من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي ... شهرية "صوت الوطن"
من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي
شهرية "صوت الوطن"
شاكر فريد حسن
تعتبر شهرية "صوت الوطن" من المجلات الفلسطينية التقدمية الصادرة في المهجر والمنفى . بدات بالصدور في أيلول عام 1989 في قبرص ، وتوقفت عن الصدور عام 1993 . تولى رئاسة تحريرها الباحث والمفكر الشيوعي الفلسطيني المتنور د. ماهر الشريف ، بينما شغل منصب سكرتير تحريرها الصحفي الفلسطيني نعيم ناصر ، وكانت تصدر عن موسسة "نصار" للنشر والتوزيع.
وكان محررها والمشرف العام عليها قد حدد أهداف المجلة ضمن زاوية "من المحرر" في العدد الأول من انطلاقتها ، مؤكداً بأنها "ستكون معبرة في المقام الاول عن هموم وطننا فلسطين وعن آمال شعبنا وطموحه الى اقامة دولة حرة وديمقراطية ، وستكون في ذلك منفتحة على كل الوطنيين الفلسطينيين ". مضيفا :" في الوقت ذاته ، وادراكاً منا للترابط العضوي بين قضية شعبنا وقضايا الشعوب العربية الشقيقة الأخرى ، ستكون أيضاً داعية الى السلام ومنافحة عن قيم الحرية والديمقراطية وحق كل شعب في اختيار طريق تطوره ، بعيداً عن كل أشكال القهر والعدوان".
واهتمت "صوت الوطن" بتنويع المواد المنشورة فيها ، وحرصت على انتقاء ونشر المقالات والمداخلات والكتابات الجادة الهادفة، ذات البعد الوطني والرؤية التقدمية الثورية المنحازة للفكر الطبقي الايديولوجي ، فكر الطبقة العاملة . كما اعتنت بالشؤون والقضايا الفلسطينية الراهنة وتناولت مواضيع الساعة المتعلقة بالقضية الوطنية الفلسطينية.
وقد ساهم حشد من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين في رفد واثراء "صوت الوطن" باسهاماتهم ومداخلاتهم ومواضيعهم السياسية والفكرية والثقافية والأدبية ذات المضامين الانسانية الفلسطينية التقدمية .
وغني عن القول، أن "صوت الوطن" شكلت منبراً للثقافة الوطنية الفلسطينية التقدمية والديمقراطية ، ومنبراً للحوار والسجال والصراع والتغيير، ولسان حال لقوى الحرية والتقدم والعدل والخير والنور ، وصوتاً للمهمشين وفقراء الشعب والكادحين المحجوبين عن دائرة النور المظلم في ظلمة منيرة ـ على حد تعبير جبران خليل جبران ـ وراء ضجيج الماكنات ووسط أدخنة الورش والمصانع ، الطامحين بالحياة والمستقبل والغد المشرق.
وقد أعطت "صوت الوطن " لنفسها مهمة ودور ووظيفة المجلة الثقافية الديمقراطية والتقدمية التنويرية ، مما جعلها تلقى تجاوباً وترحيباُ حاراً وشاملاً من الأوساط والنخب الفكرية والثقافية الفلسطينية الطليعية. وكانت ذات رسالة تقدمية واضحة ومغايرة ومختلفة عن الكثير من المجلات والدوريات الفلسطينية والعربية المهاجرة التي صدرت خارج الوطن ،وكان يفوح من حبر بعضها رائحة "النفط" و"البترودولار" ويطغى على حروفها البؤس والركاكة والهشاشة.