علي ناصر محمد : الحوثي وبنعمر رشحاني رئيساً لليمن "نص الحوار"
اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 04-08-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (11903) قراءة
كشف رئيس جمهورية اليمن السابق علي ناصر محمد، عن عرض تقدم به الحوثيون وصالح وباركه المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بنعمر، بتصيبه رئيسا لليمن، وذلك عقب اضطرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تقديم استقالته في وقت سابق تحت ضغوطات الجماعات المسلحة.
وأشار إلى أنه اشترط للموافقة على هذا العرض حصول توافق محلي وإقليمي ودولي حتى يقبل بذلك، نسبة للوضع الحرج الذي تمر به اليمن، مشددا على استمرار سعيه الدؤوب إلى إيجاد حل للأزمة في بلاده، مشيرا إلى أنه لا يبحث عن العودة إلى كرسي الحكم من جديد، مجددا عزمه عدم العودة إلى السلطة مرة أخرى.
وجدد ناصر في حوار مع "الوطن" السعودية، تمسكه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216 كمدخل رئيس لتحقيق السلام في بلاده، داعيا الحوثيين إلى الانسحاب من كافة المحافظات دون شروط، وإعادة الأسلحة التي نهبوها إلى مخازن الجيش.
ولفت علي ناصر محمد، إلى أن تواصله الدائم مع إيران لا يعني تأييده تصدير الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة، وأن علاقته بنظام الرئيس السوري بشار الأسد قائمة منذ عام 1970، مشددا على أن موقفه من الأزمة السورية يتمثل في التوافق السياسي دون حرب.
نص الحوار:
كيف تقيم الأوضاع في اليمن حاليا وإلى أين تسير؟
أقل ما توصف به الأوضاع الراهنة هي أنها مأساوية في كل الجوانب، خاصة ما لحق بالبنية التحتية، والمساكن ومؤسسات الخدمات، وبلغت الأوضاع الإنسانية درجة غير مسبوقة من البؤس. كما أن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ليست بأفضل حال. ونأمل أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن، ويبدأ البحث عن حلول سلمية وسياسية للأزمة، وأن تلعب المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول الشقيقة والقوى الإقليمية والدولية دورا محوريا في ذلك. ونرى أن استقرار اليمن وتنميته يصبان في مصلحة أمن واستقرار المنطقة، لما تتمتع به اليمن من موقع استراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الأفريقي والمحيط الهندي.
بصفتكم رئيسا سابقا، ما المخرج الفعال من هذه الأزمة؟
المخرج كما نراه ويراه غيرنا هو في وقف الحرب أولا، وانسحاب القوات التابعة للحوثيين وعلي صالح، وعودة كل الفرقاء السياسيين في اليمن إلى الحوار، وفقا للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة القرار 2216 وبقية المرجعيات.
تقدمت بمبادرة لجامعة الدول العربية، على ماذا احتوت؟
المبادرة تتكون من عشر نقاط، وسلمنا نسخة منها إلى الأمين العام للجامعة نبيل العربي، الذي رحب بها، كما أرسلناها وناقشناها مع كافة الأطراف المعنية بالشأن اليمني، محليا، وإقليميا، ودوليا. وأهم ما جاء فيها الوقف الفوري للحرب. والانسحاب الفوري غير المشروط للحوثيين وأنصار صالح من المدن التي اجتاحوها، وتسليم المحافظات إلى قيادات عسكرية وأمنية من أبنائها، والشروع في إنشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين، والبدء الفوري في أعمال الإغاثة للمتضررين، والإفراج عن جميع المعتقلين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وزملاؤه، ووقف كل الحملات الإعلامية المتبادلة، والبدء في حوار سياسي بناء، وعودة كل القوى السياسية دون استثناء وبدون شروط مسبقة إلى حوار وطني شامل، تحت إشراف دول مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودعوة الأطراف الإقليمية والدولية إلى وضع استراتيجية تنموية شاملة، تضمن إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتعويض المواطنين عن ممتلكاتهم، وتأهيل اليمن ليكون جزءا من محيطه الإقليمي بما يسهم في أمن واستقرار المنطقة كلها وازدهارها.
التقيت في القاهرة وفدا رفيعا من قيادات المؤتمر الشعبي العام، وقابلت في مسقط قيادات حوثية، أواخر شهر مايو، ما سر هذه اللقاءات؟
ليس هناك سر أُخفيه، فلقاءاتي كلها في العلن، ونتوخى منها صالح الوطن والمواطن. وكما أكدت أكثر من مرة فأنا ألتقي الجميع من كافة الأطراف والأطياف السياسية، وكما أشرتم في سؤالكم فقد التقيت مؤخرا وفدا من المؤتمر الشعبي العام في منزلي بالقاهرة، وقبلها بوفد من الحوثيين في عمان وفي القاهرة أيضا، وليس هؤلاء وحدهم الذين التقيت بهم، فقد سبق والتقيت وفودا تمثل الحراك الجنوبي، والحزب الاشتراكي، وحزب الإصلاح، والناصريين، والبعثيين، والتجمع الوحدوي. كما قابلت شخصيات اجتماعية، وأكاديمية، وإعلامية، وثقافية، وكل هذه اللقاءات والجهود والاتصالات تصب في محور البحث عن حل للأزمة التي يعيشها اليمن حاليا. ولا يمكن إيجاد حل إلا باللقاء والحوار بين كل الأطراف، وآخرها لقاؤنا في القاهرة بنائب الرئيس خالد بحاح. كما تواصلت مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وكل هذه اللقاءات تهدف إلى إيجاد حلول عادلة.
أكدت معلومات سابقة وجود تنسيق بين المؤتمر والحوثيين لاختياركم رئيسا لليمن.. لماذا؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها عليّ تولي منصب الرئاسة في اليمن، فقد عرض علي ذلك عام 94 من قبل الرئيس صالح ونائبه علي سالم البيض، وكان العرض في ظل أجواء الحرب، لهذا اعتذرت عن قبوله، وطالبت الرجلين بالحوار بدلا من الاقتتال الذي دفع الشعب اليمني وما زال يدفع ثمنه غاليا حتى اليوم.
أما العرض الأخير الذي تشير إليه فقد كان عقب استقالة الرئيس هادي السابقة، وبموافقة كافة القوى والأحزاب السياسية الرئيسية وبمباركة ممثل الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر. وكذلك التقيت في أبوظبي سفيرة الاتحاد الأوروبي التي قدمت لي نفس العرض وطلبت مني أن أعود إلى اليمن. وكان ردي على هذا العرض أن يحظى بتوافق وطني وتفاهم إقليمي ودولي، لأنه يأتي في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، مما يتطلب مثل هذا التوافق الوطني على طريق المصالحة الوطنية الشاملة.
كثير من الجدل يدور حول زيارتكم طهران، أوضح لنا ماذا حملت تلك الزيارة؟
نحن لا ننفي أن لنا علاقات بإيران كغيرنا من دول المنطقة، فقد كانت طهران تكرر أكثر من 3 ملايين و600 ألف طن من النفط الخام في مصفاة عدن، في الوقت الذي انسحبت فيه شركة (بي بي) البريطانية لأسباب سياسية واقتصادية. لم تتح لي زيارة إيران عندما كنت في السلطة، لكني زرتها لأول مرة عام 1998، والتقيت أثناءها هاشمي رفسنجاني وعددا من المسؤولين الإيرانيين. كما التقيت مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية، وأكدت في محاضرة ألقيتها هناك على الثوابت الثلاثة التي قامت عليها سياستنا في علاقاتنا بإيران، وهي أننا لسنا مع مبدأ تصدير الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة، وأننا مع حل مشكلة الجزر الإماراتية عبر الحوار والحل السلمي، وأننا نقف مع الحل الذي يرتضيه الشعب الفلسطيني لحل قضيته. الذي أريد تأكيده هو أننا لا نرهن مواقفنا لأحد، ولا نبيع مواقفنا ولسنا تابعين لأحد في أي مكان.
أثار وصفك ميليشيات الحوثي وصالح باللجان الثورية والجيش استياء واسعا في الأوساط الشعبية ولجان المقاومة وأسر الشهداء والجرحى، بينما تنادي بحقن الدماء ومطالبتكم بالحوار، ألا ترى في ذلك تناقضا؟
المسميات ليست هي المهمة، ولكن المهم من وجهة نظرنا هو الموقف من الحرب وإراقة الدماء، نحن من أوائل من وقفوا إلى جانب الحراك الجنوبي، وثورة التغيير في الشمال. لم نقف مع الاعتداء على عدن ومهاجمتها، ومنذ اليوم الأول طالبنا الحوثيين وأنصار المخلوع صالح بالانسحاب الفوري غير المشروط من كافة المدن والمحافظات، وأكدنا على حق تقرير المصير لشعب الجنوب، وسيظل الشهداء والجرحى وأسرهم ورجال المقاومة محل احترامنا وتقديرنا، كما هم محل احترام وتقدير شعبنا العظيم الذي يقدم التضحيات في كل يوم.
لماذا صمتم حول قرار الأمم المتحدة 2216 القاضي بإلزام الحوثيين بتسليم السلاح الذي استولوا عليه من مخازن الجيش؟
لا أعلم ما هو الصمت الذي تشيرون إليه، فعندما نطالب باعتماد حل سياسي وسلمي للأزمة ووقف الحرب، والانسحاب من عدن وبقية المحافظات، والعودة إلى الحوار الوطني وفقا للمبادرة الخليجية، واتفاقية السلم والشراكة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فهل نحن صامتون عن المطالبة بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2216؟ المبادرة التي تقدمنا بها والتي أشرت إليها في جواب سابق تتفق في جزء كبير منها مع القرار الأممي المشار إليه، ويمكنكم العودة إليها.. نحن مع تشجيع الحوثيين على أن يتحولوا إلى حزب سياسي ويكونوا جزءا من العملية السياسية، وأن يكون السلاح بيد الدولة وحدها.
فيما تؤكد مرارا عدم رغبتك في أي منصب مستقبلي في اليمن، ماذا تريد من جولاتك المتكررة بين طهران وروسيا وسورية وعمان.. وماذا تبحث عنه بالتحديد؟
جروح الوطن والدمار الذي لحق به، وحجم الضحايا من شعبنا يلزمنا بضرورة التحرك في كل اتجاه، بحثا عن مخرج، وقد أكدت مرارا وتكرارا منذ تركت السلطة أنني اكتويت بنارها، واكتوى شعبنا بنيران الحروب في الشمال والجنوب، وأنا لا أبحث عن منصب، ولم أستفد من السلطة في الماضي كغيري من الحكام، لأنني لا أركض وراء السلطة والمال، ولكن الآخرين هم من يأتون إلينا وقت الأزمات.
الزيارات التي نقوم بها إلى تلك الدول ليست الوحيدة، بل قمنا أيضا بزيارات إلى الإمارات وقطر ومصر ولبنان، كما التقيت مسؤولين سعوديين بحثا عن حل للأزمة التي تمر بها بلادنا وليس بحثا عن منصب كما يستشف من سؤالكم. وارتباطي بالقضية الوطنية وقضايا شعبي هي الدافع لكل تحركاتي ونشاطي السياسي، بما يخدم كافة القضايا النبيلة التي يناضل شعبنا في سبيلها ويدفع في طريق تحقيقها الدماء والتضحيات حتى اليوم.
موقفكم الداعم لنظام الأسد في سورية، ألا ترون أنه تأييد لما يقوم به تجاه شعبه، وتأكيد للتوجه الإيراني في المنطقة؟
علاقتي مع سوريه بدأت عام 1970 واستمرت تلك العلاقات مع سورية كدولة وقيادة وشعبا، بل إننا في مرحلة معينة أرسلنا قوات إلى سورية، للوقوف مع شعبها ضد الكيان الصهيوني، دعما للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لذلك لا أخفي دعمنا لشعبنا العربي السوري في محنته وبما يجنب سورية أي محاولات لتمزيقها وتفتيت كيانها الواحد. ونرى أن الحرب ليست هي الحل، ولا بد من البحث عن توافق سياسي هناك.
صف لنا مشاعركم حيال تحرير عدن من ميليشيات الحوثي وصالح؟
ارتباطي بعدن تاريخا وإنسانا يؤكد على الدوام أنها قاعدة الانتصار، وكانت عصيه أمام كل محاولات إخضاعها عبر تاريخها النضالي الطويل ولا تزال. وما جرى فيها لا يخرج عن هذا السياق، ونحن نأمل أن يعود إليها الأمن والاستقرار عبر أبنائها الشرفاء الذين يسطرون دوما الانتصارات. وستبقى عدن مركزا مشعا للمدنية والتنوير والتعايش.
كيف ترى الأوضاع الإنسانية في اليمن؟
لا نريد، ولم نكن نتوقع أن تحل هذه الكارثة بعدن وأبنائها الشرفاء وبكل أبناء الوطن اليمني، وذلك مدعاة لكي تبذل كل الجهود الأكثر عمليا لوضع برنامج إغاثي سريع، ليعود الأمل وتعود الابتسامة إلى وجوه أبناء هذه المدينة الباسلة، وإلى شفاه كل اليمنيين.
لماذا غبتم عن مؤتمر الرياض؟
لأنه لم توجه إلينا دعوة رسمية للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر.
التدخل الإيراني في اليمن سبب رئيس لكل المشكلات، ألا ترى أن هذا التدخل زعزعة لأمن المنطقة؟
منذ أن وضعت بلادنا تحت الوصاية الدولية والإقليمية والكل يتدخل، ومن حيث المبدأ نحن ضد أي تدخل أجنبي في بلادنا يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، أو يهدد أمن واستقرار دول المنطقة والمصالح الدولية. ومع مبدأ أن تقوم العلاقات بين الدول على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى المصالح المتبادلة.
اقرأ ايضا: