيل م. عمران البكري: فقد بادر القشيبي بزيارة الرئيس هادي بصنعاء وطرح عليه تفاصيل الاعتداءات الحوثية، فوجهه هادي بالبدء في القتال! وبحسن نية تحرك العميد وبدأ تنفيذ الأمر الرئاسي (الشفوي). أما المحافظ الشيخ دماج صاحب الخبرة الطويلة في إدارة مناصب الدولة والقبيلة معا، فلم تفلح كل محاولاته سد ذرائع الجماعة، فطلب من الرئيس منذ وقت مبكر إعفاءه من منصبه، لكنه لم يفعل إلا في يونيو 2014.
وبالعودة الى وثائق الدفاع.. تناولت وثيقة سرية تعليمات مباشرة من رئيس هيئة الأركان إلى القشيبي بوصفه قائدا اللواء 310 مدرع!! صدرت هذه الوثيقة بتاريخ 8 يوليو!! اليوم الاخير لمعركة عمران!. قال قائد عسكري برتبة عقيد - حسب مادة الفيلم – إن حميد القشيبي لم يبدأ القتال إلا بأمر قيادة الدفاع.. "نحن من ضمن الضباط الذين اجتمعنا معه... وأنا كنت من ضمن من سأله: هل الأوامر تأتيك من القيادة؟ قال: نعم، ولن نضرب طلقة واحدة إلا بأمر من القيادة العليا".
لكن هل كانت وزارة الدفاع تدعم القشيبي فعلا!! والجواب في وثيقة أخرى أظهرت أن وزارة الدفاع لم تكن جادة في خوض الحرب!! كما ان القيادة السياسية والعسكرية كانت مترددة في اتخاذ قرار الحرب ومساندة اللواء!! وهو ما أكده بالفعل وزير الداخلية (حينها) اللواء الترب في لقاءات جمعته بجاليات يمنية في الخارج بعد سقوط صنعاء.. ويبقى التساؤل الأهم: لماذا لم يساند إعلام الدولة الرسمي القشيبي وصموده، ولم يصدر أي بيان من الرئاسة أو الدفاع ينافح عن ولائه الوطني، حين وصفه إعلام صالح والحوثي بالداعشي والتكفيري هو ومن معه؟َ!
في أمريكا قالت صفاء كرمان أحد معدي الفيلم إنها حاولت معرفة حيثيات التوصيف الذي أطلقه بن عمر لما يجري بأنه بين الحوثي وجماعات مسلحة!! لكن أروقة الأمم المتحدة فيما يبدو كانت قد اقتنعت تماما بتمهيد الطريق إلى صنعاء!!، أو هكذا يريد اللاعبون الكبار. أما الصغار أو بالوكالة فرأوا أن من الأفضل الذهاب لزيارة معسكر الحوثي واللقاء بأبي علي الحاكم رفقة الإعلام الرسمي. وأظهر "الصندوق الأسود" رسالة أقوى منها سطرها الرئيس هادي بنفسه عندما زار عمران في اليوم الثاني لمقتل القشيبي وسقوط المدينة ..مبشرا اليمنيين من موقعه هنا ،بأن عمران (حط فيها الاستقرار)!!
اقرأ ايضا: