وسط تجاهل القائمين على الشباب .. خيول العاصمة تموت جوعا !!
تعرض نادي العاصمة لضربات موجعة عقب وفاة عدد من الخيول البطولة التي حققت مراكز متقدمة على مستوى البطولات المحلية كانت فيها تلك الخيول أبطال جمهورية سواء في مسابقات قفز الحواجز أو التقاط الأوتاد بعد أن شهدت لها ميادين رياضة الآباء والأجداد بلوغ منصات التتويج وحصد الذهب .
ورغم أن نادي العاصمة للفروسية يعد المتنفس الوحيد لرياضة الفروسية في الجمهورية اليمنية كنادي رياضي متخصص في رياضة وألعاب الفروسية في بلادنا إلا أن النظر إليه من قبل المهتمين بالشأن الرياضي والقائمين عليه ما يزال قاصرا رغم مساعي إدارة النادي لتحسين وضع النادي والخطة الطموحة التي وضعت لتطوير مرافق النادي قبل خمس سنوات والتي أحبطها الحالة التي مرت بها البلاد في السنوات الخمس الماضية وغض طرف القائمين على الشباب والرياضة في بلادنا عن كثير من متطلبات الاهتمام بهذه الرياضة كنادي متخصص يفترض أن يحظى بأكبر قدر من الاهتمام والتشجيع لضمان الاستمرارية والتطور في مجال رياضة الآباء والأجداد .
يقول مسئول الإشراف والمتابعة في النادي الكابتن جمال الطويل بأن النادي واجه ظروفا قاسية في السنوات الخمس الأخيرة وصل بنا الحال لبيع سيارات النادي بالإضافة إلى سيارة الكابتن محمد القملي بهدف إطعام الخيول في ظل الوضع الاقتصادي الصعب للنادي في هذه الفترة وعدم تجاوب الشباب والرياضة معنا بالشكل الكامل لمستحقات النادي مع غياب الداعمين والرعاة وسفر العديد من ملاك الخيل بالنادي للخارج نتيجة الأحداث التي تشهدها بلادنا في الفترة .
وأضاف الطويل لقد توفي علينا في العام المنصرم أربعة خيول لعل أبرزها الفرس النجمة والتي تعد بطلة جمهورية في مجال القفز وهي من الخيول الثوربرد والذهب وبنت اللؤلؤة والتهامي كلها رحلت في العام 2014م .
وأضاف الطويل في هذا العام لحق برحلة الموت جوعا أربعة خيول لعل أخرها وأبرزها على الإطلاق الفرس العنقاء واحدة من أبطال الجمهورية ومن صهوات الجياد التدريبية للفئات العمرية وغيرها بالإضافة للعزيزة والمرجانة والصافنه .
من جانبه أكد أمين عام الاتحاد العام للفروسية ومدير نادي العاصمة جميل على بشر أن أسباب الوفاة ترجع لقلة التغذية وخاصة الغذاء الأساسي لصحة الخيل والمتمثل في الشعير بسبب ارتفاع أسعاره والتي بلغ سعر الكيس الواحد إلى تسعة ألاف ريال في الآونة الأخيرة خصوصا إذا ما علمنا أن الخيول بحاجة لثلاثة إلى أربعة أكياس في اليوم الواحد واختلاف الغذاء وبرنامجه مما يصيب الخيول بتلبك معوي يؤدي أحيانا للوفاة للخيل .
مبنيا إلى أن زيادة مديونية النادي وعدم انتظام مخصصات النادي من قبل صندوق النشء والشباب أدى إلى امتناع الموردين لغذاء الخيول للنادي إلا بعد استيفاء مستحقاتهم السابقة مشيرا إلى أن مستحقات خاصة بالنادي منذ العام المنصرم 2014 م لم تصرف بعضها إلى الآن .
مشيرا إلى أن غياب الجانب البيطري الذي كان قد وفره الاتحاد العام للفروسية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة حتى مطلع العام 2011م كان عاملا مهما في الحفاظ على صحة الخيول ونقص الأدوية أدت إلى مضاعفة حالات الوفاة وفقدان العديد من متطلبات الخيول من علاجات وأدوية وأغذية وبروتينات متخصصة للخيل فاقم الوضع الصحي للخيول في النادي .
نادي العاصمة والذي منح مساحة واسعة لمحبي ورواد هذه الرياضة الآصيلة يعيش اليوم واحدا من أسوء فتراته بعد أن كان مزارا لمحبي هذه الرياضة ومتنفس عشق لفرسانها وسط تجاهل وصمت حكومي سواء على مستوى وزارة الشباب والرياضة أو آمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وغياب الداعمين بالاستثناء الجميل الأستاذ عبد الله قاسم جلب الذي يقدم جل ما يستطيع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ركام صهوات العاديات في العاصمة صنعاء .