فتاة سعودية حصدت 5 ميداليات ذهبية في أكبر معرضٍ عالمي للاختراعات تحلم بالانضمام لـ “ناسا”
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 20-08-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (9762) قراءة
عبّرت المخترعة السعودية الصغيرة خلود محمد باشا العباسي، عن حلمها بالانضمام لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، أو إلى مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية في الرياض.
وكانت العباسي البالغة من العمر 14 عاماً فقط، حصدت 5 ميداليات ذهبية و5 جوائز خاصة، كان أهمها جائزة من منظمة “WIPO” السويسرية للمخترعين وهي أكبر منظمة اختراعات بالعالم ، لتقديمها برءاة اختراع تحت مسمى “السكوتر الذكي” ، الذي يساهم في الحفاظ على البيئة.
وقالت العباسي لموقع “هافينجتون بوست عربي” إن الاختراع عبارة عن سكوتر ذكي، يرتفع عن الأرض بنسبة قليلة ليكون أكثر أمناً، يعمل بالطاقة الخضراء، دون أن تتصاعد منه أبخرة الكربون بتاتاً، ليكون مناسباً للبيئة.
وعن الفرق بين السكوتر الذكي والسكوتر العادي، تقول إن الأول يرتفع عن الأرض قليلاً، ويعمل ببطارية صديقة للبيئة، بالإضافة إلى أنه ينتج الأكسجين وقابل لإعادة الشحن، بينما الآخر يعمل ببطارية ليثيوم قابلة للانفجار وضارة بالبيئة”.
وأبهرت المخترعة خلود العباسي الحكام في معرض “إيتكس”، والذي عقد في مايو 2016، واستطاعت اقتناص الميدالية الذهبية من أمام الوفد الإيراني التابع لوزارة الطاقة النووية، الذين تفاجأوا بحصولها على الميدالية الذهبية رغم عمرها الصغير.
كما حصلت العباسي على الميدالية الذهبية من الوفد الأوروبي، وشهادة تقدير خاصة كأفضل مخترعة، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية من الوفد الأسيوي، والميدالية الذهبية من معرض كيوي في كوريا الجنوبية كأفضل اختراع، والميدالية الذهبية وجائزة خاصة من وفد الصين، وجائزة خاصة من الوفد التركي.
وأوضحت العباسي أنها عملت على الاختراع من حسابها الخاص، إذ إن الجهات الحكومية التي تعنى بالموهوبين، تستغرق وقتاً طويلاً كي تتبنى الفكرة، على حد وصفها.
وأضافت أن خطوات الدعم الحكومي للموهوبين معقدة بعض الشيء، كما أن بعض المسابقات المحلية تستلزم تقديم الاختراع بآليته الكاملة، ويشترطون عدم الحصول على براءة الاختراع، في حين أن ذلك قد يعرّض اختراعها للخطر والسرقة قبل أن ينسب لها.
وبالحديث عن طموحات خلود وأحلامها، تقول “أطمح لأن أكون مهندسة في بيئة أو مهندسة في الطاقة النووية، إذ إننا نعيش في الكرة الأرضية دون أن نفكر في كيفية الحفاظ عليها، كما يوجد لدينا بدائل كثيرة تساهم في الحفاظ على بيئتنا من التلوث، كالطاقة الشمسية”.
ووجهت العباسي رسالة للموهوبين والموهبات بألا تقف طموحاتهم وأحلامهم عند حد معين، كما تتمنى بأن توفر لهم رؤية 2030 السعودية، مدينة تضم كافة إنجازات المخترعين والمخترعات، ويقوم على تأسيسها جميع الموهوبين والموهوبات.
ونقل “هافنجتون بوست عربي” عن الدكتورة تغريد والدة المخترعة خلود، قولها :” إنها نمت في ابنتها حب المعرفة والاطلاع، وألا تجعل أفاقها محدودة، وهذا ما ساهم في تنمية فكرها وإبداعها العلمي.
وعن تفاصيل الاختراع الذي قامت به خلود العباسي، أوضحت والدتها أنه كان يحتاج لخبرة بتخصصات متعددة تتعلق بالهندسة، كهندسة الطيران والإلكترونيات والكهرباء، وأن ابنتها صممت التركيب الهندسي الداخلي والخارجي، “وحتى تطمئن على نجاح الاختراع وتبدأ بالتصنيع، عرضت الاختراع على العديد من المهندسين السعوديين والأجانب، وكونت فريق عمل متكاملاً لدراسة الاختراع”.
وتضيف “بحثت عن المعارض واشتركت بها وقدمت لها الدعم المادي، حتى يجيز الاختراع العلماء الكبار والدكاترة، وأتمكن من الحصول على تصريح لتصنيعه، وتم الانتهاء من أغلب الإجراءات وسنبدأ بالتصنيع قريباً ، ليتم تصديره لدول أخرى، بعد أن يتم الاتفاق على حفظ الحقوق.
وأوضحت مديرة إدارة الموهوبات ، الدكتورة مها فلاتة، أن دور إدارة الموهوبات هو تبني ورعاية الموهوبات، اللاتي يتم ترشيحهن من قبل المشروع الوطني للكشف عن الموهوبين، وبعد ذلك يتم تقسيمهن إلى فئات تأخذ مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين 1% منهم، ومن 2% إلى 5% يتم توزيعهم على الإدارت التعليمية للموهوبين في كافة المناطق، ومجموعة منها تذهب للالتحاق بالبرامج الإثرائية الصيفية، وأخرى يتم تبنيها في مدارس خاصة بالموهوبات.
وتقول فلاته “لدينا في مدينة الرياض أربع مجمعات لرعاية الموهوبات لكافة المراحل، وحتى الآن لم نلتحق بالمدارس الخاصة، والطالبات الموهوبات الملتحقات بالمدارس الخاصة، نخدمهم من خلال البرامج المساندة، كبرنامج منظومة الاختراع، الذي يتم كل يوم سبت، وهو البرنامج الذي التحقت به المخترعة خلود العباسي”.
وتضيف فلاته أنها رشحت خلود بعد أن اجتازت الأختبار المقياسي لبرنامج موهبة، وتم التواصل معها من ضمن 20 طالبة.
وبرنامج “منظومة الاختراع ” هو عبارة عن برنامج يتم به تزويد الطالبات بمبادئ الاختراع بالمرحلة الأولى، ثم يطلبون منهن تطبيق هذه المبادئ على فكرة معينة، وأحياناً تكون هذه هي البداية للاختراع أو الابتكار.
وتقول فلاته “بالنسبة للطالبة خلود فقد كان لديها الفكرة، وكانت تتواصل مع معلمتها، التي قدمت لها كافة وسائل المساعدة المعرفية والمعنوية”، مضيفة أن إنجاز خلود أسعدهم كثيراً، إذ إن مهمتهم تتمثل في تقديم المساعدة.
وأوضحت “لا أقول بأننا نملك الدعم المادي القوي الذي نستطيع به مساعدة الموهوبات، فالميزانية المحددة لنا والمخصصات التي تصلنا من الوزارة، بالكاد تغطي البرامج التي نقيمها للموهوبين”. وأضافت أن الإدارة تحرص على توجيه الطالبات للمشاركة بالمعارض الدولية الخارجية، وبمقابل مادي على حساب الطالبة الخاص.
وفيما يتعلق بخلود العباسي، تضيف فلاته “كان دوري أن أرفع أسمها لمدير التعليم، وذكرت بأن هنالك الكثير من الطالبات، اللواتي شاركن على حسابهن الخاص، وحصلن على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وشهادات أخرى من المجلس الأوروبي والإندونيسي، وقدم المدير بتوجيه الشكر إليهن، إلا أن الوزارة لم تقدم لهم الدعم الكافي الذي كنا ننتظره ونرجوه، فأقل حق لهم أن يتم اختيارهن لتمثيل المملكة رسمياً، لأنهن قمن بتمثيل السعودية خير تمثيل”.
وفي ختام حديثها أكدت فلاته بأنها ستبقى تقدم كل الدعم للموهوبين والموهوبات حتى آخر يوم لها على الكرسي، سواء من خلال الوزارة أو من الإدارة.
وتختم حديثها قائلة “أسعدني خبر حصول خلود على براءة الاختراع، وأنا فخورة جداً بها، وسأبذل قصار جهدي حتى يحظى اختراع خلود بالدعم المادي، سواء من موهبة أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث إنها الجهة التي أثق بأنها ستدعمها مادياً، لأن دوري يتمثل بمساعدتهم وإيصال صوتهم في كل مكان، لأن هؤلاء هم مستقبل الوطن”.