الحرب تفاقم الوضع بمنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية
اخبار الساعة - الجزيرة بتاريخ: 05-07-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (5733) قراءة
يحدو الأمل عائلات يمنية تفترش الأرض تحت شمس حارقة دون مأوى أو مخيمات أو مقومات حياة عند معبر الوديعة الحدودي، أن تسمح لهم السلطات السعودية بدخول أراضيها هربا من آثار الحرب في اليمن.
كانت قوات الجيش والأمن تطلق الرصاص لتفريق مواطنين يحاولون اقتحام البوابة الأولى بمنفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية، وعندما هممت بتصوير المشهد صاح جندي "ممنوع التصوير".
هكذا كان ملخص المشهد في منفذ الوديعة بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، حيث تتقاطر مئات الأسر والمواطنين اليمنيين الذين لا يملك معظمهم تصاريح عبور إلى المملكة.
ويحدو الأمل عائلات تفترش الأرض تحت شمس حارقة دون مأوى أو مخيمات أو مقومات حياة، أن تسمح لهم السلطات السعودية بدخول أراضيها هربا من آثار الحرب.
وتوجهت العائلات الموجودة على المعبر لنا برجاء ألا نصور أوضاعها المزرية، بينما يقف كثيرون في طوابير لا تخلو من مشادات بغية الحصول على وجبات غذائية تقدمها جمعيات خيرية للتخفيف من معاناتهم.
الحاج عمر مدهيس (50 عاما) وصل مع عائلته المكونة من عشرة أفراد إلى المنفذ قادما من محافظة الحديدة، يقول للجزيرة نت "جئت وعائلتي أحاول الدخول إلى السعودية ولا أملك أي وثائق رسمية، جئنا نازحين بسبب الحرب والجفاف والغلاء".
هنا الموت
ويشرح ظروف الانتظار في المنفذ الحدودي، فيقول إن "الوضع سيئ جدا، لا توجد خدمات، هنا موت، فلا طعام ولا ماء، وثمن عبوة المياه سعة لتر واحد 500 ريال يمني (نحو 2.3 دولار)"، محملا مسؤولية ما آلت إليه أوضاع اليمن للرئيس عبد ربه منصور هادي وسلفه علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي.
وأضاف "نحن توكلنا على الله نحو المنفذ وإن شاء الله يسمحوا لنا بالعبور"، وناشد القيادة السعودية النظر إلى أوضاعهم والسماح لهم بالدخول.
وأما محمد قائد، فهو شاب وجدته الجزيرة نت في المنفذ يبحث عن شربة ماء وسط الحر الشديد، فيقول إنه قرر العودة إلى محافظته بعد أن بقي أكثر من أسبوع، ووصل إلى قناعة باستحالة السماح بدخوله إلى السعودية لعدم امتلاكه وثائق رسمية.
المعاناة في المنفذ طالت من يمتلكون الوثائق الرسمية لدخول الأراضي السعودية، حيث يقضي بعضهم خمسة أيام قبل أن يتمكنوا من المرور.
ويقول المواطن أحمد سعيد إن أقاربه الذين ودعهم في المنفذ مكثوا خمسة أيام، وكانوا ينامون في سياراتهم، واصفا ما مرت به العائلة بالظروف القاسية.
ويعد منفذ الوديعة الحدودي المنفذ الرابع بين منافذ العبور البرية التي تربط اليمن بالسعودية، والذي ظل مفتوحا بعد إغلاق المنافذ الأخرى بسبب الحرب الجارية.
شريان وحيد
وأرجع صالح عمر بانصر نائب مدير عام جمرك الوديعة من الجانب اليمني، أسباب تدفق آلاف اليمنيين إلى المنفذ بإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية والإشاعات والأخبار الكاذبة التي تنشرها وسائل إعلام تقول إن السعودية تستقبل النازحين وإن الدخول إلى أراضيها يتم بعد إبراز الهوية الشخصية اليمنية.
وأوضح للجزيرة نت أن السعودية تسمح فقط للمواطنين اليمنيين الذين يمتلكون أوراقا رسمية بدخول أراضيها.
وأشار إلى أن القادمين إلى هذا المنفذ تتراوح أعداهم بين أربعة وخمسة آلاف، وغالبيتهم يسكنون العراء ويمرون بظروف يرثى لها.
ونفى بانصر -في حديث للجزيرة نت- جملة وتفصيلا ما يتردد على لسان قادمين إلى المنفذ بأن السعودية تسمح للمقيم اليمني باستقدام خمسة من أقاربه إلى المملكة.
وبيّن أن توافد آلاف اليمنيين الذين لا يملكون وثائق رسمية أثر كثيرا على عبور مواطنين بحوزتهم وثائق رسمية.
وتوقع بانصر قيام قوات الأمن في المنفذ بطرد المخالفين الذين لا تنطبق عليهم شروط الدخول إلى المملكة، لافتا إلى مساعٍ لم تتكلل بالنجاح بعد لإنشاء مخيمات إيواء لهم.
ونصح المواطنين اليمنيين بعدم توجه من لا يملكون منهم أوراقا ثبوتية رسمية تؤهلهم للدخول إلى الأراضي السعودية، إلى المعبر.
اقرأ ايضا: