الثورة الفارسية تنطلق في إيران والسعودية تدق المسمار الأخير في نعش ولاية الفقية
اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 12-07-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (4477) قراءة
بعد ساعات من انتهاء مؤتمر حاشد للمعارضة الإيرانية بحضور أمير سعودي أثار حفيظة طهران، شهدته باريس السبت والأحد، أعلن أكراد إيران عن الدعوة إلى تنفيذ إضراب عام، الأربعاء المقبل.
وتأتي هذه الدعوة في خضم تصاعد حدة المواجهات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي دعا للإضراب، وبين قوات الحرس الثوري الإيراني الذي يمارس الاضطهاد بحق الأكراد، وسواهم من الشعوب والاثنيات غير الفارسية.
وأفادت مصادر مطّلعة أن الاعتصام يهدف إلى توجيه رسالة انتقاد لإيران التي دأب نظامها على اضطهاد الأكراد وسلبهم لأبسط حقوقهم، بينما ترد أخبار عن حالات إعدام بالمئات بحق ناشطين أكراد.
وقال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، إن تنظيم الاعتصام هو بمثابة إحياء لذكرى اغتيال سكرتير الحزب عبد الرحمن قاسملو، الشخصية السياسية الكردية البارزة، والذي اغتاله النظام الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا في 13 تموز/ يوليو 1989 .
وقال عضو المكتب السياسي للحزب تيمور مصطفى في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، في أربيل إن حزبه “سيلجأ إلى كافة أساليب العمل السياسي من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في إيران”، لافتا إلى أن “لمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني تواجد ملحوظ وفعال داخل أراضي كردستان إيران”.
وشهدت الأسابيع الماضية مواجهات مسلحة بين الجيش الإيراني ومسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الطرفين.
وفور الإعلان عن الاعتصام، اتخذت الحكومة الإيرانية سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة في المناطق الكردية، كما حشد الحرس الثوري عددًا كبيرًا من أفراده لقمع أي تحرك من قبل المواطنين الأكراد، ونفذ حملة اعتقالات واسعة في مدن بيرانشهر ومهاباد ومريوان وسردشت.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، أعلن استئناف العمل المسلح ضد الحكومة الإيرانية، بعد توقف دام حوالي 23 عاماً، وذلك خلال احتفال بمناسبة عيد النوروز في 20 مارس الماضي، أقامها في مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية ـ العراقية، داخل أراضي إقليم كردستان العراق.
والحزب، الذي يقوده مصطفى هجري، عضو مؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي يضم 14 تنظيمًا كرديًا وتركيًا أذريًا وعربيًا وبلوشيًا وتركمانيًا، ويعتبر الحزب الأم لكافة الأحزاب الكردية، حيث تأسس في عام 1946 أي أثناء الحرب العالمية الثانية، وأقام أول جمهورية كردية عرفت باسم “جمهورية مهاباد”.
وتتزامن هذه التحركات الكردية في الداخل الإيراني مع جهود المعارضة الخارجية التي حشدت أنصارها في العاصمة الفرنسية لفضح النظام الإيراني الثيوقراطي.
وكانت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي أكدت أن سياسة ولاية الفقيه التي تحاول إيران فرضها، لا بد من البدء في اتخاذ خطوات عملية لإنهائها.
ولم يقتصر هذا الغضب على أكراد الداخل ومعارضة الخارج، فقد تبنت المقاومة الوطنية الأحوازية عملية تفجير أنبوب نقل الغاز المسال المتجه إلى مجمع معشور للبتروكيماويات والذي ينتج قرابة 34 ألف برميل من الغاز المسال يوميًا.
ووقعت هذه العملية النادرة جنوب الأحواز فجر الأحد، ووبرّرت المقاومة الاحوازية تنفيذ عمليتها بأن الاحتلال الفارسي وأدواته يقفون خلف التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بلاد الحرمين الشريفين، في إشارة الى التفجيرات التي وقعت في السعودية مؤخرا.
وهددت المقاومة الوطنية الأحوازية بتصعيد عملياتها العسكرية بحق الاحتلال الفارسي بعدما تمادى في “إجرامه ضد الشعب العربي الأحوازي والشعوب غير الفارسية والاشقاء العرب في سائر الدول العربية الأخرى مثل سوريا والعراق واليمن”.
وفي ذات السياق، نظمت جبهة الأحواز الديموقراطية “جاد” مظاهرة أمام القنصلية الايرانية في فرانكفورت الالمانية، شاركت فيها كوادر المنظمة وعدد من الأحوازيين المستقلين، وبعض النشطاء البلوش والكرد.
ويرى خبراء أن هذه الأنشطة المتصاعدة للشعوب الإيرانية مؤشر، ربما، على أن الربيع الإيراني بات وشيكا، وأن نظام ولاية الفقية بدأ يستشعر الخطر.
اقرأ ايضا: