صحيفة عالمية: إيران تحارب السعودية من جبهة الشمال
اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 30-08-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (12579) قراءة
تحاول إيران أن تسوق دبلوماسيا للمجلس السياسي الذي أعلنه الحوثيون في صنعاء ليبدو وكأنه أمر واقع من خلال برمجة زيارة لوفد ممثل لهم إلى بغداد وبعدها إلى بيروت وطهران.
وتهدف إيران من خلال هذه الخطوة إلى مناوشة السعودية من جبهة العراق، مستفيدة من البرود الدبلوماسي بين الرياض وبغداد على خلفية تحركات السفير ثامر السبهان وتصريحاته المثيرة للجدل ما حدا بالحكومة العراقية إلى المطالبة بتغييره.
وقالت وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني إن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري اجتمع الاثنين مع ممثلين عن حركة الحوثي اليمنية.
ووصل وفد جماعة “أنصارالله” الأحد إلى بغداد قادما من سلطنة عمان التي ظل فيها عالقا منذ السادس من أغسطس الجاري؛ بسبب إغلاق مطار صنعاء ومنع السلطات السعودية هبوط الطائرات في صنعاء قبل مرورها على الرياض لتفتيشها.
ويبحث الوفد عن اعتراف “دول صديقة” بالمجلس السياسي الأعلى الذي تم تشكيله مناصفة مع حزب المؤتمر، جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وينتظر أن ينتقل الوفد من بغداد إلى بيروت للقاء قيادات من حزب الله وعلى رأسها أمين عام الحزب حسن نصرالله على أن ينتقل لاحقا إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين.
ويرأس الوفد يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ويضم إضافة إلى ذلك عددا من القياديين الحوثيين المشرفين على ملف التدريب والتمويل ومن بينهم القيادي الحوثي والسفير غير المعلن للحوثيين في بغداد محمد القبلي والذي ظهر في عدة مقاطع مثيرة للجدل مع قادة ميليشيات عراقية.
وكشفت مصادر خاصة عن تولي القبلي ملف العلاقة بالحوزات والجماعات المسلحة في العراق وإيران وأنه يشرف بشكل مباشر على استلام الدعم الإيراني ونقل المقاتلين الحوثيين لتلقي التدريبات في معسكرات بالعراق وإيران.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن الوفد سيناقش مع المسؤولين في بغداد وطهران وحزب الله اللبناني المقترح الذي كشف عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحلال السلام في اليمن والذي قوبل برفض فوري من قبل قيادات حوثية.
وكانت مصادر سياسية قد كشفت النقاب عن ضغوط إيرانية تسببت في إثناء الحوثيين عن التوقيع على الاتفاق المقدم من المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ قبيل انتهاء مشاورات السلام اليمنية في الكويت، وهو الأمر الذي أكده وزير الخارجية الأميركي في المؤتمر الصحافي الذي عقده برفقة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في ختام اجتماع جدة والذي قال فيه إن الحوثيين تراجعوا عن التوقيع على الاتفاق في الساعات الأخيرة.
وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” أن يحيى الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة الحوثية التحق بالوفد القادم من العاصمة العمانية مسقط بعد زيارة قصيرة لألمانيا التي كان يقيم فيها قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وقال مراقبون إن زيارة الوفد الحوثي إلى بغداد الواقعة تحت سيطرة أحزاب موالية لإيران لا تحقق أي اعتراف خارجي لسلطة الحوثيين في بغداد، لكنها تعكس تمسك إيران بالورقة الحوثية في سياق صراعها مع السعودية على مواقع التأثير في المنطقة.
ولا تخفي السلطات الإيرانية علاقتها الوثيقة مع الحوثيين كمجموعة طائفية تراهن عليها لإزعاج السعودية من جبهة الجنوب تماما مثل رهانها على الأحزاب الدينية في العراق لتلعب نفس الدور على جبهة الشمال، وفي لبنان لإرباك الدور الذي تلعبه الرياض اقتصاديا وسياسيا.
ورجح المحلل السياسي والباحث في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية عدنان هاشم في تصريح لـ”العرب” أن تناقش الزيارة عدة قضايا من بينها السعي للحصول على اعتراف بالمجلس السياسي الأعلى إلى جانب عرض العديد من الملفات على الجانب الإيراني باعتباره الداعم الرئيسي للجماعة.
وإذا كانت طهران تنكر إرسال الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، لكن تقارير مختلفة بعضها غربي مبني على تصريحات مسؤولين أميركيين تكشف عن أن المسؤولين الإيرانيين عملوا على تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، وخاصة الصواريخ.
وكان كيري أعرب عن قلق بلاده من وضع صواريخ قادمة من إيران قرب الحدود السعودية، مشددا على أن الأسلحة الإيرانية في اليمن لا تمثل تهديدا للسعودية فقط بل لكل المنطقة.
وأوضح خلال زيارة له إلى السعودية الأربعاء أن استمرار شحن الصواريخ إلى اليمن يهدد أمن المنطقة.
واعتبر المراقبون أن تحرك الوفد الحوثي لن يحدث أي اختراق دبلوماسي خارجي، لكنه، على النقيض تماما، قد يربك تحالفات الحوثيين في الداخل، الذين يعملون على تجيير تحالفهم مع الرئيس السابق لتحقيق اعتراف خارجي.
ومن شأن هذه الخطوة أن توسع من الخلافات بينهما خاصة أن صالح يسعى هو أيضا إلى استثمار تحالفه مع الحوثيين للبحث عن اعتراف خارجي بدوره، وخاصة من السعودية التي عبر مرارا عن رغبته في الحوار معها.
وذكرت مصادر أن ممثلي حزب صالح (7 أعضاء من أصل 14 عضوا قوام الوفد المشترك)، رفضوا الذهاب رفقة وفد الحوثيين في “الجولة الغامضة والمفاجئة” التي سينتهي بها المطاف في طهران.
اقرأ ايضا: