اخبار الساعة

اسرائيل تسرب بضعة أسرار عن صفقة لتبادل الاسرى

فلسينيون من أنصار حماس يحتلفون بأنباء الصفقة في غزة يوم الثلاثاء. تصوير: محمد سالم - رويترز
اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي بتاريخ: 12-10-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (2411) قراءة

قال مفاوض اسرائيلي ان احتمالات التوصل الى اتفاق مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط مقابل الف سجين فلسطيني ظهرت في يوليو تموز.

وأضاف ديفيد ميدان يوم الثلاثاء والذي مثل اسرائيل في المفاوضات ان المخابرات الاسرائيلية علمت منذ ثلاثة اشهر أن حماس التي تدير قطاع غزة وتحتجز شليط باتت أكثر براجماتية واستعدادا لابرام اتفاق بوساطة مصرية.

وقال يورام كوهين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) في تصريحات للصحفيين أدلى بها مع ميدان "اعتبارا من تلك اللحظة بدأت الامور تتحرك."

وسرت شائعات في مناسبات عدة على مدى الاعوام الثلاثة الماضية عن اتفاق وشيك لتبادل الاسرى مع حماس يتم تسليم شليط لاسرائيل بموجبه وفي مرتين ساد اعتقاد باقتراب التوصل الى اتفاق لكن الاتفاق النهائي راوغ الجانبين.

وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء أن حكومته وحركة حماس بدأتا الاتفاق على تبادل الاسرى يوم الخميس الماضي وتوصلتا الى صيغته النهائية يوم الثلاثاء.

وستفرج اسرائيل عن 450 شخصا في الايام القادمة كمرحلة أولى من المبادلة في حين تفرج حماس عن شليط الذي كان عمره 19 عاما حين اختطف على حدود غزة عام 2006 . وسيتم الافراج عن 550 فلسطينيا اخرين في وقت لاحق.

وقال كوهين ان 203 سيعيشون في المنفى في دول لم يتم تحديدها بعد بينما يعود 110 الى الضفة الغربية والقدس الشرقية و131 الى غزة. وسيتم الافراج عن ستة من عرب اسرائيل ايضا.

ولم تتضمن هذه القائمة الناشط الفلسطيني مروان البرغوثي الذي أدين بالقتل بزعم دوره في هجمات على اسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية او احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي أدين بالتخطيط لاغتيال وزير في الحكومة الاسرائيلية عام 2001 .

ووقع الاتفاق في القاهرة عن حماس نزار عوض الله في نهاية جلسة ختامية استمرت 24 ساعة حتى صباح الثلاثاء.

وتراجع نفوذ حماس السياسي لصالح حركة فتح في الاشهر القليلة الماضية حين دشن الرئيس محمود عباس زعيم فتح حملة للاعتراف بدولة فلسطينية من خلال الحصول على العضوية الكاملة بالامم المتحدة.

واتخذت حماس اجراءات صارمة ضد جماعات أصغر حجما شنت هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر على اسرائيل مما يهدد برد عسكري اسرائيلي.

ورحب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالتبادل بوصفه انجازا وطنيا وانطلقت الاحتفالات في قطاع غزة الذي سيطرت عليه الحركة بعد اقتتال مع فتح لم يدم طويلا عام 2007 .

وأشاد كوهين وميدان المفاوضان الاسرائيليان بمصر وقالا انها لعبت دورا حيويا وفعالا في ابرام الاتفاق وسهلت التوصل اليه بحرفية.

ومن المرجح أن يعزز هذا التعاون العلاقات بين اسرائيل ومصر بعد أشهر من التوترات عقب الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك التي أثارت مخاوف بين الاسرائيليين من احتمال أن يلغي حكام مصر في المستقبل معاهدة السلام بين البلدين.

وقال نتنياهو الذي أعلن الاتفاق امام حكومته انه يخشى من أن الوقت ينفد بالنسبة لشليط وسط الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي.

وأضاف "أعتقد أننا وصلنا الى أفضل اتفاق في هذا الوقت الذي تجتاح فيه العواصف الشرق الاوسط. لا أدري ما اذا كان بوسعنا التوصل الى اتفاق أفضل او حتى التوصل الى اتفاق على الاطلاق في المستقبل القريب."

وتابع قائلا "كان من الممكن أن نخسر هذه الفرصة الى الابد ولا نتمكن من اعادة شليط الى الوطن على الاطلاق."

وفي عام 2009 انهارت مفاوضات لتبادل الاسرى حين قالت اسرائيل ان الافراج عن 100 سجين طلبت حماس اطلاق صراحهم يمثل تهديدا للامن وأشارت الى أنه لن يتم الافراج عنهم أبدا.

وقال مسؤول غير اسرائيلي يشارك في المحادثات وطلب عدم نشر اسمه لرويترز في غزة ان الجليد بدأ يذوب منذ ثلاثة اشهر حين أجرت اسرائيل وحماس محادثات غير مباشرة وأظهر الجانبان مزيدا من المرونة.

وأضاف "اسرائيل طرحت جزءا كبيرا من هذه الاسماء. حماس ضحت ببعض الاسماء ايضا وتوصلتا الى حل وسط."

وقال ان اسرائيل وافقت على الافراج عن نشطاء بارزين من الاسماء غير المعروفة جيدا في اسرائيل. وقال ميدان ان اسرائيل رفضت الافراج عن عدد من "أسوأ القتلة."

وذكر المسؤول لرويترز في غزة أن نتنياهو كان يطلع على ما يتوصل اليه مفاوضوه اولا بأول.

واتصل نتنياهو برئيس المخابرات العامة المصرية مراد موافي حين تم الاتفاق من حيث المبدأ وأعطاه الضوء الاخضر ووافق الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس على العفو عن الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم.

وأشار المسؤول الى أن الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي ساعدت في تحسين مناخ التفاوض مؤيدا ما ورد في تصريحات اسرائيلية أفادت بأن حماس التي تأخرت في دعم الثورتين في تونس ومصر تشعر بتقلص مساحة المناورة المتاحة لها.

وقال "الظروف تغيرت واسرائيل تعي ذلك والتغيرات في المناطق المحيطة ساعدت في انجاز الامور."

من أوري لويس ونضال المغربي

اقرأ ايضا: