إدانات للاعتداء الإيراني على السفارة السعودية وارتياح عربي واسع لقطع السعودية علاقتها بطهران
اخبار الساعة - توفيق السامعي بتاريخ: 04-01-2016 | 9 سنوات مضت
القراءات : (2970) قراءة
حيث جاء قطع المملكة العربية السعودية لهذه العلاقات بعد مهاجمة الإيرانيين السفارة السعودية واقتحامها في طهران. واتهمت المملكة العربية السعودية السلطات الإيرانية بالتواطؤ وتسهيل اقتحام السفارة السعودية وقنصليتها في طهران تحت سمع وبصر الشرطة الإيرانية.
ودانت دول خليجية وعربية ومنظمات مدنية ودينية وإقليمية أمس الأحد الاعتداءات.
وحمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية، مؤكداً أن فشل طهران في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالاً جسيماً بالتزاماتها لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي، مجدداً دعم دول المجلس اللا محدود للرياض.
على صعيد متصل، أدانت مذكرة الاحتجاج التي قدمتها دولة الإمارات التدخلات السافرة والتصريحات الإيرانية بشأن الأحكام التي أصدرتها السلطات القضائية في المملكة بحق المجموعات الإرهابية. وأكدت أن هذا التدخل الإيراني في الشأن الداخلي السعودي يقوض مساعي بناء الثقة بين إيران ودول المنطقة، ويعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وينتهك مبدأ سيادتها الإقليمية. ودانت المذكرة التصريحات الاستفزازية والتصعيدية التي صاحبت هذا التدخل وساهمت بدورها في تأجيج الموقف. وتضمنت المذكرة إدانة الإمارات للاعتداءات الإيرانية على المقار والبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، وأكدت أن على إيران أن تحترم التزاماتها الدولية تجاه البعثات الدبلوماسية على أراضيها وحماية الدبلوماسيين.
واعتبر مجلس الشورى البحريني جهود المملكة في حماية المنطقة من التطرف محل تقدير كبير.
واستهجنت هيئة كبار العلماء السعودية تصريحات الملالي بشأن تنفيذ أحكام الإعدام، فيما قالت هيئة «علماء باكستان» إن طائفية النظام الإيراني العمياء وجهله بالشرع كشفت دعمه للإرهاب.
وبدوره دان الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي الاعتداءات الهمجية التي طالت السفارة السعودية والقنصلية في طهران.
ارتياح نخبوي عربي
ولقي تصرف قيادة المملكة الحازم تجاه إيران وعدوانها المستمر وتشجيع الفتن الداخلية بل ودعمها وتسهيلها في البلاد العربية ارتياحاً نخبوياً عربياً، وقد أبدى بعض الإعلاميين والمثقفين سعادتهم وتأييدهم لحزم القيادة السعودية.
حيث علق الإعلامي السعودي جمال خاشقجي على صفحته في تويتر بالقول: "إنها مواجهة حاسمة أكبر من مجرد قطع علاقات، إما نعيش أحراراً مع شعوب حرة، وإما أن نكون جميعاً تحت ولاية فَقِيه طائفي حاقد، فأي فسطاط تريد؟".
بدوره غرد الإعلامي فيصل القاسم على صفحته في تويتر بالقول: ""إيران تعدم السنة يومياً وكذلك العرب في الأحواز ولم نسمع من العرب أية ردة فعل. قارنوا سكوتكم على أفعال إيران برد فعل إيران على إعدام النمر".
من جانبه علق نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح في اليمن عدنان العديني على صفحته في الفيس بوك بالقول: "السعودية تحارب نيابة عن كل العرب ومن أجلهم وموقفها الأخير هو امتداد للتوجه السياسي للسعودية والرافض لمساعي الهيمنة الإيرانية المتخذة شكل التمزيق للمنطق".
مضيفاً: "كل القوى العربية المدركة لمخطط التمزيق عبر الجيوب الشيعية ستجد نفسها في الضفة التي تقف عليها المملكة العربية السعودية".
وقال الصحفي في مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية ثابت الأحمدي، على صفحته في الفيسبوك: "إعلان المملكة قطع العلاقة مع إيران قرار شجاع وقوي في طريق الانتصار للعروبة ولمشروع إسلامي قادم، وسيكون القرار أكثر فاعلية إذا ما تبعتها دول ومؤسسات فاعلة علی الساحة مثل باكستان وتركيا ومصر. وكذا الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية والمنظمة الإسلامية العالمية. هنا تستطيع المملكة لي ذراع أمريكا وخنقها حتى الاستسلام ومن ثم الكف عن مشاريعها التخريبية في المنطقة".
وقال الكاتب الصحفي في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والمحلل السياسي ياسين التميمي: "أحسنت المملكة العربية صنعا بقطع العلاقات مع إيران. التوتر في العلاقات بين بلدين مسلمين كبيرين ليس أمراً مستحباً بل سيئاً، لكن خطوة كهذه تضع العلاقات مع طهران في سياقها الصحيح وتعيد تعيين نظام الملالي في طهران كنظام معادٍ وخطير على مصالح الأمة وسوف تجعل خطواته محسوبة خلال المرحلة القادمة".
وأضاف التميمي: "الغوغاء الذين اقتحموا السفارة السعودية في طهران ينتمون إلى الحرس الثوري وربما عادوا من سورية لقضاء إجازة. الشعب الإيراني إن كان له أن يقتحم مكاناً في طهران فلن يجد سوى منزل المرشد ليقتحمه.. طهران على فوهة بركان، فالغليان الشعبي ضد دكتاتورية ولاية الفقيه تنذر بتفجير ثورة وشيكة في إيران".
وعقب التميمي على التصرفات الإيرانية بالقول: "تمادى نظام الملالي في طهران كثيراً في سلوكه مع جيرانه في المنطقة، وأراد أن ينصب نفسه وصياً طائفياً على الشيعة العرب الذين باتوا ضحية التحريض الإيراني ما أوقعهم في عزلة كبيرة، خصوصا أن عقيدة الشيعة تتعمد الإساءة إلى الغالبية العظمى من المسلمين وللصحابة ولأمهات المسلمين وتستعدي هذه الغالبية، ما يجعل هذه الأقليات أدوات خطيرة بيد المشروع الطائفي والجيوسياسي لإيران".
من ناحيته استهجن محمد الأحوازي ما قامت به إيران من احتجاج على إعدام النمر المثير للجدل والفتنة في المملكة العربية السعودية، واعتبره تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية السعودية، وقال: "إيران تقوم بعشرات بل مئات الإعدامات يومياً لشعبنا العربي في الأحواز بغير ذنب يذكر ومع ذلك لا أحد لامها على ذلك مع عدالة قضية الشعب الأحوازي في ذلك، ومنهم من تم إعدامهم فقط لأنهم يحفظون القرآن ويتعلمون أمور دينهم، بينما تقوم إيران بتشجيع الفتن ودعم الإرهاب في بعض البلاد العربية كما في اليمن ولبنان والعراق، ومن حق المملكة اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها واستقرارها".
يذكر أن إيران دائمة التدخل في الشؤون الداخلية لكثير من البلدان العربية والإقليمية وخاصة المملكة العربية السعودية التي تقوم بافتعال الأزمات معها وإثارة المشاكل في كل موسم من مواسم الحج.
وكانت السعودية أمس قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وأمهلت الدبلوماسيين الإيرانيين 48 ساعة للمغادرة، وفي الوقت نفسه سحبت المملكة دبلوماسييها من إيران حيث وصلت البعثة السعودية فجر اليوم إلى دبي في طريقها إلى المملكة.
اقرأ ايضا: