ألطفولة المفقودة " حكايات لوضعية المهاجرين السوريين يرويها ياسمين رجبي "
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 08-07-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (6071) قراءة
ألطفولة المفقودة " حكايات لوضعية المهاجرين السوريين يرويها ياسمين رجبي "
نقلها عن فاكتور المقدونية : عباس عواد موسى
قصص وحكايات كثيرة ومتعددة تجدها وأنت تستمع لهؤلاء الذين هجّرتهم الحروب في بلدانهم . وغالبيتهم سوريون .
هنا على الحدود بين اليونان ومقدونيا تجد أيضاً المعنيون بحقوق الإنسان وكذلك تجد الإغاثيين الذين يواجهون المشقة وهم يجهدون لإغاثتهم وعلى الأخص الأطفال منهم .
بدأنا نسألهم , لأنه من الصعب أن تستمع لهم فقط . هكذا قال الناشط ياسمين رجبي رئيس جمعية ليغيس الذي لا يغيب يوماً واحداً عنهم .
بالنسبة له ولغيره من الإغاثيين باتت تلك النقطة معروفة التي يلتقي فيها هؤلاء المنكوبون . والمشهد ذاته فالمطلوب هو النجدة والمساعدة ويجب أن يتحقق ذلك بالسرعة الفورية .
يروي ياسمين الرجبي واقعة حدثت معه عندما أنقذ أباً وطفلاه الصغيران . ونقلهم بسرعة فائقة للمشفى .
" أعطيت الطفل الأصغر لعب طفلتي فاحتضن لعبة وظل يداعبها حتى نام . فسألت والده الذي دمعت عيناه وهو يجيبني : يتخيل أمه التي قتلتها قذيفة أسقطتها طائرة في بيتنا بالشام . ويفتقدها على مدار الوقت .
لا يمكنك أن تقف غير مبال وأنت ترى هؤلاء الهاربين من جحيم حرب يشنها نظامهم عليهم بأبشع قسوة عرفها التاريخ البشري .
ومن المآسي تلك الحكاية التي حدثت لأب عندما أقدم شرطي على ضربه على رأسه فشجره . وفيما كان نشطاء جمعية نون يضمدون الجرح كان القطار المتجه نحو كومانوفو قد أقلع وفيه طفلتيه . كنا قد لحقنا به وأخذنا الطفلتان في محطة بريشيفو وجمعناهما بأبيهما بعد أيام .
ويرى ياسمين الرجبي أن قانون مقدونيا الجديد بشأن المهاجرين غير الشرعيين قلّل نسبة المخاطر لتي يتعرضون لها بنسبة سبعين بالمئة لكنه كان يأمل بتغيير شامل له . ودعا وزارة الداخلية أن تسمح للمنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية أن تشارك في عمليات الإغاثة منتقداً السماح للصليب الأحمر فقط الذي يعجز عن تلبية المناط به تجاه هؤلاء المشردين .
وأوضح ياسمين الرجبي إنه من المبكر القيام بإحصائيات فالوضع الميداني متغير باستمرار . وقال إن التنسيق مع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية جار . وأضاف : ولا يعني تملص اليونان من الإغاثة أن نتخلى نحن عن إنسانيتنا تجاههم .
وطالب بإنشاء مراكز استقبال تليق بهم في " غفغيليا " و " توبانوفتسة " مجهزة بالتموين والأدوية .
وجدد انتقاده الحاد لمعسكر غازي بابا في العاصمة " سكوبية " ووصفه بأنه وصمة عار في جبين مقدونيا . وقال : " كان يجب تجديده ووضعه في بناء نصف مفتوح على الأقل . فقد جلب لنا وضعه سوء صيت أمام العالم أجمع . وأكد إن السماح للجميع بالمشاركة سيخفف من العبء الملقى على الصليب الأحمر والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وخاصة على الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد .
فاللاجئون نهر سيظل يجري بغض النظر عن المسار الذي سيسلكه . وهو ينبع من جارنا الجنوبي ويقصد هنا باليونان . وأكد إن دورهم هو تأمين ممر آمن لعبورهم فهذه البداية وعلينا أن نظل جاهزين للقادم كما قال رئيس جمعية ليغيس .
ياسمين الرجبي الذي عرفه الصوماليون والسوريون والفلسطينيون يقف ليلاً ونهاراً على الحدود اليونانية المقدونية يستقبل اللاجئين السوريين وغيرهم ويقود حملات الإغاثة لهم هناك .
المصدر : فاكتور