مواطن يمني يروي تفاصيل رحلته إلى السعودية والمعاناة التي قابلته .. ويكشف آلية الدخول من منفذ الوديعة
اخبار الساعة - خاص بتاريخ: 03-07-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (12651) قراءة
نشر احد رواد التواصل الاجتماعي فيسبوك الناشط اكرم المطحني منشوراً يروي في تفاصيل سفره ودخوله إلى السعودية عبر منفذ الوديعة الحدودي والمعاناة التي استبشرته في رحلته.
وقال المطحني في منشور سابق له ان من كانت اوراقه سليمة وجاهزة يمكنه عبور المنفذ إلى السعودية في خلال نصف ساعة .
اخبار الساعة يعيد نشر نص المنشور :
صنعاء .. الوديعة .. جدة
سافرت محملا بكم كبير من النصائح حول ما سأحتاجه من مؤن تعينني على الصمود في المنفذ مثل "خيمة، مظلة، أكل معلب...الخ"
كانت دعوة واحدة تتكرر وتلهج بها ألسنتهم جميعا "الله يعينك"
وبما أني أحمل إقامة سعودية كان الكثير يطمئنني بأني سأتجاوز الحدود بغضون 3 أيام بخلاف الآخرين.
عزمت السفر وحجزت مع بن معمر بـ "17000" .يوم الاربعاء، وجهزت الكثير مما نصحت به، وكان "عفشي" شنطة ظهر فقط.
تحركت الحافلة الساعة 11 ليلاً، وفيها صادفت رفيق الثورة "شعيب القديمي" وكان الركاب في الأغلب مقيمين أو ممن لديهم فيزا عبور.
استمرت الرحلة للوديعة بحدود 8 ساعات مررنا فيها بأكثر من 7 نقاط حوثية. كنا نمضي من بعض النقاط بسلام والبعض يستفسر: من انت ولماذا انت ذاهب للسعودية. ويدقق في معلومات الجواز: متى تم إصداره، ومن أين، وكم عمرك ..الخ.
تنتهي نقاط الحوثي بدخولنا لمحافظة مارب واتذكر اننا مررنا بنقطة واحدة للمقاومه فقط بعد دخولنا مارب.
وأخيراً في الثامنة والنصف صباحاً بدأت تلوح أمامنا اطلال منفذ الوديعة.. اكوام من الحافلات والقاطرات، ومن العالقين .. وهناك فقط وجدنا الدولة، " من يفتشنا كانوا بالبدلة الميري"، كانوا جنوداً تابعين لعبدربه، وحسب ما سمعت فإن دخل "العسكري" في اليوم الواحد يزيد عن 30000 ريال يمني من الرشوة والوساطات، وكانوا خليطاً من كل المحافظات.
هناك وجدت أسر وعالقين لم يسمح لهم بدخول المنفذ بسبب عدم وجود جواز سفر معهم، لكن بعد ذلك يسمح لهم بـ" زايد ناقص"، صعد جنود وأنزلوا من لا يحمل تأشيرة عبور أو إقامة للسعودية، وكانوا 3 اشخاص جوازاتهم فاضيه، وبالطبع سيطبق عليهم مبدأ "زايد ناقص"
اوصلنا السواق بفضل علاقته بالجنود إلى المكتب الذي يختم لنا.. وهناك كان آخر عهدنا بالحافلة.
طابور طويل بانتظار بدء الدوام في العاشرة صباحاً، وبمجرد نزولنا من الحافلة تسابق علينا "العسكر"، لعرض خدماتهم " الفين وبختم لك خروج" وطبعا رسوم الختم هي ألف والألف الآخر حق ابن هادي"رشوة"
أعدت نظري مرة أخرى للطابور وطوله وللشمس وهي تلفح وجوههم وقررت بدون تردد دفع الألفين ..وفي ظرف دقائق ختمت وغادرت.
كان المواطنين النظاميين في الطابور يشاهدون آخرين يدفعون ويغادرون، فتجمهروا حول باب المكتب وبدأوا بـ"الصياح"، فباشر الجنود بأخذ الرشوة "عياناً بياناً"، واستلام كل جواز مصحوباً بألفين ريال.
بعد المنفذ اليمني يبدأ التعب .. مسافة 2 كيلو ونصف ستخطوها من المنفذ اليمني الى السعودي وان كنت محظوظا ستجد سيارة اجرة توصلك إلى المنفذ السعودي وبما اني ليس لدي "عفش" قررت المشي في الطريق .. ستجد على يمينك ويسارك خيم وحافلات وقاطرات كبيره تحت كل قاطرة بحدود 10 اشخاص باتوا ليلتهم تحتها وفي النهار يستظلون بها لتقيهم حرارة شمس الوديعة .. ثمة من يلتحف السماء وتحت اشعة الشمس، وكثير منهم يحمل بطاقه شخصية أو انتخابية فقط، سمعوا سابقا انه سمح ليمنيين بالدخول للسعوديه بدون جوازات (وهذا قيل أنه حصل)، على أمل ان يتكرر ذلك معهم.
يهتف احدهم بنا من داخل خيمته "عادكم جيتوا؟" نرد نعم فيقول "قد لنا اسبوع".
وأخيراً وصلت وصديقي شعيب لأول بوابة عبور للمنفذ السعودي، لنجد أمامنا طابورين، أحدهما للعوائل وآخر للأفراد.
كان هناك مجموعة من الجنود السعوديين ينظمون الطابور، صرخ أحدهم: المقيم واللي عنده تأشيرة عبور من هنا. وكان بعض اليمنيين ممن لا يحملون إقامة أو فيزا زيارة أو تأشيرة عبور يتجمهرون وهناك من يحتج فيكون الرد السعودي حازماً.. اطلق احد العسكر رصاصتين لتفريقهم وهدد آخر بإغلاق المنفذ حتى العصر ان حصلت فوضى.
المهم وصلت لطابوري الذي كان يسبقني فيه 7 اشخاص وهنا كان وداعي لرفيق رحلتي شعيب الذي لم يستطع الدخول بانتظار وصول شخص سعودي سيكفله.
دخلت المنفذ ووصلت لطابورين آخرين أحدهما للمقيمين والآخر لمن لديه تأشيرة عبور أو زيارة، حيث يتم "تبصيمهم" والتدقيق في أوراقهم، وكان مزدحماً جداً لكنه منظم، وفي ظرف 10 دقائق ختم على جوازي وتم تفتيشي وخرجت من المنفذ.
هنا معاناة أخرى، وهي بحثك عن سياره تقلك لأقرب مدينه من المنفذ.. ووجدت سيارة أوصلتني بمعية ركاب اخرين إلى مدينة شرورة السعودية. كنت قد تواصلت مع ابي ليحجز لي رحلة على الطائرة من شرورة إلى جدة غير أن أقرب رحلة كانت الاثنين، لتبدأ معاناة البحث عن فندق أو استراحة حيث ان فنادق شروره ممتلئة وتعج باليمنيين وبعد بحث انا وركاب آخرين لمدة ساعة ونصف وجدنا فندق بسعر جنوني، 400 ريال للغرفة، تقاسمناها وبعدها استقليت سيارة خاصة بعد المغرب إلى جدة.
اقرأ ايضا: