اخبار الساعة

ناشطة يمنية تروي تفاصيل منعها من دخول البحرين وطرد ناشطين يمنيين وتتهم رياض ياسين بأنه السبب

اخبار الساعة - خاص بتاريخ: 01-11-2015 | 9 سنوات مضت القراءات : (5399) قراءة
اتهمت ناشطة يمنية ان قرار منعها من دخول البحرين وطرد زملاءها جاء بعد زيارة مفاجئة لرياض ياسين وزير الخارجية اليمني المكلف من هادي إلى المنامة.
 
وقالت ان السلطات البحرينية اخبرتها بالمطان انها لم تطلب منعهم من دخول البلاد، وإنما نفذت ما طُلِبَ منها.
 
جاء ذالك في منشور كتبته الناشطة أسماء الهمداني" علي صفحتها بفيسبوك عن الحادثة أوردت فيه الكثير من التفاصيل حول طريقة احتجاز عدد من الناشطين في مطار المنامة بالبحرين.
 
منشور اسماء الهمداني بدأته بكلام أعلنت فيها موقفها من كل ما يحدث في اليمن من خراب وقتل في عدن وتعز وصنعاء وغيرها، وتحمل مسئولية هذه الكارثة جميع الأطراف دون استثناء، وتعلن فيه دعواتها لنجاة اليمنيين من إعصار شابالا، كما تشكر كل من تضامن معها وزملائها.
 
وفيما يلي الجزء المتعلق بالحادثة كما رصده موقع "اخبار الساعة" :
 
وفيما يخص ما حدث لي في مطار البحرين أوضح التالي قبل سرد القصة: 
١) دعيت الى حوار المنامة المنسق عبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للحضور فقط (بدون مشاركة) قبل شهرين وحصلت على تأشيرة الدخول من قبل وزارة الداخلية البحرينية في بداية شهر أكتوبر. 
٢) هذا الحوار سنوي معني بشؤون أمن المنطقة بشكل عام ويحضره سياسيون، باحثون مستقلون وإعلاميون ووفد حكومات وليس عن اليمن فقط ولكن عن المنطقة باكملها. 
٣) قبل ان ادخل الطائرة في طريقي للمنامة بقليل أكدت مع الجهة الداعية والمنظمة تفاصيل رحلتي والمواصلات من والى الفعالية ورتبت عودتي يوم ٢ نوفمبر (اي انني سأحضر النقاش وأغادر بعدها مباشرة بالرغم من ان تأشيرتي متعددة الدخول).
٤) قالت لي احدى الضابطات ان هذا الاجراء نفذته الحكومة البحرينية ولكنها لم تطلبه وتواصل معي شخص دبلوماسي رفيع المستوى مشارك في حوار المنامة ليعلمني بانه تحدث مع رياض ياسين شخصيا الذي اخبره بانه هذا الطلب جاء من حكومة الرئيس هادي.
هذا هو ما حصل عند وصولي مطار بحرين الدولي الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم ٣٠ أكتوبر. مباشرة بعد نزولي من الطائرة ذهبت الى قسم الجوازات وانتظرت دوري في الطابور وعندما وصلت الى الضابط سلمته جوازي مع تأشيرة الدخول فطلب مني ان انتظر الى ان يستدعوني، وأصر على بقاء جوازي معه مما اثار تسأولي. بعد ان غادر كل القادمين وهدأت حركت المطار (تقريبا ٤٥ دقيقة) أتى ضابط اخر وفي يده جوازي وطلب مني تذاكر سفري وبطاقة أمتعتي وسألني أساله عادية مثل: من اين أتت رحلتك؟ متى عودتك؟ وما هي جنسيتك؟ 
أجبته بالرغم من ان الاجابات واضحة لان جوازي معه وبعد ان أخذ الأوراق الإضافية مني، طلب مني الانتظار مرة اخرى. عاد بعد ٢٠ دقيقة تقريبا وجوازي مازال في يده وكانوا قد اخذوا عفشي معهم وقال لي: (انت غير مرغوب بك في البحرين وستغادرين البلاد) فرديت عليه (لماذا؟ عندك الفيزا والدعوة) فرد (لاتوجد لديك فيزا)، فرديت (هاهي أمامك) فقال (تصرفي مع الجهة المنظمة ولكن من طرفي لن اسمح لك بالدخول) فطلبت منه هاتف للاستخدام فرفض وقال لي ان اذهب الى جهة اخرى للبحث عن تلفون وتركني مرة اخرى وكل وثائقي وأغراضي معه، علما بأنني لا أستطيع ان أغادر المنطقة التي تركني فيها. بعدها اتصلت للجهة المنظمة الذين كانوا يشعرون بالحرج الشديد والصدمة في الوقت ذاته. نصحني احد المنظمين ان لا أرد عليهم بحده خوفا من ان يعتقلوني او ما هو العن منه. كما أخبرتني احدى الموظفات من الجهة المنظمة بان السلطات البحرينية ألغت عدة فيز خاصة باليمنيين فجأة وبدون ابداء اي أسباب - وهو من صلاحيات البحرين السيادية- عندما سألتها عن الاشخاص الذين تم إلغاء تأشيراتهم ردت (عبدالسلام محمد، فارع المسلمي وعبدالله حميد الدين) ولاحقا علمت بان د. فضل Fadhl Al-Maghafi مر بنفس التجربة. بعدها ذهبت ابحث عن الضابط وقلت له، (اعطيني جوازي، اريد المغادرة فأنا لم أعد راغبة في دخول بلادكم) ورد (سيبقى جوازك معي الى ان نجد لك حل)
واتصلت مرة اخرى للجهة المنظمة اطلب منهم ان يرتبوا لي مخرج من البحرين وقالت انها وزملائها سيفعلوا ذلك كما أخبرتني بان زميلي فارع المسلمي داخل البحرين وبان الأمن يبحث عنه في الفنادق وكل هذا يتم "بالصدفة" بمجرد وصول القائم بأعمال وزير الخارجية رياض ياسين. 
تمكنت بعدها من التواصل مع فارع وأبلغته بما أفادتني الجهة المنظمة وبكل بساطة قال فارع: (سأذهب لحزم أمتعتي واتجه الى المطار الان).
وبينما كنت في قيد الاحتجاز مر من امامي عدد من الدبلوماسيين السابقين في اليمن والحاليين وكما صادفت عدد من الكتاب والباحثين العرب والأجانب الذين اعرفهم من قبل، كما صادفت زميل من قناة العربية كنت اعمل معه في ٢٠١٢. أبدى الجميع صدمتهم واستغرابهم للموقف وتضامنوا معنا.
بعد حوالي ٨ ساعات من الاحتجاز من دون ان افهم اي شي (غير انني غير مرغوب في وجودي في البحرين) وبعد ان تواصل عدد من الدبلوماسيين مع السلطات البحرينية سمحوا لي بالتمشي في صالة المغادرة ولكن بمرافقة ضابطة أمن للاكل والشرب. هنالك التقيت بالزميل فارع المسلمي الذي ايضا كان بمرافقة ضابط أمن اخر وجلسنا للحديث في احد الكافيهات وبعدها اذ بثلاثة رجال من وزارة الخارجية بالظهور في نفس المكان. ومن باب تخفيف شدة وضغط الموقف، طلبت من فارع ان نتمشى في السوق الحرة لنرى من سيتبعنا وبالفعل سار ورآنا الضابط والضابطة الرسمين والثلاثة المتخفيين. وفي الحقيقة ان هذه اول مرة في حياتي اشعر بأهميتي والخوف مني وفي ذات الوقت تحدثنا انا وفارع بان الموقف مثير للضحك من كثر الغرابة. بعدها ذهبنا (كلنا) الى بوابة طائرة فارع وعندما رحل عدت الى مكان احتجازي الاول، ولطول الفترة التي تم احتجازي فيها تناوبت على مراقبتي ثلاث ضابطات وتحدث معي اكثر من خمسة ضابط.
ومن المفارقة بان الضابطات الثلاث سألنني، السؤال ذاته: ما المشكلة؟ وللامانة فقد كانت الضابطات في غاية الذوق والأدب واللطف وكلهم تمنوا الخير والسلام العاجل لليمن. اما ضباط الجوازات فقد كانوا اقل لطفا وهذا وصفي المتواضع لهم. على اي حال، بعد اكثر من عشر ساعات أتى الي ضابط رفيع ومعه ضابطة اخرى وضابط (والآن أصبحنا خمسة أشخاص)، وذهبنا كلنا الى طائرة الإمارتية التي ستعيدني الى الولايات المتحدة. ورافقني اربع ضباط الى الطائرة وكنت أظنني اول شخص سيركب الطائرة ولكن اتضح انني كنت اخر شخص، يرافقني كل هذا العدد من الضباط والضابطات. وقتها فعلا شعرت بالإهانة والمذلة بالرغم من ذوق وادب ولطافة الضباط المرافقين. وبعد رحلة مجهدة دامت يومين في الجو، وصلت الى العاصمة واشنطن. عندما وصلت الى ضابط الجوازات الأميركي سألني (من اين انت قادمة) قلت له (من مطار البحرين)، فسأل (كم أقمت في البحرين؟) فرددت عليه (لم يسمحوا لي بالدخول بالرغم انهم كانوا قد وجهوا لي دعوة)، فسألني (ما هو عملك؟)، فقلت له (متخصصة في شئوون اليمن!) فابتسم وقال لي (اهلًا وسهلا بك الى الولايات المتحدة).
في هذا اللحظة اشعر بإرهاق شديد وأود ان اختم بانه قد تكالبت كثير من الأطراف على اتهامي بأنني حوثية، وبأنني مع هادي وبأنني مع صالح وبأنني عميلة سعودية وبأنني عميلة اميريكية وبأنني اكثر او اقل تعاطفا مع الحراك الجنوبي ومع كل هذه الاتهامات التي لا أساس لها والملاحقات والمطاردات فإنني لن أتراجع عن موقفي من بلادي وأهلي مهما كان، وقديما قال المتنبي
"وإذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل"
 
انتهى.
اقرأ ايضا: