بيان (هام) لمحافظ عدن يوجه فيه عدة رسائل لمختلف الأطراف (نص البيان)
اصدر محافظ مدينة عدن الجديد المعين من هادي "نايف البكري" يوم أمس الأحد بيانا سياسيا هاما دعا فيه كافة أهالي مدينة عدن ومسئوليها لخوض معركة البناء في المدينة .
وتضمن البيان عدد من الرسائل السياسية التي وجهها البكري إلى أطراف مختلفة .
وفيما يلي نص البيان :
بيان صادر عن محافظ "عدن"أ – نايف البكري- رئيس المجلس المحلي
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ... (صدق الله العظيم)
السادة أهالي وأبناء مدينة "عدن" الحبيبة
اسمحوا لي بداية ان أتقدم إليكم والى كافة أبناء شعبنا العظيم بأطيب التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وتحقيق مقاومتنا الشعبية البطلة انتصاراتها ضد قوى الشر والظلام من ميلشيات الحوثي وصالح .
واليوم وعبر هذا الخطاب اسمحوا لي ان أتوجه إليكم بكلمة من القلب وأتمنى لها ان تصل إلى قلوبكم وهو أول خطاب لي بعد صدور قرار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والذي قضى بتعييني محافظا لمدينة "عدن" وهو المنصب الذي أراه "تكليفا" لاتشريفا" وسأسعى من خلاله لخدمة أهلي وناسي بمدينة "عدن" بجهد اكبر مما مضى وبالتعاون مع جهود كل الشرفاء والمخلصين من أبناء "عدن" .
السادة الأعزاء
كما تعلمون إنني "وليت" مسئولية مدينة "عدن" اليوم في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة وهي مسئولية مدينة تحاول الخروج من حرب قضت كل شيء جميل فيها ودمرت بنيتها التحتية بشكل كامل وأنهت كل المظاهر الأمنية والاقتصادية وأضرت بالخارطة السكانية بشكل كبير وهو الأمر الذي يعني إنني أقف اليوم على رأس جهاز سلطة محلية سيبدأ عمليه من نقطة "الصفر" .
إننا اليوم نقف جميعا أمام مسئولية عامة تجاه مدينة "عدن" تفرض فيها على كل شخص فيها ان يتحول إلى "محافظ" يقوم بواجبه وبما يمكن من تجاوز مدينة "عدن" لازمتها الحالية ونهوضها مجددا وهذا مانأمله اليوم بتكاتف الجميع .
السادة الأعزاء اسمحوا لي وفي هذا الخطاب ان أتوجه برسائل عدة ومن بينها هذه الرسائل رسالتي الأولى التي أخاطب فيها أهالي وأبناء مدينة "عدن"
الرسالة الأولى: إلى أهالي "عدن" كافة
ورسالتي إلى أهالي "عدن" أود التأكيد فيها على ان جميع تضحيات شهدائنا الأبرار وجرحانا لن تذهب سدى وسنسعى بكل مانملك ان نرد التضحية بالتضحية ، ومثلما وقفنا خلال أيام الحرب صفا واحدا ومثلت "عدن" روح التسامح والتعاضد والتكاتف والتضحية سنسعى اليوم ان تكون "عدن" مثالا أفضل للتضحية والتعاون والمساعدة بين جميع الأطراف في معركة البناء وإعادة الحياة إلى ماكانت عليه .
ان المسئولية الملحة التي تقع على عاتقنا اليوم بعد انتهاء الحرب ب"عدن" هي عودة عشرات الآلاف من النازحين إلى ديارهم بمديريات المعلا وخور مكسر والتواهي وصيرة (كريتر) .
هؤلاء الناس الذي اضطروا مجبرين على ترك ديارهم وعاشوا ظروف صعبة لايعلم بمرارتها إلا الله سبحانه وتعالى ، لذلك فان من أولى المسئوليات التي سنسعى لها اليوم هي السعي لأجل توفير ظروف مناسبة لعودة النازحين إلى بيوتهم بما ذلك إعادة التيار الكهربائي والمياه إلى هذه المناطق.
والمسئولية الثانية التي تقع على عاتقنا في السلطة المحلية وعلى عاتق الجميع هو تطبيع الحياة العامة في كافة مديريات مدينة "عدن" وعودة الأمور إلى نصابها الطبيعي ،وليثق الجميع هنا إننا سنبذل كل جهدنا وسنعمل على الإسراع في هذه المهمة.
وما اطلبه في خطابي هذا من المواطن البسيط ان يكون لنا "عونا" في السلطة المحلية وان يسعى بكل مايملك من جهد لأجل ان يقف إلى جانبنا وبما يمكن مدينة "عدن" وأهلها الخروج من هذه المحنة .
الرسالة الثانية : إلى موظفي الحكومة والسلطات الأمنية والعسكرية ب"عدن"
رسالتي الثانية التي أوجهها اليوم موجهة إلى كافة موظفي القطاع الحكومي بمدينة "عدن" بقطاعاته المتعددة من أمنية وعسكرية وخدمية وأقول لهم أنكم يدنا التي ستسعى لتحويل الصعب والمستحيل إلى أمور سهلة تمكن "عدن" من النهوض مجددا.
واعلموا ان دوركم اليوم هو أعظم أثرا من أي مرحلة سابقة لذلك فان احتياج السلطة المحلية لجهودكم اليوم هو احتياج اكبر من أي مرحلة سابقة وعشمنا الكبير ان تكونوا جميعا دونما استثناء حاضرين في كل اللحظات القادمة .
وحضوركم وواجبكم هو الأداء التام والناجز لأعمالكم ومن ذلك التزام منتسبي الأمن والقوات المسلحة بمهامهم والتزام موظفي المياه والكهرباء والاتصالات والطرقات والصحة وجميع القطاعات الأخرى بأداء مضاعف لأعمالهم .
وبجهودكم أيها "الخيرين" اعلموا إنكم تختصرون وقت النهوض الحقيقي لمدينة "عدن" مجددا واكتسابها دورها الريادي والحقيقي بين مدن العالم كافة .
لذلك فالمطلوب من الجميع شحذ الهمم وتوحيد الجهود وكما تعلمون إنكم ستواجهون ظروف عمل صعبة بسبب الأضرار التي طالت المنشاءات العامة والمطلوب منكم هنا تقديم المزيد من التضحية والتحمل لأجل أهلكم في "عدن" .
الرسالة الثالثة: إلى الوزراء في الحكومة والمسئولين بشكل عام
لايخفى عليكم أيها الأعزاء حجم الضرر والدمار الذي طال مدينة "عدن" منذ بدء الحرب الظالمة التي شنتها ميلشيات الحوثي وقوات صالح وكما تعلمون ان مدينة "عدن" كانت المدينة الوحيدة التي هجر عشرات الآلاف من أهلها إلى خارجها .
ورسالتي إليكم اليوم تتضمن نداء عاجل وهام نطالبكم فيه بالوقوف بشكل جاد وحقيقي مع معاناة الناس في "عدن" وتقديم يد العون لهذه المدينة بما يسهم في نهوضها مجددا .
ونتمنى في هذا المقام ان تولي الحكومة رعاية خاصة خلال المرحلة المقبلة لمدينة "عدن" بما يمكنا من استعادة حياتها الطبيعية والاعتراف بان الضرر الذي نال مدينة "عدن" كان اكبر من أي محافظة أخرى لذا فان عامل الاهتمام بهذه المدينة من خدمات ومشاريع وإعادة تأهيل يجب ان يكون اكبر وهذا هو أملنا في الحكومة خلال المرحلة المقبلة .
الرسالة الرابعة: إلى دول التحالف والمنظمات الدولية
لايسعني في هذا الخطاب إلا ان أجدد الشكر الجزيل لقيادة قوات التحالف العربي وعلى رأسها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع دول التحالف لما قدموه من جهد عظيم مكنًا من تحرير مدينة "عدن" .
وإنني إذ أقف اليوم لأشكر دول التحالف أود تجديد التأكيد على إننا نأمل في السلطة ان يظل حلفائنا في الحرب حلفاء أيضا في مرحلة السلم والبناء وإعادة التعمير .
وأملنا في قيادة دول التحالف ان تظل إلى جانبنا وان تمد يد العون لنا بما يمكننا من انجاز مرحلة الإعمار وإعادة التأهيل وثقتنا في ذلك "كبيرة".
الرسالة الخامسة : إلى كافة القوى السياسية والأحزاب في "عدن"
كما تعلمون أيها الأعزاء ان المرحلة القادمة في "عدن" مرحلة شديدة الخطورة وتحتاج وبشدة إلى المزيد من التلاحم والوحدة الوطنية وبذل التضحية والفداء لأجل الهدف المشترك .
لقد أظهرت جميع القوى السياسية في "عدن" دونما استثناء خلال الحرب استشعارا كبيرا بالمسئولية واصطف الجميع صفا واحدا في معركة الدفاع عن "عدن" ووصل الأمر إلى ان الجميع نسي انتماءاته السياسية والجهوية وتحول الكل إلى كيان واحد يعمل بروح واحدة .
واليوم وبعد اقتراب الحرب من نهايتها نجد إننا أحوج مانكون ان نجدد ونعيد كرة التلاحم والاصطفاف الوطنية بين كافة المكونات السياسية والقوى الفاعلة بما يمكنًا جميعا من النهوض بمدينة "عدن" مجددا .
وما نأمله اليوم من هذه القوى السياسية مجتمعة ان تبتعد عن المماحكات السياسية و تفويت الفرصة على من يريد خلق الأزمات الداخلية وان يسعى الجميع لتسجيل حضوره السياسي الايجابي وبما فيه مصلحة جميع أهالي "عدن" .
وثقوا إننا سياسيا سنقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية ولن ننحاز لطرف ضد أخر وأننا مثلما عهدتمونا سنظل إلى جانب "القضية الجنوبية" ومطالب أبناء الجنوب في إيجاد الحل العادل والحقيقي لقضيتهم التي هي قضيتنا جميعا.
وثقوا إننا سنكفل حق التعبير والحضور السياسي لكل الأطراف دونما استثناء .
ختاما
إننا في قيادة السلطة المحلية لن نطلق "الوعود"ولن نحدد فترة زمنية سندعي فيها إننا سنغير كل شيء ولكننا سنقول للجميع ونعد أهالي مدينة "عدن" ان نكون جنودا مخلصين لمدينة "عدن" وللوطن بشكل عام وان نبذل كل جهدنا لما فيه الصالح العام ونجاحنا مرتبط بتعاون الكل معنا .
وفق الله الجميع لما فيه مصلحة هذا البلد ورعاكم الله وحفظكم
نايف البكري -محافظ محافظة "عدن"
26 يوليو 2015 –"عدن"