قائد مقاومة وشرطة البساتين بعدن "أبو مشعل" يكشف تفاصيل جديدة عن الهجمات وخفايا المواجهات والاغتيالات بعدن (نص المفابلة)
هو القيادي علي الذيب بو مشعل المعروف بـ (أبو مشعل الكازمي) ، نائب رئيس مجلس قيادة المقاومة الجنوبية بمحافظة عدن ، وقائد مقاومة وشرطة منطقة البساتين .
يسميه أهالي عدن بـ (حارس البوابة الغربية لعدن) نظرا لاهمية المربع الامني الذي يتولى حمايته هو ومقاومة البساتين التي تنضوي تحت قيادته ..
التقيناه في مكتبه الذي لا يخلو من المتابعين واصحاب القضايا ، وعلى مدى ساعة كاملة كان لـ (عدن تايم) هذا الحوار مع ابو مشعل الذي حاولنا فيه التطرق الى اغلب القضايا .. وخرجنا بالحصيلة التالية :
1- ضعنا في الصورة أمام المهام الأمنية المناطة بكم؟
- المهام الأمنية المناطة بنا بدأت من أيام الحرب. كنا في بداية الحرب في خطوط النار الأولى، وكان لدينا فريق تحريات يتابع الأعمال الإجرامية وكنا نتابع ونحن في خطوط النار الأولى، والحمد لله انتهت الحرب ولم تنتهي الحرب.
انتهت الحرب الكبيرة وبدأت الحرب الداخلية، نفس العدو الذي كان يواجهنا غيروا عباءاتهم وواجهونا بطرق مختلفة.
أول قبض على قاتل ، وأول عملية نوعية كبرى ، نفذتها شرطة البساتين ، أنا سلمت القاتل للعميد شلال شخصيًا ، تواصلت مع شلال ، ونقلناه بحراسة من عدة سيارات إلى إدارة الامن .
بعد ذلك حدث أن فرقة تابعة للمقاومة الجنوبية في عدن تابعت عصابة قامت بسرقة سيارة ، وفي الوقت نفسه صادف وجود قوة قادمة من البساتين ، كانت المقاومة تطارد سيارتين إحداهما فيها الرجل الذي سرق السيارة ، وأثناء المطاردة صدم بسيارته وتوفى في ذلك الوقت ، والسيارة الثانية اشتبكت مع قوة المقاومة القادمة من البساتين وهربوا وتركوا السيارة ، وقامت المقاومة بسحب السيارة إلى البساتين .
يومها كل وسائل الاعلام تحدثت أن شرطة البساتين اغتالت هذا الشخص. في الحقيقة نحن نتشرف بقتل أي شخص مجرم ، لكن نحن لم نقل إننا اغتلناه ولا نتبنى عملًا لم نقم به ، واليوم دفعنا الثمن خمسة من شباب شرطة البساتين ، بعد تحريات دقيقة توصلنا إلى معلومة مؤكدة أن الهجوم على شرطة البساتين وقتل خمسة من شباب المقاومة كان انتقامًا لمقتل (الأمير عالم) الذي توفى بعد أن صدم بسيارته أثناء مطاردته ، (عالم) هذا كان أميرًا في تنظيم ديني .
نحن مستمرون في جمع المعلومات ، والقصاص لشبابنا سيتم .. الآن الأجواء في عدن ضبابية ونحن عاهدنا الشهداء عندما كانوا أحياء أننا لن نوجه سلاحنا إلى أي صدر جنوبي لكن الأمور وصلت إلى هذه المواصيل .
والحمد لله رغم الوضع الأمني شبابنا مسيطرون على المربع الأمني ونقوم بخدمة المواطنين. الآن قبل دقائق كان عندي مواطن شمالي حولوه الأخوة في معتقل 22 مايو إلى أحد القيادات ولكنه قال لا ، أريد أن تتحول قضيتي إلى شرطة البساتين ، وذلك لما سمع من الإنصاف عندنا .
عندما تم الهجوم على شرطة البساتين كان يحرسها خمسة عشر شخصًا فقط, خمسة استشهدوا والبقية إصاباتهم مختلفة ، لكن الآن فرضنا سياجًا أمنيًا حول الشرطة وعززنا الشرطة بقوة ضاربة ، والإرادة قوية والشباب مستعدون لأي طارئ في أي لحظة .
2- أنتم قائد شرطة البساتين وأيضا قائد لمقاومة البساتين ، تتبعون من بالضبط: إدارة أمن عدن أم مجلس المقاومة الجنوبية؟
- أنا تم اختياري كقائد ميداني لمقاومة البساتين ، باجتماع كل قيادات المقاومة والمجلس العسكري في البساتين وجعولة قبل أن تأتي الدولة ، وعملنا على حماية وخدمة المواطن حتى أتت الدولة ممثلة بالشهيد اللواء جعفر الذي عملنا معه ، وعندما زارنا اللواء جعفر قلنا له نحن في المقاومة سنكون الأمن وفي حالة دمج المقاومة في الجيش فلنا شرط اتفقنا عليه كل قيادات المقاومة بأن لا نختلط بأي منظومة شمالية وإذا أخلت السلطة بهذا الشرط سنعلن انسحابنا .. ومؤخرًا صدر قرار جمهوري بترقيتي إلى رتبة نقيب مع مجموعة من قيادات المقاومة .
أما بخصوص التنسيق مع مجلس المقاومة ، فأنا النائب الثاني لرئيس مجلس المقاومة ، في الهيئة العليا لرئاسة المجلس بعد القائد أبو همام والعميد عادل الحالمي ، وهناك بعض القيادات في المقاومة لا تزال في موقف حياد ، أما نحن فنتعاون مع المحافظ ومع مدير الأمن وبيننا تنسيق على أعلى مستوى ، ولا يوجد لدينا أي سجون للمقاومة ، كل السجناء الذين نقبض عليهم ننقلهم مباشرة إلى إدارة الأمن.
3- بخصوص الهجوم على شرطة البساتين ، أنتم شرحتم تفاصيل في السؤال الأول وأيضًا تحدثتم لوسائل الإعلام فور الحادثة ، هل هناك تفاصيل أو نتائج لم تعلنوها بعد ؟
- لا يوجد لدينا أي تنظيمات إرهابية ، كل ما نواجهه هو أمن قومي يمني وأمن مركزي وقوات خاصة يمنية تابعة لنظام صنعاء. نحن في الميدان ونعرف ، المجاهدين الحقيقيين هم في مكيراس وفي ذباب وفي خطوط النار.
4- لماذا كانت حصيلة الهجوم خمسة شهداء من شباب البساتين ، هل لكثرة عدد المهاجمين أم بسبب المباغتة ؟
- الشباب كانوا على أعلى مستوى من الاستعداد وجثثهم كانت في أزقة ومحيط شرطة البساتين ، كانوا متيقظين ولكن العدو جاء بطريقة هائلة ، جاء على ثمان سيارات ، والشباب كانوا لا يملكون إلا رشاشات عادية. أنا أرسلت بلاغات إلى كل مكان, إلى وزير الداخلية وإدارة الأمن وقلت لهم المدرعات حق التحالف المخزنة في الأحواش, الشرطة أولى بها لكن لم يستجب أحد.
تصور أن أحد الشهداء رحمهم الله وهو الشهيد علي طلال تواصل معي قبل لحظات من استشهاده يقول لي يا أبا مشعل لم يتبقَ لدي إلا سبع طلقات في مسدسي ، قلت له قادمون لتعزيزكم ، ولكن للأسف فات الفوت .
من المهاجمين سقطوا قتلى أيضًا ، بعض قتلاهم دفنوهم في لحج قرب منطقة الحمراء وعندنا معلومات بذلك .
طبعًا هم هجموا علينا عبر فرقتين: فرقة كانت مدربة على الاقتحام ، والفرقة الأخرى كانت تريد تفجير مبنى الشرطة ، وعمليتهم من الناحية العسكرية عملية فاشلة بكل المقاييس ، وشبابنا قاتلوا قتال الأبطال. كان هدفهم الرئيسي تفجير شرطة البساتين ولو أن عمليتهم نجحت ما كنا نستطيع أن نجري هذا اللقاء الصحفي في شرطة البساتين.. كانت العملية 25 دقيقة، لم يكن الوقت كافٍ للشباب حتى أن يحملوا جوالاتهم ، وفور وصول التعزيز فروا وتركوا بطارياتهم وعبواتهم الناسفة ولم ينجحوا في تحقيق هدفهم .
الشباب أمامك في شرطة البساتين يعملون بدون مرتبات ولا إمكانيات. أحيانًا نوفر لهم عشاء وأحيان لا نوفر لهم .
5- من أين أتى هؤلاء المهاجمون ؟
- أتوا من لحج وبعضهم من دار سعد. أسماؤهم مرصودة ، وهم الآن خارج عدن ، وستنالهم يد العدالة قريبًا إن شاء الله .
6- هل تم ترتيب وضع الشباب ودمجهم في الأمن والجيش ؟
- كله كذب في كذب ، نحن دخلنا مع التحالف في الحرب دون أي شروط وقاتلنا دون أي شروط. نحن نشكر دول التحالف على مساندتهم لنا ، ولكن هم قاتلوا معنا حتى لا تنتقل المعركة إلى عواصم الخليج ، ونحن لم نشترط أي شيء ، ولم يقدم لنا أحد شيئًا. العميد شلال مشكورًا قدم لنا ذخيرة فقط، أما المدرعات أو السلاح المتوسط لم يساعدنا أحد بشيء ونقاتل بأسلحتنا الشخصية .
7- ما الذي يجعل الشباب معكم يقاتلون وهم لا يستلمون حتى مرتبات ؟
- مثل ما خرجنا في الحرب. أنا كنت مع نائب الرئيس بحاح في حفل حضره 35 من قيادات المقاومة ، ويومها قال بحاح إن من يقطع الطريق ويحاول السيطرة على المطار والميناء هذا مقاولة وليس مقاومة ، ولما جاء دوري للحديث قلت له يا نائب رئيس الجمهورية فعلًا هناك مقاولة لأن المقاومة الحقيقية تم تهميشها ..
ونحن كما قلت لك مستمرون رغم ضعف الإمكانيات ورغم المخاطر. مستمرون ومعنا كل الشرفاء.. يمكن في يوم من الأيام تسمع أن أبا مشعل استشهد أو أحد أفراده وهذا شيء طبيعي, لكن المسيرة مستمرة والجميع على العهد ماضون ..
8- ما هي الصعوبات والعراقيل التي تعيقكم عن أداء مهامكم ؟
- لا توجد لدينا حتى واحد من المئة من مقومات النجاح ، لكن للأسف نحن سلمنا كل شيء ، وأنا قبل ساعات أنزلت منشورًا في فيسبوك وقلت هذا آخر منشور لي ولن أخاطب أحدًا؛ لأن صوتي بح وصوت كل الشرفاء بح ..
أنا خاطبت الجميع؛ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وزير الداخلية، المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن... خاطبتهم جميعًا لتوفير ذخيرة فقط، ومع ذلك لم يستجب أحد سوى كمية بسيطة من الذخيرة قدمها لنا العميد شلال.
9- هل هناك بؤر توتر أو إرهاب تعانوا منها ؟
- في البساتين لا يوجد ، لكن خارج البساتين إذا أي أحد استعان بنا نحن جاهزون .. مثلًا الهجوم الأخير على بوابة الميناء، اتصلت بالقائد عبدالقادر السعدي وقلت له إذا تحتاج تعزيزًا فنحن جاهزون.. بالرغم من أنه لا أحد لبى النداء لنا إلا اتصال تلقيته من القائد أبو همام للأمانة اتصل بي وقال لي إذا تحتاج تعزيز سنأتيك لكن قلت له لا داعي لأننا مسيطرون على الوضع .. نحن أي تعزيز يطلب منا من أي مكان داخل عدن نلبي النداء رغم الإمكانيات الشحيحة .
10- بخصوص الحوادث والجرائم والهجوم على نقاطكم ، هل تتوصلون إلى معلومات عنها ؟
- كشفنا عن المهاجمين لشرطة البساتين خلال ست ساعات ، وهذا كله بدور تحريات ، وسابقًا تمكننا من ضبط عملية سرقة كيبلات تقدر بثمانمئة مليون ريال كانت تابعة لكهرباء عدن وتم ضبطها بمعلومات استخباراتية ..
11- أثناء ما قيل أنها حملة أمنية في المنصورة قبل أسابيع ، كتبتم على صفحتكم بفيسبوك أن الحملة كانت محاولة مفضوحة لكشف الشرفاء أمام العصابات الإرهابية، ماذا قصدتم بالضبط ؟
- هذه الحملة كانت غير منظمة ، أبلغنا أن هناك حملة لكن لم يحددوا لنا متى؟ ، تصور أنهم أرسلوا شبابًا من الصولبان كانوا من محافظة الضالع الأبية ستة منهم لا يحملون أي قطعة سلاح وأربعة يحملون قطع سلاح لكي يدخلوا في الحملة ، ودخلوا في جولة الغزل والنسيج قرب مجمع ظمران وتمت محاصرتهم من مسلحين، وكاد أن يفتك بهم لولا تدخل قوة من كتائب المحضار! تصور بعد أن تم إنقاذ هؤلاء الشباب لقينا في بنادقهم 30 طلقة فقط ، وأنا مسؤول عن كلامي وأتحدى أي مسؤول في الصولبان أو في وزارة الداخلية ينكرون هذا .
عندما تكون لديك حملة أمنية فيجب أن تكون منسقة. نحن بحسب المعلومات التي وصلتنا أن الحملة أوقفت بتوجيهات عليا ولم نعرف مصدر التوجيهات العليا تحديدًا ! فاستنتجنا أنها محاولة لإظهار الشرفاء. يا عزيزي المقاومة الجنوبية خرجت إلى الشوارع بصواريخ اللو وبأسلحتهم منتظرين الحدث ، والطائرات كانت تمسح ولا تضرب أي مكان ، وفي الأخير انكشف المقاومون ، وربما ما حدث لنا في البساتين يكون جزءًا من الضريبة .
هناك ورقة لم نستخدمها إلى الآن وهي دعوة الأحرار من خارج عدن ، مجرد اجتماع خمس دقائق ونعلن عبر الإعلام دعوة الشعب الجنوبي للزحف إلى عدن وسترى سيولًا بشرية من كل مكان تزحف لمواجهة العصابات التي تعيث الفساد داخل عدن.
لما رفضنا أن ننضم للشرعية ، قال الجميع هؤلاء عصابات هؤلاء مليشيات ، دخلنا ووقفنا مع الشرعية فماذا عملوا؟ أنا أستدعي شبابًا من البيوت ولا أوفر لهم شيئًا ، حتى أن الشاب الذي أوجهه بعمل معين لديه نفس القوة التي لدي لكنه يحترم توجيهات القائد فقط ، لو كنا نعطيه راتبًا ونعطيه حقوقًا أستطيع أأمره بشكل صحيح ، أما الآن فالشباب ينفذون التوجيهات بشكل تطوعي ، حتى أنا عندما يتصل بي قائد أرفع مني أحترمه وأتحمله رغم أن لدي القوة نفسها التي لديه ، ولكن لأجل الحفاظ على عدن. لا نريد نزاعات ولو كنا نريد نزاعات لتحولت عدن إلى مصراتة وطرابلس .
صبرنا على كل شيء ، صبرنا على استهداف رجالنا ، أنا استهدفوني أمام بوابة بيتي وأرادوا قتلي أمام أسرتي .
12- شارع التسعين القريب منكم والذي تكثر فيه الجرائم, من يستطيع تأمينه ؟
- أنا جلست مع القائد حلمي الزنجي وقال لي أنا لست قائد على المنصورة كلها. أنا قائد على مجموعتي فقط ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
المنصورة للأسف الشديد خذلها أبناؤها وقياداتها. بعد استشهاد القائد الرمز الأسطورة أحمد الإدريسي تشتت المنصورة. أحمد الإدريسي كان له يد طولى في كل مكان ، والمشكلة التي كان لا يستطيع حلها بالبندقية يحلها بفكره. عندما اغتالوا أحمد الإدريسي اغتالوا المنصورة .
أحمد الادريسي كان قائد المقاومة الجنوبية في عدن, وكان يستطيع يرفض تسليم ميناء كالتكس ويستطيع ان يخلق الكثير من المبررات وكان يستطيع ان يستنزف الميناء مئات الملايين لو اراد ، لكنه ذهب بأقدامه وسلم الميناء للمحافظ ومدير الامن ، كما سلم سليمان الزامكي المطار بتلقائية ، وسلم سامح بازرعة مبنى المحافظة مع المصفحات وفي الأخير أصبح الآن لا يستطيع دخول المعلا بحجة أنه إرهابي .
مقاومة المنصورة حدث عندهم تخاذل بين القيادات، واضطررنا مؤخرًا أن نحضر قيادات مقاومة المنصورة حلمي الزنجي ومازن الجنيدي وعبدالرحمن عسكر وحليم الشعيبي والخوباني وغيرهم ، أحضرناهم وأقسموا على كتاب الله ، لكن أعتقد أن الخوف هو من سيطر عليهم.
13- هل تؤيد من يقول بأن هذه المديرية تخضع لسيطرة القاعدة ؟
- نعم نعم نعم ، هناك عناصر إرهابية كثيرة داخل المنصورة ، لكن انا عندي لا توجد قاعدة .
14- من يقودهم هل هو أبا سالم كما يشاع أم آخرون ؟
- أبو سالم قاتل معنا على أساس أنه من المقاومة الجنوبية ، وآخر لقاء بيننا قبل خمسة أيام في مبنى البلدية ، قال لي : هل أنا رفعت شعار القاعدة يا أبا مشعل ؟.. قلت له : لا، قال فكيف يقولون إني قاعدة؟
لكن هذا السؤال يجب أن تجيب عليه قيادات المنصورة. داخل المنصورة أكثر من خمسة عشر قائد وكل واحد يتبعه مسلحون وهم الذين يجيبوا عن هذا، أما نحن فنقول إن هناك قتل وإجرام يجري داخل المنصورة .. لكن لا أستطيع تحديد من المسؤول عن هذا الإجرام .. وأنا لو أعلم أن أبا سالم أو غير أبي سالم هو المسؤول عن الجرائم سأقول هو ولن أخاف ..
لكن في الحقيقة في اختراقات للمقاومة وللتنظيمات الإسلامية .. آخر مرة اخترقوا مقاومة البساتين ورسموا على درج مكتبي علم ما يسمى بالدولة الاسلامية وكتبوا عبارة: الموت القادم لك وسيتم القصاص منك يا أبا مشعل .. كتبوا هذا على درج مكتبي .
في ذلك الوقت لم تكن الشرطة فيها كهرباء ولا عندنا كاميرات. نحن حققنا وحققنا وحققنا ، الظاهر أن أحدهم اخترقوه وقالوا له اكتب شخبطات على الدرج ..
15- باعتقادكم ما الذي يعيق محافظ عدن ومدير أمنها عن فرض الاستقرار في المحافظة ؟
- اللواء عيدروس الزبيدي والعميد شلال علي شايع لا يملكون أي إمكانيات. المحافظ ومدير الأمن لا يملكون حتى موازنة، وأنا أعتذر لهم إن تكلمت باسمهم ولكن هذا هو الكلام الذي سمعناه منهم .
أنا أرسلت رسالة لوزير الداخلية قلت له نريد منك مبلغ غذاء للشباب الذين يحرسون الشرطة، رد علي: ((أنا لا أملك شيئًا يا أبا مشعل, لا أمتلك سيارة ولا ذخيرة ولا أمتلك شيئًا)) وأعتقد أنه صادق في هذا الشيء ، وقال لي وزير الداخلية أيضا: ((ارسل لي أحد الشباب وسأعطيه مبلغ مئة ألف ريال)).. كل ما يستطيع وزير الداخلية تقديمه مئة ألف ريال فقط لتغذية وصرفة الشباب الذين يحرسون الشرطة.. لا توجد إمكانيات.
16- كيف تنسقون مع الفصيل السلفي في المقاومة؟
- بالنسبة للسلفيين لدينا معهم تنسيق كلام ..تنسيق كلام.. في بداية الحرب دعمونا وكل السلاح الذي تلقيته من الشيخ هاشم السيد ، لكن بعد ذلك لم يدعمنا أحد .. أنا قبل أيام تواصلت مع الشيخ هاني بن بريك وقلت له إن الأخوة في التحالف أبلغونا أن الدعم الخاص بالشرط وغيرها عبر السلفيين فقال لي الشيخ هاني أبشر يا أبا مشعل .
قسم شرطة البساتين لم يزود بأي مدرعة ، ربما لأننا لا ننتمي إلى تيار ولا حزب ولا سلفيين ولا غيره ، حتى أن أحد الشباب من دار سعد أبلغني أن قائد التحالف قال لهم: لماذا المدرعات الموجودة في جولة السفينة لم تعزز الشباب الذين في شرطة البساتين؟ طالما عرفوا أن هناك هجومًا على البساتين فماذا ينتظرون..؟ فهذه المدرعات جاءت لحماية الناس.
17- هل هناك أوكار للعصابات المسلحة في عدن؟ .. ولماذا لا أحد يهاجمها ؟
- نعم موجودة ومعروفة ولا أحد يتجرأ يداهمها ، والذي يقول لك إن في مداهمة للأوكار كذاب .
في البساتين لا يوجد أي وكر حاليًا وإذا علمنا بأي وكر نداهمه فورًا. أما أوكار العصابات المسلحة المنتشرة في عدن فهي معروفة ومرصودة، تعرفها الدولة ويعرفها التحالف، ولكن لا أحد يداهمها.. أوكار منتشرة في كل مكان، والذي ينفي وجود الأوكار كذاب ، والذي يقول إنه داهمها كذاب .
18- أبو مشعل انت نائب رئيس مجلس المقاومة في عدن ، هل تمارس دورك الإشرافي على المقاومة في المحافظة كلها بحكم منصبك في المجلس ؟
- لا ، أنا آخر خمس اجتماعات لم أحضرها. عندما تم طرح ثلاثة شخصيات لرئاسة المجلس، قلنا الرئيس يجب أن تكون لديه قوة تدخل سريع يحركها في أي مكان، لكن الآن لو أحد هجم علي أطلب التعزيز بحكم علاقاتي الشخصية مع قادة الكتائب والمربعات الأمنية وبعضهم قد يلبي النداء وبعضهم قد لا يلبي، لكن الحقيقة أن هذا المجلس هو مثل المجلس السابق حق نايف البكري، كلها مجالس للإعلام، ولا يوجد مجلس مقاومة حقيقي إلى الآن.
المجلس هذا فيه واحد وخمسون قائد من قادة الجبهات، لكن كل واحد يغني على ليلاه.
19- ما هي رؤيتكم للتعامل مع الجماعات المسلحة في عدن ؟
- اعتقد ان الحوار قد وصل الى مرحلة نهائية ، ولم يعد غير خيار واحد هو اجتثاث هذه العصابات .. ولكن الشيء الذي أخاف منه ولم أقله من قبل أن هذه العصابات مشبوكة بجهات دولية وجهات داخل المنظومة السياسية داخل عدن أو داخل البلد .
20- إلى متى ستبقى عدن مقسمة كمربعات أمنية بين كتائب وفصائل وقادة مقاومة ؟
- الى أن يصحى الضمير وتعود النخوة .
21- لا بوادر لسيطرة الدولة على كل المحافظة ودمج المقاومة في الجيش والامن؟
- في بطء من الدولة وقيادة التحالف .
22- وهل قادة الكتائب والمقاومة مستعدون لتسليم أسلحتهم ومدرعاتهم الى الدولة؟
- لا ، سلاحنا خط أحمر ، لن نسلمه الى احد .
23- لكن سيطرة الدولة أصبح مطلبًا شعبيًا ؟
- إذن نريد ضمانات قبل تسليم السلاح ، صفوة القيادات في المقاومة تم تصفيتهم واسلحتهم معهم فكيف لو تركوا اسلحتهم ، نحن لسنا في هولندا ولا اسكندنافيا ، نحن في بلد لا يزال يعيش حالة حرب ، انا اليوم تواصلت مع احد الشباب من ال باكازم الذين قتلوا في أحور ، كان التلفون بيد من قتلوا الشباب ، رد علي واحد زيدي لهجته زيدية واضحة قال لي : ذبحناهم يا ابو مشعل ونحن قادمون الى عدن خلال ايام لكن انت يا بومشعل بانعلقك في بوابة عدن عبرة ، والرقم موجود ممكن احد يتاكد .
24- كيف تقيم إجراءات فرض الامن في عدن ؟
- المناطق التي فيها وجود للدولة تشهد تحسن كبير ، لكن لماذا الدولة لا تريد ان تسيطر على المديريات الأخرى .
25- لكن هي تواجه ممانعة كلما انزلت اطقمها الى المديريات التي لا تسيطر عليها ؟
- اغلب قيادات المقاومة على استعداد أن تدخل الأطقم الأمنية بحراسة المقاومة الى كل المديريات اذا وجد التنسيق .
26- كيف تتعاملون مع البسط العشوائي في مربعكم الامني ؟
- لا يوجد لدينا أي عملية بسط عشوائي في البساتين ، واذا وصلنا بلاغ ننزل مباشرة .
27- كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء ؟
- أوجه رسالة الى ابناء شعبنا الجنوبي العظيم أن لا تعصب أو ولاء لأشخاص بل الولاء لله والوطن ، كل مانعاني منه انتماء شرائح كبيرة لأشخاص والدفاع عنهم رغم فسادهم بل وخيانة البعض منهم .. لكن تجد الكثير يكون ولائه لأشخاص لمجرد أنه من منطقته تحت مبررات لا تقبل ، فلم يقتلنا إلا هذه العقليات .
لذا قد وجهت نداءات متكررة لكل من ناشدته أن يكون الولاء لله والدين والوطن وان نقاتل لأجل وطن لا لأجل اشخاص مهما كبر حجمهم ، الوطن للجميع ويجب أن ندافع عنه كلنا وان يقف الكل مع الكفاءة لا مع أشخاص تحت حجج مناطقية .. ولكم تحياتي