كيف سيواجه السعوديون إيران "مترجم"
اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 19-01-2016 | 9 سنوات مضت
القراءات : (4081) قراءة
ترجمة:علاء البشبيشي
أعلنت قطر يوم الأربعاء 6 يناير 2016، أنها استدعت سفيرها في طهران، لتنضم إلى السعودية وعدد متزايد من الدول المتحالفة معها في قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران، أو تخفيضها.ظاهريًا، تأتي هذه التحركات ردًا على اقتحام مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد،عقب إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.
لكن في الواقع، تعكس هذه الانقسامات الاعتقاد السائد في المنطقة بأن النفوذ الإيراني يشكل تهديدًا على الدول العربية السنية.مقارنة بين قوتينأما السعودية فلا قِبَل لها بإيران- الأكبر مساحة والأكثر عددًا- فكيف إذا تعززت قوة طهران بعد رفع العقوبات الغربية؟
على سبيل المثال، يتكون الجيش السعودي من 200 ألف فرد، مقابل 550 ألفًا في الجيش الإيراني.
كما أن صناعة النفط والغاز تمثل النسبة العظمى من الاقتصاد السعودي، ما يفسر سعي الرياض المستميت للحد من اعتمادها على هذا القطاع.
ناهيك عن أن عدد سكان المملكة أصغر وأقل تعليمًا من نظرائهم في إيران.المساعدات مقابل التحالف إذا أرادت السعودية خوض مباراة ضد إيران، فلا خيار أمامها سوى تشكيل تحالفات.
وتحقيقًا لهذه الغاية، ثابرت الرياض في أنحاء المنطقة لإنشاء هذا الحلف. ولجذب الأعضاء إليه، قدمت المملكة وعودًا بالتعاون العسكري والاقتصادي.
عسكريًا:
أطلقت المملكة تحالفًا إقليميًا لـ”محاربة الإرهاب” يضم 34 دولة، لا تشمل إيران طبعًا،وكذا حليفتيها العراق وسوريا.
وهو التحالف الذي يعزز مصالح السنة في ساحات الصراع الرئيسية بين السنة والشيعة، وتحديدًا في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
سياسيًا:
على خطى المملكة، دان عدد من الدول العربية دور إيران الإقليمي، واتخذت تدابير دبلوماسية ضدها. حيث سحبت كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات والسودان وجيبوتي سفراءها من إيران، في حين انتقدت الأردن ومصر “التدخل” الإيراني في الشؤون العربية.
وفي المقابل، وصفت تركيا وكردستان العراق إعدام النمر بأنه “شأن سعودي داخلي”.
إشارة “إعدام” تحذيريةوكان إعدام النمر بمثابة إشارة تحذيرية لطهران، بأن الرياض لن تتسامح مع النفوذ الإيراني في المجتمعات الشيعية داخل الدول العربية السنية.
فبعد قرابة عشر سنوات من الدراسة في طهران، استقر النمر في المنطقة الشرقية السعودية، وكان من أشد منتقدي تسلط الرياض، ومؤيدًا لحق الطائفة الشيعية في طلب المساعدة الخارجية لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.تهدئة استباقية وتدرك الرياض أن إعدام النمر سيكون له تداعيات محلية وإقليمية كبيرة.
لذلك سعت للحدمن ردود الفعل المحلية عبر تخفيف المظالم الشيعية في الأيام التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام.
وبهذه الطريقة، أملت السعودية في احتواء التوترات الشيعية المحلية، بموازاة إرسال إشارة قوية لإيران تفيد بأنها مستعدة لاستخدام تدابير قاسية للحد من النفوذ الإيراني الشيعي على المواطنين المحليين، الذين يعيشون في كنف حكومات سنية.
المهمة الصعبة
لكن إذا نحينا جهود الرياض جانبًا، يتضح أن الاحتجاجات التي شهدتها العراق ولبنان والبحرين وتركيا، تجسد الصعوبة التي تواجهها المملكة في تحقيق هذا الإنجاز.
ورغم أن المملكة ستواصل تطوير تحالف عربي سني في الشرق الأوسط لمكافحة النفوذ الإيراني، إلا أنها ستجد صعوبة في تهدئة الطوائف الشيعية داخل حدودها. والفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوتر الطائفي.
اقرأ ايضا: